السودان – عواقب انحطاط الخطاب السياسي والدبلوماسي …!!بقلم: إسماعيل عبدالله
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
لم يشهد المسرح السياسي السوداني انحطاطاً في الخطاب وانهياراً للدبلوماسية، مثلما شهدته ساحات التمثيل الأممي والإقليمي لمنسوبي جماعة الاخوان المسلمين، المتحورة إلى ما يسمى حزب المؤتمر الوطني المحلول، وأمسى الجنوح نحو العسف والعنف اللفظي ديدناً لممثلي هذه الجماعة في المحافل العالمية، ولو بحث المهتمون برصد إخفاقات المنظومة البائدة في هذا الخصوص، لن يستطيعوا أن يعدّوها، وذلك لتزايد التجاوزات والانتهاكات لأعراف العمل العام من رموز الاخوان المسلمين، الذين ولجوا دهاليز الأروقة الدولية على حين غفلة من الشعب السوداني، ما جعل حقبة الجماعة أسوأ الفترات الزمنية في تاريخ الدولة الحديثة، لقد تكررت الحوادث غير الأخلاقية المرتبطة بسلوك ممثلي السلك الدبلوماسي، بالولايات المتحدة الأمريكية إبّان عهد الدكتاتور عمر البشير، وانحط الخطاب السياسي والإعلامي الذي قدمه سفراء السودان بصورة تدعو للأسف العميق، وتواضعت لغة سفير دولة الاخوان مقارنة بسفراء أكثر مراحل الحكم العسكري تعرضاً للنقد والمعارضة – مرحلة حكومة مايو، ومن مخازي هؤلاء الاخوان المتطرفين أن رأس الدبلوماسية في عهدهم كان قائداً لمليشيا أطلقوا عليها اسم (الدفاع الشعبي)، وبلغ الانهيار الدبلوماسي مبلغاً خطيراً أن ورث الوزارة السيادية، والنافذة الخارجية المطلة على أقطار العالم في ذلك الزمان، وتولى الرئاسة فيها رجل ضالع في محاولة اغتيال رئيس جمهورية عربية ودولة جارة، في تحد سافر للقوانين الدولية والمعايير الدبلوماسية.
الخطيئة السياسية الكبرى بعد الانقلاب العسكري للإخوان المسلمين، على الحكومة الشرعية التي كان يقودها الراحل الصادق المهدي، تم ارتكابها حينما خصصت حكومة الانقلابي الدكتاتور الاخواني عمر البشير، مساحة صباحية بالإذاعة السودانية لكادرها العسكري والإعلامي، الذي أساء للزعماء والرؤساء والقادة والحكام والأمراء والملوك، بأسلوب فج ومتطرف ونفس مملوءة بالكراهية والحقد الدفين، عبر رسائل إعلامية سالبة، أوضح علاماتها الفوضى والحمق والتطرف، والإرهاب الفكري الذي لم يسبق له مثيل، ما تسبب في التضييق على حاملي الجواز السوداني، وحينها تم تصنيف الشخص السوداني كإرهابي دولي، ليذل بعد ذلك ويهان ببوابات المطارات الجوية، وفي مداخل المنافذ البحرية، وفقد كل حامل لهذه الهوية فرصته في العيش الكريم بتلك البلدان، التي تعرض رموز سيادتها للسباب والمعايرة من رجل معتوه لم ينل حظاً من الدنيا سوى ساقط القول، الإنقاذيون – الإسلاميون – الاخوانيون – الكيزان – الفلول، سمهم ما شئت، لم يتركوا للسوداني الإنسان مجالاً للعيش بكرامة، سواء كان ذلك داخل وطنه أو خارجه، كرّسوا فعلهم السيء والشنيع بحق هذا الانسان الخلوق، فلاحقوه في مهجره ومهربه الاختياري، وأبوا إلّا وأن يذيقوه مرارة عدائهم الحنظلي المقيم، ففي الوقت الذي تقوم فيه خارجيات البلدان التي تقودها المؤسسات بتقديم السند والدعم لمواطنيها، يخرق اخوان السودان الدستور ليحوّلوا القنصليات والسفارات لبؤر ومراكز للتخابر والتجسس والتحسس بحق المغترب والمهاجر.
رجل الدولة لا يرفع عقيرته بالصياح مسيئاً لرموز السيادة الوطنية للبلدان الأخرى، ولا ينحط لدرك الابتذال الأسفل الذي لا ينزل إليه إلّا الساقطين، والدبلوماسية كركيزة أساسية في توطيد العلائق الشعبية والرسمية بين الحكومات والشعوب، ومعها الخطاب السياسي الذي لابد وأن يكون سياسياً ومهنياً من الدرجة الأولى، يجب أن يراعى فيها تقلبات شئون الفعل السياسي المتصف بالكياسة والمرونة، فتعاطي السياسة كما وصفه الفلاسفة ليس فيه عداوة دائمة ولا صداقة قائمة، والمجاهرة بالسباب واللعن ليست من شيم الرجال، ناهيك عن أن تكون سمة من سمات الراعي المسؤول عن الرعيّه، ومهما قدم الاخوانيون من رجال مبتذلين لتسيّد المشهد العام، إلّا أن حصادهم المر سيكون العزلة الدولية والملاحقة الجنائية، فالعلاقات الدولية ليست مثل تعاملات أصحاب المتاجر بالأسواق الشعبية، الذين يصبحون ويمسون في فوضى أصوات مكبرات الصوت المستهدفة الراجلين والراكبين للدواب، وهو حال دويلة الاخوان المسلمين في السودان، المشتهرة بمثل هذه الفوضى غير الخلّاقة والسلوكيات غير الأخلاقية، فكما فعلت المراهقة السياسية برموز الحكم الاخواني في السودان، وقتما أقدم المراهقون الاخوانيون على محاولة اغتيال رئيس جمهورية دولة جارة، وعلى تقديم الكلمات النابيات والمسيئات لسيادة الأشقاء والجيران، الصادرات من أفواه مشعلي حرب أبريل، بذات القدر، لن يمر هذا الطيش الصبياني بدون المساءلة والعقاب، بل ستكون الملاحقات الجنائية واجبة النفاذ.
إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
5ديسمبر23
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وزير الكهرباء ووزير النفط السوداني يبحثان إعادة تأهيل الشبكة الكهربائية بالسودان
استقبل الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور محيى الدين نعيم وزير النفط والطاقة السوداني والوفد المرافق له، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية، بحضور السفير عماد الدين مصطفى عدوي سفير جمهورية السودان لدى القاهرة، وذلك لبحث سبل دعم وتعزيز الشراكة والتعاون في مجالات الكهرباء والطاقات المتجددة، والتدريب والاستفادة من الخبرات المصرية في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتوفير التغذية الكهربائية للتجمعات السكانية والصناعية في جمهورية السودان.
يأتي ذلك في إطار العمل المشترك، ودعم وتطوير أوجه التعاون والشراكة مع جمهورية السودان في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة، والعمل على استكمال المرحلة الثانية لمشروع خط الربط الكهربائي المصري السوداني مزدوج الدائرة توشكى 2/ وادى حلفا قدرة 300 ميجاوات.
واجتمع عصمت بوزير النفط والطاقة السوداني، بحضور المهندس جابر دسوقي رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، والمهندسة منى رزق رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، بمشاركة الوفد السوداني، وعدد من قيادات الوزارة.
وخلال الاجتماع، أشاد الدكتور محمود عصمت بعمق العلاقات المصرية السودانية، وتميزها على مر العصور، والروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين، مستعرضا إمكانيات قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، وبحث إمكانية تلبية متطلبات واحتياجات قطاع الطاقة السوداني من المحولات الكهربائية بقدرات مختلفة ووحدات الدعم المتنقلة وغيرها من الإجراءات لتوفير التغذية الكهربائية الكافية في العديد من المناطق، سيما في شمال البلاد، وكذلك التعاون في مجال التدريب والدعم الفني والطاقات المتجددة والدراسات اللازمة للاستفادة من التجربة المصرية في هذا المجال.
كما تم بحث امكانية إيفاد عدد من الخبراء للمعاونة في إعداد المواصفات الفنية وأجهزة القياس لإعداد أطلس الرياح.
وتناول الاجتماع سبل التعاون لإعادة تأهيل الشبكة الكهربائية في السودان وتنفيذ خطة إسعافية عاجلة لتوفير الكهرباء اللازمة في بعض المناطق خلال موسم الحصاد الزراعي، والعمل على وضع خطة لإعادة تأهيل محطات التوليد والمحولات.
وناقش الاجتماع مستجدات تنفيذ المرحلة الثانية لخط الربط المصري السوداني واتخاذ الإجراءات اللازمة لتركيب المهمات الخاصة به، وتعزيز برامج التدريب الفني والمهني للعاملين بقطاع الكهرباء في السودان، والاستعانة بخبرات قطاع الكهرباء في مصر لتحسين كفاءة الأنظمة الكهربائية وتحديث البنية التحتية.
وتم التطرق إلى العديد من المشاريع المستقبلية في مجال الطاقة، ومنها التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وإقامة محطات شمسية في العديد من المناطق وإمكانية الاستفادة من القطاع الخاص المصري في تنفيذ المشروعات.
وأكد عصمت أن قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة لديه خبرات وكفاءات وتجارب ناجحة في تنفيذ الخطط الاسعافية العاجلة، وأن هناك تعاونا مع الجانب السوداني وتنسيق في إطار خط الربط القائم لتحقيق التكامل الإقليمي في قطاع الكهرباء والطاقة.
وأشار إلى أهمية تبادل الخبرات في مجالات الطاقة المتجددة وإعادة بناء وتأهيل الشبكات الكهربائية، وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية، مؤكدا الحرص على تعزيز التعاون مع السودان في إطار الجهود المشتركة لتحقيق الأمن الطاقي في المنطقة وتطوير البنية التحتية للطاقة في البلدين، والاهتمام بنشر استخدامات الطاقات المتجددة، وتحقيق الاستدامة البيئية وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.
وأشاد عصمت بالعلاقات المتميزة بين مصر والسودان، ومواصلة تقديم البرامج التدريبية للأشقاء في جمهورية السودان على أحدث التكنولوجيات العالمية في مجالات الكهرباء والطاقة، موضحا العمل المشترك بين البلدين لتوفير التغذية الكهربائية والوفاء بمتطلبات خطط التنمية المستدامة.
اقرأ أيضاًوزير الكهرباء يبحث سبل دعم وتعزيز فرص التعاون والشراكة والاستثمار مع الجزائر
وزير الكهرباء يبحث مع مجموعة السويدي اليكتريك التعاون في مجالات خفض الفقد