أبوالفضل بدران عضوا بالمجمع العلمي المصري
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
قرر مجلس إدارة المجمع العلمى المصرى اختيار الشاعر والناقد الأدبي الدكتور أبوالفضل بدران الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة عضواً عاملاً مدى الحياة بالمجمع تقديرا لدوره الأدبي والأكاديمي والمجتمعي ومساهماته الثقافية.
وتم منح الدكتور بدران والأعضاء الجدد في حفل بهيج حضره الأستاذ الدكتور فاروق اسماعيل رئيس المجمع والدكتور محمد عبدالرحمن الشرنوبي أمين عام المجمع ولفيف من الوزراء وأعضاء المجمع .
ووجه الدكتور ابوالفضل بدران الشكر لمن رشحه للعضوية العاملة ومن تكرم بانتخابه متمنيا الإسهام في أنشطة المجمع العلمية والأدبية والثقافية.
ويعد المجمع العلمي المصري من أقدم المؤسسات العلمية في مصر بعد الأزهر الشريف فقد أنشئ في ١٧٩٨ ويهدف إلى العمل على تقدم العلوم في مصر، وبحث ودراسة الأحداث التاريخية ومرافقها الصناعية، وعواملها الطبيعية.
وتحوي أقسام المجمع، أربعة أقسام كالآتي: قسم الآداب والفنون الجميلة وعلم الآثار، وقسم العلوم الفلسفية والسياسية، وقسم العلوم الطبيعية والرياضيات، وقسم الطب والزراعة والتاريخ الطبيعي. وينتظم في هذه الأقسام مائة عضو منهم خمسون عضوا عاملا وخمسون مراسلا .
ومن أبرز أعضاء المجمع، الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة، والأمير خالد الفيصل، والدكتور فيليب لاوير، وهو خبير فرنسي في الآثار ودكتور جورج سكانلون وهو أستاذ أمريكي متخصص في العمارة الإسلامية، والدكتور وارنر كايزر وهو ألماني .
يرأس المجمع الأستاذ الدكتور فاروق إسماعيل أحد علماء مصر المشهورين وكان رئيسا لجامعة القاهرة . ويتم اختيار أعضائه بواسطة مجلس الإدارة على أن توافق الجمعية العمومية على هذه العضوية فى أول جلسة لها بعد تاريخ الترشيح.
ومن أشهر رؤسائه السابقين لطفى السيد وطه حسين وعلى مبارك، ومحمود الفلكى باشا ويعقوب أرتين باشا والأمير عمر طوسون باشا.
ومن أبرز أعضاء المجمع تاريخيًا:
الدكتور علي باشا إبراهيم
والشيخ مصطفى عبد الرازق
الدكتور طه حسين
أحمد لطفي السيد
الدكتور منصور فهمي
الدكتور محمد خليل عبد الخالق
الدكتور علي مصطفى مشرفة
توفيق الحكيم
الدكتور محمد ناجى المحلاوى
الدكتور صوفى أبو طالب صوفي أبو طالب.
ويعد الدكتور محمد أبوالفضل بدران من شعراء مصر البارزين و الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة
• شاعر وناقد أدبي.
الحائز على جائزة الدولة التقديرية في الآداب ٢٠٢٢.
• رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة السابق ، نائب رئيس جامعة جنوب الوادي- قنا – مصر وعميد كلية الآداب بقنا سابقا.
• حائز على منحة مؤسسة Humboldt همبولت العالمية الألمانية.
• عضو اتحاد كُتّاب مصر.
• أستاذ زائر بجامعة بون Bonn University بألمانيا.
• عمل أستاذا بجامعة بوخوم Bochum University بألمانيا.
- عضو اللجنة العلمية لمركز أبوظبي للغة العربية ٢٠٢٢/٢٠٢٣.
- عضو الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب حتى ٢٠٢٢.
• عمل أستاذا بجامعات عربية وألمانية وله دواوين شعرية وكتب نقدية وكُتبت عن أعماله دراسات نقدية ورسائل جامعية.
• عمل أستاذا بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات العربية المتحدة.
• أمين اللجنة العلمية لترقية الأساتذة، بالمجلس الأعلى للجامعات سابقا.
• • محكم خارجي لترقيات الأساتذة بجامعات ماليزيا وسلطنة بروناي والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية والإمارات العربية المتحدة.
• أشرف على عدد من الرسائل العلمية لنيل الماجستير والدكتوراه.أصدر العديد من الكتب هذا بالإضافة إلى أبحاثه النقدية حول الشعر والرواية والاستشراق والعَروض والفِكر باللغتين العربية والألمانية، وقد شارك في عدد من المؤتمرات العلمية في العالم ؛ كما نشَر قصائده ومقالاته في الصحف والمجلات العربية والألمانية ؛ وقد أقام عدة أمسيات شعرية بالدول العربية وألمانيا، وشارك في برامج إذاعية وتليفزيونية ،. ومن كُتاب اليوميات بصحيفة الأخبار وغيرها من الصحف والمجلات.
