ذكرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الاثنين، أن اقتراح وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش، تخصيص ملايين الشواكل في ميزانية عام 2023، لتعميق الاستعمار في الأرض الفلسطينية، يعد استهتارًا بالمواقف الدولية والأمريكية الداعمة لحل الدولتين.

وحذرت الوزارة، في بيان صحفي، من مغبة إقدام الحكومة الإسرائيلية على اعتماد هذا المقترح الاستيطاني التوسعي وإقراره، واعتبرته إمعاناً إسرائيلياً في تسريع وتيرة الضم التدريجي المعلن وغير المعلن للضفة الغربية المحتلة وتقطيع أوصالها وإغراقها في تجمع استيطاني ضخم يرتبط بالعمق الإسرائيلي، بما يؤدي إلى تقويض فرصة تطبيق حل الدولتين، وتغيير الواقع التاريخي والسياسي والقانوني والديموغرافي للوضع في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، بما يحول دون تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية كما جاءت في قرارات الأمم المتحدة.

وذكرت أنه بات واضحاً أن اليمين الإسرائيلي المتطرف ومن يمثله في الحكومة الإسرائيلية أمثال "بن جفير وسموتريتش"، يستغلون أجواء حرب الإبادة الجماعية ومناخاتها ضد شعبنا في قطاع غزة لخلق وقائع جديدة على الأرض في الضفة الغربية المحتلة، تخدم أطماعهم الاستيطانية، عبر تنفيذ المزيد من الخطط والبرامج لتعميق الاستيطان ومحو ما يسمى بـ"الخط الأخضر" الفاصل، وكذلك عبر دعم مليشيات المستوطنين وعناصرها الإرهابية وقوات الاحتلال وتشجيعهم على تصعيد الحرب المفتوحة على الوجود الفلسطيني في القدس وعموم المناطق المصنفة (ج)، لتخصيصها كعمق إستراتيجي للاستيطان.

وحمّلت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج إقرارها مقترحات سموتريتش، خاصة تداعياتها على ساحة الصراع وأمن المنطقة واستقرارها، والجهود الدولية لإحياء عملية السلام وحل الصراع بالطرق السياسية التفاوضية.

وطالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بسرعة التدخل وممارسة ضغط حقيقي على الحكومة الإسرائيلية لإجبارها على عدم إقرار مثل هذه المقترحات التصعيدية التي من شأنها إدخال المنطقة في مزيد من الصراعات ودوامات العنف التي يصعب السيطرة عليها.

اقرأ أيضاً«الخارجية الفلسطينية»: أطفالنا يُقتلون في ظل غياب المُحاسبة الدولية

الخارجية الفلسطينية: ازدواجية المعايير الدولية سقطت أمام اختبار الإنسانية وحماية الفلسطينيين

الخارجية الفلسطينية: الفشل الدولي في وقف الحرب جعل إسرائيل أكثر جرأة في ارتكاب المجازر

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: احداث فلسطين اخبار فلسطين اسرائيل اسرائيل ولبنان الاحتلال الاسرائيلي الحدود اللبنانية الحدود مع لبنان تل ابيب طوفان الاقصى عاصمة فلسطين غلاف غزة فلسطين فلسطين اليوم قصف اسرائيل قطاع غزة قوات الاحتلال لبنان لبنان واسرائيل مستشفيات غزة الخارجیة الفلسطینیة الحکومة الإسرائیلیة

إقرأ أيضاً:

"الزويدين".. قرية بدوية ينهشها الاستيطان ونقص الخدمات الأساسية

الخليل - خاص صفا تتضاعف معاناة أهالي قرية الزويدين جنوب شرقي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، مع تصاعد اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط غياب لكل مقومات الحياة الأساسية، وحرمانهم من استغلال أراضيهم في الزراعة ورعي الماشية. وعلى بعد أمتار قليلة من منازل المواطنين، أقام أحد المستوطنين يدعى "شمعون عطية" بيته المتنقل، كي يكون مكانًا لمراقبة أهالي القرية، وأداةً لملاحقتهم والاعتداء عليهم، ومنعهم من ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي. والزويدين أو "أم الدرج"، هي إحدى قرى بلدة يطا جنوب الخليل، ويبلغ عدد سكانها حوالي 4000 نسمة، يعتمد سكانها على الزراعة وتربية المواشي، ويعود تاريخها إلى العهد الكنعاني. ويتهدد القرية البدوية، التي يقطنها عدد من العائلات البدوية، سرطان الهدم والتهجير القسري، وسط بيئة معيشية صعبة، وتضييقات إسرائيلية واستيطانية متزايدة على مصادر رزقها. بات العيش في القرية ليس بالأمر السهل، بعد أن شهدت هجمات المستوطنين وقوات الاحتلال تصاعدًا غير مسبوق في وحشيتها، حتى أصبح سكانها محاصرين من جميع الجهات بالاستيطان والاعتداءات التي لا تتوقف. هجمات يومية الناشط ضد الاستيطان عدي طعيمات يقول إن القرية تتعرض لهجمات واعتداءات يومية من قبل المستوطنين، وتحديدًا من المستوطن "شمعون عطية"، الذي أقام بؤرة استيطانية بمحاذاة منازل المواطنين، لأجل تنفيذ اعتداءاته بحق السكان والتنغيص على حياتهم وزيادة معاناتهم. ويوضح طعيمات في حديث لوكالة "صفا"، أن هذه الاعتداءات تتم بدعم من جيش الاحتلال، الذي يوفر الحماية الكاملة لهؤلاء المستوطنين، الذين باتوا يشكلون خطرًا كبيرًا على سكان القرية، بسبب تصاعد هجماتهم اليومية وحصارهم للقرية. ويضيف أن المستوطنين أقاموا بؤرتين استيطانيتين في محيط القرية، بهدف مراقبة أي تحرك فيها، والاعتداء على سكانها، ومصادرة أراضيهم، لدفعهم إلى الهجرة والترحيل القسري. ويتخلل تلك الاعتداءات الممنهجة، وفقًا لطعيمات، اعتقالات واقتحامات للقرية، والاعتداء على النساء والأطفال والمتضامنين، ومهاجمة المركبات ومصادرتها، فضلًا عن هدم المنازل وقطع المياه، وتحطيم أشجار الزيتون وإتلاف المحاصيل الزراعية. ولم تقتصر الاعتداءات على ذلك، بل يتعمد المستوطنون إغلاق الشارع الرئيس لقرية الزويدين، ومنع المواطنين من الدخول والخروج منها، مما يضطرون لسلوك طرق أخرى وقطع مسافات طويلة للوصول إلى ما يريدون. ويبين طعيمات أن أشجار الزيتون لم تسلم أيضًا، من اعتداءات المستوطنين، حيث جرى قطع وتحطيم نحو 30 شجرة، ناهيك عن منع المزارعين من الوصول لأراضيهم وحراثتها. نقص الخدمات ويُحرم أهالي الزويدين من استغلال أراضيهم الخاصة لغرض الزراعة أو رعي المواشي، بسبب هجمات المستوطنين، إذ جرى سرقة ومصادرة آلاف الدونمات منها، ومنع أصحابها من الاستفادة منها. وتعاني القرية من نقص حاد بالخدمات الأساسية، فهي معدومة تمامًا، ولا يوجد إلا مركز طبي واحد، يفتقر للكادر الطبي، مما يضطر المرضى لقطع مسافات طويلة مشيًا على الأقدام، لأجل الوصول إلى المستشفى الأهلي في مدينة الخليل. ويشير طعيمات إلى أن سلطات الاحتلال تمنع دخول أي مركبة تحمل مواد بناء للقرية، ويتم مصادرتها وفرض مخالفات عليها، ويعتمد سكانها على الحيوانات كوسيلة نقل، بدلًا من المركبات التي يتم ملاحقتها ومصادرتها باستمرار. ويتحدث الناشط ضد الاستيطان عن سياسة الهدم في القرية، قائلًا: إن سلطات الاحتلال هدمت عشرات المنازل والمنشآت الزراعية، بحجة البناء دون ترخيص، كما أوقفت بناء منازل أخرى قيد الإنشاء في القرية. وفي 15 سبتمبر/أيلول الماضي، أصدرت ما تسمى "الإدارة المدنية" الإسرائيلية إخطارًا يقضي بهدم مدرسة "الزويدين الثانوية"، رغم أنها قائمة داخل المخطط الهيكلي والتنظيمي للقرية. وجاء هذا الإخطار بعد تحريض من مؤسسة "ريغافيم" الاستيطانية، التي ادعت أن المدرسة أقيمت على أراضٍ مصنفة "محمية طبيعية". يقول طعيمات إن المدرسة المهددة بالهدم، والبالغ مساحتها 450 مترًا مربعًا، تضم ثمانية صفوف دراسية، وتخدم 170 طالبًا. ويتخوف الطلاب من الذهاب إلى مدرستهم يوميًا، خشيةً من تعرضهم لاعتداءات المستوطنين. ويضيف طعيمات "الوضع بالقرية مأساوي للغاية، ونطالب بدعم السكان وتوفير الحماية الكاملة لهم من اعتداءات المستوطنين، والعمل على تعزيز صمودهم داخل القرية". ويؤكد أن سلطات الاحتلال تسعى إلى التضييق على الفلسطينيين، وخنقهم اقتصاديًا، وجعل الحياة مستحيلة في القرية، فضلًا عن فرض واقع استيطاني بالقوة وتهجير السكان من أراضيهم. لكن "نؤكد أننا صامدون في أرضنا، ولن نرحل عنها، ولن نتركها لآخر قطرة دم". تهجير قسري المشرف العام لمنظمة البيدر الحقوقية حسن مليحات يقول إن قرية الزويدين تتعرض لهجمات مكثفة من قبل المستوطنين، تستهدف المواطنين وممتلكاتهم، بالإضافة إلى عمليات الهدم للبيوت والمنشآت الزراعية. ويشير مليحات لوكالة "صفا"، إلى أن ممارسات المستوطنين تتكرر يوميًا، بهدف التضييق المتعمد على المواطنين، وعرقلة حياتهم اليومية، لزيادة الضغط والحصار عليهم، بغية إجبارهم على الرحيل والهجرة بالقوة. ويوضح أن هذه الممارسات والاعتداءات تشكل خطرًا كبيرًا على السكان وممتلكاتهم، وتأتي ضمن سياسة ممنهجة تستهدف تهجير البدو قسرًا، والاستيلاء على أراضيهم.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية تدين اقتحام وإغلاق مقري لجان العمل الزراعي في رام الله والخليل
  • التحرير الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي يقوم بخروقات يومية وأعداد الشهداء في تزايد
  • الخارجية الفلسطينية: على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته الأخلاقية لمنع انتهاكات الاحتلال المتكررة
  • الخارجية الفلسطينية: الاحتلال يغلق مقر اتحاد لجان العمل الزراعي
  • "الزويدين".. قرية بدوية ينهشها الاستيطان ونقص الخدمات الأساسية
  • "الزويدين".. قرية بدوية ينهشها الاستيطان ونقص الخدمات
  • الاحتلال الإسرائيلي: القضاء على قادة المقاتلين العالقين في رفح الفلسطينية
  • غوتيريش يجدد الدعوة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 12 مواطنا قرب بلدة جبع شمال القدس المحتلة
  • أمين عام الأمم المتحدة يجدد الدعوة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية