عيد الطفولة في غزة.. بأي حال عدت ياة عيد
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
اقترب هذا العام من الرحيل وكل قد أخذ نصيبه منه، ومر عيد الطفولة على الجميع وكل قد احتفل على طريقته، لكن في الجهة الأخرى تلعسمت شفتاه وغابت عنه الفرحة وهذا ما وجدناه في أطفال غزة، الذي ما زال الاحتلال الغاشم يواصل جبروته على غزة وشعبها بالقصف المستمر دون رحمة، فلم يفرق الاحتلال بين طفل صغير لا ذنب له أو حتى مريض في مستشفى لا حيلة له إلا أنه جعل الجميع سواسية أمامه فيضرب بكل قوته دون أن يبالي شيء.
“البوابة نيوز” ترصد في ذلك التقرير حال أطفال غزة في أعياد الطفولة وتقرأ ما يجول بخاطرهم دون أن تنطق به ألسنتهم ..
فقط انظروا في وجهي تعرفوا كيف هو عيدنا الذي تسألوني عنه، فأنا طفل ومن حقي أن أفرح في عيد الطفولة، لكن ما ترون في عيد الطفولة عندي الاحتفال مختلف عن الجميع، فجسمي يرتجف خوفا من أمور لا أعلمها ولسانًا عاجزًا عن النطق وعينان شاخصتان حتى الدمعة قد جفت منها فأخبروني.. هل أنا في حلم أم هذا حقيقة؟
وأنا هل تروني جيدا؟ كم أنا جميلة؟ أتدرون كنت أجمل من هذا، لكن لا أعلم ما نحن فيه الآن وكل طفل مثلي ستسألوه لن ينطق إلا بسؤالكم ما نحن فيه حقيقة أم حلم وسينتهي؟ وأي عيد تسألون عنه الآن حتى عداد الأيام لا نعلمه فكيف نعرف الأعياد، والعيد كله بهجة وسعادة.. أما عيدنا فكله قصف ودمار وخراب.
نحن مات فينا كل شيء، ما بقى إلا جسد لا نعلم شيئا عن ما نحن فيه، ولا تسألونا عن أعياد فكم ترون ليس بوسعنا إلا الأنين والبكاء، ربما يكون دواء لما نحن فيه ففي عيد الطفولة من هذا العام لنا بدلنا الراحة والسعادة بالبكاء والفزع والحسرة، وجلسنا نحن الثلاثة سويا لنواسي بعضا بعض ونشكو حالنا لأنفسنا.
انظروا إلينا نحن في الأعلى أنا أحمل كسرة خبز وأختى طعامها أصبح هو البكاء الذي يسد جوعها، نسمعكم تقولون الأعياد، فهل رأيتم عيدنا؟ كأننا في سجن وننتظر مَن يخرجنا منه ونعيب الزمان الذي أصبح عيد الطفولة يمر علينا ونحن نقتل ونموت دون حساب أو رحمة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: عيد الطفولة اطفال غزة الاحتلال الغاشم طوفان الأقصى الاحتلال الإسرائيلي عید الطفولة
إقرأ أيضاً:
سلطنة عُمان.. الودق الذي يُطفئ الحروب
د. أحمد بن علي العمري
سلطنة عُمان… بلد الأمن والأمان والسلام والإسلام والاعتدال والحياد والأعراف والعادات والتقاليد وحسن التعامل والتسامح، حيث إن الأعراف والتقاليد لدى العُماني أقوى من أي قانون؛ الأمر الذي جعلها محل ثقة وتقدير واحترام العالم أجمع دون استثناء.
ومع ذلك؛ فالرأي مفتوح للجميع، وسقف الحرية مرتفع بحكم القانون العُماني. ولقد لفت انتباهي الانطباع الذي خرج به المشاركون في معرض مسقط الدولي للكتاب من زوار ومؤلفين وناشرين؛ حيث عبّروا عن الحرية التي وجدوها؛ فهناك الكثير من الكتب التي يُمنع نشرها في العديد من الدول وجدت حريتها في عُمان تنتظرها، وأكدوا أن في عُمان مجالًا رحبًا للرأي والرأي الآخر، وأفقًا للرأي الواسع، كما أشاروا إلى حفظ الحقوق واحترام وتقدير الآخرين.
لقد وجدوا التطبيق الفعلي لعدم مصادرة الفكر؛ بل حمايته وتهيئة الجو المناسب له، فقد قالها السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه -: "إننا لا نصادر الفكر.. أبدًا"، وأتت النهضة المتجددة لتؤكد على استمرارها ونموها وتوسعها؛ فأضحت عُمان بلا منازع محل تقدير ومركز تسامح وموقعًا لثقة الجميع.
المعروف أن الودق هو المطر الذي يُنهي الجفاف ويحيي الأرض، وفي السياق الأدبي أو الثقافي يُستخدم كرمز للخير والسلام، وعندما نقول إنه يطفئ الحروب، فهو تعبير مجازي عن دور عُمان التاريخيّ في إخماد النزاعات بالحكمة والدبلوماسية، كما فعلت عبر تاريخها في الوساطة بين الأطراف المتنازعة.
إن سلطنة عُمان معروفة بسياسة الاعتدال والحوار؛ سواء كان ذلك في محيطها الخليجي أو العربي أو على المستوى الدولي، مما جعلها صانعة للسلام بامتياز. وهكذا فإن الودق العُماني ليس مجرد مطر مادي، وإنما هو إشارة للغيث الأخلاقي في البوتقة السياسية الذي تقدمه عُمان لتهدئة الصراعات ومسبباتها ووأد الفتنة في مهدها.
لقد وقفت السلطنة كعادتها الدائمة والثابتة والراسخة على الحياد؛ فلم تقطع العلاقات مع جمهورية مصر العربية إبان اتفاقية كامب ديفيد، وكذلك الحياد في اتفاقيات مدريد وأوسلو ووادي عربة، وبقيت محايدة في الحرب العراقية الإيرانية، ولم تتدخل في الحروب التي تستعر هنا وهناك من حينٍ لآخر؛ فلم تتدخل في حرب ليبيا، ولا الصومال، ولا اليمن، ولا السودان؛ بل أغلقت أجواءها أمام الاستخدام العسكري لأي من الطرفين المتنازعين.
وقد كانت الوسيط لإطلاق عدد كبير من المحتجزين للعديد من الدول، كما إنها كانت وسيط الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، وحاليًا تقوم بالوساطة ذاتها بين أمريكا وإيران للوصول إلى اتفاقية ثابتة وملزمة ومحكمة.
ومؤخرًا تدخلت السلطنة لإطفاء الحرب الملتهبة بين أمريكا واليمن، والتوصل للاتفاق على وقف إطلاق النار بين الطرفين، وهي حرب بالغة في التعقيد، لكن الدبلوماسية العُمانية المعهودة كان لها التأثير السلس الذي يتواصل مع الفرقاء برقة النسيم، وعذوبة الودق، وشذى الياسمين.
كل ذلك بهدوء ودون صخب إعلامي أو ضجيج القنوات الفضائية أو جعجعة الحناجر، كعادتها عُمان تبتعد عن المنّ والأذى.
إن الطائر الميمون الذي يقلّ المقام السامي لحضرة مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - بين العديد من عواصم العالم بين الحين والآخر، إنما يحمل على جناحيه غصن الزيتون ومرتكزاته وأهدافه، هو نشر السلام والتسامح؛ فعُمان تلتقي ولا تودع، وتجمع ولا تفرّق، وتلمّ ولا تشتّت، وتمُدّ يد السلام والوئام والتسامح والأُلفة للجميع.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.