بعد حملة المقاطعة.. هل هددت مكدونالدز بالخروج من السوق المصرية؟
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
انتشرت دعوات لمقاطعة منتجات وشركات عالميّة كبرى تصور على أنها داعمة لإسرائيل بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، واكتسبت الحملة زخماً كبيراً في العالم العربي منذ اندلاع الحرب في غزّة.
وفي هذا السياق، تداول مستخدمون لمواقع التواصل صورة قيل إنها لبيان صادر عن سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" تعلن فيه نيتها الخروج من السوق المصريّة.
وتضمّنت المنشورات صورة لبيان باللغة العربية أرفق بشعار العلامة التجارية لسلسلة مطاعم ماكدونالدز.
إلا أن البيان متداول على مواقع التواصل منذ سنوات، وهو لم يصدر عن ماكدونالدز مصر بحسب ما أكد مسؤول في الشركة لوكالة فرانس برس.
وجاء البيان تحت عنوان "ماكدونالدز تُهدّد بالخروج من السوق المصريّة"، مرفقاً بتعليق "الحريّة لفلسطين".
حصد المنشور أكثر من خمسة آلاف مشاركة من صفحة واحدة فقط على فيسبوك وعلى منصة أكس، في سياق انتشار دعوات بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة المنتجات الغربية في الدول العربية.
واكتسبت الحملة زخماً كبيراً في العالم العربي منذ اندلاع الحرب في غزّة في السابع من أكتوبر، إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس داخل الأراضي الإسرائيلية أسفر - وفق السلطات الإسرائيلية - عن مقتل 1200 شخص معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم.
ومذاك تشنّ إسرائيل قصفًا مدمّراً ومتواصلاً على قطاع غزّة المحاصر، مما أدى - وفق وزارة الصحة التابعة لحماس - إلى مقتل 15899 شخصاً، 70 بالمئة منهم نساء وأطفال ومراهقون، وفقاً لآخر حصيلة أصدرتها وزارة الصحّة في غزّة مساء الاثنين.
وتنديدًا بالقصف الإسرائيلي، ترافقت حملة المقاطعة مع دعوات للدول العربية لقطع علاقاتها بإسرائيل، في حين تشهد دول عدة في الشرق الأوسط تظاهرات أسبوعية تضامناً مع الفلسطينيين.
ووجدت سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" نفسها هدفًا رئيسيًا لحملات المقاطعة، بعد إعلان "ماكدونالدز" فرع إسرائيل في أكتوبر أنه قدّم آلاف الوجبات المجانية للجيش الإسرائيلي، مما أثار استياء الرأي العام العربي.
ما قصة البيان المتداول؟إلا أنّ البيان الذي يدّعي ناشروه أنّه لتهديد الشركة بالانسحاب من السوق المصريّة غير صحيح.
فبحسب ما وقع عليه صحفيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ظهر هذا البيان المزعوم على صفحات مواقع التواصل المصرية لاوّل مرّة في 29 ديسمبر 2022.
وجاء انتشاره آنذاك فيما تحدّثت وسائل إعلام مصريّة عن صعوبات واجهتها شركة مانفودز المالكة للعلامة التجارية ماكدونالدز، بسبب عدم فتح اعتمادات مصرفية.
وعلى هذا، فإن الحديث عن أن هذا البيان صدر حديثاً في ظلّ الحرب على غزّة حالياً غير صحيح.
هل أصدرت ماكدونالدز هذا البيان؟نفى مسؤول رسمي في شركة ماكدونالدز مصر الأخبار أن تكون الشركة أصدرت هذا البيان، لا في الوقت الحالي ولا في السابق.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه في اتصّال مع صحفيي خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس إن "الشركة لا يمكن أن تخسر سوقاً مهمّاً مثل السوق المصري".
وأضاف أن وسائل إعلام نشرت هذا البيان المزعوم العام الماضي في ظلّ أزمة الدولار من دون التحقّق أو الرجوع للشركة للتأكّد من صحّتها.
بيانات ماكدونالدز مصربعد أيام من إعلان حركة حماس شنّ هجوم على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023، أعلنت شركة مانفودز-ماكدونالدز مصر في بيان نشرته على حسابها في منصة أكس أنها شركة مصرية مئة بالمئة يمتلكها رجل أعمال مصري، وأنّها تُعدّ من أكبر الكيانات الاقتصادية في مصر.
وأوضح البيان أن دور شركة ماكدونالدز العالمية هو السماح لهم باستخدام العلامة التجارية محليّاً وامدادهم بالخبرة والمعرفة.
