ممثلو الكرة السعودية في رحلة البحث عن الذات بعد إتمام المهمة الآسيوية
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
يخوض الممثلون الثلاثة للكرة السعودية مواجهات تحصيل حاصل في الجولة السادسة الأخيرة من دور المجموعات لدوري أبطال آسيا لكرة القدم.
ويلتقي النصر مع مع مضيفه استقلال دوشنبه من طاجيكستان مساء الثلاثاء في ختام فعاليات المجموعة الخامسة، كما يلتقي اتحاد جدة مع ضيفه سباهان اصفهان الإيراني مساء الاثنين في ختام مباريات المجموعة الثالثة، وقبلها بساعات قليلة يلتقي الهلال مع ضيفه نساجي مازاندران الإيراني في أخر مواجهات المجموعة الرابعة.
وحسم الممثلون الثلاثة للكرة السعودية مقاعدهم في دور الـ16 من البطولة القارية، حيث تصدر الاتحاد المجموعة الثالثة برصيد 12 نقطة من أربعة انتصارات مقابل هزيمة واحدة، كما تصدر الهلال المجموعة الرابعة برصيد 13 نقطة من أربعة انتصارات مقابل تعادل وحيد وبسجل خال من الهزائم، وحصد النصر 13 نقطة أيضا مثله مثل الهلال، ليتصدر المجموعة الخامسة.
ورغم إتمام المهمة على النحو الأكمل، تتطلع الفرق الثلاثة لإنهاء مشوارها في دور المجموعات بأفضل شكل ممكن استعدادا للاستحقاقات المقبلة.
وفي الوقت الذي أبدعت فيه الفرق الثلاثة في المسابقة القارية، فإن الهلال يبسط هيمنته بشكل كامل على منافسات الدوري السعودي، حيث يحل في القمة برصيد 41 نقطة من 13 انتصارا مقابل تعادلين، ويبقى هو الوحيد الذي لم يتلق أي هزيمة حتى الآن، ويحل النصر في المركز الثاني برصيد 34 نقطة وبفارق سبع نقاط عن الصدارة، أما الاتحاد حامل اللقب فيأتي في المركز الرابع برصيد 28 نقطة.
ويسير الهلال بخطى ثابتة تحت قيادة مدربه البرتغالي جورجي جيسوس، كما يعيش الفريق حالة معنوية رائعة بعد فوزه المثير على النصر بثلاثة أهداف دون رد في الجولة الأخيرة من دوري روشن.
وحقق الهلال 14 انتصارا متتاليا على مستوى كافة المسابقات، بواقع ثمانية انتصارات في الدوري السعودي وأربعة انتصارات في دوري أبطال آسيا وانتصارين في كأس خادم الحرمين الشريفين، وبحصيلة هائلة من الأهداف حيث سجل الفريق 42 هدفا خلال تلك المسيرة الناجحة، مقابل هدفين فقط سكنا شباكه.
ويبرز في صفوف الهلال المهاجم الصربي الكسندر ميتروفيتش الذي سجل خمسة أهداف في دوري الأبطال بجانب تسجيله 13 هدفا في الدوري المحلي، ليحتل المركز الثاني في قائمة الهدافين، ويأتي من خلفه البرازيلي مالكوم دي أوليفيرا الذي سجل تسعة أهداف في الدوري المحلي.
من جانبه يتطلع النصر لتصحيح مساره بعد تعثره في أخر مباراتين حيث تعادل سلبيا مع برسيبوليس الإيراني ثم سقط على ملعب الهلال بثلاثية.
وقبل تراجع النتائج في الفترة الأخيرة، سجل النصر ثمانية انتصارات متتالية بواقع خمسة انتصارات في الدوري المحلي وانتصارين في دوري الأبطال مقابل فوز وحيد في كأس خادم الحرمين الشريفين.
ويعتمد النصر بشكل كبير على أهداف قائد المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يتصدر قائمة هدافي الدوري السعودي برصيد 15 هدفا ويأتي من بعده في ترتيب الأهمية، البرازيلي أندرسون تاليسكا الذي سجل ثمانية أهداف، لكنه يتصدر قائمة هدافي دوري الأبطال برصيد ثمانية أهداف.
ويخوض الاتحاد مواجهته أمام سباهان اصفهان، بعد تحقيقه انتصارين متتاليين، وفوزه على ملعب أولماليك الأوزبكي بهدفين مقابل هدف في الجولة الماضية، ليحسم مقعده في دور الـ16 الآسيوي، ثم أتبع ذلك بالفوز على الخليج 4 /2 في دوري روشن.
وبعد الانتهاء من دور المجموعات الآسيوي يلتقي الاتحاد مع مضيفه ضمك الخميس المقبل، قبل انطلاق رحلته في مونديال الأندية بجدة، عبر مواجهة أوكلاند سيتي النيوزلندي يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل.
ويعتمد مارسيلو جاياردو مدرب الاتحاد بشكل كبير على جهود القناص الفرنسي كريم بنزيمة الذي سجل تسعة أهداف في دوري روشن.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: اتحاد جدة الاتحاد السعودي النصر السعودي الهلال السعودي دوري أبطال آسيا نادي الاتحاد نادي النصر نادي الهلال فی الدوری الذی سجل فی دوری فی دور
إقرأ أيضاً:
الرجل الذي يريد أن يصبح ملكا.. قراءة في التحولات السعودية تحت قيادة ابن سلمان
في توقيت لا يمكن اعتباره مصادفة، نشرت الصحفية الأمريكية المخضرمة كارين إليوت هاوس كتابها الجديد "الرجل الذي يريد أن يصبح ملكا: محمد بن سلمان وتحول السعودية"، في لحظة حرجة من تاريخ الشرق الأوسط، حيث تصاعد دور السعودية بقيادة ولي عهدها محمد بن سلمان في إعادة رسم توازنات الإقليم، على خلفية التحولات الدراماتيكية في الصراع بين إيران وإسرائيل، وتبدل التموضعات الجيوسياسية عقب الحرب على غزة، وانخراط المملكة في ملفات حاسمة تتعلق بالتطبيع ومفاوضات الأسرى والسلام.
