العُمانية: تولي سلطنة عُمان ممثلة في هيئة البيئة اهتمامًا كبيرًا بالبيئة حيث تعمل حاليًّا في المراحل الأخيرة من وضع استراتيجية المحميات الطبيعية، وأعلنت عن محميتين طبيعيتين خلال الفترة الماضية وتسعى لإعلان مجموعة من المحميات في الفترة القادمة بمختلف محافظات سلطنة عُمان وتتنوع المحميات الحالية بين البرية والبحرية.

ووضح المهندس سليمان بن ناصر الأخزمي مدير عام صون الطبيعة في هيئة البيئة أن التوجه الحالي للهيئة يركز على إعداد استراتيجية المحميات الطبيعية، وسبقها تنفيذ تقييم للمحميات الطبيعية ووضع إطار وطني موحد لخطة إدارة المحميات، حيث تمتاز المحميات الطبيعية في سلطنة عُمان بالتنوع البيولوجي الغني، ويمكن رصد العديد من الأنواع بها، بل إن بعضها لا يوجد إلا في بيئات سلطنة عُمان وهي تعيش في موائل ذات جاذبية عالية كالشواطئ والشعاب المرجانية والكثبان الرملية والأودية الجبلية وغيرها من المواقع الطبيعية.

وأضاف لوكالة الأنباء العُمانية: إن هيئة البيئة طرحت مجموعة من الفرص الاستثمارية في المحميات الطبيعية بمختلف المحافظات للقطاع الخاص منذ نهاية العام الماضي إضافة إلى حزمة أخرى تم طرحها خلال هذا العام وسوف يتم الانتهاء من إسنادها بشكل نهائي خلال الفترة القريبة المقبلة.

وأكد على أنه يقع على عاتق المختصين في هيئة البيئة إبراز القيم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لهذه المحميات الطبيعية وعدم الاكتفاء بما يتوافر من معلومات عن القيم الطبيعية حيث إن لكل ميزة جمهورا وهدفا للوصول لكل شرائح المجتمع، مشيرا إلى أن المحميات الطبيعية وجدت لتوفر فرصة للأجيال الحالية والقادمة الاستمتاع بهذا الإرث الطبيعي الجميل.

وأشار إلى أن التطوير في المحميات الطبيعية عملية مستمرة وغير متوقفة ولكن تتطلب دعمًا ماليًّا وعليه يتم الكشف عن مبادرات متوالية للقطاع الخاص للإسهام في بعض المشروعات الإنمائية بالمحميات وسيتم الإعلان عنها عند الانتهاء من الأعمال الإنشائية لكل مشروع على حدة.

ووضح أنه عند إعلان التوقيع النهائي على الفرص الاستثمارية سيتم الكشف عن كل التفاصيل المالية حيث إن الفرص المطروحة إلى الآن ستشكل مصدر دخل ماليًّا للهيئة عبر القيم الإيجارية المترية وعبر الإسهام البيئي المباشر ولكن الجزء الأكبر سيكون عبر تنشيط الحركة الاقتصادية حول المحميات الطبيعية وتوفير فرص عمل لفئات متنوعة من أبناء الوطن.

جدير بالذكر أن عدد المحميات الطبيعية المعلنة في سلطنة عُمان بلغت ٢٧ محمية تنتشر في مختلف محافظات سلطنة عُمان، منها محمية جزر الديمانيات الطبيعية (أرخبيل من الجزر البحرية)، ومحمية الحجر الغربي لأضواء النجوم (محمية مخصصة للسماء المظلمة) ومحمية الجبل الأخضر للمناظر الطبيعية، ومحمية حديقة السليل الطبيعية (غابات من أشجار السمر) ومحمية المها العربية (موطن المها العربية والوعل النوبي) ومحمية الأراضي الرطبة بمحافظة الوسطى (أكبر تجمع طبيعي لأشجار القرم وموطن هجرة للطيور الشاطئية) ومحمية جبل سمحان الطبيعية (أكبر محميات سلطنة عُمان بمساحة ٤٥٠٠ كم مربع) وآخر المحميات إعلانا كانت محمية المتنزه الوطني الطبيعي في محافظة مسندم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المحمیات الطبیعیة هیئة البیئة

إقرأ أيضاً:

بين استراتيجية الغرب وعفوية العرب!

وصلتنى  من أ. د. على الغتيت أستاذ القانون الدولى والاقتصادى المقارن ورئيس الجمعية المصرية للقانون الدولى ونائب رئيس الاتحاد الدولى للمحامين سابقا والخبير القانونى العالمى المعروف هذه الرسالة المهمة تعليقا على مقال الأسبوع الماضى الذى كان عن ضرورة وجود حراك فلسفى عربى جديد ، وفيها توضيح غاية فى الأهمية عن استراتيجيات الغرب فى التعامل مع الآخر وخاصة دول الجنوب ؛ تقول الرسالة «أنه فى أصول دراسات الاستراتيجية الغربية فى العلاقات الدولية «IR» واصول الهيمنة العالمية فى أهم المراجع الاكاديمية والعلمية المدونة والحائزة على NOBLE وتدرس فى أعلى جامعات الغرب و US OF AMERICA أن عماد القوة الاستراتيجية للهيمنة العالمية  التامة الراسخة فى مواجهة دول الجنوب؛ هى «أولا»: النجاح فى تحقيق الكثافة السكانية العالية للمهيمن، و«ثانيا» :تحصين النجاح فى تحقق القدرة الاقتصادية المستقلة، أما شروط نجاح الهيمنة على الآخر فى العالم الجنوبى فهى: 
«أولا»: تحقيق وضمان استمرار هزال الحالة الاقتصادية والمالية و ترسيخ الاعتماد على الاقتراض الأجنبى، و«ثانيا» : الحد من النمو السكانى عددا و صحة وتعليمًا، وضمان تحقق حرمانه من التعليم ومن الصحة ومن سبل العلاج.!».
وتعليقا على ذلك أرى أنه بالفعل هذه هى استراتيجيات الغرب فى التعامل مع دول الجنوب اليي صنفوها على أنها دول عالم ثالث وتعمدوا طوال الحقبة الاستعمارية اضعافها بالاستيلاء مباشرة على ثرواتها الطبيعية والمادية، أو بربطها اقتصاديا باقتصادهم حتى بعد الفترة الاستعمارية، وهذا هو الأهم بعرقلة تقدمها عن طريق تكبيلها بمجموعة ظالمة من القوانين والمنظمات الاقتصادية التى يسمونها عالمية وهى فى الحقيقة منظمات لم تخلق الا للتضييق على اقتصاديات الدول النامية وخنقها وحرمانها من تحقيق طفرات تنموية تخلصها من التبعية والاعتماد على الآخر!
أضف الى ذلك أن الرؤية الغربية للآخر لا ترى فيه الا أنه مجرد مصدر للثروات المادية والبشرية والقوى العاملة وتعمل دوما على ضرورة استمراره خاضعا واعتماديا ، ولذلك أرى أنه لا ينبغى بأى حال التعامل بجدية مع كل ما يروجون له من مفاهيم أخلاقية وخاصة ما يتعلق بحقوق الانسان والتسامح والديموقراطية .. الخ. لأن الانسان بألف ولام التعريف فى نظرهم هو فقط الانسان الغربى الأبيض فهو الجدير بالسيادة والريادة والتمتع بكل الحقوق والحريات أما ماعداه فلا يهمهم من قريب أو من بعيد ! وقد أشرت الى ذلك وبرهنت عليه فى كتابى « حقوق الانسان المعاصر بين الخطاب النظرى والواقع العملى «، وها هى حرب الإبادة العنصرية التى تقوم بها إسرائيل فى فلسطين بدعم واضح ومعلن ومفضوح من الولايات المتحدة الأمريكية خير شاهد على ذلك ! 
اننا نعيش بلا شك فى ظل الهيمنة الأمريكية الغربية على العالم أسوأ دورة حضارية شهدها التاريخ البشرى لما فيها من نزعة عنصرية وتمييز واضح، ولما فيها من ازدواجية المعايير وفرض الرأى على الآخرين ! ان مجرد الوعى بما ورد فى حديث د. على الغتيت عن استراتيجية الغرب تجاه دول الجنوب يعنى ضرورة أن نعيد النظر فى علاقتنا الاستسلامية  بالغرب والاستجابة لدعواته الخاصة بحوار الثقافات والأديان والتسامح مع الآخر الخ .، فهى كلها دعوات المقصود بها تخديرنا وتغييب ارادتنا الواعية فلا نلتفت الى مخططاته الخبيثة لاضعافنا ماديا وبشريا!
إن الحقيقة الناصعة التى لا ينبغى أن تغيب عن وعينا هى أن الغرب لا يريد بنا خيرا أبدا ، وأنهم يعتبروننا كما يقول فيلسوفهم صمويل هنتنجتون صاحب كتاب « صدام الحضارات « العدو الأول ، ولذلك أعدوا الخطط وصمموا الاستراتيجيات التى من شأنها اضعافنا كدول عربية وإسلامية وهذه الخطط المعلنة وغير المعلنة تهدف جميعا الى تفتيت دولنا الى دويلات وهدم الجيوش واذكاء الصراعات الإقليمية والعرقية والمذهبية، فلا تجد دولة الا وهى تعانى من هذه الصراعات والحروب الداخلية، وكل تلك النزاعات والصراعات يشعلها ويغذيها ويمولها الغرب والمنظمات الصهيونية العالمية! وكم كتبت عن ذلك ونبه اليه الكثير من الكتاب والمثقفين العرب لكن عادة ما تذهب تحذيرات وصرخات الكتاب العرب هباء منثورا لأن الحكام والزعماء العرب وأصحاب المصالح فى واد آخر ، وكم قلنا وسنظل نقول: أفيقوا ياعرب ، ان مصلحتكم الحقيقية هى فى القضاء على كل النزاعات والحروب الداخلية والعلو على المصالح الآنية للحكام والزعماء والنهوض بالأمة عبر الوعى بكل مايحاك بنا ورفض كل  محاولات التشتيت والتفتيت والعمل جادين جاهدين لبناء نظام عربى جديد من شأنه رأب الصدع وتوحيد الكلمة، والعمل على تطوير العمل العربى المشترك ، وياليتنا نفكر – كما ناديت بذلك  فى كتابى « الأورجانون العربى للمستقبل  الذى صدر عام 2014 - فى انشاء كيان بديل للجامعة العربية برياسة تبادلية بين الزعماء العرب يكون له ذراع تنفيذية ممثلة فى مجلس وزارى من المتخصصين فى كل المجالات وخاصة العسكرية والسياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية يقود العمل العربى المشترك فى الفترة القادمة! فهل من مجيب؟!

مقالات مشابهة

  • في إطار جهوده للمحافظة على الموارد الطبيعية.. “الالتزام البيئي” يطلق مبادرة لحماية واستدامة المياه الجوفية والسطحية
  • رئيس هيئة المسرح: مسابقة «التأليف» جزء من استراتيجية تطوير القدرات السعوديين في الكتابة
  • "سعود الطبية" توضّح المصادر الطبيعية لمحاربة تسوس الأسنان
  • اختتام الدورة الـ 18 من برنامج «مرشدات الرضاعة الطبيعية»
  • اختتام برنامج مرشدات الرضاعة الطبيعية
  • 4 زيوت عطرية تساعد على تنقية وترطيب البشرة وتخفيف آلام المعدة
  • نهر النيل شهد تغيراً مفاجئاً قبل 4 آلاف عام… تفاصيل
  • تعرّف على فوائد المشروبات الطبيعية للمعدة
  • بين استراتيجية الغرب وعفوية العرب!
  • منتزه الخلب.. وجهة جذب سياحية فريدة في الباحة