هل أكمل قراءة القرآن حال انتقاض الوضوء أم أذهب للوضوء.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
ورد إلى دار الإفتاء سؤالا يقول: في حال خروج الريح أثناء قراءة القرآن هل أوقف القراءة وأتوضأ أم أكمل القراءة ؟
قال الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى ب دار الإفتاء، في إجابته على السائل: "يجب فعل ذلك احتراما وإجلالا لما تقرأ من القرآن، ثم تعود للقراءة مجددا إن شئت أو تذهب لتتوضئ مرة أخرى تعظيما لشعائر الله حيث يقول تعالي:" ذٰلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب".
حكم قراءة القرآن بدون وضوء
قالت دار الإفتاء لا يجوز شرعا مس المصحف إلا لمن كان طاهرا من الحدثين جميعا؛ وهو قول مالك والشافعي والحنابلة، واحتجوا بكتاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمرو بن حزم: «أن لا يمس القرآن إلا طاهر» أخرجه الإمام مالك في "الموطأ".
وأضافت دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية أن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يمس القرآن إلا طاهر» أخرجه الطبراني في "الكبير"، وقال أبو حنيفة: يجوز حمله بعلاقته بدون وضوء، ومنع ذلك مالك والشافعي.
وأوضحت أنه بالنسبة ل قراءة القرآن بدون وضوء من المصحف لا تجوز ويجب على القارئ أن يكون على طهارة تامة من الحدثين الأصغر والأكبر؛ لحديث علي رضي الله عنه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتوضأ، ثم قرأ شيئا من القرآن، ثم قال: «هكذا لمن ليس بجنب، فأما الجنب فلا، ولا آية» أخرجه أبو يعلي في "مسنده". أما إذا كان القارئ حافظا للقرآن أو لجزء منه ويتلوه بغير مس للمصحف فلا مانع من ذلك شرعا.
وأكدت أنه إذا لم يستطع الشخص أن يحافظ على وضوئه بسبب بعض الأمراض، وكان غير حافظ للقرآن؛ فإنه يجوز له -تحت حكم الاضطرار- أن يقرأ من المصحف، ولكن بعد أن يتوضأ لمس المصحف، ولا يضره نقض الوضوء بعد ذلك.
هل يجوز قراءة القرآن من الهاتف بدون وضوء
قال الدكتور علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي بدار الإفتاء، إنه لا يجوز للمسلم أن يقرأ القرآن بدون وضوء من خلال المصحف، لقوله تعالى: «لا يمسه إلا المطهرون(79)» الواقعة.
وأوضح «فخر» في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيسبوك، ردا على سؤال: هل يجوز قراءة القرآن من الهاتف بدون وضوء؟ أن قراءة القرآن من خلال شاشة الهاتف المحمول، تختلف عن قراءته من خلال المصحف، مؤكدا أنه يجوز القراءة من خلال الهاتف بدون وضوء.
هل يجوز قراءة القرآن بالعين فقط ؟
أجاب الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال فتوى مسجله له عبر صفحة دار الإفتاء . قائلا: بعض الفقهاء يعتبرون القراءة فى المصحف بدون تحريك اللسان قراءة، إلا أن الجمهور على أن القراءة تحتاج تحريك اللسان ويسمع الإنسان نفسه، أما أن يقرأ فى سره فهذا يسمى نظر لا يسمى قراءة، وبالتالى من يريد ثواب القراءة يقرأ ويرفع صوته بقراءة القرآن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء حكم قراءة القرآن بدون وضوء هل يجوز قراءة القرآن من الهاتف قراءة القرآن دار الإفتاء بدون وضوء من خلال
إقرأ أيضاً:
هل يجوز بيع بلازما الدم بمقابل مادى؟.. الإفتاء تجيب
ما حكم استغلال بعض المتعافين حاجة المرضى بطلب مقابل مادي لإعطاء البلازما المستخلصة من دمه؟ سؤال ورد الى دار الإفتاء المصرية
وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة: إن لجوء البعض إلى بيع البلازما المستخلصة من دمائهم محرم شرعًا؛ لما في ذلك من التخاذل والاستغلال لجائحة مجتمعية وحاجة إنسانية، وتقديم للمنفعة الخاصة على المصلحة المجتمعية والحياة الإنسانية، ولا يخفى ما في ذلك من التخلي عن جميل الصفات التي أمر بها الشرع من التعاون والإيثار والتراحم بين الناس والتحلي بقبيحها من الأنانية والشح والاستغلال، كما أن في ذلك الفعل بيعًا لما لا يحل بيعه؛ إذ إن حق الإنسان في جسده ودمه ليس حقًّا ماليًّا يباح له البيع منه، وإنما جاز بذله عند عدم الضرر والحاجة الشديدة إليه إحياءً للنفوس وإعلاءً للصلة الإنسانية.
حث الشرع على التراحم والتعاون والنهى عن التخاذل والاستغلال
حث الشرع الشريف على التراحم والتعاون، ونهى عن كل ما يؤول إلى التخاذل والاستغلال، فأما الحث على التعاون؛ فقد قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2]، وأما النهي عن التخاذل والاستغلال؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» متفق عليه.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «مَا مِن امْرِئ يَخْذُلُ امْرَءًا مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنَ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ» أخرجه الإمام أحمد في "المسند" وأبو داود في "السنن".
واستغلال الإنسان لحاجة أخيه بطلب مقابل مادي لدفعها عنه، أو ترك معاونته هو من التخاذل المنهي عنه شرعًا:
قال الإمام النووي في "شرح مسلم" (16/ 120، ط. دار إحياء التراث): [وأما (لا يخذله) فقال العلماء: الخذل، ترك الإعانة والنصر، ومعناه: إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه، ولم يكن له عذر شرعي] اهـ.
وقال القاضي عياض في "إكمال المعلم" (8/ 49، ط. دار الوفاء): [في هذا فضل معونة المسلم للمسلم في كل خير، وفعله المعروف إليه، وستره عليه] اهـ.
وقال العلامة ابن حجر في "فتح الباري" (5/ 97، ط. دار المعرفة): [وقوله:(وَلَا يُسْلِمُهُ) أي لا يتركه مع من يؤذيه ولا فيما يؤذيه؛ بل ينصره ويدفع عنه.. وقد يكون ذلك واجبًا وقد يكون مندوبًا بحسب اختلاف الأحوال] اهـ.
وكلما زادت حاجة الإنسان وكربته كان الأمر بإعانته ومساندته في تخطيها أوجب وألزم، وغير خفي أن أشد الحاجات وأصعب الكربات هي حاجة الإنسان إلى ما به نجاته وقوام حياته، وأن التخاذل في دفعها أو استغلالها من أقبح الأفعال وأشدها إثمًا ووزرًا.
ويزيد ثواب الإنسان وأجره إذا اختصه الله تعالى بما لم يختص به غيره من القدرة على إعانة من أوشك على الهلاك، فبادر إلى ذلك وبذل ما في وسعه لإنقاذهم، بينما يزيد إثمه ووزره إن استغل تلك الحاجة فتراخى عن الإعانة، أو استأثر بما حباه الله تعالى من فضل على نفسه وشح به على الآخرين.