البنتاغون يكشف عن تدمير طائرة مسيرة إيرانية الصنع في البحر الأحمر أطلقت من اليمن
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
أعلن البنتاغون أن سفينة حربية أمريكية أسقطت صباح الأربعاء في أثناء إبحارها في جنوب البحر الأحمر طائرة مسيرة إيرانية الصنع أطلقت من منطقة في اليمن يسيطر عليها المتمردون الحوثيون الموالون لطهران.
وقالت القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى "سنتكوم" في بيان، إنه قرابة الساعة 11,00 بتوقيت صنعاء، وفي أثناء إبحارها في جنوب البحر الأحمر، أسقطت المدمرة كارني المزودة بصواريخ موجهة "طائرة من دون طيار إيرانية الصنع من طراز كاس-04 انطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
وأضاف البيان أنه "على الرغم من أن نواياها غير معروفة، فإن المسيرة كانت متجهة نحو السفينة الحربية".
وأكدت سنتكوم أن القوات الأمريكية لم تتكبد أي خسائر في العديد أو العتاد من جراء إسقاط المسيرة.
والأسبوع الماضي، أعلن البنتاغون أن مدمرة أمريكية اعترضت في أثناء إبحارها في مياه البحر الأحمر طائرات مسيرة مفخخة عديدة أطلقت من اليمن من مناطق يسيطر عليها الحوثيون.
وأطلق الحوثيون الذين يسيطرون على أنحاء واسعة من اليمن سلسلة طائرات دون طيار وعددا من الصواريخ منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأسقطت السفن الحربية الأمريكية المنتشرة في المنطقة عددا من هذه المسيرات والصواريخ.
والأربعاء، دعا وزراء خارجية دول مجموعة السبع الحوثيين في اليمن إلى "التوقف فورا" عن تهديد النقل البحري، والإفراج عن طاقم سفينة شحن استولوا عليها في البحر الأحمر قبل عشرة أيام.
وكان الحوثيون استولوا على هذه السفينة التجارية مع طاقمها المكون من 25 فردا في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، في هجوم قالوا إنهم شنوه ردا على الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في أعقاب هجوم غير مسبوق شنته الحركة على جنوب الدولة العبرية، أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيتهم مدنيون قضوا بمعظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.
بدورها، شنت إسرائيل حملة قصف جوي وبري وبحري على غزة أدت إلى مقتل ما يقرب من 15 ألف شخص، معظمهم أيضا من المدنيين، وفق مسؤولي حماس، وحولت أجزاء كبيرة من شمال القطاع إلى أنقاض.
وتسري منذ أسبوع هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس، أتاحت توقف القتال وإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع، وإفراج حماس عن عشرات الرهائن الإسرائيليين، مقابل إطلاق إسرائيل سراح ثلاثة أضعاف هذا العدد من الأسرى الفلسطينيين.
فرانس24/ أ ف بالمصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل قمة المناخ 28 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج سفينة حربية أمريكية غزة الحرب بين حماس وإسرائيل حماس إسرائيل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني هدنة اليمن الولايات المتحدة الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل غزة حماس النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا البحر الأحمر بین إسرائیل
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية: شركات الشحن لن تعود للبحر الأحمر قبل انتهاء العدوان على غزة… والهيمنة الأمريكية تتآكل أمام صمود اليمن
يمانيون | تقرير
في تقرير صدر اليوم الاثنين، تناولت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية أبعاد العدوان الأمريكي على اليمن، وسلطت الضوء على التحولات الاستراتيجية المتسارعة في البحر الأحمر، وعلى وجه الخصوص، التداعيات التي طالت الأمن البحري العالمي، بعد أشهر من تصاعد العمليات اليمنية الموجهة ضد المصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة.
المجلة الأمريكية، ذات التوجه المحافظ والمقرّبة من دوائر صنع القرار في واشنطن، كشفت في تقريرها عن جملة من الاعترافات الضمنية بفشل الحملة العسكرية الأمريكية التي بدأت في يناير الماضي ضد اليمن، وأكّدت أن “الولايات المتحدة فشلت في تحقيق تفوق جوي حاسم في سماء البحر الأحمر، رغم كل ما تمتلكه من ترسانة عسكرية وموقع استراتيجي وقواعد جوية بحرية في المنطقة”.
خيبة أمريكية أمام عزيمة يمنية
بحسب التقرير، فإن العدوان على اليمن – الذي بدأ بذريعة “حماية الملاحة الدولية” – سرعان ما انكشفت حقيقته بصفته امتداداً مباشراً للعدوان الصهيوني على غزة، وجزءاً من محاولة فاشلة للضغط على صنعاء لوقف دعمها للمقاومة الفلسطينية. لكن المجلة أكدت أن “الحملة كانت مضللة منذ بدايتها، ولم تكن ضرورية من منظور استراتيجي أمريكي”، بل أفضت إلى نتائج عكسية، وأظهرت حدود القوة الأمريكية في المنطقة، لا سيما بعد أن تراجعت الطائرات والسفن الحربية الأمريكية عن خطوط الاشتباك المباشر عقب أسابيع فقط من بدء القصف.
