ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه (نرجو منكم بيان حدود السعي بين الصفا والمروة في أداء المناسك.

حكم الصعود على جبلي الصفا والمروة في أداء المناسك حكم الحج بتأشيرة مزورة .. دار الإفتاء تجيب

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن السعي هو المشي بين جَبَلَي الصفا والمروة سبعةَ أشواطٍ بعد طوافٍ في نُسُكِ حجٍّ أو عُمرةٍ؛ قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 158].

وذكرت أن الصَّفَا والمَرْوَة: جبلان بين بطحاء مكة والمسجد، فأما الصفا: فهو مبتدأ السعي، وهو مكانٌ مرتفعٌ كان يتصل بجبل أبي قُبَيسٍ، مَن وَقَفَ عليه كان بحذاءِ الحجر الأسود.

وأما المروة: فهو منتهى السعي، وأصله مِن المَرْو، وهو جبلٌ في الجهة المقابلة للصفا، كان يتصل قديمًا بجبل قُعَيْقِعَان، كما في "المسالك والممالك" للعلامة البَكْرِي (1/ 398، ط. دار الغرب الإسلامي)، و"معجم البلدان" للإمام شهاب الدين الحَمَوِي (3/ 411، ط. دار صادر)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للإمام النووي (3/ 181، ط. دار الكتب العلمية).

وأوضحت، أنه مِن المقرر شرعًا أنَّ السعيَ يُبدَأُ به مِن الصفا ويُختَم بالمروة، ويُحسَبَ الذهابُ مِن الصفا إلى المروة شوطًا، والعَوْدُ مِن المروة إلى الصفا شوطًا آخَر، إلى تمام سبعةِ أشواطٍ؛ كما في "بدائع الصنائع" للإمام علاء الدين الكاساني الحنفي (2/ 148-149، ط. دار الكتب العلمية)، و"شرح مختصر خليل" للعلامة الخَرَشِي المالكي (2/ 317، ط. دار الفكر)، و"نهاية المحتاج" لشمس الدين الرَّمْلِي الشافعي (3/ 291، ط. دار الفكر)، و"كشاف القناع" لأبي السعادات البُهُوتِي الحنبلي (2/ 487، ط. دار الكتب العلمية).

والأصل فيه: حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَهُوَ يُرِيدُ الصَّفَا، وَهُوَ يَقُولُ: «نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ» أخرجه الإمامان: أحمد في "مسنده"، والترمذي في "سننه".

قال العلامة ابن القَطَّان في "الإقناع" (1/ 266، ط. الفاروق الحديثة): [وهو إجماعٌ، وسُنَّةٌ معمولٌ بها] اهـ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء السعي الصفا والمروة المناسك الصفا والمروة دار الإفتاء ن الصفا

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الموطأ للإمام مالك يعد أعظم ما أُلف في الإسلام

كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، أن كتاب الموطأ للإمام مالك بن أنس، أحد أعمدة المذاهب الأربعة، لم يكن مجرد كتاب حديث وفقه، بل كان مشروعًا علميًا متجددًا صدر منه نحو أربعين رواية، رواها عنه كبار أئمة الأمة.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي مصر الأسبق، في تصريحات له، اليوم الأحد، أن الموطأ لم يكن ثابت النص، بل كان الإمام مالك يحدث فيه إضافات وتعديلات في كل مرة، تشبه ما يُعرف حاليًا بـ"الإصدار الجديد"، قائلًا: "كل من روى الموطأ، رواه بنسخة مختلفة عن غيره، فكانت الطبعة الثانية والثالثة والرابعة وهكذا، حتى وصلت إلى نحو 40 نسخة مختلفة، كل منها تمثل طبعة جديدة من الإمام نفسه".

علي جمعة يرد على منكري السنة: واحد مستلقي على قفاه ويتكلم دون علمفضل ركن الإسلام الأعظم.. علي جمعة يوضحه

وأشار إلى أن من بين من رووا الموطأ عن الإمام مالك: الإمام محمد بن الحسن الشيباني، فقيه الحنفية وتلميذ أبي حنيفة، والإمام الشافعي، مؤسس المذهب الشافعي، ويحيى بن يحيى الليثي الأندلسي، صاحب أشهر رواية للموطأ، وأبو مصعب الزهري، وغيرهم من أعلام الأمة.

وأكد الدكتور علي جمعة أن هذا التنوع في الروايات يعكس العبقرية العلمية للإمام مالك، الذي كان يُراجع ويُدقق ويُعيد تحرير كتابه، وفق ما يراه من ترجيحات فقهية وأحاديث نبوية، قائلاً: "الموطأ لم يكن كتابًا جامدًا، بل كان حيًا متجددًا مع الزمن، وقد حفظه لنا كبار العلماء بكل أمانة".

وأكد على أن موطأ الإمام مالك يمثل أصلًا مشتركًا اجتمعت عليه المذاهب، واستفاد منه الجميع، مما يدل على وحدة الأصول وثراء التراث الفقهي الإسلامي.

طباعة شارك الدكتور علي جمعة علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق كتاب الموطأ الأزهر الموطأ للإمام مالك بن أنس الموطأ للإمام مالك

مقالات مشابهة

  • ما حكم من أكل أو شرب ناسيا أثناء صيام العشر من ذي الحجة؟.. الإفتاء توضح
  • هل تجوز الصلاة بعد الوتر؟ .. الإفتاء توضح
  • حكم الأكل أو الشرب ناسيا أثناء صيام العشر من ذي الحجة.. الإفتاء توضح
  • فتاوى تشغل الأذهان.. حكم كلام القائمين على المسجد أثناء خطبة الجمعة.. لماذا تعد العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟.. دار الإفتاء توضح
  • لماذا تعد العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟.. الإفتاء توضح
  • هل يشترط تبييت النية قبل صيام العشر الأول من ذي الحجة؟.. الإفتاء توضح
  • الإفتاء توضح: وقوف المريض بعرفة حاملًا قسطرة البول صحيح شرعًا ولا يؤثر على صحة الحج
  • هل تقبل النوافل ممن ترك الفرائض؟ الإفتاء توضح
  • علي جمعة: الموطأ للإمام مالك يعد أعظم ما أُلف في الإسلام
  • أفضل وقت لارتداء ملابس الإحرام لحجاج بيت الله.. الإفتاء توضح