تحت الماء.. العثور على جـ .ثـة عمرها 13 ألف سنة تكشف أسرارا عن أمريكا
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
منذ حوالي 20 ألف سنة، بدأ الإنسان الأول في شق طريقه إلى الأمريكتين، يُعتقد أنهم سافروا عبر منطقة قديمة تُعرف باسم بيرنجيا والتي لم تعد موجودة وهي اليوم مغطاة بالمحيط.
كان هذا المكان الذي يمتد على جانبي المكان المعروف باسم مضيق بيرينج، عبارة عن شريط من الأرض تم تجفيف كل مياهه منه خلال العصر الجليدي الأخير وأنشأ ممرًا بريًا يربط بين روسيا وألاسكا المعاصرتين.
يُعتقد أن البشر القدماء قاموا بهذه الرحلة الشاقة من روسيا وآسيا إلى الأمريكتين، وسرعان ما انتقلوا عبر القارة الشمالية ثم شقوا طريقهم لاحقًا إلى أمريكا الوسطى والجنوبية، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية.
لكن الأدلة ضعيفة والآثار متناثرة، باستثناء اكتشاف مذهل جاء من أعماق كهف تحت الماء في شبه جزيرة يوكاتان بالمكسيك، وهي عبارة عن بقايا محفوظة تمامًا لما يُعتقد أنه أول أمريكي، فمنذ ما يقرب من 13000 عام، من المحتمل أن نايا، كما تُعرف اليوم، سقطت وماتت في حفرة عميقة ومظلمة.
وجدت نفسها في كهف، وبقيت بقاياها كما كانت في يوم وفاتها طوال القرون اللاحقة، بينما انتشرت الحضارات في جميع أنحاء العالم، فوفقًا للعلماء، منارة ضوء في البحث عن التراث الجيني لأولئك الذين يُعتقد أنهم الأوائل في الأمريكتين.
اكتشف الباحثون بقايا نايا في عام 2014 أثناء إجراء حفريات أثرية تحت الماء، ونشروا أعمالهم في مجلة Science، فهي واحدة من أقدم البشر الذين تم العثور عليهم على الإطلاق في الأمريكتين، مما دفع الكثيرين إلى وصفها بأنها الأمريكية الأولى في القارة، وتنحدر من مجموعة من الأشخاص القدماء الذين يطلق عليهم علماء الأنثروبولوجيا اسم 'الأميركيين القديمين'.
يشير التحليل الجيني لبقاياها إلى أنها مرتبطة بالأمريكيين الأصليين المعاصرين، وهو دليل حيوي في حل مسألة ما إذا كانت المجموعة التي تسمى الأمريكيين الأصليين مرتبطة بالمستوطنين الأوائل في كتلة الأرض.
كتب الدكتور جيمس تشاترز من Applied Paleoscience، المؤلف الرئيسي للدراسة، أن الدراسة تروج لوجهة النظر القائلة بأن "الأمريكيين الأصليين وسكان أمريكا القديمة يتشاركون في وطن واحد".
تشير الأدلة الجينية الأخرى من كل من الأمريكيين الأصليين المعاصرين والهياكل العظمية القديمة إلى أن أشخاصًا من سيبيريا هبطوا في شرق بيرنجيا منذ ما بين 26000 إلى 18000 عام، ويبدو أنهم انتقلوا جنوبًا منذ حوالي 17000 عام، وفقًا للفريق.
استخدم الباحثون الحمض النووي للميتوكوندريا للكشف عن هوية الفتاة، ووجدوا أن عمرها يتراوح بين 12000 إلى 13000 عام وأن الحمض النووي للميتوكوندريا الخاص بها ينتمي إلى المجموعة الفردانية D1.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الجعفراوي قبل استشهاده: أنا الآن في الجنة مع رفاقي الذين سبقوني
شارك على عامر الجعفراوى، شقيق صالح الجعفراوى، الذي استشهد أمس في غزة، وصية مؤثرة كتبها أخوه قبل مفارقته الحياة عبر منشور على مواقع التواصل الاجتماعى، عبّر فيها صالح عن ثباته وإيمانه بطريق المقاومة حتى اللحظة الأخيرة من حياته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، القائل: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.” أنا صالح. أترك وصيتي هذه، لا وداعًا، بل استمرارًا لطريقٍ اخترته عن يقين.
يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، عشتُ الألم والقهر بكل تفاصيله، وذُقت الوجع وفقد الأحبة مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، الحقيقة التي ستبقى حجة على كل من تخاذل وصمت وأيضا شرف لكل من نصر ودعم ووقف مع أشرف الرجال وأعز الناس وأكرمهم أهل غزة.
إن استشهدت، فاعلموا أنني لم أغب…
أنا الآن في الجنة، مع رفاقي الذين سبقوني؛
مع أنس، وإسماعيل، وكل الأحبة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
أوصيكم أن تذكروني في دعائكم، وأن تُكملوا المسير من بعدي.
تذكروني بصدقاتٍ جارية، واذكروني كلما سمعتم الأذان أو رأيتم النور يشقّ ليل غزة.
أوصيكم بالمقاومة…
بالطريق الذي سرنا عليه، وبالنهج الذي آمنا به.
فما عرفنا لأنفسنا طريقًا غيره، ولا وجدنا معنى للحياة إلا في الثبات عليه.
أوصيكم بأبي.. حبيب قلبي وقدوتي، من كنت أرى نفسي فيه ويرى نفسه في.. يا من رافقتني وقت الحرب بكل ما فيها .. أسأل الله أن نلتقي في الجنان وأنت راض عني يا تاج رأسي
أوصيكم بأخي ومعلمي ورفيق دربي ناجي،
يا ناجي… قد سبقتُك إلى الله قبل أن تخرج من السجن،
فاعلم أن هذا قَدَرٌ كتبه الله،
وأن الشوق إليك يسكنني،
كنت أتمنى أن أراك، أن أضمّك، أن نلتقي،
لكن وعد الله حق، ولقاؤنا في الجنة أقرب مما تظن.
أوصيكم بأمي…
يا أمي، الحياة بدونك لا شيء.
كنتِ الدعاء الذي لا ينقطع، والأمنية التي لا تموت.
دعوتُ الله أن يشفيك ويعافيك،
وكم حلمت أن أراكِ تسافرين للعلاج، وتعودين مبتسمة.
أوصيكم بإخوتي وأخواتي،
رضا الله ثم رضاكم غايتي،
أسأل الله أن يسعدكم، وأن يجعل حياتكم طيبة كقلوبكم الرقيقة التي طالما حاولت أن أكون مصدر سعادةٍ لها.
كنتُ أقول دومًا:
لا تسقط الكلمة، ولا تسقط الصورة.
الكلمة أمانة، والصورة رسالة،
احملوها للعالم كما حملناها نحن.
لا تظنوا أن استشهادي نهاية،
بل هو بداية لطريقٍ طويلٍ نحو الحرية.
أنا رسول رسالةٍ أردت أن تصل إلى العالم - إلى العالم المغمض عينيه، وإلى الصامتين عن الحق.
وإن سمعتم بخبري، فلا تبكوا عليّ.
لقد تمنّيتُ هذه اللحظة طويلًا، وسألت الله أن يرزقني إياها
فالحمد لله الذي اختارني لما أحب.
ولكل من أساء إلي في حياتي شتماً أو قذفاً كذباً وبهتاناً أقول لكم ها أنا أرحل إلى الله شهيدا بإذن الله وعند الله تجتمع الخصوم
أوصيكم بفلسطين…
بالمسجد الأقصى…
كانت أمنيتي أن أصل فناءه، أن أُصلّي فيه، أن ألمس ترابه.
فإن لم أصل إليه في الدنيا،
فأسأل الله أن يجمعنا جميعًا عنده في جنات الخلد.
اللهم تقبّلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي.
سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة والمغفرة، فإني مضيتُ على العهد، ولم أُغيّر ولم أُبدّل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخوكم الشهيد بإذن الله، صالح عامر فؤاد الجعفراوي.