فلسطين.. العودة لذاكرة الرأي العام
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
استطاعت معركة (طوفان الأقصى) أن تحدث زلزالاً ليس في نطاق الكيان المحتل ومؤسساته العسكرية والأمنية والاستخبارية وطبقته السياسية، بل ضرب زلزال الأقصى أركان الكرة الأرضية بكل امتداداتها، إذ استطاعت معركة ( طوفان الأقصى) ضرب تجاويف الذاكرة البشرية وأجبرت شعوب العالم على التوقف أمام فلسطين القضية وحقيقة الاحتلال، لتسقط مع سقوط منازل وأبراج غزة أساطير العصابات الصهيونية التي ظلت تسوقها لأكثر من 80 عاما وتكوي بها الوعي الجمعي العالمي، وسخَّرت لها ماكينات إعلامية جبارة تسوق كل الروايات الصهيونية ويصدقها العالم وكأنها حقائق لا تقبل الانتقاص.
العدوان الصهيوني على قطاع غزة بما حمل من مشاهد وحشة وجرائم ارتكبها الصهاينة بحق الأطفال والنساء والشيوخ والبنى التحتية، ولم يسلم العدوان مسجداً أو مشفى، أو كنيسة، أو طريقاً، ناهيكم عن الأبراج السكنية التي تم تدميرها على رؤوس قاطنيها، وطال الاستهداف الصحافة والصحفيين وكاميراتهم، جرائم لا شك أنها أيقظت الضمير الإنساني النائم والمخدر بالدعاءة الصهيونية، فكان أن جاء رد الفعل الشعبي العالمي مغايرا لكل مخططات العدو، الذي لم يخسر هيبته في طوفان الأقصى صباح يوم 7 أكتوبر الماضي، بل فقد بعدوانه الذي جاء من باب رد الفعل واستعادة الهيبة والكرامة المفقودة، مكانته ومصداقيته وصورته التي ظل يلمعها أمام الرأي العام العالمي وخاصة في أوروبا وأمريكا، حيث كانت الروايات الصهيونية تحظي بمصداقية قبل أن يكتشف الشعب في أمريكا وأوروبا أن كل ما كان يتلقاه عبر الإعلام عن الكيان الصهيوني ليس إلا أكاذيب ومزاعم زائفة وأن الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية عملوا لعقود على تضليل الرأي العام الغربي والأمريكي، لهذا خرجت الشعوب إلى الشوارع في المدن الأمريكية والغربية منددة بالجرائم والمجازر الصهيونية بحق أبناء فلسطين في قطاع غزة والضفة الغربية، ورغم محاولات الحكومات في هذه البلدان تخويف مواطنيها بعقوبات تبدأ بالغرامة والسجن وتذهب حد تجريد مكتسبي جنسيتها من الجنسية وطردهم إلى أوطانهم الأصلية، إلا أن كل هذه التهديدات لم تنصت لها الشعوب التي خرجت لتعبر عن رأيها وتتضامن مع أطفال ونساء فلسطين وشيوخها، منددين بجرائم الصهاينة وبتواطؤ حكوماتهم مع العدوان الصهيوني..
طوفان الأقصى لم تعد قضية فلسطين للذاكرة الدولية والواجهة كأبرز حدث يشغل الرأي العام وتحتل أخباره مقدمات الأخبار واهتمام الإعلام العالمي، بل عملت على دفع العالم لإعادة قراءة مسار هذا الكيان وتاريخية والمجازر البشعة التي ما أنفك يرتكبها بحق أصحاب الأرض..
رد فعل الشارع الأوروبي الأمريكي يمكن وصفه بأنه أعظم إنجاز حققته المقاومة من خلال معركة طوفان الأقصى التي لم تفضح مؤامرات الأنظمة الغربية والنظام الأمريكي أمام مواطنيهم، بل فضحت ازدواجية المعايير في تغطية وسائل الإعلام الأمريكية والغربية، التي فقدت ثقة مواطنيها ودافعي الضرائب الذين يمولون بأموالهم نشاط هذه الوسائل التي سقطت بنظر مواطنيها والمجتمع الدولي، وفقدت مصداقيتها في سقوط أخلاقي ومهني وإنساني، لتحظي فلسطين والمقاومة باهتمام الرأي العام العالمي، وهذا يعد أكبر خسائر الكيان الصهيوني وحلفائه في الغرب وأمريكا، بل ظهر الكيان كمجرم حرب ومحاكمة قادته كمجرمي حرب شعار يردد على كل لسان في هذا العالم وخاصة العالم الغربي والأمريكي الذي كان العدو يرى فيه الحاضن لكل أساطيره ومزاعمه الزائفة..