وفي هذا السياق، أشارت المجلة إلى أن “واشنطن فشلت في فرض معادلة ردع فاعلة”، بل وجدت نفسها أمام واقع جديد فرضته صنعاء، حيث لم تتوقف الهجمات اليمنية النوعية على السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني، بل امتدت إلى العمق الصهيوني، في عملية تنسيق واضحة مع فصائل المقاومة الفلسطينية.
لا عودة إلا بوقف العدوان على غزة
تقرير ناشيونال إنترست شدّد على أن القيادة اليمنية وضعت منذ البداية خطوطاً واضحة لقواعد الاشتباك، مفادها أن “عمليات البحر الأحمر لن تتوقف إلا بانتهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية”، وهو موقف قال التقرير إنه “عكس ثباتاً غير مألوف لدى دولة من خارج المعادلة التقليدية للقوى الكبرى في المنطقة”، وأضافت المجلة أن اليمن لم يستهدف السفن الأمريكية بشكل مباشر إلا بعد أن بادرت الولايات المتحدة بالعدوان، مؤكدة أن “الهجمات اليمنية اقتصرت منذ البداية على السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني”.
ووفقًا لما نقلته المجلة، فقد اعترف مسؤول أمريكي – بعد توقيع اتفاق وقف العدوان – بأن “اليمن لا يزال يحتفظ بقدرات عسكرية كبيرة”، ما يعني أن العدوان الأمريكي لم يُضعف قدرة صنعاء على الاستمرار في تنفيذ عملياتها أو فرض شروطها السياسية والعسكرية.
شركات الشحن ترفض العودة رغم وقف العدوان
وفي ما يمثل اعترافاً واضحاً بفعالية الضغط اليمني، اختتمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى أن “معظم شركات الشحن الكبرى لا تخطط للعودة إلى مسارات البحر الأحمر قبل أن ينتهي العدوان على قطاع غزة”، ما ينسف السردية الأمريكية بأن الحملة على اليمن كانت تهدف لاستعادة الأمن البحري، ويكشف بالمقابل أن اليمن بات يتحكم عملياً بإحدى أهم بوابات التجارة الدولية.
هذا الموقف من شركات الشحن، كما تفيد المجلة، لا يعكس فقط المخاوف الأمنية، بل يدلّ على إدراك متزايد لدى الشركات العالمية بأن أمن الملاحة في البحر الأحمر لم يعد بيد الأسطول الأمريكي، وإنما أصبح مرهونًا بقرار سياسي وأخلاقي مرتبط بمصير العدوان على غزة.
نهاية “الهيمنة السهلة” لأمريكا في البحر الأحمر
خلصت ناشيونال إنترست إلى أن العدوان الأمريكي لم يُفضِ إلا إلى تآكل صورة الهيبة العسكرية الأمريكية، وأن الانسحاب المبكر للقطع الأمريكية من خطوط المواجهة جاء بعد أن أصبحت “تكاليف البقاء والمغامرة في البحر الأحمر أكبر من المكاسب المحتملة”.
هذا التحول الاستراتيجي الذي كشفته المجلة لا يمثل فقط انتصاراً ميدانياً لصنعاء، بل يؤشر إلى بداية نهاية ما وصفته المجلة بـ”الهيمنة السهلة” التي كانت تتمتع بها واشنطن لعقود في الممرات البحرية الدولية، وخصوصاً في البحر الأحمر وخليج عدن، وهي مناطق لم تعد تخضع للمنظومة الغربية بصورة تلقائية، كما كان الحال قبل سنوات قليلة.
اليمن يفرض واقعاً جديداً
مع كل ما ورد في التقرير، بات من الواضح أن اليمن – من خلال صموده العسكري وربطه بين الميدان البحري والموقف الإنساني من غزة – نجح في إعادة تعريف قواعد الاشتباك على المستوى الإقليمي والدولي. وفيما تبحث واشنطن عن مخارج تكتيكية تحفظ ما تبقى من ماء الوجه، ترسّخ صنعاء موقعها كفاعل رئيسي في معادلة الأمن البحري والسيادة الإقليمية.
وفي هذا السياق، لا يبدو أن سفن الشحن ستعود إلى البحر الأحمر، ولا أن الاستقرار البحري سيُستعاد، إلا بقرار سياسي بإنهاء العدوان على غزة، وهو ما يعكس حجم التحول الذي أحدثته العمليات اليمنية في معادلات الحرب والسلام والاقتصاد في المنطقة والعالم.