تتمتع تقنية الذكاء الاصطناعي (AI) بالعديد من حالات الاستخدام، وأحدها هو توفير الوصول إلى الخدمات الرقمية بلغاتها الأصلية. في بلد شاسع مثل الهند، حيث يتحدث الناس أكثر من 121 لغة، من الصعب إتاحة الخدمات الرقمية لهم بلغاتهم الأصلية.
تقوم الحكومة ببناء مجموعات بيانات لغوية من خلال Bhashini، وهو نظام ترجمة لغة قائم على الذكاء الاصطناعي يقوم بإنشاء مجموعات بيانات مفتوحة المصدر باللغات المحلية لبناء أدوات الذكاء الاصطناعي والتي تهدف في المقابل إلى تقديم المزيد من الخدمات رقميًا.

دور الذكاء الاصطناعي في جلب اللغات إلى الإنترنت


ومن الجدير بالذكر أن عددًا قليلاً فقط من هذه اللغات البالغ عددها 121 لغة تتم تغطيتها بواسطة معالجة اللغة الطبيعية (NLP)، وهو فرع من الذكاء الاصطناعي يمكّن أجهزة الكمبيوتر من فهم النصوص والكلمات المنطوقة. وهذا يعني أن مئات الملايين من الهنود مستبعدون من المعلومات المفيدة.

قياس البصمة الكربونية لتوليد صور الذكاء الاصطناعي 72% من المؤسسات تخطط لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في هندسة البرمجيات


ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن كاليكا بالي، الباحث الرئيس في Microsoft Research India، قوله: "لكي تعمل أدوات الذكاء الاصطناعي لصالح الجميع، يجب أن تلبي أيضًا احتياجات الأشخاص الذين لا يتحدثون الإنجليزية أو الفرنسية أو الإسبانية".
"ولكن إذا كان علينا جمع قدر كبير من البيانات باللغات الهندية كما حدث في نموذج لغوي كبير مثل GPT، فسننتظر 10 سنوات أخرى. وقال بالي: "ما يمكننا فعله هو إنشاء طبقات فوق نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT أو Llama".


كيف يتم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي


يتم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على مجموعات بيانات معينة مثل النصوص المكتوبة. ومع ذلك، فإن العديد من اللغات الهندية لها تقليد شفهي بشكل أساسي، مما يعني أن السجلات النصية ليست وفيرة، مما يجعل من الصعب جمع البيانات باللغات الأقل شيوعًا.
يأتي Bhashini، الذي يتضمن مبادرة التعهيد الجماعي للأشخاص للمساهمة بجمل بلغات مختلفة، والتحقق من صحة الصوت أو النص المكتوب بواسطة الآخرين، وترجمة النصوص وتصنيف الصور.
"تدفع الحكومة بقوة لإنشاء مجموعات بيانات لتدريب نماذج لغوية كبيرة باللغات الهندية، وهي مستخدمة بالفعل في أدوات الترجمة للتعليم والسياحة والمحاكم"، قال بوشباك بهاتاشاريا، رئيس مختبر تكنولوجيا الحوسبة للغة الهندية. في مومباي، حسبما نقلت عنه.


نموذج ميتا SeamlessM4T


في وقت سابق من هذا العام، أعلن مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة Meta، عن نموذج لترجمة الكلام مدعوم بالذكاء الاصطناعي يمكنه ترجمة ونسخ الكلام بما يصل إلى 100 لغة. وقال زوكربيرج إن نموذج الذكاء الاصطناعي يمكنه تحويل الكلام إلى نص، وتحويل النص إلى كلام، وتحويل الكلام إلى كلام، وترجمة النص إلى نص، والتعرف على الكلام.
يمكن أن يكون النموذج مفيدًا لتوصيل المعلومات وفهمها باللغات التي لا يعرفها الأشخاص، خاصة تلك اللغات التي لا تحتوي على نظام كتابة مستخدم على نطاق واسع أو لم يتبق لها نصوص لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاصطناعى الهند ترجمة مارك زوكربيرج نماذج الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

فيديو.. مباراة تنس بلا نهاية بين روبوتات غوغل لتدريب الذكاء الاصطناعي

في صيف 2010، خاض لاعبا التنس جون إيسنر ونيكولا ماهو واحدة من أكثر المواجهات استنزافًا في تاريخ ويمبلدون، فقد استمرت المباراة 11 ساعة على مدار 3 أيام. وبعد أكثر من عقد، يخوض خصمان من نوع آخر مباراة لا تقل عنادًا، لكن هذه المرة داخل مختبرات ديب مايند التابعة لغوغل، وبلا جمهور.

