الإعلام الحكومي: ما دخل غزة من مساعدات لا يلبي 1% من الاحتياج
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
غزة - صفا
أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، مساء الجمعة، أنّ ما يصل من مساعدات إلى القطاع لا يلبي 1% من الحاجة الكبيرة والهائلة، مشيراً إلى دخول عدد قليل من الشاحنات التي تحمل مساعدات متواضعة خلال أيام الهدنة الإنسانيّة.
وحذّر المكتب الإعلامي، خلال مؤتمر صحفي، من تعرض الشعب الفلسطيني إلى سياسة تجويع وتعطيش مقصودة وممنهجة، وهو ما ينذر بوقوع مجاعة تهدد سكان قطاع غزة خاصةً مع النقص الحاد في الغذاء والخبز والماء، يضاف اليها المعاناة البالغة في الحصول على المواد الغذائية والمستلزمات التموينية المهمة مع انعدام وجودها في الأسواق والمحال التجاريّة.
وطالب المكتب الإعلامي كل الدول العربية والإسلامية بالتدخل الجدّي والعاجل لإنهاء هذا الوضع، واصفاً إياه "بالمهزلة".
وقال المكتب الإعلامي إنه ما زال يراقب عن كثب الأداء اليومي والميداني للمنظمات الدولية التي تعمل في قطاع غزة على مدار 56 يوماً، مؤكداً أنّها مقصّرة بشكل ملحوظ وتبذل جهوداً غير كافية في أغلب الأحيان خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة والكارثية.
وتابع "لقد كُنّا نأمل بأن تقوم هذه المنظمات الدولية بدورها المنوط بها فعلياً، وكنا نأمل منها أن تأخذ دورها في حماية المستشفيات والجرحى والمرضى والمرافق الحيوية بالشكل المطلوب، لا أن تقدم اعتذارها عن واجباتها وشعبنا في أمس الحاجة لها".
وحمّل المكتب الإعلامي الاحتلال الاسرائيلي والمجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن الحرب الوحشية التي يرتكبها جيش الاحتلال ضمن حربه الشاملة على قطاع غزة، مطالباً كل دول العالم بوقف هذه الحرب المجنونة فوراً.
وطالب وبشكل فوري وعاجل بإدخال عدد كبير من الشاحنات، فقطاع غزة يحتاج يومياً إلى إدخال 1000 شاحنة من المساعدات والإمدادات الحقيقية الفعلية، اضافة إلى إدخال مليون لتر من الوقود يومياً .
ودعا كل الدول العربية والإسلامية ودول العالم الحر خاصةً جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى ضرورة وضع خطة إنقاذ عربية وإسلامية عاجلة من أجل إيجاد حلول إنسانية سريعة تعمل على إيواء أكثر من ربع مليون أسرة فقدت وتضررت منازلها داخل قطاع غزة بفعل الحرب الإسرائيلية الوحشية.
وفي سياق متصل، أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن عدد الشهداء وصل إلى أكثر من 15,000 بينهم أكثر من 6150 طفل وأكثر من 4,000 امرأة، بالإضافة إلى 6500 مفقود إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم ما زال مجهولاً، فيما بلغ عدد الإصابات قرابة 37000.
وأشار المكتب الإعلامي خلال مؤتمر صحفي إلى ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 73 صحفياً منذ بداية العدوان.
وأوضح المكتب الإعلامي أن عجلة الحياة متوقفة تماماً في قطاع غزة مع استمرار حرب الإبادة الجماعية؛ فالمرافق الصحية الحيوية كالمخابز ومحطات تعبئة المياه ومحطات تشغيل الآبار ومضخات الصرف الصحي ومضخات مياه الأمطار متوقفة عن العمل بشكل غير مسبوق.
وشدد على أنّ قطاع غزة أمام كارثة إنسانية حقيقية ومتفاقمة بسبب تدمير جيش الاحتلال لأكثر من 60% من المنازل والوحدات السكنية في قطاع غزة وخاصة في محافظتي غزة وشمال غزة.
وتابع "تأتي هذه الكارثة بالتزامن مع دخول فصل الشتاء والبرد القارص وصعوبة الحصول على بيوت تأوي أكثر من 50,000 أسرة فقدت منازلها بتدمير كلي، و 250,000 وحدة سكنية دمرها الاحتلال تدميراً جزئياً وبحاجة إلى بناء وترميم".
ولفت إلى آلاف جثامين الشهداء ما زالت تحت الأنقاض دون أن تتمكن طواقم الدفاع المدني من انتشالها بسبب استهداف الاحتلال للمعدات والآليات، ومما زاد الأمر تعقيداً هو نفاد الوقود فضلاً من الآليات والمعدات المتهالكة أصلاً.
وعلى صعيد القطاع الصِّحي، طالب المكتب الإعلامي الدول العربية والإسلامية ودول العالم الحر وبشكل عاجل وفوري بإدخال مستشفيات ميدانية مُجهّزة بالأجهزة الطبية حتى تُحاول إنقاذ عشرات آلاف الجرحى والمرضى الذين ذاقوا الويلات خلال الحرب وكذلك تحويل آلاف الجرحى من أصحاب الإصابات الخطيرة إلى المستشفيات في الدول العربية والإسلامية لتلقي العلاج.
وعلى الصعيد الإنساني، طالب المكتب الإعلامي بإدخال مئات المعدات والآليات لصالح جهاز الدفاع المدني وطواقم الإغاثة والطوارئ حتى يتمكنوا من انتشال مئات جثامين الشهداء التي مازالت تحت الأنقاض، ورفع الرُّكام جراء قصف وهدم الاحتلال لمئات آلاف المنازل والمدارس والمستشفيات والشوارع والمرافق المهمة.
