مكاسب الصمود الفلسطيني من الحرب الإسرائيلية على غزة
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
لقد أشعلت دماء الأطفال والنساء والشيوخ فى فلسطين نار الخجل بقلوب كل أحرار العالم وأيقظت ضمائرهم،التى غيرت بوصلة الدعم اللامحدود من حكومات الغرب والولايات المتحدة للجيش الإسرائيلي وحكومة نتنياهو في قتل الفلسطنيين وتدمير منازلهم والقضاء على كل مظاهر الحياة فى مناطق غزة.
ورغم التضحيات والدماء التي قدمها الشعب الفلسطيني فى غزة نتيجة لهذه الحرب الشعواء والقتل العشوائي وقتل الأطفال والنساء؛ فإن هناك مكاسب قد تحققت للشعب الفلسطيني جراء الصمود فى هذه الحرب، منها:
1-إحباط مخطط التهجير القسري من قطاع غزة
سعت إسرائيل للاستفادة من الحرب علي قطاع غزة باحياء مخططها القديم وهو تفريغ فطاع غزة وبناء مستوطنات جديدة واتساع رقعة إسرائيل جغرافيا من خلال التهجير القسري إلى مصر،وحاولت إسرائيل وحلفائها من الولايات المتحدة ودول الغرب الضغط على مصر للقبول بخطة التهجير تحت مبرر انساني،إلا أن الرفض المصري والدعم للشعب الفلسطيني وحثه على رفض المخطط والصمود الذى تحقق ادي إلى احباط هذه المخطط من التهجير باتجاه مصر.
فقامت الحكومة الإسرائيلية واجهزتها الاستخباراتية فى التفكير بتهجير الفلطسينين إلى الدول الغربية بحيث تقبل كل دولة ما لايقل عن 10 الاف فلسطيني،ولكن صمود الشعب الفلسطيني في غزة أحبط المخطط الحالي
2- إحياء القضية الفلسطينية شعبيا فى العالم
بعد أن كادت تموت فعليا جراء المماطلات الإسرائيلية والتخاذل الدولي، على مستوى الأجيال الشابة فى العالم التي لعبت أدوات السويشال الميديا وبعض قنوات الأعلام الغربية من بث لقطات القتل والدمار الذى قامت به إسرائيل فى تثبيت فكرة أن إسرائيل دولة محتلة لشعب مضطهد فى فلسطين، ويجب مناصرته في الحصول على حقوقه فى الحياة والحرية وإقامة دولته،ومن ثم الضغط على حكوماته فى هذا المسار العادل،وحفرت القضية الفلسطينية فى الذاكرة الجماعية لشعوب العالم.
ولقد رأينا تاثير ذلك فى المظاهرات الضخمة التي شهدتها دول العالم الكبري التى أيدت حكوماتها ودعمت إسرائيل منذ اللحظة الأولي وبررت أفعالها الإجرامية على عقاب الشعب الفلسطيني الأعزل بأكمله اطفال ونساء وشيوخ على عملية طوفان الأقصي، ولم يجول فى خاطرها أن شعوبها سوف تتحرك فى أتجاه معاكس لما تفعله،فبدأ هذا الدعم يتقلص ويأخذ منحي ضغط على إسرائيل فيما يتعلق بإقامة الدولة ووقف نزيف الدماء.
وكانت شعوب العالم ومظاهراتها فى لندن وباريس والولايات المتحدة والعديد من عواصم العالم عامل ضاغط رئيسي على هذه الحكومات وعلي إسرائيل ،كما أن الأغنية السويدية" تحيا فلسطين وتسقط الصيهونية "أصبحت الأكثر انتشارلدي كافة المراحل العمرية في المجتمعات الغربية،وهذا يدلل على الانعكاس الحقيقي لإحياء القضية الفلسطينية فى ضمير شعوب العلم الغربي .
3- التغيير المستقبلي لموقف أعضاء مجلس الأمن والأمم المتحدة
لقد شحذت الحرب وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني همم الدول الكبري صاحبة الفيتو في مجلس الأمن فى تبني القضية الفلسطينية وعلى رأسهم الصين التى أعلنت بأنها ستتبني خلال رئاستها مجلس الأمن أول ديسمبر أي بعد يومين،إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967،وعاصمتها القدس الشرقية،والمضي مع روسيا والدول العربية ودول البريكس فى تحقيق تقدم ملموس فى هذه القضية لانهاء هذا الصراع وتحقيق الإستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
كما تعمل مصر والدول العربية بالضغط على الولايات المتحدة والدول الغربية المؤيدة لإسرائيل بتغير موقفها فى الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطينية وإدخالها إلى الأمم المتحدة وهو الأمر الذى بات غير مستحيلا.