الكتاب، الذي راجعه الكاتب الأمريكي البارز والتر راسل ميد في صحيفة "وول ستريت جورنال" بتاريخ 3 تموز/ يوليو 2025، يقدّم شهادة من الداخل الأميركي على تحول ولي العهد السعودي إلى "ملك غير متوّج فعليًا"، يباشر إعادة تشكيل الدولة والمجتمع في المملكة، ولكن ليس بالضرورة ضمن مسار ديمقراطي، بل عبر رؤية مركزية تُعلي من "التحكم الحداثي" على حساب الانفتاح السياسي.
سعودية جديدة.. لا تشبه القديمة
كارين هاوس ليست صحفية عابرة في الشأن السعودي؛ فقد بدأت تغطية المملكة منذ السبعينيات، ونالت جائزة "بوليتزر" في 1984 عن تغطياتها العميقة للشرق الأوسط. في كتابها الجديد، تنقل تحولاتها الشخصية من متابعة صحفية إلى "شاهدة على نهاية سعودية قديمة وصعود أخرى جديدة"، حيث أصبح محمد بن سلمان هو الدولة.
ترصد هاوس، من خلال مقابلاتها داخل السعودية، ملامح التغيير الذي أحدثه "MBS"، كما يُعرف دوليًا، من فتح المجال أمام النساء في الفضاء العام وسوق العمل، إلى إقصاء عدد كبير من أفراد العائلة المالكة، وإعادة ترتيب الاقتصاد والمجتمع والدين بما يتناسب مع رؤيته الصارمة لـ"رؤية 2030".
لكن الأهم من التغييرات الاجتماعية، حسبما تبرز هاوس، هو كسر بن سلمان للسلوك التقليدي لآل سعود؛ فهو لا يرى مشكلة في التزلج على الرمال في نيوم، أو الظهور بجاكيت "باربور" الإنجليزي ونظارات "توم فورد" وحذاء "Yeezy" الأمريكي، في سباقات الفورمولا E، في مشهد رمزي يُلخّص شكل الحكم الجديد: مزيج من الحداثة الغربية والهوية السعودية، تحت هيمنة الفرد الواحد.
تحديث بلا ديمقراطية
يؤكد الكاتب والتر ميد في مراجعته أن ولي العهد لا يسعى إلى ديمقراطية، بل إلى تحديث اقتصادي واجتماعي تحت سلطة مركزية صارمة. ويقول: "محمد بن سلمان لا يريد تقاسم الحكم، بل يريد النجاح فيه بمفرده". وهذا ما يجعل تجربته محل جدل؛ فبينما يتلقاها الغرب بعيون منبهرة لما فيها من "علمانية مقنّعة"، فإن الأصوات الحقوقية ترى في تلك التغييرات شكلاً من الاستبداد الجديد المغلف بالتكنولوجيا والانفتاح الاقتصادي.
وبينما يتحدث الكتاب عن إعجاب بعض السعوديين، خاصة النساء والشباب، بالانفتاح النسبي، إلا أن أسئلة كبرى تظل دون إجابة: ماذا عن الحريات السياسية؟ ماذا عن المعتقلين؟ وماذا عن المعارضة المقموعة في الداخل والخارج؟ وماذا عن ثمن التحالفات الخارجية، مثل ملف التطبيع مع إسرائيل، الذي بات يطبخ على نار هادئة بدعم أميركي واضح؟
رجل في قلب لعبة إقليمية كبرى
يتزامن صدور الكتاب مع عودة المملكة إلى قلب اللعبة السياسية في الشرق الأوسط. محمد بن سلمان لم يعد "قائدًا شابًا طموحًا" فقط، بل رقماً حاسماً في ملفات ساخنة: التفاوض على إنهاء حرب غزة، الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، بل وأيضًا "هندسة ما بعد إيران"، بعد التقهقر الإيراني الإقليمي عقب الضربات الإسرائيلية، كما يشير ميد.
وفي هذا السياق، فإن فهم شخصية بن سلمان ـ بحسب ميد ـ ليس ترفًا، بل ضرورة استراتيجية لصناع القرار في واشنطن وتل أبيب، الذين يجدون أنفسهم اليوم مضطرين للجلوس معه، بل الاعتماد عليه في مشاريع إعادة رسم خارطة المنطقة.
المعضلة: كيف نحكم على التغيير؟
يبقى السؤال الجوهري الذي يطرحه الكتاب، بذكاء غير مباشر: هل ما يحدث في السعودية ثورة تحديث فعلية، أم هندسة اجتماعية من فوق؟ وهل يمكن لعقود من المحافظة والسلطوية أن تُستبدل بتغيير سريع تحت سلطة فرد واحد؟ وأين يقف المواطن السعودي من هذه التحولات؟
الكتاب لا يجيب بشكل نهائي، لكنه يضع القارئ أمام حقيقة واحدة: محمد بن سلمان قد لا يكون ملكًا رسميًا بعد، لكنه يحكم كملك فعلي، ويعيد تشكيل السعودية على صورته.. وصورة المستقبل الذي يريده.
https://www.wsj.com/world/middle-east/the-man-who-would-be-king-review-a-very-modern-monarch-bd35aa6d