خبراء عالميون يستعرضون دور البشرية في حماية البيئة في”منتدى دبي للمستقبل”
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
أكد خبراء إعادة تصور الطبيعة المشاركون في “منتدى دبي للمستقبل 2023″، أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي المستقبل، أن الحد من المخاطر البيئية، وتعزيز قدرة الطبيعة على تجديد نفسها، وإحداث تأثير إيجابي في الموائل الطبيعية التي تؤدي دوراً حيوياً في مستقبل النظام البيئي، سيؤسس لعالم تزدهر فيه الإنسانية في ظل توازن بيئي يعزز استقرار كوكب الأرض وصحة سكانه.
وأجمع المتحدثون في جلسات محور “إعادة تصوّر الطبيعة” على أهمية إتاحة المجال للطبيعة لإعادة بناء نفسها، ووضع حد لما يهدد بيئاتها وتنوعها الحيوي النباتي والحيواني، بما في ذلك الأنشطة البشرية غير المستدامة، مع التركيز على الخطط التنموية التي تراعي الاستدامة في كل قطاعات تصميم المستقبل.
وتناولت جلسات اليوم الأول ضمن محور إعادة تصور الطبيعة مواضيع “الابتكار الجديد في قطاعات الطاقة”، و”تكامل الطبيعة والتكنولوجيا في مدن المستقبل”، و”إمكانات غير محدودة لقطاع الطاقة في الفضاء”، و”تقنيات المناخ المعتمدة على الذكاء الاصطناعي”.
وأكدت الدكتورة عائشة النعيمي، مدير إدارة مركز ابتكار الطاقة الشمسية في هيئة كهرباء ومياه دبي، أن دبي تلعب دوراً استباقياً للوصول إلى مرحلة التحول في الطاقة، مؤكدةً أن طريق التحول في الطاقة ليس مسؤولية الحكومة وحدها بل مسؤولية الأفراد على حد سواء.
وسلطت النعيمي، خلال مشاركتها في الجلسات الموضوعية، الضوء على أهمية استكشاف طرق فعالة لزيادة قدرة الطبيعة على إعادة تأهيل نفسها مؤكدة أن ذلك يؤثر إيجابا على النظم البيئية والموائل البيئية.
بدوره شدد ديباك كريشنان، نائب مدير برنامج “إنديا إنرجي” في معهد الموارد العالمية، على أهمية التحول في مجال الطاقة، مؤكدًا أن هذا التحول ليس مجرد ظاهرة مؤقتة، بل هو واقع ثابت ومُستدام. وقال: “التحول في الطاقة هو هنا ليبقى، وعلينا أن نتحاور بشكل جاد بدلاً من الجدال حول الفوز والخسارة، إنه التحدي الذي يتطلب التعاون واتخاذ الإجراءات الفعّالة لضمان استدامة مصادر الطاقة والحفاظ على أمن الطاقة للمستقبل”.
من ناحيته، أكد محمد أونال، من شركة “شيل” على دور صناع القرار كعامل حاسم لتحقيق التحول في مجال الطاقة وضمان أمانها، مشيراً إلى أن المسؤولية لا تقع فقط على عاتق الحكومات، بل ينبغي وضع سياسات جوهرية لتعزيز هذا التحول.
وقال: “صانعو القرار في السياسات العامة هم صناع المستقبل إذا ما التزموا بتحقيق تحول الطاقة والحفاظ على أمنها. ويتعين علينا تشجيع السياسات الرشيدة واتخاذ الخطوات الحاسمة لضمان نجاح هذا التحول وتحقيق استدامة الطاقة في العالم”.
وفي جلسة أخرى حول تكامل الطبيعة والتكنولوجيا في مدن المستقبل، أكدت ميليسا مورينو، المؤسس المشارك لمؤسسة “مايكوهاكرز”، على أهمية “التواصل الفعّال مع الطبيعة”. وقالت: “التواصل مع الطبيعة سينجح بالتأكيد، والتجسيد هو مفتاح لفهم الأنواع المختلفة الموجودة في الطبيعة. وبفهم عميق للتكامل بين البيئة والتكنولوجيا، يمكننا الوصول إلى مفهوم المدن المستقبلية”.