أن الصورة الجميلة التي ظل العدو يرسمها لنفسه عالميا سقطت ملطخة بدماء أطفال ونساء غزة، وأن الهزيمة التي تلقتها عصابات الكيان هي هزيمة مركبة عسكريا واستخباريا وسياسيا وإعلاميا وأخلاقيا، وأن ما بنته من أساطير في ذاكرة العالم مُحي خلال العدوان الإجرامي الذي شنته على قطاع غزة، وهذا يعد أهم مكاسب المقاومة الفلسطينية التي أعادت الذاكرة الإنسانية إلى مسارها الصحيح ووجهت الأنظار نحو الجهة التي يفترض على العالم أن يوجه إليها الأنظار وهي فلسطين القضية والحقوق والمظالم التي يجب أن ترفع عنها.
بمعزل عن الحديث السياسي الاستهلاكي القائل بضرورة وأهمية العودة (لحل الدولتين)، فهذا الحديث يردد منذ 75عاما وعند كل حرب وأزمة عاصفة تكون فيها فلسطين حاضرة، وهذا الحديث عن ( حل الدولتين) يقال بعد كل حرب تواجهها المنطقة ولكن لم يتحقق من هذا الحديث شيئاً يذكر وسرعان ما ينسى قائلوه ما يقولون عند الأزمات، فيما العدو يمضي بسياسته الاستيطانية دون اكتراث بحقوق شعب وإرادة أمة..
إن ما أحدثته معركة طوفان الأقصى وكما أسلفنا لم يعد القضية للواجهة بل أسقطت كل أساطير العدو ومن يرعاه، وأسقطت قيم وأخلاقيات الغرب وأمريكا كأنظمة حاكمة، وأيقظت الوعي الشعبي وهذا ما يفترض أن يبني عليه على طريق التحرير الشامل والكامل لفلسطين التي لن تذهب دماء أطفالها ونسائها وشيوخها هدراً. حفلات وفعاليات منافية للدين والعادات والتقاليد..
انطلاق “المهرجان العالمي للكلاب” ضمن موسم الرياض!
ماكدونالدز هي الشريك الاستراتيجي »لموسم الرياض« رغم دعمها لجيش الاحتلال الصهيوني
كشف رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ، عن أحدث الفعاليات التي يتم تنفيذها في موسم الرياض، والتي تضمنت مهرجانا للكلاب.
ونشر آل الشيخ تدوينه على موقع X قال فيها: “المهرجان العالمي للكلاب في موسم الرياض، أول مهرجان في العالم يجمع 4 بطولات للكلاب في مكان واحد، مسابقات كلاب السلق والرشاقة وكلاب العمل ومسابقة الجمال للكلاب، أكثر من 250 كلباً من حول العالم! “.
وأرفق آل الشيخ تدوينته بصورة من موقع مخصص لحجز التذاكر في فعالية الكلاب، تشير إلى أن سعر التذكرة يبدأ من 75 ريالاً سعودياً.
وأثارت تدوينه آل الشيخ ردود أفعال غاضبة من قبل رواد وسائل التواصل الاجتماعي عليه وعلى السعودية، خاصة مع الحفلات والفعاليات المنافية للدين والعادات والتقاليد التي تنظمها هيئة الترفيه السعودية في موسم الرياض، بالتزامن مع الحرب الإجرامية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 13 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء.
يشار إلى أن رئيس الهينة العامة للترفيه في السعودية، تركي آل الشيخ، أثار مؤخراً حملة انتقادات واسعة ضده وضد السعودية بعد ترويجه لعرض على وجبات شركة “ماكدونالدز” العالمية التي تواجه مقاطعة جماهيرية كبيرة لدعمها الجيش الإسرائيلي، وإعلانه أنها الشريك الاستراتيجي لموسم الرياض.
