اللوتري الأمريكي… حلم اليمنيين للهروب من واقع البلاد المتدهور
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
يمن مونيتور/تقرير خاص
منذ أعوام أصبح المواطن في اليمن يترقب موعد فتح اليانصيب الأمريكي للهروب من واقع البلاد المرير والذي ينحدر من السيئ إلى الأسوأ ولا مؤشرات تشير إلى فرج قريب للحرب في اليمن.
ووفقا لتقارير الخارجية الأمريكية فإن اليمن احتل المرتبة الأولى عربيا في الحصول على عدد تأشيرات الهجرة إلى أمريكا خلال العام 2021م وذلك بمجموع ما يقارب 4.
يهرع اليمنيون كل عام إلى أماكن شتى اتخذت من اليانصيب فرصة لكسب الأموال من أجل تسجيل القادمين إليها لعل الحظ يحالفهم في الهجرة إلى أمريكا والتي باتت جنة الخلاص في أذهان اليمنيين الذين يتجرعون الحياة في واقع مرير يشهد أزمات تكاد تكون يومية، وتشير تقارير إلى أنه خلال العام 2022 وحده بلغ عدد اليمنيين المتقدمين على برنامج القرعة الأمريكية حوالي مليون و200 شخص، من بينهم من يحمل شهادة الدكتورة والأطباء والمهندسين والطلاب.
رسالة الفرح
قد يأتي الفرح أحيانا كرسالة عبر الإيميل، هكذا قال الشاب مجاهد عبد الله، بعد فوزه بقرعة اليانصيب الأمريكي العام الماضي، ترك مجاهد مقعده الدراسي في الجامعة وتوجه إلى السفارة الأمريكية بجيبوتي لإكمال عملية الهجرة والسفر إلى أمريكا.
يقول “مجاهد” في تصريحه لموقع “يمن فريدوم” أن السفر إلى أمريكا كان حلما كبيرا بالنسبة له وقد قدم على اللوتري الأمريكي ثلاث مرات من قبل وناله الحظ في المرة الرابعة.
يضيف “مجاهد” قوله: “عند قبولي كان الوضع قد ساء كثيرا في عائلتي، وكنت على وشك التوقف عن الدراسة للبحث عن مصد دخل، ولكن الآن الحمد لله، أنا ولا شجن وأعمل في أحد المطاعم بدخل لا بأس به، وبدأت أفكر في إكمال تعليمي هنا”
الفقر والأزمات المتواصل هي ما تدفع بمواطني اليمن للبحث عن منفذ يهربون عبره إلى دول العالم للبحث عن الأمان والاستقرار وإعالة أسرهم والتخفيف عن معاناتهم المتكررة منذ تسعة أعوام مضت.
حلم بات حقيقة
بعد تخرجه من كلية العلوم الإدارية بجامعة تعز قدم الشاب “موسى الشميري” على القرعة الأمريكية للعام 2021، وحالفه الحظ في السفر من المرة الأولى للمحاولة، وصل موسى إلى الولايات المتحدة الأمريكية العام الماضي بعد إنجاز معاملات الهجرة والتي استغرقت عاما كاملا.
يقول “الشميري” بأنه عندما جاء الرد على الموافقة وقبوله في القرعة لم يكن يمتلك تكليف السفر والمعاملة، لكنه تمسك بحلم السفر واقترض المال من عائلته وأصدقائه وسافر إلى جيبوتي من أجل مقابلة اللجنة في السفارة الأمريكية، وعلى الرغم من الصعوبات التي صادفت موسى إلا أنه تمكن من السفر بعد معاناة استمرت لشهور.
يضيف لموقع “يمن مونيتور” قوله: “استغرقت مني تكاليف السفر ما يزيد على الخمسة آلاف دولار، لكن السفر من البلاد كان واجبا لأن العيش لم يعد ممكنا، وبسبب انعدام فرص العمل، وخاصة بعد تخرجي من الجامعة لم أجد عملا في مجال تخصصي إدارة أعمال، فكان السفر هو الفرصة التي سأتمكن من خلالها على تأمين مستقبلي”.