بدورها، اعتبرت الكاتبة والباحثة جوهانا هوفمان، من مؤسسة “ديزاين فور أدابتيشن”، أن الحاجة الملحة تكمن في أن يصبح لدينا نموذج تفكير لوضع حلول للتحديات التي تطرأ على البيئة والتكنولوجيا في الوقت الحالي.
بدوره، أكد أديب دادا، المهندس المعماري ومؤسس شركة “ذا أذر دادا” للاستشارات المتكاملة والهندسة المعمارية، على أن التغيير في طريقة التفكير يلعب دورًا حاسمًا في التفاعل مع المجتمع والطبيعة.
وقال الدكتور سانجاي فيجندران، قائد مشروع “سولاريس” بوكالة الفضاء الأوروبية، أن الطاقة الشمسية المستمدة من الفضاء تمثل المصدر النهائي والأكثر استدامة للطاقة، في انتظار استغلال إمكانياتها.
واعتبر البروفيسور جون مانكينز، مؤسس “آرتيمس لحلول إدارة الابتكار”، أن إمكانيات قطاع الفضاء في تسريع عمليات إعادة تأهيل الطبيعة لا حدود لها. وقال: “إدخال النهج المعماري المبتكر المعتمد على الذكاء الاصطناعي وظهور الروبوتات ساعدا في تطوير البحث لتسخير الطاقة الشمسية المستمدة من الفضاء”.
بدوره، قال البروفيسور ناوكي شينوهارا، الأستاذ المتخصص بالطاقة الشمسية الفضائية في جامعة كيوتو، إن العالم يتقدم في تعزيز نقل الطاقة اللاسلكي من الفضاء، معتبرًا هذا التطور أمرًا واعداً للمجتمعات البشرية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
البقر بين الألواح الشمسية.. مستقبل الطاقة النظيفة في الحقول والمراعي
يزداد تركيب أنظمة الطاقة الكهروضوئية، ليس فقط على الأسطح، بل أيضًا في الأراضي المفتوحة. ولا يحظى هذا دائمًا بقبول المواطنين.
إلا أن ما يُعرف بالأنظمة الكهروضوئية الزراعية (Agri-PV) يحظى بقبول أكبر، كما أثبت باحثون في جامعة بون.
في هذه الحالة تركب الخلايا الشمسية في مساحات زراعية، مثل المراعي أو كغطاء فوق كروم العنب.
ووفقًا لدراسة استقصائية شملت ما يقرب من 2000 شخص، يحظى هذا الشكل من الطاقة بقبول أكبر بكثير من محطات الطاقة الشمسية التقليدية، وقد نشرت الدراسة في مجلة سياسة استخدام الاراضي
تُعد الطاقة الشمسية مصدرًا مهمًا للطاقة الصديقة للبيئة ومع ذلك، فإن الألواح الحساسة للضوء تشغل مساحةً كبيرة، كما يعتبرها كثير من المواطنين غير جذابة ومزعجة، خصوصًا إذا تم التضحية بالأراضي الزراعية أو المراعي من أجلها.
أحد البدائل هو ما يعرف بالأنظمة الكهروضوئية الزراعية، التي يتم فيها تركيب الألواح على أراضٍ لا تزال تستخدم للزراعة، مثل حقول الحبوب، والمراعي، وبساتين التفاح، وكروم العنب.
ويوضح هندريك زيديس من مركز أبحاث التنمية (ZEF) في جامعة بون: “إنها عادةً ما تقلل من العائد، لكنها تنشئ أحيانًا تآزرا”، فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الخلايا الشمسية كغطاء شفاف لحماية أشجار الفاكهة أو كروم العنب من البرد أو أشعة الشمس القوية.
