تعذيب وتنكيل.. أوضاع مأساوية يعيشها الفلسطينيون في سجون إسرائيل
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
روى فلسطينيون أفرج عنهم من سجون إسرائيلية مقابل رهائن إسرائيليين في إطار اتفاق هدنة لمدة أسبوع، ظروف احتجاز صعبة تدهورت أكثر بعد هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وقالت ربى عاصي (23 عاماً)، التي أمضت قرابة عامين في السجون الإسرائيلية لصحافيين في الضفة الغربية عقب الإفراج عنها قبل أكثر من أسبوع، "الأوضاع في السجن صعبة جداً"، مضيفة أن الإسرائيليين سحبوا من الأسرى بعد الهجوم "كل إنجازاتهم"، في إشارة الى المطالب التي "ناضلوا من أجلها لسنوات طويلة"، مثل الكهرباء والتلفزيون والزيارات والأغطية وغيرها.
وقتل 1200 شخص في إسرائيل في هجوم حماس، معظمهم من المدنيين، وفق السلطات الإسرائيلية. وتردّ إسرائيل بقصف مدمّر على قطاع غزة يترافق بعمليات برية على الأرض. وقتل أكثر من 16200 شخص في القطاع المحاصر، معظمهم مدنيون، وفق حكومة حماس.
وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية بعد هجوم حماس "حالة طوارىء" في السجون. ولم يعد في إمكان الأسرى الخروج من زنزاناتهم، بينما تكثفت عمليات التفتيش.
"ننام على الأرض"
وذكر "نادي الأسير" الذي يتابع أوضاع الأسرى الفلسطينيين أن زيارات الصليب الأحمر الدولي الى السجون توقفت أيضاً. ولم يعلّق الصليب الأحمر على الموضوع.
وأضافت ربى عاصي "في سجن الدامون، سحب كل شيء. الغرفة مخصصة لثلاثة أشخاص. كنا سبعة ننام فيها بدون أغطية.. كميات الطعام كانت ضئيلة، وكنّا مرات ننام جائعات".
وتابعت "كنا ننام على الأرض من دون فرش، رغم البرد وبغض النظر عن الأعمار".
وأشارت الى أن عمليات التفتيش كانت تحصل "ونحن عاريات".
وقالت عاصي إن ظروف السجن كانت مختلفة عندما اعتقلت أواسط العام 2020 وحكمت بالسجن لمدة 21 شهراً بتهمة الانتماء لجمعية غير شرعية وإلقاء حجارة. وأطلق سراحها في مايو (أيار) من العام 2022، قبل أن يعاد اعتقالها بعد أيام من الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس.
وأعلنت منظمة العفو الدولية (أمنستي) أن لديها "شهادات وأدلة بالفيديو على تعذيب وسوء معاملة لأسرى فلسطينيين يتعرضون للضرب وللإذلال، كأن يطلب منهم ألا يرفعوا رؤوسهم، وأن يركعوا على الأرض وأن ينشدوا أناشيد إسرائيلية وسط ظروف اعتقال رهيبة".
وتمكنت وكالة فرانس برس من الاطلاع على هذه الصور.
وتحدّث الناشط رمزي عباسي (36 عاماً) المتحدر من القدس الشرقية والذي أفرج عنه من سجن كتزيوت في صحراء النقب في مقابل رهائن، عن "ضرب صباحي ومسائي كلّ يوم. هناك أسرى كسرت أطرافهم بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، ولا يتمّ تقديم أي علاج طبي لهم".
وحكم على عباسي في شهر أبريل (نيسان) بالسجن لمدة عام، وأمضى شهوراً في سجن نفحة قبل أن يُنقل الى النقب.
وقال إن "سجن النقب بالفعل مقبرة للأحياء، يعيشون هناك دون طعام، ودون ملابس ولا يلقون أي اهتمام".
ولم تردّ مصلحة السجون الإسرائيلية على سؤال عن أوضاع السجون.
