حرب السفن.. هل تشكل تهديدا لإسرائيل؟
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
منذ بداية الحرب الجديدة بين إسرائيل وحماس، عبّرت عدة عواصم عالمية وعلى رأسها واشنطن، عن رفضها لتوسيع الصراع، خصوصا عن طريق أذرع إيران في المنطقة.
وحتى الآن، نجحت الولايات المتحدة في تخفيف المخاطر العسكرية المباشرة المرتبطة بهجوم حماس في أكتوبر الماضي، والتوسع الإقليمي الكبير للصراع، وفق تحليل لمعهد "أتلانتيك"رغم استهداف إسرائيل عدة مرات من قبل حزب الله اللبناني، ناحية الشمال، وجماعة الحوثي في اليمن، من الجنوب.
ومع إعلان المتمردين الحوثيين في اليمن، الأسبوع الماضي، احتجازهم سفينة مملوكة لشركة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، وحادثة استهداف سفينة أخرى، بطائرة من دون طيار من صنع إيراني يوم الجمعة، زادت الخشية من توسع الحرب في المنطقة لتشمل "حرب سفن".
وتعرضت سفينة تجارية مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، لهجوم في المحيط الهندي، الجمعة، بطائرة مسيّرة يشتبه بأنها إيرانية الصنع، وفق ما أفاد مسؤول عسكري أميركي، السبت.
وأضاف المسؤول الذي طلب من وكالة رويترز، عدم الكشف عن هويته، أن السفينة "سي.إم.إيه سي.جي.إم سيمي" التي ترفع علم مالطا وأعيدت تسميتها حديثا "ماييت" تعرضت لهجوم من طائرة مسيرة يبدو أنها إيرانية من طراز "شاهد-136" في الجزء الشمالي الشرقي من المحيط الهندي.
وحذّر الحوثيون الأسبوع الماضي من أنّ السفن الإسرائيلية "هدف مشروع" لهم.
وأكد قائد القوات البحرية التابعة للمتمرّدين اليمنيين اللواء محمد فضل عبدالنبي، الأسبوع الماضي، من على متن السفينة المحتجزة أن ما أسماهم "المتحالفين مع العدو الصهيوني والذي يؤمّنون له المرور في باب المندب يعتبرون أيضًا هدفًا مشروعًا".
فهل يمكن أن تتطور هذه الاستهدافات لتصبح حرب سفن؟ وما خطورة ذلك على مساعي احتواء الصراع بين حماس وإسرائيل؟
"تهديد حقيقي"يرى الخبير الأمني الأردني، بشير الدعجة، أن هناك تهديدا حقيقيا على السفن الإسرائيلية "في الأسابيع والأشهر المقبلة" حسب تعبيره.
وفي حديث لموقع الحرة، شدد الدعجة، على أن السفن الإسرائيلية أو تلك التي تحمل الراية الإسرائيلية أو يملكها إسرائيليون، سيتم الاستيلاء عليها بمجرد مرورها بمياه اليمن "لا سيما المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون".
في المقابل، يرى المحلل الإسرائيلي، روني شالوم، أن التهديد على السفن التي تمر بجانب اليمن ليس خاصا بالسفن الإسرائيلية "بل يسري كذلك على كل السفن التجارية التي تمر من هناك".
شالوم، دلّل على موقفه، في اتصال مع موقع الحرة، بالقول إن السفينة الأولى التي أعلن المتمردون الحوثيون الاستيلاء عليها "لم تكن إسرائيلية، بل هي ملك لشركة بريطانية يابانية، وأحد أصحاب تلك الشركة إسرائيلي".
من جانبه، يرى المحلل السياسي الإسرائيلي، عكيفا دار، أنه "من حسن الحظ لم يكن في السفينة التي استولى عليها الحوثيون أي إسرائيلي" مشيرا هو الآخر في مقابلة مع موقع الحرة، أن السفينة ملك لشركة يملك بها إسرائيلي أسهما، وليست ملكا للدولة، وفق قوله.
وكان الجيش الإسرائيلي أيضا، نفى، أن تكون السفينة التي احتُجزت إسرائيلية، وقال إنها "طاقمها مدنيون من جنسيات مختلفة وليس بينهم إسرائيليون".
ويطل الساحل اليمني على مضيق باب المندب، وهو ممرّ ضيّق بين اليمن وجيبوتي عند أقصى جنوب البحر الأحمر.
ويعدّ أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم، إذ يعبره حوالى خمس الاستهلاك العالمي من النفط، بما في سفن إسرائيلية.
ويرى الدعجة أن "إيران وأذرعها في المنطقة، يحاولون الآن، التخفيف قدر الإمكان على غزة بالضغط على الإسرائيليين لحملهم على تخفيف حربهم عليها".
وتوقع المتحدث أن يكون هناك رد أميركي على أي انزلاق خطير بالمنطقة، لا سيما ناحية السواحل وفي عرض البحر "حيث أن أسطولها موجود منذ بدء الحرب بالقرب من المنطقة" منعا لتوسع الصراع.
وقال الدعجة "إذا استمرت هذه الأعمال وزادت عن حدّها ستوف تتدخل الولايات المتحدة لمحاولة ردع إيران وأذرعها العسكرية".
لكنه استبعد أن تكون هناك مواجهة مباشرة سواء بين أميركا وإيران أو إسرائيل وإيران، مشيرا إلى أن الأخيرة اكتفت حتى الآن بتوظيف أذرعها وهو ما ستستمر عليه إذا ما استمرت الحرب بين إسرائيل وغزة بعد الهدنة الجارية.