فبحسب تقرير لموقع بوبيلار سينس (Popular Science)، تتحرك ذراعان روبوتيتان في مباراة تنس طاولة بلا نهاية في مركز الأبحاث جنوب لندن، ضمن مشروع أطلقته ديب مايند عام 2022 لتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي عبر التنافس الذاتي المستمر. الهدف لا يقتصر على تحسين مهارات اللعب، بل يتعداه إلى تدريب خوارزميات قادرة على التكيف مع بيئات معقدة، مثل تلك التي تواجهها الروبوتات في المصانع أو المنازل.

من مناوشة بلا فائز إلى تدريب بلا توقف

في بدايات المشروع، اقتصر التمرين على ضربات تبادلية بسيطة بين الروبوتين، من دون سعي لتحقيق نقاط. ومع الوقت، وباستخدام تقنيات التعلم المعزز، أصبح كل روبوت يتعلم من خصمه ويطوّر إستراتيجياته.

وعندما أُضيف هدف الفوز بالنقطة، واجه النظام صعوبة في التكيف، إذ كانت الذراعان تفقدان بعض الحركات التي أتقنتاها سابقًا. لكن عند مواجهة لاعبين بشريين، بدأت تظهر بوادر تقدم لافت، بفضل تنوع أساليب اللعب التي وفّرت فرص تعلم أوسع.

ووفق الباحثين، فازت الروبوتات بنسبة 45% من أصل 29 مباراة ضد بشر، وتفوقت على لاعبين متوسطين بنسبة بلغت 55%. فالأداء الإجمالي يُصنّف في مستوى لاعب هاوٍ، لكنه يزداد تعقيدًا مع الوقت، خصوصًا مع إدخال تقنيات جديدة لمراقبة الأداء وتحسينه.

عندما يعلّم الفيديو الذكاء الاصطناعي

التحسينات لم تتوقف على التمرين الفعلي، إذ استخدم الباحثون نموذج جيمناي (Gemini) للرؤية واللغة من غوغل لتوليد ملاحظات من مقاطع الفيديو الخاصة بالمباريات.

ويمكن للروبوت الآن تعديل سلوكه بناء على أوامر نصيّة، مثل "اضرب الكرة إلى أقصى اليمين" أو "قرّب الشبكة". هذه التغذية الراجعة البصرية اللغوية تعزز قدرات الروبوت على اتخاذ قرارات دقيقة خلال اللعب.

إعلان تنس الطاولة بوابة لروبوتات المستقبل

تُعد لعبة تنس الطاولة بيئة مثالية لاختبار الذكاء الاصطناعي، لما فيها من توازن بين السرعة والدقة واتخاذ القرار. وهي تتيح تدريب الروبوتات على مهارات تتجاوز مجرد الحركة، لتشمل التحليل والاستجابة في الوقت الحقيقي، وهي مهارات ضرورية للروبوتات المستقبلية في البيئات الواقعية.

ورغم أن الروبوتات المتقدمة ما زالت تتعثر في مهام بسيطة بالنسبة للبشر، مثل ربط الحذاء أو الكتابة، فإن التطورات الأخيرة -كنجاح ديب مايند في تعليم روبوت ربط الحذاء، أو نموذج "أطلس" الجديد الذي قدّمته بوسطن ديناميكس- تشير إلى تقارب تدريجي بين أداء الآلة والإنسان.

نحو ذكاء عام قابل للتكيف

يرى خبراء ديب مايند أن هذا النهج في التعلم، القائم على المنافسة والتحسين الذاتي، قد يكون المفتاح لتطوير ذكاء اصطناعي عام متعدد الاستخدامات. والهدف النهائي هو تمكين الروبوتات من أداء مهام متنوعة، ليس فقط في بيئات صناعية بل أيضًا في الحياة اليومية، بأسلوب طبيعي وآمن.

حتى ذلك الحين، ستبقى ذراعا ديب مايند في مباراة مفتوحة، تتبادلان الكرات والمهارات، في طريق طويل نحو مستقبل روبوتي أكثر ذكاء ومرونة.

مقالات مشابهة

  • دعوة لمقاربة شاملة لتنظيم الذكاء الاصطناعي
  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي 1/5
  • الذكاء الاصطناعي يفضّل الاستشهاد بالمحتوى الصحفي
  • يخطط ويكذب ويخفي أهدافه.. هل يقترب الذكاء الاصطناعي من وعي يشبه البشر؟
  • الصحة العالمية تشيد بدور مصر في تقديم الخدمات الصحية للمتأثرين بالنزاعات بالدول المجاورة
  • فيديو.. مباراة تنس بلا نهاية بين روبوتات غوغل لتدريب الذكاء الاصطناعي
  • البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
  • الذكاء الاصطناعي يساعد على توقع الخصائص الكيميائية
  • أهم ما يميز أداة الذكاء الاصطناعي نوت بوك إل إم من غوغل
  • التأمين الصحي الشامل يوقع عقد اتفاق تقديم خدمة مع المستشفى الجوي