وفي حقول القمح، تُستخدم كحماية من الرياح، مثل الجدران أو الأسوار.
الأبقار ترعى بين الألواح الشمسية
تُظهر الدراسة أن أنظمة الطاقة الكهروضوئية الزراعية تحظى بقبول أكبر بكثير بين الجمهور، مقارنةً بمحطات الطاقة الشمسية التقليدية.
جاء ذلك من خلال استطلاع إلكتروني شمل نحو 2000 شخص في ألمانيا، نفذه زيديس إلى جانب الدكتور مارتن بارلاسكا، والبروفيسور الدكتور ماتين قائم، مدير مركز أبحاث الطاقة المتجددة (ZEF).
تم اختيار المشاركين ليعكسوا التوزيع السكاني الألماني من حيث العمر والجنس والتعليم والدخل ومكان الإقامة.
وقد تم تزويدهم بمعلومات عن مزايا وعيوب الطاقة الشمسية بأنواعها.
وزع المشاركون عشوائيًا على ثلاث مجموعات، شاهدت المجموعة الأولى صورًا لمرعى، وللمقارنة، مرجًا تتخلله صفوف من الألواح الشمسية بين الأبقار الراعية.
أما الثانية، فشاهدت صورًا لحقل قمح مع وبدون ألواح شمسية، والثالثة شاهدت صورًا لكرم عنب في نفس السياق.
قال زيديس: “سألنا المشاركين عن تقييمهم للتدخل البيئي، ومدى جاذبية المناطق، وقيمتها الترفيهية”.
كما سُئلوا عن استعدادهم لدفع مزيد من المال مقابل الكهرباء المنتَجة من هذه المناطق، أو إن كانوا مستعدين لدفع المال لمنع إنشاء المحطة.
44% يرغبون في دفع المزيد مقابل الكهرباء الزراعية
أظهرت النتائج أن الطاقة الكهروضوئية الزراعية نالت قبولًا أكبر بكثير، بغض النظر عن نوع المشهد المعروض.
فقد أبدى نحو 44% استعدادهم لدفع المزيد مقابل كهرباء مُنتجة بهذه الطريقة، مقابل 29% فقط في حالة المحطات التقليدية.
كما أن 2.9% فقط أبدوا استعدادهم لدفع أموال لمنع إقامة تلك المحطات الزراعية، مقارنة بـ 4.8% بالنسبة للتقليدية.
ورغم أن غالبية المشاركين اعتبروا أن الطاقة الشمسية تؤثر على جمالية المناظر الطبيعية، فإن هذه الآثار كانت أقل في حال الأنظمة الزراعية، ربما لأنها تجمع بين إنتاج الطاقة والغذاء، دون التضحية بالأرض الزراعية.
وسيلة فعالة لتسريع التحول نحو الطاقة النظيفة
يؤكد البروفيسور ماتين قائم، عضو مشروع “المستقبل المستدام” في جامعة بون، أن “الاستطلاع كان افتراضيًا، والمشاركون لم يُطلب منهم إنفاق أموال حقيقية، لكن النتائج تسمح باستنتاج أن الأنظمة الزراعية الكهروضوئية تحظى بقبول أكبر.”
وبالتالي، يمكن اعتبار هذا النموذج وسيلة فعالة لتسريع التحول نحو الطاقة النظيفة دون التسبب في صراعات مجتمعية أو المساس بالأمن الغذائي.
مع ذلك، يلفت زيديس النظر إلى بعض التحديات، مثل التكلفة المرتفعة لهذه الأنظمة مقارنةً بالأنظمة التقليدية في الأراضي المفتوحة، كما أن إنتاجها من الكهرباء أقل، ما يجعل استرداد تكلفتها بطيئًا.
ويقول: “بدون الدعم، من غير المرجح أن تُركب هذه الأنظمة على نطاق واسع.”