• من أهم كتبه المنشورة:
• ديوان" النوارس تحكي غربتها" [شعر]القاهرة 1991 .
• كتاب "دور الشعراء في تطور النقد الأدبي "القاهرة ،1992.
• كتاب "قضايا النقد والبلاغة في تراث أبي العلاء المعري "1992 .
• كتاب "رؤى عروضية نحو تبسيط العروض " ط. مكتبة الأنجلو، القاهرة 1994.
• "كتاب العروض لعلي بن عيسى الربعي النحوي" تحقيق وتقديم , ط.المعهد الألماني للأبحاث الشرقية بيروت ، الكتاب العربي برلين –ألمانيا Germany 2000
• كتاب " النصوص الأدبية" مع آخرين ط. جامعة الإمارات العربية المتحدة 2000".
• ديوان بدران" الجزء الأول "معلقة الخروج ساليدا" ط. دار الحضارة ، القاهرة 2001".
• أدبيات الكرامة الصوفية، دراسة في الشكل والمضمون" ط. مركز زايد للتراث،الإمارات العربية المتحدة2001".
• وأعيد نشره بالهيئة العامة لقصور الثقافة ودار المعارف 2021.
• العرب والألمان"(مشترك)، مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة، 2004.
• "موت النص؛ جدلية التحقيق والتخييل في النص الشعري في ضوء النقد الأدبي القديم والشعراء النقدة" حوليات كلية الآداب بالكويت 2004.
• "تحليل النصوص الأدبية" (مع آخرين) ط.جامعة الإمارات العربية المتحدة 2005.
• "قنا عبر العصور "القاهرة،2009.
• كتاب "النقد الأدبي البيئي" مطبوعات الكويت 2010 ويعد أول كتاب بالعربية في مجال النقد الأدبي البيئي وفتح مجال البحث الأكاديمي في الجامعات العربية في النقد الأدبي البيئي.
• كتاب "الخضر في التراث العالمي" ط. المجلس الأعلى للثقافة،2012.
• ديوان لا تلتفت إلى الوراء ، ط. دار الأدهم، القاهرة 2016.
• كتاب مرفأ الحكايات "قصص قصيرة" مع آخرين، تحرير د. شهاب غانم ، د.نعيمة الغامدي، أ جميل داري، منتدى الوثاب للشعراء والكتاب، أبوظبي، 2020 .
• أدبيات الكرامة الصوفية، ط. الهيئة العامة للكتاب، 2022.
• بجانب أبحاثه المنشورة بالدوريات والمجلات.
• اختير المتحدث الرئيس بالمؤتمر العلمي الدولي للمؤسسة العالمية هُمْبُولْت Alexander von Humboldt Stiftung ببحث بعنوان "الماء يكتسب لون الكأس ؛ إشكالية العلاقة بين العرب وأوربا" 2001.
وله أكثر من ثلاثين بحثا منشورا بالمجلات العلمية والأدبية والنقدية في مصر والعالم.
جانب من حفل تسلم د. أبو الفضل بدران عضوية المجمع العلمي المصريالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جامعة الإمارات العربیة المتحدة المجمع العلمی النقد الأدبی الدکتور محمد
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاده.. «نجيب محفوظ» رجل صاغ القاهرة من طين الحكايات وصنع للروح العربية مرآتها الحقيقية
في كل ذكرى لميلاد نجيب محفوظ، تُفتح نافذة سرّية على وجدان الأمة؛ كأننا نتذكّر فجأة أن هذا الرجل لم يكن مجرد روائي، بل كان «ذاكرة جماعية» تمشي على قدمين، كان يمسك بالقلم كما يمسك العازف بوترٍ حساس، يضربه برفقٍ مرة، وينفجر منه اللحن مرة أخرى، ليرسم من خلاله ملامح الإنسان في ضعفه وقوته، خضوعه وتمرده، خطيئته وخلاصه.
لم يكن محفوظ يكتب روايات بقدر ما كان يكتب خريطة الروح، يقتفي أثر الإنسان في شوارع القاهرة، يلتقط تنهيدتها، يلاحق صمتها، ويعيد تشكيلها في نصوصٍ تشبه المدن القديمة: صلبة، معقدة، لكنها مسكونة بالدفء والدهشة، في يوم ميلاده، يعود السؤال الأبدي: كيف تحوّل ابن الجمالية الهادئ إلى الأب المؤسس للرواية العربية الحديثة، وإلى الاسم الذي هزّ المؤسسة الأدبية العالمية حتى فتحت له أبواب نوبل؟
من الجمالية إلى العالم.. رحلة طفل مفتون بالأسئلة
وُلد نجيب محفوظ عام 1911 في قلب القاهرة الفاطمية، بين الأزقة التي ستصبح لاحقًا وطنًا كاملاً لأبطال رواياته. لم يكن طفلاً صاخبًا؛ كان مراقبًا، ينصت أكثر مما يتكلم، يجمع التفاصيل الصغيرة مثل مقتنيات أثرية، ليعيد صياغتها في ذاكرته بحسّ فلسفي مبكر.