يمنح الفائز باليانصيب الأمريكي بعد أن يقابل اللجنة في السفارة تأشيرة الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتي تمكنه من العيش والعمل دون قيد أو شرط كما يمكنه الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة مع إمكانية السفر والعودة، وفي حال استكماله للشروط المحددة في القانون الأمريكي يمنح الجنسية الأمريكية، إلى جانب قدرتهم على إدخال بعض من أسرهم عبر قانون لم الشمل الذي يتيح لهم استقدام أسرهم للعيش في أمريكا.
وخلال الأيام الماضية اغلق التسجيل في القرعة الأمريكية لهذا العام، ويأمل الآلاف من اليمنيين أن يتم قبولهم هذا العام من أجل السفر للبحث عن حياة آمنة ومصدر دخل يستطيعون من خلاله تأمين معيشة أسرهم في اليمن، يرى البعض بأن استمرار الحرب وتفاقم الوضع الاقتصادي وغلاء الأسعار مع تدني دخل الأسر هي أسباب تدفع بالمواطن اليمني للبحث عن طريق للخروج من البلاد.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: اللوتري الأمريكي اليمن إلى أمریکا للبحث عن
إقرأ أيضاً:
سماء اليمن تُسقط هيبة الطائرات الأمريكية: “أم كيو 9” تفقد سيادتها أمام الدفاعات الجوية اليمنية
يمانيون../
نشرت صحيفة Business Insider الأمريكية تقريرًا تحليليًا موسعًا للكاتب المتخصص في الشؤون الدفاعية مايكل بيك، حمل عنوانًا لافتًا: “عهد طائرات MQ-9 Reaper يشارف على النهاية”، حيث استعرض فيه التحولات المتسارعة في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، مُسلطًا الضوء على التراجع الكبير في فاعلية الطائرات الأمريكية الثقيلة وعلى رأسها “ريبر”، التي كانت تمثل لسنوات طويلة رمزًا للهيمنة الأمريكية في الحروب الحديثة.
وفي مقدمة التقرير، اعتبر الكاتب أن ما يجري في اليمن، إلى جانب تجارب مشابهة في أوكرانيا ولبنان، يكشف بداية الانحدار لهذا النوع من الطائرات، بعد أن أظهرت بيئات المقاومة الشعبية والجماعات غير الدولتية قدرتها على إسقاطها بكفاءة، رغم بساطة منظوماتها الدفاعية مقارنةً بما تمتلكه القوى العظمى.
اليمن.. النموذج الأبرز لإفشال الهيمنة الجوية الأمريكية
ركز التقرير بشكل خاص على الدور المحوري الذي لعبته القوات المسلحة اليمنية في إسقاط طائرات MQ-9 Reaper، مشيرًا إلى أن اليمن وحدها شهدت تدمير ما لا يقل عن 15 طائرة من هذا النوع منذ أكتوبر 2023، بما في ذلك سبع طائرات في شهري مارس وأبريل 2025. وقدّر التقرير الخسائر الناتجة عن ذلك بنحو نصف مليار دولار أمريكي.
ويكشف الكاتب أن الدفاعات الجوية اليمنية لم تعتمد في إسقاط هذه الطائرات على أنظمة حديثة، بل استندت في كثير من الأحيان إلى صواريخ سوفييتية قديمة من طراز SA-2 وSA-6، وهو ما يبرهن على أن “ريبر” باتت هدفًا هشًا في ساحة المعركة، حتى أمام إمكانيات بدائية نسبياً.