ونشر آل الشيخ في تدوينه على منصة إكس، الأسبوع الفائت، إعلانا عن عرض لوجبات “ماكدونالدز” في الرياض جاء فيه: “يا أهل الرياض.. اطلبوا وجبة بيج ماك والثانية هدية من الموسم”.
وأرفق آل الشيخ تغريدته بفيديو ظهر فيه وهو يعلن أن “ماكدونالدز” هي “الشريك الاستراتيجي” لموسم الرياض، داعيا الجماهير إلى الاستفادة من عرض الوجبات ضمن موسم الرياض الترفيهي.
وحذف آل الشيخ الفيديو لاحقا على وقع انتقادات واسعة من مستخدمي مواقع التواصل، لكنه أبقى على إعلان عرض الوجبات في حسابه.
وتواجه سلسلة مطاعم “ماكدونالدز” مقاطعة جماهيرية واسعة في المنطقة والعالم، على خلفية إعلانها، الشهر الماضي، عن تقديم وجبات مجانية للجيش الإسرائيلي، وإعلان تضامنها مع إسرائيل بعد أيام من انطلاق عملية “طوفان الأقصى”.
وبرغم أن آل الشيخ أغلق خاصية الرد على تغريدته التي نشر فيها العرض، فإن الآلاف من النشطاء قاموا بمشاركتها وإرفاقها بانتقادات حادة.
وعلق الناشط “خليل” من قطاع غزة قائلا: “لما تكون عارف انو هالشركات داعمة صريحة للاحتلال، وتطلع تدعمهم بشكل وقح وأهل غزة بنزل عليهم براميل ليل نهار، فأنت صهيوني أكثر من الصهاينة يا تركي أل صهيون”.
واتهم نشطاء آخرون آل الشيخ والحكومة السعودية بالعمل على مساعدة الشركة على تعويض الخسائر التي تلقتها في السعودية بسبب المقاطعة الواسعة، من خلال الترويج لعروض وجباتها.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
استطلاع: تراجع كبير لدعم إسرائيل في الرأي العام الأوروبي بسبب غزة
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريا أعده مراسل الشؤون الأوروبية جون هينلي قال فيه إن الدعم الأوروبي العام لإسرائيل وصل إلى أدنى مستوياته.
وأشار التقرير إلى نتائج استطلاع أجراه مركز الاستطلاعات "يوغوف" وتوصل إلى أن التعاطف الشعبي مع "إسرائيل" في أوروبا الغربية قد وصل إلى أدنى مستوى له قاطبة، حيث لم تبد تعاطفا مع "إسرائيل" سوى نسبة قليلة وأبدى خمس المشاركين من ست دول رأيا إيجابيا حيالها.
ومع استمرار المفاوضات بشأن اقتراح وقف إطلاق النار الأمريكي، تصاعد هجوم "إسرائيل" على غزة الذي استؤنف بعد أن انتهكت وقف إطلاق النار السابق في منتصف مارس - مصحوبا بحصار إنساني أدى إلى ظروف أشبه بالمجاعة. ومنذ بداية الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023، قتل أكثر من 54,000 شخصا في غزة.
ووجد الاستطلاع أن صافي التأييد لإسرائيل في ألمانيا (-44) وفرنسا (-48) والدنمارك (-54) هو الأدنى منذ بدء استطلاعات الرأي حول هذا الموضوع في عام 2016، بينما كان في إيطاليا (-52) وإسبانيا (-55) أيضا في أدنى مستوياته أو أدنى مستوى مشترك، وإن كان ذلك منذ عام 2021.
أما في بريطانيا فقد بلغ صافي التأييد -46، وهو أعلى بقليل من أدنى مستوى له عند -49 في أواخر العام الماضي.
وبشكل عام، كان لدى ما بين 13% و21% فقط من المشاركين في أي دولة شملها الاستطلاع وجهة نظر إيجابية تجاه "إسرائيل"، مقارنة بـ 63% إلى 70% ممن كانت آراؤهم سلبية.
