إسراء الجعابيص.. قصة الأسيرة المحررة من سجون الاحتلال
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
8 سنوات مريرة قضتها في سجون الاحتلال، تنظر من خلف القضبان وفي عينيها بريق أمل ترجو أن يتحقق برؤية السماء الصافية والشمس الذهبية دون حائل يقف بوجهها، إلى أن تحقق حلمها بعد انقضاء تلك السنوات، إنها الأسيرة المحررة إسراء الجعابيص، والتي أفرجت عنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ضمن صفقة تبادل الأسرى.
وعادت الأسيرة المحررة إسراء الجعابيص، لتجمع شمل عائلتها، تاركة وراءها قصة صمود ومعاناة لا تُنسى، وبعد هذه المحنة، تُعبر إسراء بكلمات مؤثرة عن جرح الوطن الفلسطيني، حيث تقول: «نخجل أن نفرح وفلسطين كلها جريحة».
ولدت إسراء الجعابيص عام 1986، كانت أسيرة مظلومة ومصابة بحروقٍ درجتها الأولى والثانية والثالثة تغطي نصف جسدها، وفقدان أجزاء من يديها، وتشوهات في وجهها وظهرها، جراء حادثة تعرضت له بعد اعتقالها على خلفية حريق اندلع في سيارتها.
وبينما كانت إسراء الجعابيص، تلجأ للمساعدة، وجدت نفسها بين أيدي جنود صهاينة استيطانيين، الذين لم يكتفوا بإعادتها لسيارتها لتحترق فيها، بل احتجزوها في سجون الاحتلال لسنوات طويلة، تعرضت خلالها لعذابات نفسية وجسدية قاسية.
تلقت إسراء تعليمها في الكلية الأهلية في بيت حنينا، وكانت تعمل في مجال التربية الخاصة، مُساهمة في خدمة المسنين والمشاركة في الفعاليات التربوية، وكان لديها ابن يبلغ من العمر 8 أعوام، معتصم، الذي أمضى فترة طويلة من حياته منفصلًا عن والدته.
كلمات الأسيرة المحررة #اسراء_الجعابيص تضع رجولتنا جميعاً في مأزق.
كما تكشفنا أمام أنفسنا، كيف شغلتنا الدنيا بتوافهها عن قضايانا الأساسية؟#غزة #الهدنة #تبادل_الأسرى pic.twitter.com/s5Gg1iwpRn
— Mourad Aly د.مراد علي (@mouradaly) November 26، 2023
اعتقال الأسيرة الفلسطينية إسراء الجعابيص
وجاء يوم 11 أكتوبر 2015 حاملًا معه الحادث الأليم الذي دام لثمانِ سنوات، فعندما كانت إسراء في طريقها إلى القدس وتحمل بعض الأغراض المنزلية، وفي محاولة للتوقف قبل حاجز الزعيم، تعطلت سيارتها وحدث تماس كهربائي أدى إلى انفجار الوسادة الهوائية واندلاع النيران في السيارة. بينما طلبت المساعدة من رجال الشرطة الإسرائيلية، تجاهلوا طلبها واتُّهِمت بمحاولة تنفيذ عملية، وبعد محاكمة مثيرة ومُطوّلة، حُكم عليها بالسجن لمدة 11 عامًا.
وكانت تعيش عائلتها، وخصوصاً ابنها معتصم في ظل انفصال قاسٍ، وتسلط الأضواء على قضيتها الظالمة دفعت نشطاء حقوق الإنسان إلى الحملات الدولية للإفراج عنها وعلاجها، مُسلطين الضوء على معاناتها الجسدية والنفسية الهائلة.
ولم يمنع ذلك الحكم الظالم الدعوات المُلحّة للإفراج عنها، فإسراء تحتاج لعلاج عاجل وعمليات ترميم لتحسين وضعها الصحي الحرج، ورغم معاناتها الجسدية، فهي تظل رمزًا للصمود والإصرار في وجه الظلم والقهر، ولتسطر اسمها في تاريخ المقاومة الفلسطينية بأحرف من ذهب تظل خالدة أمد الدهر لتضرب أروع الأمثلة في الاستبسال ضد المحتل.
اقرأ أيضاًالفصائل الفلسطينية تعلن اليوم إضرابا شاملا بجنين حدادا على شهداء الاقتحامات
وزيرة التعاون الدولي القطرية تزور الجانب الفلسطيني من معبر رفح
«القاهرة الإخبارية»: الفصائل الفلسطينية تعلن إضرابًا شاملًا بجنين حدادًا على شهداء الاقتحامات
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسراء إسراء الجعابيص اسراء الجعابيص الأسيرة إسراء الجعابيص الأسيرة المحررة الأسيرة المحررة إسراء الجعابيص الاسيرة اسراء الجعابيص الأسیرة المحررة إسراء الجعابیص
إقرأ أيضاً:
نتنياهو اقتحم الزنزانة فجرا.. لينا الطبال تروي لـعربي21 ما حدث معها داخل سجون الاحتلال (شاهد)
تواصل شهادات الناجين والعائدين من أسطول الصمود لتكشف جانبا مظلما من سياسات الاحتلال داخل سجونه في ظل الحرب على غزة، إذ اتسعت دائرة الانتهاكات لتطال الإعلاميين والحقوقيين وطواقم الإغاثة وكل من يحاول الاقتراب من خطوط النار.
