شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP28، في جلسة نقاشية رفيعة المستوى حول «تمويل المناخ والصحة: تعزيز دور بنوك التنمية والمؤسسات الدولية»، وذلك بمشاركة  مامتا مورثي، نائب رئيس البنك الدولي للتنمية البشرية، و توماس أوستروس، نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي، و محمد جوليد، نائب رئيس مؤسسة التمويل الدولي، و كامبيتا بيتشيت، الرئيس التنفيذي لبنك التنمية الرواندي، و زمير إقبال، نائب رئيس البنك الإسلامي للتنمية، والسير داني ألكسندر، نائب رئيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.

وناقشت الجلسة تأثير أزمة المناخ على صحة الإنسان حيث من المتوقع أن تدفع الأزمة 132 مليون شخص لمستوى الفقر المدقع بحلول عام 2030، وضرورة تعزيز الاستثمارات المناخية والصحية للتغلب على تلك المخاطر، كما ناقشت دور بنوك التنمية متعددة الأطراف في زيادة التمويل المطلوب في ظل قدرتها على حشد وتعبئة الموارد المالية، والخبرات الفنية، إلى جانب دعم الدول والأطراف ذات الصلة لحشد التمويل الإضافي اللازم وإطلاق العنان لرأس المال الخاص.

وفي كلمتها أكدت وزيرة التعاون الدولي، على أهمية تخصيص يوم للصحة خلال مؤتمر المناخ، وأهمية الترابط بينهما في ظل التداعيات السلبية التي تتسبب فيها التغيرات المناخية على صحة الإنسان، موضحة أن كافة الدول الآن لديها استراتيجيات وطنية للعمل المناخي ولديهم أيضًا برامج متعلقة بالصحة ويجب أن تتسم تلك الاستراتيجيات والخطط والمشروعات بالتناغم لكي تحقق أهداف العمل المناخي والحفاظ على الصحة في ذات الوقت.

وأوضحت أنه في ضوء زيادة حجم الكوارث المناخية وارتباطها بشكل مباشر بالتأثير على الأمن الغذائي والمائي وهو ما ينعكس سلبًا على صحة الإنسان، فإن اتباع نهج مشترك لكافة الأطراف وزيادة التمويل المبتكر للصحة المناخية من بنوك التنمية متعددة الأطراف لاسيما للبلدان النامية والأقل نموًا بات من الأهمية بمكان، فضلًا عن ضرورة موائمة الاستراتيجيات المتعلقة بالمناخ والصحة لتحسين الكفاءة وتعزيز القدرة على الاستجابة للأزمات.

واستشهدت وزيرة التعاون الدولي، بالجهود التي تقوم بها الدولة المصرية في هذا الصدد وتعزيز مشاركة بنوك التنمية متعددة الأطراف في مشروعات الصحة بما يحفز الاستثمارات الخاصة، حيث يسهم البنك الدولي، إلى جانب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، والوكالة الفرنسية للتنمية، في تمويل مشروع التأمين الصحي الشامل، منوهة بأن وزارة التعاون الدولي تحرص على تعزيز التنسيق والتناغم بين الحوكمة المتعلقة بكل شريك تنمية والآخر من أجل ضمان تكامل الجهود وتعظيم الاستفادة من التمويلات.

كما تطرقت إلى العديد من المشروعات المنفذة مع شركاء التنمية والتي تربط بين أهداف المناخ والصحة من بينها مشروع مكافحة تلوث الهواء في القاهرة الكبرى بالتعاون مع مجموعة البنك الدولي، والذي يعزز قدرة الدولة على مواجهة التغيرات المناخية وخفض الانبعاثات التي تضر بصحة المواطنين. فضلًا عن تقرير المناخ والتنمية CCDR الذي تم تدشينه مع مجموعة البنك الدولي خلال مؤتمر المناخ COP27 كأول دولة تطلق التقرير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويستعرض الفرص والتحديات لتحقيق التوافق بين التنمية والعمل المناخي والتحول الأخضر في مصر.
وذكرت أن تقرير المناخ والتنمية يتضمن أساليب وسياسات من شانها الحد من آثار التغيرات المناخية، وتحسين الإجراءات الهادفة للاستخدام الكفء للموارد الطبيعية، وتمويل المشروعات بما يقلل من المخاطر المناخية على صحة المواطنين.

وفي ذات الوقت تطرقت وزيرة التعاون الدولي، إلى إعلان تطوير آليات التمويل المناخي الذي تم إقراره في مؤتمر المناخ COP28، والذي أكد على أهمية المنصات القطرية التي تقوم على ملكية الدولة، لافتة إلى أن قدرة الدول على خلق التناغم بين القطاعات وإضافة الصحة ضمن تلك المنصات من شأنه أن يعزز الأهداف المترابط بين تحقيق التقدم في العمل المناخي والحفاظ على صحة المواطنين في ذات الوقت. وأكدت أن تخصيص يوم للصحة في مؤتمر المناخ من شأنه أن يعزز المناقشات والتعاون بين مختلف الأطراف ذات الصلة لدفع التنمية والعمل المناخي والصحة بشكل أكثر فعالية.