طموحه الأول كان الفلسفة، وقرأ بشغف لابن خلدون وتوفيق الحكيم واليونانيين، لكنه اكتشف سريعًا أن المقال لا يسعه، وأن الرواية هي الوسيط الأقدر على حمل أسئلته الوجودية، هكذا وُلد الروائي من رحم الفيلسوف.
بدأ محفوظ بكتابة الرواية التاريخية عن مصر القديمة، قبل أن يقفز إلى الحاضر بقوة، ليُطلق أكبر مشروع روائي عرفه الأدب العربي: الثلاثية. لم تكن الثلاثية مجرد حكاية عائلة، بل كانت وثيقة حية لبنية المجتمع المصري بين الحربين، وصورة عميقة لتحولات الطبقة والسلطة والوعي.
كاتب يكتب بالانضباط قبل الإلهام.. وسر الساعة الواحدة
كان نجيب محفوظ نموذجًا نادرًا في الانضباط: يكتب ساعة واحدة فقط في الصباح، في الموعد نفسه، وبالهدوء نفسه، وكأنه موظف في محراب الكتابة.
لم يؤمن بالكتابة المزاجية، وكان يرى أن “الإبداع الحقيقي يحتاج نظامًا صارمًا، وإلا ضاع العمر في محاولات لا تكتمل”.
الغريب أن هذا الانضباط لم يُنتج نصوصًا جامدة، بل أعمالًا مليئة بالروح، مشتعلة بالحياة، وكأن تلك الساعة الواحدة كانت نافذته الوحيدة على الخلود، ورغم شهرته الطاغية، كان يتجنب الأضواء، وينفر من الكاميرات، ويعيش حياة شديدة البساطة. حتى جائزة نوبل لم يذهب لاستلامها، وبقي وفيًّا لمقهاه وأصدقائه وطقوسه الصباحية.
«أولاد حارتنا».. الجرح الذي لم يندمل
من بين كل أعماله، تبقى رواية “أولاد حارتنا” هي الأكثر إثارة للجدل، والأقرب إلى قدره الشخصي، عندما نُشرت في الأهرام عام 1959 انفجرت معركة ثقافية كبرى، ووُجهت إليها اتهامات قاسية دون أن يقرأها معظم من هاجموها.
حُوصرت الرواية لسنوات ومنعت من النشر في مصر، وأصبح محفوظ هدفًا للغضب وسوء التأويل، حتى جاءت محاولة اغتياله عام 1994 على يد شاب لم يرَ الرواية في حياته.
ومع ذلك، بقي محفوظ ثابتًا: «أنا أكتب عن الإنسان.. وليس عن العقائد»، كان يؤمن أن الأدب لا يعادي أحدًا، بل يكشف الظلم أينما كان، ويبحث عن العدالة داخل النفس البشرية قبل أن يبحث عنها في العالم.
حكيم الحارة المصرية.. الذي عرف سرّ الإنسان
يقول مقربوه إنه كان قادرًا على سبر النفوس بنظرة واحدة.
لم يكن يرفع صوته، ولم يكن ساخرًا بطبعه، لكنه كان يرى ما لا يراه الآخرون: يقرأ القلق على الوجوه، ويتتبع الشهوات الصغيرة، ويُمسك بين السطور بما يختبئ خلف الأقنعة.
ولهذا أحب الناس أعماله.. لأنهم وجدوا أنفسهم فيها، كان محفوظ يكتب عن البسطاء، لكنه في الحقيقة كان يكتب عن البشرية كلها.
ما بعد نوبل.. العالم يكتشف القاهرة من جديد
عندما مُنح محفوظ جائزة نوبل للآداب عام 1988، تغيّر مكان الأدب العربي في العالم، أصبح اسم القاهرة مرتبطًا بالرواية، وأصبحت الحارة المصرية رمزًا عالميًا للدهشة الإنسانية، ترجمت أعماله إلى لغات العالم، وتحوّلت إلى أفلام ومسلسلات قاربت الوعي الجماهيري العربي لعقود.
وبعد محاولة اغتياله، ومع ضعف يده، لم يتوقف عن الكتابة. كان يملي “أحلام فترة النقاهة” بصوت خافت، كأنها رسائل أخيرة يبعثها من على حافة الألم، وتحوّلت تلك الأحلام القصيرة إلى واحدة من أهم وأغرب تجارب السرد العربي الحديث.
في ميلاده.. نعود إلى الرجل الذي كتب ليحيا
في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ، نعود إلى الرجل الذي لم يكتب ليشتهر، بل كتب ليعيش، الذي حوّل الحياة العادية إلى ملحمة، والمقهى إلى صالون فلسفي، والحارة إلى كونٍ كامل.
نجيب محفوظ لم يكن صوت جيل، بل صوت الإنسان في رحلته القلقة نحو الحقيقة، وبين ميلاده ورحيله، بقي شيء واحد ثابتًا: «أن الأدب يمكنه أن يغيّر العالم… حين يكتبه رجل يعرف سرّ الروح».