دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- استقبلت مصر وفودًا رسمية من دول خليجية لبحث ضخ استثمارات جديدة في السوق المحلية بمختلف الأنشطة الاقتصادية، بعد أيام قليلة من إعلان مؤسسات دولية عزمها ضخ استثمارات في مصر لمساندة الاقتصاد المصري لمواجهة تداعيات الحرب في غزة ووقف الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. في وقت أكد رجال أعمال مصريين أن هذا الإقبال مرتبط باعتبارات سياسية، خاصة بعد موقف مصر القوي خلال الحرب في غزة، إضافة إلى انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار جعل الأصول المصرية مغرية.

استهلت السعودية زيارات الوفود الخليجية إلى مصر، بوفد برئاسة ماجد القصبي وزير التجارة السعودي، وبرفقته 91 رجل أعمال سعودي. ونقلت وسائل إعلام محلية أنباء عن عزم إحدى شركات مجموعة فواز الحكير ضخ استثمارات بقيمة 1.5 مليار دولار في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والعقارات خلال عام 2024، إضافة إلى استثمار إحدى شركات مجموعة بن لادن في قطاع العقارات. وتلى ذلك زيارة وفد قطري، برئاسة لولوة الخاطر وزيرة التعاون الدولي، لبحث زيادة الاستثمارات بين البلدين.

كما زار مصر وفد بحريني، برئاسة سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد، الذي أعلن نية بلاده مضاعفة حجم التجارة مع مصر إلى مليار دولار سنويًا، واستثمار الشركات البحرينية في صناعة الألومنيوم والسياحة والاتصالات والبريد والقطاع المصرفي.

وأجرى وفد عماني، برئاسة قيس بن محمد موسى اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار. وقال بيان رسمي لوزارة التخطيط إن مباحثات جرت حول تأسيس صندوق مصري عماني يتم ضخ أموال فيه لعدد من المجالات المحددة كالصناعات الزراعية والتصنيع الغذائي والأدوية.

وقال رئيس الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين محرم هلال، إن هناك إقبالا ملحوظًا من الشركات الخليجية للبحث عن الفرص الاستثمارية بالسوق المحلي، لمساندة الاقتصاد الوطني، الذي يواجه ضغوطًا غربية لقبول توطين الفلسطينيين في سيناء، إلا أن رفض القيادة السياسية والشعبية لمخطط التهجير، والتصدي لأية محاولات للتفريط في جزء من أرض الوطن.

وخلال مؤتمر صحفي عقده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الجمعة، مع رئيسي وزراء بلجيكا وإسبانيا، جدد السيسي تأكيده رفض التهجير القسري للفلسطينيين خارج قطاع غزة، موضحًا الفارق بين استضافة مصر 9 ملايين لاجئ من دول السودان وسوريا واليمن وليبيا بسبب مشكلات أمنية في بلادهم، فيما اعتبر أن التهجير القسري للفلسطينيين سيؤدي إلى تصفية القضية.

وأضاف هلال، في تصريحات خاصة لـ CNNبالعربية، أن الحرب الإسرائيلية على غزة "أثبتت الدور الريادي لمصر في منطقة الشرق الأوسط سواء في التوسط لقبول الهدنة بين الطرفين والإفراج عن الرهائن، والتصدي لأية محاولات لاتساع رقعة الصراع، مما دفع دول الاتحاد الأوروبي للمسارعة دعم الاقتصاد المصري من خلال ضخ استثمارات بـ10 مليارات يورو، ونفس الأمر للدول الخليجية، والتي تبحث عن شراء أصول تدر دخل مرتفع، مما يحقق منفعة مشتركة وهي دعم الاقتصاد المصري وفي الوقت نفسه تحقيق عائدًا مرتفعًا".

حسب بيان رسمي، قال وزير المالية والاقتصاد الوطني البحريني إن "الفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة في مصر تنافس أفضل الفرص الاستثمارية المتاحة على مستوى العالم من حيث العوائد والقيم الاستثمارية، وتتوفر بمصر فرص تجارية ولوجيستية وسياحية ستؤثر في حركة الاقتصاد العالمي".

وأشار رئيس الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين إلى أن الأصول المصرية أصبحت مغرية للاستثمار في ظل تراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار، مضيفًا :"المستثمر الأجنبي الذي لن يستثمر في مصر خلال الفترة الحالية سيندم طوال عمره، فهناك العديد من الأصول العقارية والسياحية وحتى المصانع معروضة للشراكة مع القطاع الخاص بأسعار لن تجد لها مثيلًا في المنطقة، وهذه ليست وجهة نظري فقط ولكنها آراء أغلب الاقتصاديين حول العالم".

وذكر محرم هلال أن "أن انضمام مصر لتجمع دول البريكس مطلع العام المقبل، سيسمح لها بالتبادل التجاري مع دول اقتصادية كبرى سواء الصين، وروسيا، والهند، والبرازيل، والدول المنضمة حديثًا مثل السعودية، وتركيا بالعملة المحلية مما يخفف الضغط من الطلب على الدولار، وسيعود الجنيه لسعره العادل أمام الأخضر".

وفي أغسطس/ آب الماضي، وافقت دول تجمع بريكس على انضمام 6 دول جديدة إلى التجمع، هي: إيران، والسعودية، والإمارات، ومصر، والأرجنتين، وإثيوبيا بداية من يناير/ كانون الثاني المقبل.

وعدّد رئيس الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين المزايا التنافسية للاقتصاد المصري، موضحًا أن أهمها "وجود سوق استهلاكي ضخم يتجاوز 105 ملايين نسمة - هذا بخلاف اللاجئين - وتوقيع مصر على اتفاقيات تجارة حرة مع الدول الأفريقية مما يسمح بنفاذ المنتجات المصرية للعديد من الأسواق الأفريقية، والتطور الواضح في البنية التحتية، سواء الطاقة أو شبكة الطرق والمحاور والموانئ، مما يسهل التجارة البينية مع الدول المجاورة، إضافة إلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس القريبة من الموانئ للسماح بتصدير المنتجات لكل دول العالم".

وتجاوز حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر أكثر من 10 مليارات دولار خلال العام المالي 2022/2023 بنسبة نمو 12%، وفقًا لبيانات البنك المركزي المصري.

من جانبه، يرى رئيس الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال فتح الله فوزي، أن انخفاض سعر العملة المحلية أمام النقد الأجنبي يمثل فرصًا مغرية أمام المستثمرين الأجانب، لافتًا إلى مشاركته في اجتماعات مجلس الأعمال المصري السعودي، ولمس اهتمام المستثمرين السعوديين بضخ استثمارات في قطاعات متعددة بالسوق المحلي وعلى رأسها العقارات.

وانخفض سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار بنسبة تتجاوز 50% نتيجة وجود أزمة نقص في النقد الأجنبي، بعد خروج الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة، وارتفاع فاتورة الواردات في أعقاب أزمة التضخم العالمي وارتفاع أسعار الفائدة، واندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

وأضاف فوزي، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، أن هناك اعتبارات سياسية تقف أيضًا وراء الإقبال الكبير من المستثمرين الأجانب والعرب على البحث عن فرص الاستثمار بالسوق المصري، خاصة أنه يتميز بمزايا تنافسية وأهمها سوق استهلاكي ضخم؛ لأن مصر أكبر دول عربية من حيث عدد السكان، ومن أوائل الدول في أفريقيا، مشيرًا لأهمية عقد الشراكات بين الشركات المصرية ونظيرتها الخليجية مما يسهم في تسريع وتيرة إنشاء مشروعات مشتركة وتبادل الخبرات بين الطرفين، حسب قوله.

مصرالاقتصاد المصريدول الخليجنشر الأحد، 26 نوفمبر / تشرين الثاني 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الاقتصاد المصري دول الخليج الاقتصاد المصری ضخ استثمارات فی مصر

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي يستعرض أمام الشيوخ خطة إعداد المعلم في الجامعات المصرية

حضر المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، جلسة مجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس المجلس، جاء ذلك بحضور الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي.