ونادى المكتب الإعلامي المؤسسات والهيئات والمنظمات الدولية بالقيام بدورها المطلوب منها بشكل فاعل ومحوري، مجدداً دعوته إلى وكالة الغوث الدولية (الأونروا) بالعودة للعمل في محافظتي غزة وشمال غزة.
وطالب باقي المنظمات الأممية والدولية الأخرى مثل منظمة الصليب الأحمر واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية بضرورة القيام بدورهم المطلوب منهم في حماية المستشفيات والمرافق الحيوية وحماية أبناء شعبنا بالشكل المطلوب.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الأقصى الدول العربیة والإسلامیة المکتب الإعلامی قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: قضية فلسطين أولوية يجب ألّا تغيب عن الخطاب الإعلامي العربي
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن قضية فلسطين تشكل أولوية يجب ألّا تغيب عن الخطاب الإعلامي العربي، خاصة في ظل ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتهم أهل غزة، من عدوان وحصار متواصلين، مؤكداً أن من واجب الإعلام العربي أن يبقي هذه القضية حيّة في وجدان الشعوب، من خلال إبراز صمود الشعب الفلسطيني وفضح جرائم الاحتلال.
وأشاد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، خلال فعاليات منتدى الإعلام العربي خلال اليوم الثاني من قمة الإعلام العربي، بالمواقف المتغيرة في بعض الدول الغربية التي بدأت تعيد النظر في تعاملها مع القضية الفلسطينية، مؤكداً ضرورة دعم هذا التحول الأخلاقي وتشجيعه، موجهاً الشكر إلى كل الأحرار في العالم، الذين يرفضون الجرائم بحق الفلسطينيين.
وأكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أن الإعلام العربي اليوم مطالب بمواجهة تحديات أخلاقية كبرى، في ظل عالم يموج بالأزمات والاضطرابات الثقافية، محذراً من خطورة ما تبثه المنصات الرقمية من أفكار تشوّه الوعي، وتغيّب الشباب عن واقع أمتهم، وتدفعهم نحو تقبل مفاهيم مغلوطة تخلط بين الفضيلة والرذيلة، داعياً إلى استراتيجية إعلامية موحدة تحمي قيم الأمة، وتتصدّى للتحديات الأخلاقية.
وشدد فضيلة الدكتور أحمد الطيب على أهمية دور الإعلام في حماية الشباب العربي من حملات التضليل التي تتخفى خلف شعارات براقة كالحرية و«الحداثة»، والتي تسعى في جوهرها إلى طمس الهوية الثقافية والدينية للأمة، وإضعاف القيم الأسرية والمجتمعية.
ووجّه فضيلة شيخ الأزهر الشريف، الشكر الجزيل إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وإلى نادي دبي للصحافة على التنظيم والدعوة، مشيداً بتنظيم هذا المحفل الإعلامي الكبير، ووصف الفعالية بمنصة حوار فكرية وإعلامية مهمة في العالم العربي والإسلامي.
وتناول فضيلته ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، ووصفها بأنها اختراع مغرض لتشويه صورة الإسلام، ووسيلة لبث الكراهية والتحريض ضد المسلمين، رغم أن الإسلام دين السلام والتسامح والعدالة، معرباً عن أسفه لكون بعض وسائل الإعلام الغربية لا تزال تروّج لصورة مغلوطة عن الإسلام والمسلمين، وبعض هذه الصور تسللت إلى الخطاب الإعلامي العربي ذاته، مما فاقم من حجم التحديات.
تشويه المفاهيم الأخلاقيةوحذّر شيخ الأزهر من خطر بعض القيم المستوردة التي تسعى لتقويض الأسرة وتشويه المفاهيم الأخلاقية، مثل الدعوات لتغيير شكل الأسرة الطبيعي، وترويج الإلحاد تحت راية الحريات، مؤكداً أن هذه التوجّهات تمثل تهديداً مباشراً للهوية العربية والإسلامية، وتستوجب تصدياً إعلامياً واعياً ومسؤولاً.
وأوضح شيخ الأزهر أن الإعلام العربي اليوم مطالب بمواجهة تحديات أخلاقية كبرى، في ظل عالم يموج بالأزمات والاضطرابات الثقافية، محذراً من خطورة ما تبثه المنصات الرقمية من أفكار تشوّه الوعي وتغيّب الشباب عن واقع أمتهم، وتدفعهم نحو تقبّل مفاهيم مغلوطة تخلط بين الفضيلة والرذيلة.
وأشار فضيلته إلى أهمية مواكبة التطور التقني في مجال الذكاء الاصطناعي، لكن ضمن أطر أخلاقية وإنسانية صارمة، مشيراً إلى مبادرة كان قد بدأها مع الراحل البابا فرنسيس لإصدار ميثاق عالمي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والتي أوشكت على الاكتمال، وأكد استمرار التواصل مع الفاتيكان لاستكمال هذا المشروع الحيوي.
تحية للصحفيين في فلسطينواختتم الإمام الأكبر كلمته بتوجيه تحية إجلال وتقدير إلى الصحفيين الفلسطينيين، الذين دفعوا حياتهم ثمناً لنقل الحقيقة، مشيراً إلى استشهاد أكثر من 200 إعلامي في غزة، وإصابة وتشريد عشرات آخرين.
وأكد في ختام كلمته على استعداد الأزهر الشريف الكامل لدعم أي جهد إعلامي شريف يخدم قضايا الأمة ويحفظ كرامتها ويصون هويتها، داعياً إلى تفعيل المسؤولية الأخلاقية في العمل الإعلامي، ومواجهة الحملات المغرضة بعقول واعية ورسائل هادفة.