الدوحة: فاعلية دبلوماسية فك الأسرى
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
تستحقُّ دبلوماسيَّة فكِّ الأسرى وخفض التوتُّر، الَّتي تضطلع بها دَولة قطر الشَّقيقة، الرصد والتقدير، بل وحتَّى الإطراء نظرًا لأنَّها أتَتْ في ساعة حرجة ومناسبة، في وقت ينذر بالويل والثبور عَبْرَ إقليمنا الَّذي يتقلب على صفيح ساخن أصلًا.
وابتداء من يوم إنشاء هذه المقالة (22 نوفمبر 2023) تسري هدنة تمَّ خلالها بعض التفاهمات (بواسطة الدوحة) لإطلاق بعض المحتجزين الإسرائيليِّين وسواهم من حمَلة الجنسيَّات الأخرى مقابل قيام الحكومة الإسرائيليَّة بإطلاق أعداد من الفلسطينيِّين المحتجزين في السجون الإسرائيليَّة (ومِنْهم محتجزون بأوامر إداريَّة، وليس لجرائم اقترفوها).
لذا، فإنَّ مبادرة دَولة قطر الشَّقيقة تأتي في اللحظة المناسبة والحاسمة لخفض التوتُّر ولدرء تواصل القصف الإجرامي والمتعامي ضدَّ سكَّان غزَّة الَّذي طال أكثر من (40) يومًا جحيميًّا كابده سكَّان هذه المدينة الصَّامدة، درجة تهجيرهم جنوبًا على سبيل إغلاق ملف القضيَّة الفلسطينيَّة «الآن، وإلى الأبد»، كما يحلو لرئيس الحكومة الإسرائيليَّة، بنيامين نتنياهو، أن يتخيلَ، محاولًا الفتْكَ بالفلسطينيِّين بقبضةٍ من حديد، متصوِّرًا أنَّ هذه هي الطريقة الأقصر نَحْوَ بقائه (وحكومته) في السُّلطة، بغَضِّ النظر عن الاحتجاجات والتظاهرات الَّتي تعصف بالمُدُن الإسرائيليَّة، مطالِبةً بسقوطه وبفَكِّ المحتجزين الإسرائيليِّين (والأميركيِّين، من بَيْنِ سواهم) من قبضة حماس العصيَّة على التفكُّك برغم الضربات الوحشيَّة والقصف والمعارك الضَّارية داخل غزَّة الصَّامدة وحواليها.
وعَلَيْه، لا بُدَّ للمرء من وقفة تقدير وإطراء لدبلوماسيَّة فكِّ الأسرى وخفضِ التوتُّر القطريَّة الَّتي تَدُور عجلتها الآن بأسرع ما يُمكِن حفظًا للأرواح وفرضًا للسَّلام.
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: ن الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
وفد التفاوض الإسرائيلي إلى الدوحة.. والمقاومة في غزة تقصف المستوطنات
أفادت مصادر إسرائيلية، السبت، أنّ الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، اتخذت قرارا بإرسال وفد إلى العاصمة القطرية الدوحة، لإجراء مفاوضات ضمن جهود الوساطة الجارية مع حركة حماس، بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت قناة (12) الخاصة عن مصدر إسرائيلي مسؤول لم تسمه قوله، إن نتنياهو "قرر إرسال وفد تفاوض إلى الدوحة لنقاش التعديلات التي طلبتها حماس على مقترح وقف إطلاق النار".
بدورها نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الخاصة عن مسؤول إسرائيلي آخر لم تسمه قوله إن الوفد سيجري "محادثات تقارب" مع الوسطاء بشأن الصفقة".
من جهتها، نقلت "هيئة البث" العبرية الرسمية، عن مصادر مطلعة لم تسمها، قولها، إن الوسطاء "متفائلون بإمكانية سد الفجوات بين الطرفين، مع التعديلات التي طلبها تنظيم حماس على المقترح".
على جانب آخر، ادعى جيش الاحتلال السبت، اعتراض صاروخين أطلقا من جنوب قطاع غزة باتجاه المستوطنات المحاذية له.
وأوضح الجيش في بيان أن "سلاح الجو اعترض صاروخين أطلقا من جنوب قطاع غزة نحو الأراضي الإسرائيلية، وذلك بعد انطلاق صافرات الإنذار في مستوطنة كيسوفيم المحاذية لغزة".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 193 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.