4-الاتجاه لتوحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية وتحقيق المصالحة
فرضت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، المسار الإجباري لتوحيد الصفوف الفلسطينية وانهاء الانقسام الداخلي وتحقيق ذلك من أجل المصلحة السياسية لكل الساسة الفلسطينين والفصائل،من أجل تحقيق الاستقرار الداخلي والعمل علي السير فى مشروع إقامة الدولة الفلسطينية تحت اجماع وطني موحد.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تدعو إلى استثمار مناخي عالمي لتحقيق مكاسب بقيمة 17 تريليون يورو بحلول 2070
يؤكد تقرير جديد للأمم المتحدة ضرورة إحداث **تغيير في المسار على نطاق عالمي** للمساعدة في تأمين كوكب صحي.
يبقى اعتماد نهج "مترابط يشمل المجتمع والدولة بأكملها" لإعادة تشكيل الاقتصاد والبيئة خيارنا الوحيد في ظل تصاعد تهديدات تغير المناخ.
هذا ما يحذر منه تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب) التوقعات البيئية العالمية السابعةبعنوان "المستقبل الذي نختاره"، إذ يدعو إلى تغيير عالمي في المسار للمساعدة في تأمين كوكب صحي و"ازدهار للجميع".
أعدّه 287 عالما من 82 دولة، ويفصل التقرير الآثار المدمرة التي سيطلقها تغير المناخ ما لم تتكاتف الدول لتحويل أنظمة حيوية مثل الطاقة والغذاء.
الأمم المتحدة تدعو إلى تحول عالمي في العمل المناخي"إذا اخترنا البقاء على المسار الحالي، بتشغيل اقتصاداتنا بالوقود الأحفوري، واستخراج الموارد البِكر، وتدمير الطبيعة، وتلويث البيئة، فسوف تتراكم الأضرار"، تقول المديرة التنفيذية لليونيب إنغر أندرسن.
ويحذر التقرير من أن تغير المناخ سيقتطع أربعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي السنوي بحلول عام 2050، وسيتسبب في وفاة ملايين الأشخاص، ويؤدي إلى ارتفاع حاد في الهجرة القسرية.
ما لم تتم معالجة "أزمة تغير المناخ المترابطة"، قد يصبح تدهور غابة الأمازون المطيرة وانهيار الصفائح الجليدية واقعا شبه مؤكد، فيما ستتراجع وفرة الغذاء وستُفقد مئات ملايين الهكتارات الإضافية من الأراضي الطبيعية.
Related من الحرارة الشديدة إلى تدهور الصحة النفسية.. كيف يؤثر تغيّر المناخ في بيئة العمل؟نفوق جماعي لبطاريق أفريقية بسبب نقص الغذاء جراء تغير المناخ والصيد الجائرومع ذلك، يمكن، مع مستويات مناسبة من الاستثمار، تجنب نحو تسعة ملايين حالة وفاة مبكرة بحلول عام 2050، على أن يُعزى معظمها إلى انخفاض تلوث الهواء.
ومن المقدّر أيضا أن يُنتشل 200 مليون شخص من الفقر المدقع، فيما سيحصل 300 مليون شخص على مصادر مياه مُدارة بأمان.
ويضيف التقرير أنه رغم ما ينطوي عليه ذلك من تكاليف أولية كبيرة، فإن المنافع الكلية على مستوى الاقتصاد العالمي ستبدأ بالظهور في عام 2050، لتتزايد حتى تبلغ 20 تريليون دولار (نحو 17.19 تريليون يورو) سنويا بحلول عام 2070.
كيف يمكن للعالم الاستثمار في العمل المناخي؟"تبدأ هذه الرحلة الجديدة بتجاوز الناتج المحلي الإجمالي بوصفه مقياسا للرفاه الاقتصادي"، تقول أندرسن.
ويؤكد العلماء أن المؤشرات الشاملة التي ترصد أيضا صحة رأس المال البشري والطبيعي أكثر فاعلية بكثير في توجيه القرارات الاقتصادية وقرارات الأعمال.
كما دعوا إلى التحول إلى نماذج الاقتصاد الدائري التي "تقلل البصمة المادية"، وإلى إزالة سريعة للكربون من نظام الطاقة. ويتطلب ذلك الانتقال بعيدا عن الوقود الأحفوري، أكبر مساهم في غازات الدفيئة، وهو أمر لن يكون سهلا.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعاقت ما يُعرف بالدول النفطية إدراج خريطة طريق لـالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في الاتفاق النهائي لقمة "كوب 30"، ما يعني أن مسار الوصول إلى مستقبل طاقة أكثر خضرة بات الآن خارج نطاق صلاحيات الأمم المتحدة.
وحددت أيضا عوامل رئيسية للتغيير تشمل التحول نحو أنماط غذائية مستدامة، وتقليل الهدر، وتحسين الممارسات الزراعية، وتوسيع المناطق المحمية مع استعادة النظم البيئية المتدهورة.
"التغيير صعب دائما، ويزداد صعوبة عندما يكون بهذا الحجم الهائل"، تقول أندرسن. "لكن لا بد من التغيير. هناك مستقبلان أمام البشرية. فلنختر المستقبل الصحيح".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة