ما أهمية مضيق هرمز وكيف يُمكن أن يؤثر إغلاق إيران له على الاقتصاد العالمي؟
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
من منظور الاقتصاد العالمي، لا توجد أماكن تُضاهي أهمية مضيق هرمز من الناحية الاستراتيجية. إذ يقع هذا الممر المائي بين الخليج وخليج عُمان، ويبلغ عرضه 21 ميلاً (حوالي 33 كم) فقط عند أضيق نقطة فيه. وهو الطريق الوحيد لشحن النفط الخام من الخليج الغني بالنفط إلى بقية العالم، وتسيطر إيران على جانب المضيق الشمالي.
يتدفق حوالي 20 مليون برميل من النفط، أي ما يعادل خُمس الإنتاج العالمي اليومي، عبر المضيق يوميًا، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، التي وصفت القناة بأنها "نقطة اختناق نفطية حيوية".
مساء الأحد، وفي أعقاب الغارات الجوية الأمريكية على ثلاث منشآت نووية إيرانية، ارتفع سعر خام برنت، وهو المؤشر العالمي، لفترة وجيزة فوق 80 دولارًا للبرميل، وفقًا لبيانات رفينيتيف، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ يناير. قبل الصراع، تراوحت الأسعار إلى حد كبير بين 60 و75 دولارًا للبرميل منذ أغسطس/آب 2024.
وبلغ سعر خام برنت 78.2 دولارًا للبرميل، بينما بلغ سعر خام غرب تكساس الأمريكي 75.06 دولارًا.
وقال كبير مديري المحافظ الاستثمارية في شركة "تورتويز كابيتال" للاستثمار في الطاقة، روب ثاميل، إن ارتفاع أسعار النفط الآن يعتمد على رد فعل إيران، مؤكدا لشبكة CNN بأن أي تعطل محتمل في الممر البحري الذي تسيطر عليه إيران سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى نحو 100 دولار للبرميل.
وقال إن استمرار عمل مضيق هرمز "ضروري للغاية" لصحة الاقتصاد العالمي. وذلك بعد أن دعا مستشار بارز للمرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، بالفعل إلى إغلاق المضيق.
وحذر حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة كيهان المتشددة وهو صوت محافظ معروف سبق أن عرّف عن نفسه بأنه "ممثل" لخامنئي قائلا: "بعد الهجوم الأمريكي على منشأة فوردو النووية، جاء دورنا الآن".
وقال محمد علي شعباني، الخبير في الشؤون الإيرانية ورئيس تحرير وكالة أمواج الإخبارية، لشبكة CNN، إن النفوذ الجغرافي لإيران على الشحن العالمي يمنحها "القدرة على التسبب في صدمة في أسواق النفط، ورفع أسعار النفط، ودفع التضخم، وانهيار أجندة ترامب الاقتصادية".
فيما يتعلق بنقل النفط، فإن المضيق أضيق بكثير من عرضه الرسمي البالغ 21 ميلاً. أما الممرات الملاحية الصالحة لناقلات النفط العملاقة، فلا يتجاوز عرضها ميلين تقريباً في كل اتجاه، مما يتطلب من السفن المرور عبر المياه الإقليمية الإيرانية والعمانية.
وسيُلحق إغلاق المضيق ضررًا بالغًا بالاقتصادات الآسيوية التي تعتمد على النفط الخام والغاز الطبيعي المشحون عبره. وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن 84% من النفط الخام و83% من الغاز الطبيعي المُسال اللذان عبرا مضيق هرمز العام الماضي ذهبا إلى الأسواق الآسيوية.
واستوردت الصين، أكبر مشترٍ للنفط الإيراني، 5.4 مليون برميل يوميًا عبر مضيق هرمز في الربع الأول من هذا العام، بينما استوردت الهند وكوريا الجنوبية 2.1 مليون و1.7 مليون برميل يوميًا على التوالي، وفقًا لتقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وبالمقارنة، استوردت الولايات المتحدة وأوروبا 400 ألف و500 ألف برميل يوميًا فقط، على التوالي، خلال الفترة نفسها، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وسعى وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي هارديب سينج بوري يوم الأحد إلى طمأنة المستثمرين المتوترين عبر "إكس" بأن البلاد "نوعت" إمداداتها النفطية في السنوات القليلة الماضية.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: معلومات الطاقة الأمریکیة مضیق هرمز دولار ا یومی ا
إقرأ أيضاً:
«معلومات الوزراء» يستعرض أهم فرص توطين صناعة ألواح الطاقة الشمسية في مصر
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريرًا تضمن أهم الفرص المستقبلية المتاحة لتوطين صناعة ألواح الطاقة الشمسية في مصر، مشيراً إلى أن حجم سوق الطاقة الشمسية الكهروضوئية حول العالم قد سجل نحو 447 جيجا وات خلال عام 2023 بنسبة زيادة 87% مقارنًة بعام 2022، وتتوقع وكالة الطاقة الدولية زيادة الطلب العالمي على تقنيات الطاقة الشمسية الكهروضوئية لما يصل إلى 860 جيجا وات و900 جيجا وات بحلول عامي 2035 و2050 على الترتيب، وذلك بفضل زخم الإنتاج الصيني الذي أدى إلى انخفاض أسعار وحدات الطاقة الشمسية وزيادة الطلب عليها.
وأوضح مركز المعلومات، أنه خلال السنوات القليلة الماضية انتقلت القدرة التصنيعية للطاقة الشمسية الكهروضوئية من أوروبا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية إلى الصين، إذ أدركت الأخيرة الآفاق الإيجابية وما تحويه هذه الصناعة من أهمية حيث قامت بضخ استثمارات تزيد على 50 مليار دولار أمريكي في تنمية تصنيع تقنيات الطاقة الشمسية، وصولًا إلى الوقت الحالي الذي تتجاوز فيه حصة الصين نسبة 80% في مراحل تصنيع اللواح الشمسية عالميًا، كما باتت تُعد موطنًا لأكبر 10 موردين لمعدات الطاقة الشمسية حول العالم.
وقد أدى التوسع الهائل للإنتاج الصيني من معدات الطاقة الشمسية إلى تراجع تكاليف أنظمة الكهرباء المعتمدة على ألواح الطاقة الشمسية بنسبة 90% بين عامي 2010- 2023، مما يعزز الطلب على تلك الأنظمة ويدعم تقديرات استمرار زيادة الطلب، ويخلق فرصة للأسواق الناشئة ولمصر لدخول تلك الصناعة بهدف مواكبة التوسع المحلي لمشروعات الطاقة الشمسية واستغلال الطلب العالمي المتزايد.
وتتمثل أهمية الفرصة بالنسبة لمصر في الآتي:
-الطلب المتنامي: ففضلًا عن تقديرات زيادة الطلب العالمي من المتوقع أن يظل الاتحاد الأوروبي على وجه التحديد أكبر مستورد للألواح الشمسية في العالم حتى عام 2035، على أن تبلغ حصر تقنيات الطاقة النظيفة نحو 35% من إجمالي فاتورة واردات الاتحاد في عام 2035 مقارنًة بما يقل عن 10% في عام 2023.
-توفير مستلزمات التشغيل للمشروعات ذات الصلة: إذ سوف يسهم تصنيع الألواح الشمسية بمصر في توفير مكونات ومستلزمات التشغيل للمشروعات المقرر تدشينها والتي من بينها محطة الطاقة الشمسية المقرر تنفيذها ببحيرة ناصر ونجع حمادي فضلًا عن المشروعات الضخمة القائمة بالفعل مثل محطة بنبان بأسوان.
-آفاق التصدير الحيوية: تُعد تصنيع تقنيات الطاقة الكهروضوئية أحد أبرز بنود الصادرات الحيوية لعدد من الاقتصادات والتي من بينها الاقتصاد الصيني، إذ وصل معدل نمو الصادرات الصينية من الطاقة الشمسية إلى أكثر من 40% في عام 2023، وبلغت الصادرات من وحدات الطاقة الشمسية وحدها 227 جيجا وات، كما جعلت الاستثمارات الصينية في ماليزيا وفيتنام هذين البلدين من كبار مصدري تلك المنتجات حول العالم.
-تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري: حيث يؤدي التوسع في إنتاج الطاقة الشمسية إلى تقليل الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري مما يقلل الفاتورة الاستيرادية ويسهم في تحقيق الاكتفاء بقطاع الطاقة.
وتتمثل مقومات نجاح الفرصة وفقًا لما تمتلكه مصر من إمكانات في التالي:
-تمتاز مصر بوفرة أحجار الكوارتز بشكل كبير، والتي تستخدم في إنتاج ألواح الطاقة الشمسية وتوجد في مصر بصفة أساسية في مناطق عدة من بينها أم هليج في الصحراء الشرقية، ومرسى علم، وجبال غريب والخافان وأبو الطور بالصحراء الشرقية، ووادي الجزيرة.
- تمتلك مصر احتياطات وفيرة من المعادن الأرضية النادرة، -والتي تسهم في إنتاج ألواح الطاقة الشمسية-، وتوجد في مناطق متفرقة، منها منطقة أي دباب في الصحراء الشرقية، وجبل نويبع.
-افتتحت مصر مجمع مصانع إنتاج الكوارتز بالعين السخنة في مايو 2023 في محافظة السويس، والذي صنف على أنه الأول من نوعه في مصر وعلى الصعيدين العربي والإفريقي، والأول على المستوى العالمي من حيث تكامل عملية الإنتاج.
-تم البدء في تنفيذ مشروع مجمع إنتاج السيليكون بمدينة العلمين الجديدة خلال عام 2023، والذي يستهدف توفير منتج محلي الصنع من السيليكون ومشتقاته بدلًا من استيراده، على أن تشمل المرحلة الثالثة من تنفيذ المشروع إقامة مصنع لإنتاج البولي سيليكون والذي يدخل في صناعة الإلكترونيات والخلايا الشمسية.
-تم تشكيل المجلس الوطني لتوطين تكنولوجيا تصنيع الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية، والمعني بإقرار استراتيجية تكنولوجيا تصنيع الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية، ومتابعة تنفيذ الاستراتيجية وتطورها وأوجه المشكلات والمعوقات التي تواجهها وإقرار الحلول اللازمة لتذليل تلك المعوقات.
أما متطلبات النجاح لتوطين الألواح الشمسية فأشار المركز إلى أنها تتمثل في الآتي:
-تدشين مناطق صناعية تعليمية متكاملة في مجال تصنيع الألواح الشمسية على وجه التحديد لإنتاج ألواح الطاقة الشمسية من المكونات الأساسية حتى المنتج النهائي، على أن تكون إحدى هذه المناطق في مدينة العلمين، نظرًا لوجود مجمع إنتاج السيليكون القائم بالفعل كأحد مدخلات عملية الإنتاج.
-صناعة خطة لترويج الاستثمار في مجال تصنيع خلايا الطاقة الشمسية لتوفير الدعم في مرحلة الاستثمارات الأولية التي تتسم بالتكاليف المرتفعة.
-دراسة التجربة الصينية المتميزة في مجال صناعة الألواح الشمسية إذ ركزت السياسات الصناعية الصينية على مجال الطاقة الشمسية كقطاع استراتيجي للتنمية الاقتصادية وتمكنت من خلال استغلال الطلب المتزايد إلى الوصول إلى وفورات الحجم وخفض التكاليف بشكل هائل.
-التركيز على إنتاج الألواح الشمسية عالية كفاءة بهدف استغلال الهامش السعري بينها وبين نظيرتها منخفضة الكفاءة بجانب استغلال الطلب المتنامي في سوق الألواح عالية الكفاءة.
اقرأ أيضاً«معلومات الوزراء»: 20 مليون طن من منتجات البلاستيك تتسرب إلى المحيطات والنظم البيئية
«معلومات الوزراء» يرصد أداء الدول في مؤشر حقوق الطفل لعام 2025
معلومات الوزراء يستعرض جهود وزارة التعليم العالي للارتقاء بالمعاهد وتحقيق التكامل مع الجامعات