وتشير "أمنستي" الى أشرطة فيديو يتمّ التداول بها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها "جنود إسرائيليون يضربون ويهينون فلسطينيين أسرى، معصوبي العينين، وعارين، ومقيّدي المعصمين".
"انتقام"
ونقلت المنظمة عن فلسطيني من القدس الشرقية قوله إن محتجزين أُجبروا على "الإشادة بإسرائيل وشتم حماس". إلا أن ذلك "لم يساعدهم على تجنب الضرب".
وأصدر الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية بياناً طالبوا فيه الوسطاء (مصر وقطر والصليب الأحمر الدولي) التدخّل العاجل لدى الجانب الإسرائيلي لوقف ما أسموه "الهجمة الانتقامية" ضدهم.
وأشار الأسرى في رسالتهم التي وصلت عبر أحد الأسرى الذين أطلق سراحهم أخيراً، الى وفاة ستة سجناء في السجون الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، ووصفوها بـ"الإعدامات". وتحدثوا عن "تهديدات بالقتل داخل السجون".
وقالت مصلحة السجون إن السجناء توفوا لأسباب صحية غير مرتبطة بظروف الاحتجاز.
بعد "القنبلة النووية".. وزير إسرائيلي يطالب بإعدام الأسرى الفلسطينيينhttps://t.co/IoxndqasJq
— 24.ae (@20fourMedia) December 4, 2023وسُلّط الضوء على الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بعد اقتياد حركة حماس عقب هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) قرابة 240 محتجزاً. وردّت إسرائيل على الهجوم بقصف مدمّر على قطاع غزة. وتمّ التوصل بعد سبعة أسابيع من الحرب الى هدنة استمرت أسبوعاً وتم خلالها تبادل 80 محتجزاً إسرائيلياً مع 240 أسيراً فلسطينياً. كما أفرج خارج الاتفاق عن عدد آخر من المحتجزين في قطاع غزة.
وحسب نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، اعتقل الجيش الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 3580 فلسطينياً، ليصل عدد الأسرى الفلسطينيين الإجمالي في السجون الإسرائيلية الى 7800.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حماس الضفة الغربية فی السجون الإسرائیلیة السابع من أکتوبر تشرین الأول على الأرض
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن تصفية المدير المالي للجناح العسكري لحماس
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، أنه قام بـ"تصفية" المدير المالي للجناح العسكري لحركة حماس.
وذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان مشترك مع جهاز الأمن العام "الشاباك"، أنه "تم استهداف إبراهيم أبو شمالة، مدير الشؤون المالية العسكرية لحركة حماس، ومساعد نائب قائد الجناح، مروان عيسى".
وأشار البيان إلى أن العملية المشتركة بين الجيش الإسرائيلي و"الشاباك" أسفرت عن "تصفية إبراهيم أبو شمالة يوم 17 يونيو 2025، في وسط قطاع غزة".
وأضاف أن "أبو شمالة شغل منصب مدير الشؤون المالية في الجناح العسكري لحركة حماس، كما كان مساعدا لنائب قائد الجناح، مروان عيسى، حتى تصفيته".
وتابع: "كان أبو شمالة مسؤولا عن جميع الشؤون المالية للجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، وفي إطار منصبه، خطط وأشرف على ميزانية الجناح العسكري خلال الحرب، ونفذها من خلال تحويل وتهريب أموال إرهابية بملايين الدولارات إلى قطاع غزة لصالح الجناح العسكري".
وأوضح البيان: "بهذه الأموال، ساهم أبو شمالة في إعادة تسليح حماس، ومكّن من توزيع رواتب عناصرها الإرهابيين، مقدما دعما ملموسا لنشاطها الإرهابي المستمر طوال الحرب".
ومنذ هجوم 7 أكتوبر، اغتالت إسرائيل عددا من أبرز قادة حركة حماس، بينهم محمد الضيف، قائد كتائب القسام، وصالح العروري، نائب رئيس المكتب السياسي، ومروان عيسى، نائب القائد العسكري، ويحيى سنوار، زعيم الحركة في غزة، وشقيقه محمد سنوار، وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي السابق.