وبعد أسابيع من الحرب بين إسرائيل وحماس، توصّل الطرفان بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، إلى اتفاق هدنة لأربعة أيام يتخللها إفراج الحركة عن رهائن لديها، لقاء إطلاق إسرائيل سراح فلسطينيين معتقلين في سجونها.
ودخل الاتفاق حيّز التنفيذ، الجمعة، مع إفراج حماس عن 13 إسرائيليا، وإطلاق الدولة العبرية سراح 39 فلسطينيا.
ومساء اليوم ذاته، أطلقت حماس سراح 10 تايلانديين وفيليبيني واحد، في "بادرة" من خارج الاتفاق الأساسي.
رغم ذلك، يقول المحلل الإسرائيلي، عكيفا دار، إن "إسرائيل لا يمكن أن تجلس مكتوفة الأيدي أمام استفزازات الحوثيين، في عرض البحر".
وأضاف أن إسرائيل تضع العالم شاهدا حول ما تقوم به هذه الجماعة المتمردة، "لكنها حتما سترد إذا ما تم استهدافها مباشرة".
ورجح الرجل أنه في هذه الحالة، سيصعب التحكم في نطاق الحرب، التي قد تتوسع فعلا بفعل "الاستفزازات الحوثية".
"حرب شاملة"في سياق حديثه، يُذكّر عكيفا دار، بالقصف الصاروخي الذي تعرضت له منطقة إيلات في إسرائيل، من قبل الحوثيين مرجحا أن يكون "صبر إسرائيل على ذلك، استجابة للضغط، الذي ما رسته الإدارة الأميركية مخافة توسع الصراع".
ويرى أن توسع الحرب سيعني حتما دخول إيران وحزب الله إلى جانب حماس ضد إسرائيل ما يعني حربا شاملة في المنطقة.
ثم عاد ليؤكد أن "إسرائيل تقوم على مبدأ عدم تجاهل أي خطر لأن ذلك يعطي انطباعا عنها بأنها ضعيفة" وهو ما يعني أن توسع الحرب خطر لا يزال قائما طالما أن هناك خطرا يداهمها سواء من الحوثيين أو أي جهة أخرى برا أو بحرا.
لكنه جدد التذكير بأنه "طالما لم يقتل أي إسرائيلي بسبب هذه الاستفزازات ستكتفي إسرائيل بالطرق الدبلوماسية".
من جانبه، شدد الدعجة على أن إسرائيل لا ترغب في توسيع نطاق الحرب، بمواجهة اليمن أو إيران لأن ذلك "سيؤدي إلى تشتيت جهدها العسكري وفتح جبهات حرب هي في غنى عنها، حيث أن تركيزها الآن ينصب كاملا في قطاع غزة".
لكنه ورغم ذلك، يرى بأن فرص توسيع الصراع "لا تزال قائمة" وأن الوضع مستقبلا مرتبط بما يجري بين إسرائيل وحماس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السفن الإسرائیلیة بین إسرائیل فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
ارتفاع حالات العجز والبتر.. إصابة 22 ألف جندي إسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة
#سواليف
أكدت وزارة #أمن_الاحتلال، #إصابة 22 ألف #جندي منذ اندلاع #الحرب_الإسرائيلية على قطاع #غزة في 7 أكتوبر 2023، مشيرة إلى أن قسم إعادة التأهيل التابع لها يعالج حاليا نحو 82 ألفا و400 جندي ومقاتل أصيبوا خلال الخدمة العسكرية.
وبحسب أرقام نقلتها صحيفة “جيروزاليم بوست”، فإن من بين إجمالي عدد #المصابين، يتلقى نحو 31 ألفا العلاج لمشكلات نفسية مثل #اضطراب ما بعد #الصدمة.
وذكرت الوزارة أن 22 ألف جندي إسرائيلي أصيبوا منذ حرب أكتوبر 2023 على قطاع #غزة، من بينهم 58% يتلقون #العلاج لمشاكل #الصحة_النفسية، حيث قالت الوزارة إنها تتلقى ما يقارب 1500 طلب شهريا للاعتراف بمشكلات نفسية مرتبطة بالخدمة العسكرية.
مقالات ذات صلةوتوقعت الوزارة أن يصل عدد المصابين الذين يتلقون العلاج إلى 100 ألف بحلول عام 2028، نصفهم تقريبا سيعانون من اضطرابات نفسية.
ومنذ بداية الحرب على غزة أصيب أكثر من ربع الجرحى الحاليين (26%)، بينهم 132 أصبحوا مقعدين على الكراسي المتحركة و64 يعانون عجزا كاملا بنسبة 100%، إضافة إلى 88 مبتورا، و5 فقدوا أبصارهم نتيجة إصابات الحرب.
وفي مواجهة هذا الارتفاع الكبير في أعداد المصابين، شكّلت وزارتا الأمن والمالية التابعتين للاحتلال لجنة عامة لبحث توسيع نطاق الدعم والعلاج لجنود الجيش وقدامى المحاربين الجرحى.
وأشارت الوزارة إلى أنها بصدد زيادة ميزانية القسم بنسبة 53% لتصل إلى 8.3 مليارات شيكل (2.57 مليار دولار)، يخصص نصفها تقريبا لعلاج الحالات النفسية.
وتشير بيانات الوزارة، وفقا للصحيفة، إلى أن غالبية المصابين (68%) من فئة عمرية تتجاوز الـ40 عاما، وأن مدينة موديعين-مكابيم-ريوت سجلت أعلى معدل إصابات بالنسبة لعدد السكان، تليها هرتسليا ورمات غان، في حين يُعد أكبر المصابين سنا أحد قدامى مسلحي منظمة “الهاغاناه” الصهيونية ويبلغ حاليا 98 عاما.