«فورين أفيرز»: على الرغم من «الإخفاقات» أمام فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.. الإسرائيليون يؤيدون استمرار التيار اليميني في الحكومة
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
رجحت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية في تحليل لها، أن الحرب في غزة قد تُعزز ميل الإسرائيليين باتجاه التيار اليميني بشكل أكبر، مشيرًا إلى أن ما حدث قد يعني أن إسرائيل لن تعود إلى ما كانت عليه أبدًا.
وأضافت المجلة الأمريكية، أن ٧ أكتوبر الماضي عملية "طوفان الأقصى"، أظهرت "الفشل الذريع لفكرة إمكانية تهميش القضية السياسية الفلسطينية، إلى أجل غير مسمى، دون أن يكون لذلك تكلفة على إسرائيل؛ مشيرة إلى أن هذا الاعتقاد "بديهي" لدى القيادة الإسرائيلية.
وأشارت المجلة إلى أنه لم تكن هناك مفاوضات إسرائيلية فلسطينية حول اتفاق سلام الوضع النهائي لسنوات.
وعلى مدى عقدين من الزمن، وعدت الأحزاب اليمينية التي تهيمن على المشهد السياسي الإسرائيلي بأن "إسرائيل ستصبح أكثر أمنا مما ستكون عليه في ظل أي سياسة أخرى"، ووافق معظم الناخبين على ذلك.
ومع ذلك، انهار الوضع الحالي في ٧ أكتوبر، بحيث كان على الإسرائيليين، في غضون ساعات، مواجهة حقيقية أن العديد من الافتراضات التي وجهت السياسة الإسرائيلية منذ فترة طويلة تجاه الفلسطينيين انهارت.
وأشارت المجلة إلى فشل إسرائيل في توفير الأمن من خلال الحصار المفروض على قطاع غزة منذ حوالي ١٦ عاما، واعتبرت أيضا أن الاعتقاد بأن معظم التهديدات التي تشكلها حماس يمكن تحييدها من خلال المراقبة عالية التقنية والحواجز العميقة تحت الأرض ونظام القبة الحديدية "خاطئ تماما".
وتابعت المجلة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "قد يضطر إلى التنحي" عندما تنتهي الحرب، "إن لم يكن قبل ذلك، لأن الحرب ليس لها نقطة نهاية واضحة".
وعلى الرغم من إلقاء اللوم على قادة إسرائيل هم المسئولون عن "الإخفاقات الأمنية الكارثية، فمن غير المرجح أن يتزحزح توجههم السياسي"، حيث يظهر التاريخ الإسرائيلي على مدى العقود الماضية أن "حلقات الحرب أو العنف الشديد لا تؤدي إلا إلى تعزيز التيار اليميني في السياسة الإسرائيلية"، وهو ما يعني "انتخاب حكومة جديدة يدعم فيها الناخبون نفس الافتراضات الخاطئة التي ساهمت في الأزمة الحالية.
استعرض التحليل أوقات دعم الناخبين لليمين الإسرائيلي، والتي بدأت عندما تم انتخاب حزب الليكود اليميني لأول مرة في عام ١٩٧٧، والتي جاءت بعد أعقاب حرب ١٩٧٣، وساعدت الصراعات خلال الثمانينيات على تعزيز استمرار وجود اليمين الإسرائيلي.
وفي التسعينيات ورغم مرور أوقات أكثر هدوءا وصعودا لليسار، إلا أنه بنهاية العقد وبداية الألفية وحدوث الانتفاضة بدأ مواقف الإسرائيليين تعود نحو اليمين بشكل أكبر، وبحلول ٢٠١١ وصف أكثر من نصف اليهود أنفسهم بأنهم يمينيون. في السياق ذاته؛ أشارت "فورين أفيرز" إلى دراسة استقصائية أجراها مركز أبحاث علم النفس الاجتماعي التابع للجامعة العبرية، ""أشورد"، قبل ٥ أيام فقط من "طوفان الأقصى". وحددت الدراسة ثلثي اليهود الإسرائيليين على أنهم يمينيون.
ورأت المجلة أن عدم تحرك الإسرائيليين أكثر نحو اليمين في أعقاب الحرب سيكون "مدهشًا"، مشيرةً إلى أن استطلاعات الرأي الحالية تظهر أن الناخبين يتدفقون على حزب "الوحدة الوطنية"، الذي ينتمي إلى "يمين الوسط" ويتزعمه بيني جانتس.
ووفقًا لها، فإن إحدى النتائج المعقولة للأزمة الحالية التي يواجهها الاحتلال هي تحول "إسرائيل" إلى حكومة جديدة، بقيادة جانتس.
وأوضحت "فورين أفيرز" أن أحد أسوأ أخطاء نتنياهو هو النظر إلى القضية الفلسطينية من الناحية الأمنية البحتة، مرجحةً أن ينظر جانتس أيضًا إليها بـ"الطريقة نفسها تقريبًا"، أي باعتبارها تهديدًا أمنيًا يجب احتواؤه، بدلًا من الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحرب غزة إسرائيل المقاومة الفلسطينية فورین أفیرز إلى أن
إقرأ أيضاً:
الحكومة الفلسطينية تتسلم 30 ألف طن قمح منحة روسية لقطاع غزة
فلسطين – تسلّمت الحكومة الفلسطينية، امس الأربعاء، 30 ألف طن قمح تبرّعت بها روسيا لصالح الشعب الفلسطيني، وسيتم توجيهها إلى قطاع غزة.
وقالت وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني في بيان وصلت الأناضول نسخة منه، إن “الحكومة الفلسطينية تتسلّم من نظيرتها الروسية منحة 30 ألف طن قمح لأبناء شعبنا في قطاع غزة”.
وأضافت أن وزير الاقتصاد، محمد العامور، تسلّم “منحة القمح الروسي المقدّمة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والحكومة الروسية كمكرمة للشعب الفلسطيني في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها، ولا سيما في قطاع غزة”.
ووفق البيان، جرت عملية تسلّم المنحة في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، بحضور سفير روسيا لدى فلسطين، غوتشا بواتشيدزه.
وبناءً على توجيهات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء محمد مصطفى، سيتم تخصيص كامل الكميات لقطاع غزة فور الانتهاء من عملية طحن القمح وتعبئة الدقيق، واستكمال كافة الإجراءات الإدارية واللوجستية اللازمة، بحسب بيان وزارة الاقتصاد.
ونقل البيان عن العامور قوله إن المنحة الروسية “تجسّد العلاقة التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعبّر بصدق عن موقف روسيا الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية”.
بينما قال السفير الروسي إن “المنحة تعكس عمق العلاقة الأخوية والتاريخية بين البلدين، قيادةً وشعبًا، وهي جزء من المساعدات التي تقدمها روسيا للشعب الفلسطيني”، لافتًا إلى موقف بلاده “الثابت في إقامة دولة فلسطينية وفق القانون الدولي، وإحلال السلام”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل، بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 182 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال.
وبالتوازي مع الإبادة الجماعية في غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 977 فلسطينيًا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفًا و500، وفق معطيات فلسطينية.
الأناضول