وناقش مجلس الشيوخ تقرير لجنة التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن الدراسة المقدمة من السيدتين النائبتين / هبه شاروبيم، ورشا مهدى، بشأن" كليات التربية في جمهورية مصر العربية بين الواقع والمأمول".


واستعرض الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، جهود وخطة إعداد المعلم في الجامعات المصرية، مشيرًا إلى أن ذلك يتم من خلال إعداد تكاملي يجمع بين التخصص والتربية في الوقت نفسه، بالإضافة إلى إعداد تتابعي لخريجي التخصصات المختلفة ليكونوا معلمين، مع زيادة مساحة التربية العملية لتصبح عامًا دراسيًا كاملًا على غرار سنة الامتياز، فضلًا عن تطوير المقررات الدراسية لتصبح بينية وتكاملية.

وأكد وزير التعليم العالي، أن الخطة تتضمن الاهتمام بإعداد المعلم الباحث من خلال دراسة بحوث الفعل وتنفيذ المشروعات المهنية، واستحداث مسارين لإعداد معلم المرحلة الابتدائية، أحدهما لمعلم الفصل، والآخر لمعلم المجال، مع تقليل عدد الساعات النظرية لصالح زيادة الساعات التطبيقية والخبرات الميدانية. كما تتضمن الخطة طرح برامج جديدة لتدريس العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى إعداد معلمي STEM والمدارس الدولية.

وأشار إلى مبادرة “تميز المعلم”، التي تُنفذ بشراكة بين وزارة التعليم العالي، ووزارة التربية والتعليم، والمجلس الأعلى للجامعات، وثلاث جامعات دولية، مؤكدًا حرص الوزارة على الارتقاء بكليات التربية باعتبارها حجر الزاوية في تطوير المنظومة التعليمية، من خلال تنمية قدرات الكوادر الأكاديمية والإدارية، وتعزيز الشراكات مع الجهات الدولية، وإطلاق مبادرات تستهدف تحسين مخرجات التعليم التربوي.

وأضاف الدكتور أيمن عاشور، أن هناك 16 جامعة تم تطبيق هذه البرامج عليها لتطوير مفهوم التميز لدى الخريجين، إلى جانب برامج لإعداد المعلم في مرحلة الدراسات العليا. وأوضح أن 7500 معلم في مرحلة البكالوريوس استفادوا من هذه البرامج، بالإضافة إلى 500 معلم في برامج الدراسات العليا، و50 من القيادات، إلى جانب 356 عضو هيئة تدريس شاركوا في هذه البرامج. كما أكد أن الخطة تتضمن تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية، إلى جانب تجهيز البنية التحتية اللازمة لدعم تنفيذ هذه البرامج.

ووافق مجلس الشيوخ على تقرير اللجنة والمقترحات والتوصيات الواردة به وإحالته إلى الحكومة لاتخاذ ما يلزم تجاه ما ورد به من توصيات.

مقالات مشابهة

  • وزير الزراعة يدعو الفلبين لفتح أسواقها أمام الصادرات المصرية
  • الجزائر ومصر يبحثان تجسيد مشاريع استثمارية مشتركة
  • وزير التعليم العالي يستعرض أمام الشيوخ خطة إعداد المعلم في الجامعات المصرية
  • توجيه رئاسي بتعزيز الانضباط المالي لتطوير أداء الاقتصاد المصري.. نواب:الاقتصاد العالمي تضرر من حرب إيران وإسرائيل.. ومصر قادرة على تجاوز أزمات وتوترات المنطقة بهذه الإجراءات
  • عاجل- رئيس الوزراء يناقش تحصين الاقتصاد المصري من آثار التصعيد الإقليمي مع اللجنة الاستشارية
  • المراجعة الخامسة لصندوق النقد.. توجيهات رئاسية بشأن الاقتصاد المصري
  • شراكة استراتيجية بين الاتحاد العربي للتطوير واتحاد المستثمرين لدعم الاقتصاد العربي
  • «الجو جميل».. محمود التركي يطرح أولى أغانيه باللهجة المصرية
  • محرم هلال: القيادة السياسية تبذل مجهودا كبيرا لإزالة العقبات أمام المستثمرين
  • وزارة السياحة تستعد لإطلاق فرص استثمارية