نزوح عشرات آلاف الفلسطينيين من غزة باتجاه رفح
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
يواصل عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين من مدينة غزة ومن سكان أطراف خان يونس الثلاثاء التوجه نحو جنوب القطاع، بعدما أنذرهم الجيش الإسرائيلي بهجوم على المناطق المتواجدين فيها، في حين قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إن ما يحدث بغزة يمثل فشلًا أخلاقيًا واضحًا يواجه المجتمع الدولي.
ومدينة خان يونس محاصرة حاليا من الجهة الشرقية والشمالية الغربية، ، وتدور اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي على محور دير البلح صلاح الدين وقرب مطاحن خان يونس وفي بلدتي بني سهيلة والقرارة، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
ونحو 35 إلى 40 ألفا من النازحين الذين هربوا من مناطق شرق خان يونس تركوا المدارس والمستشفيات وتوجهوا نحو رفح آخر منطقة في قطاع غزة على الحدود المصرية، حيث تبعد الدبابات الإسرائيلية نحو 1500 متر عن مدينة مستشفى ناصر في خان يونس، بحسب مراسل الوكالة .
ونصب النازحون الخيم وسط شوارع حي المواصي غرب مدينة خان يونس تحت المطر، وكان صوت المسيرات الإسرائيلية يُسمع فوقهم.
وافترشت نساء الأرض الرملية، وأحضر شبان أكواما من أغصان الأشجار لاستخدامه كوقود للطبخ.
وشوهدت عربات تجرها الحمير وسيارات تتوجه نحو مدينة رفح وشاحنة كبيرة مع قاطرة تنقل أطفالا ونساء نازحين من جباليا إلى مدينة رفح.
وقال عبدو النجار من خان يونس أثناء مغادرته باتجاه رفح لوكالة الصحافة الفرنسية "نحن في منطقة فيها سكان عاديون وسط خان يونس. كلها دُمرت جراء القصف".
واأقى الجيش الإسرائيلي منشورات كتب فيها "إلى سكان حي السطرة، حمد الكتيبة المحطة معن وبني سهيلة في الساعات القريبة سوف يبدأ الجيش الإسرائيلي بهجوم شديد على منطقة سكنك بهدف تدمير منظمة حماس الإرهابية".
وأضاف "لا تتحركوا بعد ابقوا بالمأوى أو المستشفيات الموجودين بداخلها. خروجكم خطير جدا. أُعذر من أنذر".
رفح مكتظة بالفعل وظروفها مزرية
وأصبح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، وتؤدي موجة النزوح الجديدة بعد انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعا في الأول من ديسمبر/كانون الأول إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل.
وفي خان يونس بجنوب غزة حيث شنت إسرائيل هجوما كان متوقعا منذ فترة طويلة، كان الفلسطينيون الذين التمسوا الحماية من الغارات الجوية بإقامة الخيام في أراضي مستشفى ناصر بالمدينة يفككون خيامهم ويحمِّلون أكوام الحُصر والبطاطين على السيارات أو العربات التي تجرها الحمير.
وكانت خان يونس موطنا يعيش فيه 381 ألف شخص قبل الحرب. وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن 245 ألف شخص آخرين نزحوا بسبب القصف الإسرائيلي على الجزء الشمالي من غزة لجؤوا إلى خان يونس في 71 موقعا مختلفا.
ودعا الجيش الإسرائيلي السكان إلى إخلاء 3 مناطق محددة في محافظة رفح. واكتظت هذه المناطق بالفعل بحوالي 280 ألف ساكن و470 ألف نازح وصلوا بعد بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة "سيؤدي أمر الانتقال فعليا إلى رفع عدد الأشخاص في رفح إلى 1.35 مليون شخص، عبر دفع 600 ألف شخص إضافيين من خان يونس إلى منطقة يبلغ عدد سكانها حاليا 750 ألف نسمة حيث تواجه قدرة الأمم المتحدة وشركاءها على تقديم المساعدة تحديات خطيرة بالفعل".
إلى متى؟وقال شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الدبابات الإسرائيلية وصلت الى بلدة بني سهيلة من منطقة القرارة الشرقية وتمركزت شرقي ووسط مدينة خان يونس على بعد مئات الأمتار من منطقة المحطة وسط خان يونس من الناحية الغربية".
وأدى القصف إلى مقتل 24 شخصًا في مدرسة تؤوي نازحين في خان يونس، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وقال حسام الوليدي (26 عاما) "تعبنا من الانتقال من مكان لآخر … ذاهبون أنا وعائلتي وأهلي الى تل السلطان في رفح مشيا على الأقدام، وصاحب العربة لا يقبل بـ300 شيكل (نحو 80 دولارا) لنقلنا".
فشل أخلاقي
وترك آلاف النازحين في غزة من أحياء الشجاعية والزيتون والبلدة القديمة بيوتهم وتوجهوا إلى مستشفى الشفاء ومدارس حكومية في منطقة الرمال غرب غزة.
وحذر بيان للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة من "كل محاولات التهجير التي ستبوء بالفشل ومن أي تساوق عربي وغربي مع مخططات تصفية القضية بأي شكل".
وقال بيان الفصائل "نؤكد أن إدارة غزة شأن داخلي لن نقبل التدخل به".
وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش عقب زيارة للمستشفى الأوروبي في خان يونس -وفقا لرويترز- "لا يمكننا أن ندير ظهورنا لما يعتبر فشلًا أخلاقيًا واضحًا يواجه المجتمع الدولي".
ودعت "الأطراف وكل من له تأثير إلى التهدئة، وإيجاد حلول غير عسكرية لمعاناة الناس الهائلة على الجانبين".
وأكدت أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستبذل "كل ما بوسعها للمساعدة في تخفيف المعاناة" مضيفة "ولكن لا يمكننا القيام بذلك بمفردنا. ليس هناك حل إنساني فحسب، بل يجب أن يكون هناك حل سياسي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی خان یونس
إقرأ أيضاً:
FT: مساحة غزة تضيق على الفلسطينيين وسط زيادة التوسع الإسرائيلي
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا أعدته أديتي بانداري وميهول سيرفستافا حللا فيه أوامر الإخلاء، التي تقول إسرائيل إنها "من أجل إبعاد مليوني فلسطيني في غزة عن الأذى والقصف"، أما سكان القطاع فيرونها "نذيرا للتشريد والمعاناة المستمرة والانتقال من مكان إلى آخر".
وتأتي التحذيرات الإسرائيلية بشكل مفاجئ، عبر منشورات تطلقها طائرة من الجو، ورسائل نصية تصل لآلاف الهواتف، وخرائط مربكة على منصات التواصل الاجتماعي، توجه لأهالي غزة.
ويطلق الجيش الإسرائيلي عليها "أوامر إخلاء"، لكن سكان غزة يرونها رسالة نحو المعاناة والرحيل مع أبنائهم والكبار في العمر، والمشي البطيء المهين نحو زاوية أخرى مدمرة من القطاع.
وبحسب تحليل "فايننشال تايمز" لمئات الأوامر منها 30 أمرا منذ استئناف حرب الإبادة في آذار/ مارس الماضي، تشير الطريقة إلى نية إسرائيلية لاحتلال كامل القطاع، إلى جانب تغيير شكل غزة، ولم تترك إلا مساحات قليلة من الأرض للفلسطينيين.
ووجدت الصحيفة أن خمسة أرباع غزة والتي كانت قبل الحرب من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، أصبحت محاور عسكرية ومغطاة بأوامر الإجلاء.
لكن إسرائيل لم تنته بعد، فقد اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يريد حصر السكان في زاوية صغيرة من الأرض على طول الحدود مع مصر، وحظر بقية القطاع عنهم.
وحذر مراقبون دوليون من أن إجبار سكان غزة على النزوح جنوبا بهذه الطريقة وإلى أرض صحراوية قاحلة بلا مياه جارية أو كهرباء أو حتى مستشفيات، يعد تطهيرا عرقيا. ويخشى الفلسطينيون أن يكون هذا تمهيدا لطردهم من غزة نهائيا. وفي مؤتمر خلال أيار/ مايو قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش: "خلال أشهر ستدمر غزة" و "سيتركز الغزيون في الجنوب".
ووسعت إسرائيل منطقتها الآمنة من 300 مترا إلى كيلو مترا. وأصدرت إسرائيل، منذ 18 آذار/مارس، أوامر إخلاء ووسعت المنطقة العازلة العسكرية. ولا تشكل المناطق "الآمنة" المتبقية سوى نسبة 20% من مساحة غزة الأصلية.
وتعتبر أكثر من 60% من المساحة المبنية في غزة، بما في ذلك تلك التي يجبر الفلسطينيون على النزوح إليها، متضررة بشدة إن لم تكن مدمرة. وأنشأ الجيش الإسرائيلي في نيسان/ أبريل ممرا في جنوب غزة اسمه "موراغ". ويقترح قادة إسرائيل أنهم يريدون تشريد ما تبقى من الفلسطينيين جنوبي "موراغ". وقد دمرت إسرائيل معظم شمال غزة، ولكن القوات الإسرائيلية تقوم ومنذ عدة أسابيع بتدمير وتسوية المنطقة الواقعة جنوب "موراغ"، حيث سمي باسم مستوطنة إسرائيلية أنشئت عام 1972 وحتى 2005.
وما تبقى من المنطقة خال من المصادر الضرورية للعيش، وأصبحت مدينة رفح التي كانت مزدهرة قرب الحدود أنقاضا، والمناطق الرملية حولها بدون أشجار وعارية ولا توجد مياه صحية أو كهرباء. وفي الوقت الحالي يفصل ممر "موراغ" أنقاض رفح عن مدينة كبرى أخرى وهي خان يونس والتي أجبرت إسرائيل سكانها على الرحيل.
وتكشف الأقمار الاصطناعية بأن إسرائيل تحضر المناطق جنوب الممر لانتشار طويل الأمد، وقد تم تنظيف مساحات واسعة وتبدو كنقاط عسكرية محمية بسواتر رملية ومركبات متوقفة حولها. وتظهر خرائط زودت القوات الإسرائيلية الصحيفة بها ثلاث مناطق توزيع للمساعدات ضمن الخطة المثيرة للجدل والتي يتولاها مرتزقة أجانب وتشرف عليها إسرائيل.
وحذرت الأمم المتحدة من أن هذا الأمر ينذر بنزوح جماعي، إذ أن تركيز نقاط التوزيع على طول الممر سيجبر الأسر الجائعة على التخلي عن أراضيها في الشمال والقيام برحلة محفوفة بالمخاطر إلى الجنوب. وما ينتظرهم هو اكتظاظ خانق، وأحد أكثر التجمعات البشرية كثافة في العالم. فعلى عكس المناطق الحضرية المكتظة بالسكان، مثل الأحياء الفقيرة في جنوب آسيا، لا يوجد صرف صحي ولا مياه جارية. وحتى في الحساب المتساهل فإن سكان غزة الذين أنهكتهم الحرب لن يكون لهم مكان مدني أقل من مساحة غرفة صغيرة للعيش عليها. وإذا استثنينا الأراضي غير الصالحة للاستخدام، التي تشغلها الأنقاض والمستنقعات والطرق ومكبات النفايات، فإن المساحة المتبقية لكل فلسطيني قد تكون أقل بكثير. وفي أسوأ الحسابات، قد لا تتجاوز مساحة أريكة في غرفة معيشة.
وتختم الصحيفة: "حشد السكان بهذه الطريقة هو من أجل تحقيق هدف يسعى إليه اليمين الإسرائيلي المتطرف، وهو دفع السكان على الخروج من وطنهم وللأبد". وقال سموتريتش: "سيفهمون أنه لم يعد هناك أمل ولا شيء لهم في غزة" و "سيصبحون يائسين كليا" والبحث عن مكان آخر.