وبينما تتصاعد التحذيرات الدولية بشأن تدهور الوضع الإنساني، تبرز روايات المشاركين في أسطول الصمود والوفود الإنسانية لتفضح حجم العنف المستخدم في منع دخول المساعدات وعرقلة أي جهد يهدف إلى تخفيف معاناة المدنيين.
وسط هذا المشهد المأزوم، تكشف شهادة الناشطة الحقوقية لينا الطبال لـ"عربي21" تفاصيل جديدة عن طريقة تعامل الاحتلال مع المتطوعين والأسرى، لتضيف حلقة أخرى إلى سلسلة طويلة من الروايات التي تتهم الاحتلال الإسرائيلي باستخدام القوة المفرطة والتعذيب والاحتجاز التعسفي، سواء في البحر أو داخل المعتقلات.
في لقاء اص تحدثت الطبال لـ"عربي21" عن تفاصيل اختطافها أثناء مشاركتها في أسطول الصمود الذي انطلق محملا بمساعدات طبية وغذائية باتجاه قطاع غزة، قبل أن تعترضه البحرية الإسرائيلية في عرض البحر وتقتاده بالقوة إلى داخل الأراضي المحتلة.
وقالت الطبال إن الهجوم "كان لحظة هلع حقيقية" إذ فوجئ أفراد القافلة بزوارق حربية تحاصر السفينة من اتجاهات متعددة، يتبعها إطلاق نار تحذيري وصراخ الجنود المطالب بوقف المحركات فورا، وأضافت "لم نكن مسلحين ولا حتى قادرين على المقاومة.. كنا فريقا إنسانيا، لكنهم تعاملوا معنا كتهديد عسكري".
وأكدت الناشطة الحقوقية أنهم كانوا في مهمة إنسانية تحمل مساعدات ودواء، قبل أن تُقدم البحرية الإسرائيلية على "قرصنة" السفينة في عرض البحر، في خطوة قالت إنها تخالف اتفاقيات روما والاتفاقية الثالثة واتفاقيات البحر، وتُعد "جريمة حرب" وفق تعبيرها.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وأضافت الطبال أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نقلتهم قسرا إلى "أرض العدو"، معتبرة أن هذا الإجراء يشكل هو الآخر "جريمة حرب"، مشيرة إلى أنهم تعرضوا لتحقيق ومحاكمة "غير شرعيين"، ولم يسمح لهم بمقابلة محامين.
وتحدثت عن ظروف احتجاز قاسية، شملت التعذيب الجسدي والحرمان من الدواء والطعام والماء، مؤكدة أنهم ظلوا حتى الأيام الأخيرة يشربون ماءً ملوثا "أصفر أو بني"، وأن الطعام الذي قدم لهم كان قليلا جدا، وذكرت أن ناشطات أخريات تعرضن للضرب، إلى جانب "تعذيب نفسي" تمثل في منع النوم وإجبارهن على التوقيع تحت التهديد.
نتنياهو يدخل عليها بالكلاب البوليسية
وفي واحدة من أخطر رواياتها، قالت الطبال إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دخل الزنزانة التي كانت فيها عند الساعة الرابعة فجرا، برفقة كلاب بوليسية وقوة كوماندوز إسرائيلية، وإن عناصر القوة وجهوا البنادق والأسلحة الثقيلة نحو رؤوس المحتجزات، وهددوهن بالموت و"الإلقاء بالغاز"، واتهامهم بالإرهاب من قبل رئيس وزراء الاحتلال، وهو ما قالت إنه كان يتكرر يوميا مرات عدة.
وفي جانب آخر من حديثها، تناولت الطبال ما وصفته بسياسة الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ احتلال فلسطين، معتبرة أن الاحتلال يسعى إلى "إبعاد الفلسطينيين عن الوطن ومحو الهوية والثقافة".
وأشارت إلى أن ما جرى خلال محاولات إفراغ غزة من سكانها مثال على ذلك، لافتة إلى وجود طائرات تنقل فلسطينيين إلى جنوب أفريقيا، رغم اختلاف الهوية الثقافية بين الطرفين.
تضيق على الأسرى المحررين
وأكدت الطبال أن الأسرى المحررين يواجهون بدورهم تضييقات وملاحقات دائمة، سواء داخل فلسطين أو خارجها، موضحة أنهم معرضون للتهديد بالقتل أو الاعتداء، وأن إعلام الاحتلال الإسرائيلي نفسه كان يناقش فكرة "إبعاد الأسرى إلى أقصى الأرض حتى لا يعودوا مرة أخرى"، وفق تعبيرها.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)