وبالمثل، من بين جميع الدول الست التي شملها الاستطلاع، وافقت نسبة ما بين 6% في إيطاليا ونسبة و16% فرنسا فقط على أن "إسرائيل" "كانت محقة في إرسال قواتها إلى غزة، وأنها ردت بشكل عام بشكل متناسب على هجمات حماس"، بانخفاض عن استطلاع سابق أُجري في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وبلغت النسبة في بريطانيا إلى 12%. في المقابل، وافقت نسبة ما بين 29% في إيطاليا ونسبة 40% في ألمانيا على أن "إسرائيل" "كانت محقة في إرسال قواتها إلى غزة، لكنها بالغت في ذلك وتسببت في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين". وبلغت النسبة في بريطانيا 38%.
ورأى ما بين 12% من المشاركين الألمان و24% في إيطاليا، مع 15% لبريطانيا، أنه ما كان ينبغي لإسرائيل دخول القطاع إطلاقا.
ورأت دراسة "يورو تراك" أن عددا أقل فأقل من الأوروبيين الغربيين ما زالوا يرون العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة مبررة: فقط حوالي ربع المشاركين في فرنسا وألمانيا والدنمركـ بنسبة 24% و 25%، مقارنة بـ 18% في بريطانيا و9% فقط في إيطاليا.
وفي الوقت نفسه، ظلت نسبة المشاركين الذين رأوا في أن هجمات حماس ضد "إسرائيل" في 7 تشرين الأول/أكتوبر كانت مبررة منخفضا في كل بلد وتراوحت النسبة ما بين 5-9%، مع أن هامش الدعم زاد في بريطانيا من 5% إلى 6% وفي إيطاليا من 6% إلى 8%.
وكشف الاستطلاع أن قلة من الناس تقول الآن أنها تقف إلى جانب "إسرائيل".
وتقول نسبة ما بين 7% إلى 18% أنها تدعم الموقف الإسرائيلي، وهي أدنى نسبة تسجل منذ بداية الحرب. وبالمقارنة قالت نسبة من المشاركين، ما بين 18% إلى 33% إنها تتعاطف مع الجانب الفلسطيني، وهي أرقام زادت في الدول الست منذ عام 2023. وفقط في ألمانيا كانت الأرقام قريبة، 17% مع الجانب الإسرائيلي و 18% مع الجانب الفلسطيني.
وليس مستغربا أن تتغير مواقف الرأي العام في أوروبا الغربية من إمكانية تحقق سلام دائم في الشرق الأوسط، وكان الفرنسيون الأكثر تفاؤًا بإمكانية حدوث ذلك خلال السنوات العشر المقبلة، ولكن حتى في ذلك الوقت، لم تصدق ذلك سوى نسبة 29% منهم.
أما الدنماركيون فكانوا الأقل تفاؤلا، حيث بلغت نسبتهم حوالي 15%. وفي جميع الدول الست التي شملها الاستطلاع، انخفضت توقعات إمكانية تحقيق سلام دائم بنسبة تتراوح ما بين أربع إلى عشر نقاط مئوية منذ أواخر عام 2023.
ولا تقتصر هذه الآراء على أوروبا، فقد أظهر استطلاع رأي أجراه مركز بيو للأبحاث في نيسان/أبريل أن مواقف المواطنين الأمريكيين من "إسرائيل" قد ازدادت سلبية خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث عبر أكثر من نصف البالغين الأمريكيين، 53%، الآن عن رأي سلبي تجاه "إسرائيل"، مقابل 42% في إذار/مارس 2022.
وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة "ديتا فور بروغرسيف سيرفي" (بيانات من أجل التقدم) الشهر الماضي أن 51% من الناخبين يعارضون خطط "إسرائيل" لإرسال المزيد من القوات إلى غزة ونقل الفلسطينيين، بينما رأى 51% أن على دونالد ترامب "مطالبة "إسرائيل" بالموافقة على وقف إطلاق النار"، وقالت نسبة 31% إن عليه دعم العملية العسكرية الإسرائيلية.