مثال يتكرر في أوكرانيا ولبنان
واستعرض التقرير كيف اختفت طائرات مسيرة أخرى من السماء بعد أن ثبتت هشاشتها أمام منظومات دفاعية متوسطة. فطائرات “بيرقدار” التركية، التي رُوج لها كثيرًا خلال بدايات الحرب الأوكرانية، لم تصمد طويلًا أمام الشبكات الروسية، وكذلك الحال مع طائرات “هيرمس” الصهيونية التي سقطت على يد حزب الله في جنوب لبنان. هذه الأمثلة، وفقًا للتقرير، تعزز من فرضية أن “السماء لم تعد آمنة للطائرات الباهظة والمكشوفة”.
تغيّر في العقيدة العسكرية الغربية
ولم يكتف التقرير بعرض وقائع السقوط، بل غاص في عمق الأزمة الاستراتيجية التي تواجهها الجيوش الغربية. فبينما تبلغ تكلفة طائرة Global Hawk قرابة 200 مليون دولار، وقد سبق أن أسقطتها إيران في 2019، بات من غير المنطقي الاعتماد على منظومات مرتفعة التكلفة ولا تضمن البقاء في ساحة المعركة.
ويؤكد الكاتب أن ما يجري يمثل تحولًا جذريًا في العقيدة العسكرية، من منطق السيطرة التكنولوجية إلى عقيدة جديدة تعتمد على السرعة والكثرة والمرونة. فباتت الطائرات الرخيصة والقابلة للتضحية من نوع FPV خيارًا أكثر عقلانية من طائرات يصعب تعويضها عند سقوطها.
أزمة في البدائل
وحين ناقش التقرير البدائل المتاحة أمام الجيوش الغربية، أشار إلى محدودية الخيارات. فالأقمار الصناعية المنخفضة المدار تعاني من تغطية غير دائمة، والبالونات الثابتة لا يمكن نقلها بسرعة، مما يجعل المشهد المخابراتي في ميدان القتال معقدًا للغاية.
في ظل هذه الإخفاقات، يدعو بعض الخبراء لتطوير مسيرات أكثر خفاءً وتطورًا، إلا أن الكاتب حذر من أن هذه الطائرات الجديدة باهظة التكاليف ولا يمكن إنتاجها على نطاق واسع، خاصة في ظل ميزانيات محدودة كحال الجيش البريطاني مثلًا.
اليمن يعيد رسم ملامح الحرب الحديثة
ما تكشفه تجربة اليمن، بحسب التحليل، ليس مجرد تفوق دفاعي موضعي، بل نقطة فاصلة في مسار الحروب الجوية. فالقوات المسلحة اليمنية، بإمكانات تقنية محدودة ولكن بعقيدة عسكرية مرنة وذكية، تمكنت من انتزاع زمام المبادرة في مواجهة واحدة من أكثر الطائرات تطورًا في الترسانة الأمريكية.
لقد أنهى اليمن، بحسب توصيف التقرير، “الهيبة المطلقة لطائرة الريبر”، وفرض معادلة جديدة يُحسب لها ألف حساب قبل الإقدام على أي مغامرة جوية جديدة، ليس فقط في أجواء اليمن بل في أي ساحة تواجه فيها الولايات المتحدة خصمًا يمتلك الإرادة والإبداع أكثر من امتلاكه المعدات.
ولا مبالغة في القول إن سماء اليمن تحولت إلى مقبرة للطائرات الأمريكية، وأن سقوط الريبر لا يعكس فقط فشلًا تكنولوجيًا، بل ارتباكًا استراتيجيًا في طريقة التفكير الأمريكي في خوض الحروب. فالقوة لم تعد تُقاس بقيمة الطائرة، بل بمدى قدرتها على الصمود أمام صاروخ محمول على الكتف أو منظومة صواريخ أعيد إحياؤها من المخازن السوفييتية.
وها هي القوات المسلحة اليمنية، تثبت للعالم أن الإرادة والشجاعة والدقة في التخطيط يمكن أن تهزم التكنولوجيا مهما عظمت.