بيان رسمي من شركة مانفودز-ماكدونالدز مصر. pic.twitter.com/qJfz3ANYYo
— McDonald's Egypt (@McDonaldsEgypt) October 13, 2023وبعدها بيومين، أعلنت الشركة في منشور آخر عن تبرعها بمبلغ 20 مليون جنيه مصري للمشاركة في مبادرات الإغاثة للعائلات الفلسطينية المتضررة من الحرب.
كما نشرت فروع أخرى لماكدونالدز في عدد من الدول العربية بيانًا صادرًا عن مجموعة "ماكدونالدز العالمية"، تؤكد فيه أن لا علاقة لها بـ"التصرف الفردي" من قبل الوكيل في إسرائيل، وأنها "لا تموّل أو تدعم بأي شكل من الأشكال أي حكومات أو جهات داخلة في هذا الصراع".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: من السوق المصری ماکدونالدز مصر مواقع التواصل هذا البیان
إقرأ أيضاً:
كاسبرسكي تكشف حملة سيبرانية تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء مواقع مزيفة تنتحل Syncro
اكتشفت كاسبرسكي حملة خبيثة يستخدم فيها المهاجمون مواقع إلكترونية يتم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي لنشر إصدارات من Syncro، وهي أداة شرعية للوصول عن بُعد.
تجذب هذه المواقع المزيفة المستخدمين عبر محركات البحث أو رسائل بريد إلكتروني خادعة.
وتقلّد مواقع معروفة مثل محافظ العملات المشفرة أو برامج مكافحة الفيروسات، لتدفع الضحية إلى تحميل برامج تبدو طبيعية لكنها تُستخدم لاحقاً في نشاطات خبيثة.
كما تستخدم الحملة تنبيهات أمنية مزيفة لبثّ الخوف، وهو ما يسمح للمجرمين بالتحكم بجهاز الضحية وسرقة أموال الرقمية.
يعتمد المهاجمون على أداة (Lovable) التي تولّد مواقع إلكترونية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويستغلونها لإنشاء صفحات تبدو احترافية المظهر، مع اختيار نطاقات شبيهة بالاستعلامات الشائعة حول مواضيع معينة مثل Polymarket، وهي منصة تنبؤ متعددة الوظائف. ولا تكون هذه المواقع المزيفة نسخاً مطابقة للمواقع الأصلية، بل يبتكر المهاجمون نسخاً مشابهة بصرياً بدرجة كبيرة، ما يجعل اكتشافها صعباً عند النظرة الأولى.
وتجذب هذه المواقع المستخدمين عبر نتائج البحث أو رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية، التي تقدم وعوداً وهمية لنقل رموز رقمية، أو تدعو إلى تثبيت تطبيق تداول أو برامج مكافحة الفيروسات أو تحديث بعض البرامج. وفي نهاية المطاف يثبت المستخدمون أداة Syncro الشرعية، التي تستخدمها عادة فرق تكنولوجيا المعلومات للتحكم والإدارة عن بُعد. وتكون هذه الأداة، ضمن سيناريو الهجوم المذكور، معدة مسبقاً لتتيح وصولاً كاملاً للمهاجمين إلى جهاز الضحية، فيتسنى لهم مراقبة الشاشة، واستعراض الملفات، وتنفيذ الأوامر، ويتم ذلك دون أي رد فعل من برامج مكافحة الفيروسات نظراً لأنها ليست برمجية خبيثة بذاتها.
قال فلاديمير جورسكي، محلل البرمجيات الخبيثة لدى كاسبرسكي: «تبين هذه الحملة مدى التطور والتعقيد في مشهد التهديدات السيبرانية؛ إذ يستغل المجرمون الأدوات الشرعية في عمليات الاحتيال المدارة بالذكاء الاصطناعي.
ويستفيد أولئك المجرمون من أتمتة عملية إنشاء مواقع إلكترونية مزيفة، فيوسعون نطاق هجماتهم مستغلين ثقة المستخدمين ببعض العلامات التجارية المألوفة لديهم، أو انخداعهم بالتنبيهات الأمنية الملحة والمضلِّلة.
وتذكرنا هذه الحملة بأنّ الثقة بشرعية المصدر غير كافية، فحتى البرامج الموقعة رقمياً من مصادر موثوقة تستدعي التحقق منها»
للحماية من هجمات كهذه، توصي كاسبرسكي بالامتناع عن تنزيل الملفات من مصادر غير موثوقة، لاسيما في الأجهزة المستخدمة في المعاملات المالية أو العملات الرقمية. كما ينبغي التحقق دوماً من عناوين URL للمواقع الإلكترونية ومقارنتها بالعناوين الرسمية قبل تصفحها، ويجب الحذر من أدوات الوصول عن بعد المقترحة للتثبيت أو المثبتة في الجهاز. كما تنصح كاسبرسكي بضرورة تفعيل ميزات مكافحة التصيد الاحتيالي، وتنفيذ عمليات تدقيق أمنية دورية.