وتابعت أن أهمية المنصات الوطنية لا تنبع فقط من التمويل ولكن أيضًا وضع السياسات التي تعزز العمل المشترك بين مختلف الأطراف، مضيفة أن مفهوم التحول الأخضر أصبح أساسيًا خلال سعي الدول للحصول على التمويلات المختلطة، لكن أيضًا إضافة الصحة لتلك المفاهيم والمشروعات من شأنها تعزيز كفاءة التنمية وزيادة مشاركة القطاع الخاص.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاستثمارات الخاصة الاستثمارات المناخية الأمم المتحدة للمناخ البنك الاسيوي للاستثمار التغيرات المناخية

إقرأ أيضاً:

عُمان تؤكد مواصلة جهود مكافحة الفساد تزامنًا مع "اليوم الدولي"

مسقط- الرؤية

تشارك سلطنة عُمان، ممثلةً في جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، الاحتفال باليوم الدولي لمكافحة الفساد تحت شعار "الاتحاد مع الشباب ضد الفساد: تشكيل نزاهة الغد"، والذي يوافق التاسع من ديسمبر من كل عام وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في عام 2003.

وقال شبيب بن ناصر بن خلفان البوسعيدي مدير عام المديرية العامة للأعمال القانونية ورئيس لجنة تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد بجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة إن الاحتفاء باليوم الدولي لمكافحة الفساد فرصة سانحة للمجتمع الدولي ولكافة دول العالم للتذكير بأهمية تضافر الجهود والعمل الجاد من كافة القطاعات لمكافحة الفساد وتعزيز قيم النزاهة. وأوضح أن اختيار شعار "الاتحاد مع الشباب ضد الفساد" للعام الثاني على التوالي ليكون شعارًا يحتفل به المجتمع الدولي في هذا اليوم، تأكيدٌ على أهمية الدور البنّاء الذي يقوم به الشباب في المجتمعات والآمال والطموحات التي ينظر بها العالم لهذه الفئة من المجتمع. وذكر أن الشباب غالبًا ما يتأثرون بشدة من آثار أي فساد قد يقع في المجتمعات، لذلك برزت أهمية مشاركتهم لتعزيز قيم النزاهة وترسيخ ثقافة الالتزام لما لهم من دور في التوعية بمخاطر الفساد وتبني الأفكار التي تتواءم مع التقدم السريع في منظومة مكافحة الفساد والأدوات المرتبطة بهذا الجانب كالذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة.

وأضاف البوسعيدي أن جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة يولي اهتمامًا كبيرًا بتوعية الشباب بمخاطر الفساد والدور الكبير الذي يقع عليهم لتبني ونشر قيم النزاهة، مشيرًا إلى أن الشباب يملكون قدرة عالية على الابتكار والتفكير البناء والحماس للمبادرات التي تعزز من القيم النزاهة في المجتمع. وأوضح أن الجهاز سعى إلى التقارب مع هذه الفئة؛ سواء على مستوى إطار المناهج الدراسية من خلال تبنى مقرر في مادة "عُمان الدولة والإنسان" والتي تُقدَّم لجميع الطلاب في الجامعات للحديث عن الإطار الوطني للنزاهة والشفافية والأدوار الوطنية التي يقوم بها جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة مع مختلف الجهات الحكومية في سبيل حماية المال العام وتعزيز قيم المساءلة والمحاسبة والشفافية. وشدد مدير عام المديرية العامة للأعمال القانونية على أن سلطنة عُمان ماضية نحو ترسيخ قيم النزاهة ومكافحة الفساد بالعمل التكاملي المشترك بين الجهات المعنية، وبمشاركة فاعلة من الشباب لتحقيق ثقافة النزاهة المستدامة والفعالة.

مقالات مشابهة

  • وزيرة التنمية المحلية تستعرض إجراءات مواجهة تلوث الهواء بخريف 2025
  • منال عوض تستعرض إجراءات مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة خلال خريف 2025
  • المشاط: 94 صفقة نفذها البنك الأوروبي في مصر منذ 2020 بقيمة 3.5 مليار دولار
  • محادثات مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لبحث تعزيز التمويل والاستثمار في قطاعي البترول والتعدين
  • عُمان تؤكد مواصلة جهود مكافحة الفساد تزامنًا مع "اليوم الدولي"
  • جامعة أسوان تكرم روّاد التميز في التنمية المستدامة والتغيرات المناخية لعام 2025
  • نماء للمياه تستكمل مشروع معالجة الروائح والانبعاثات بمحطة الأنصب
  • المشاط: البنك الأوروبي شريك رئيسي في حشد 5 مليارات دولار للقطاع الخاص ضمن برنامج «نوفّي»
  • صندوق النقد الدولي يوافق على قرض بـ 1.2 مليار دولار لباكستان
  • اتهام مواد مدرسية ممولة من شل بتقليل التأثير المناخي للوقود الأحفوري