رسالة سعودية لواشنطن وسط هجمات الحوثيين على السفن
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
نقلت رويترز عن مصدرين مطلعين أن السعودية طلبت من الولايات المتحدة ضبط النفس في الرد على هجمات جماعة الحوثي باليمن على سفن في البحر الأحمر، وذلك في الوقت الذي تسعى الرياض لاحتواء تداعيات الحرب بين حماس وإسرائيل.
وتدخل الحوثيون المتحالفون مع إيران في الصراع الذي امتد في أنحاء الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، وهاجموا سفنا في ممرات ملاحية حيوية وأطلقوا طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل نفسها.
وتقول الجماعة التي تحكم معظم مناطق اليمن إن هجماتها تهدف لإظهار الدعم للفلسطينيين، وتعهدت بمواصلتها حتى توقف إسرائيل هجومها على قطاع غزة الذي يبعد بأكثر من ألف ميل عن مقر سلطتهم في صنعاء.
والحوثيون ضمن عدة جماعات في "محور المقاومة" المتحالف مع إيران والذي يهاجم أهدافا إسرائيلية وأميركية منذ بدء الصراع في السابع من أكتوبر عندما أطلقت حماس شرارة الحرب بمهاجمة إسرائيل.
وزاد دورهم من مخاطر اتساع نطاق الصراع على المستوى الإقليمي، إذ يهدد ممرات بحرية يمر عبرها جزء كبير من تجارة النفط العالمية، ويثير قلق الدول المطلة على البحر الأحمر مع تحليق الصواريخ والطائرات المسيرة الحوثية باتجاه إسرائيل.
وتراقب الرياض، أكبر مُصدر للنفط في العالم، بقلق إطلاق صواريخ الحوثيين فوق أراضيها.
ومع تصعيد الحوثيين لهجماتهم على السفن خلال الأسابيع الماضية، قال مصدران مطلعان على نهج التفكير السعودي إن رسالة ضبط النفس التي وجهتها الرياض إلى واشنطن تهدف إلى تجنب المزيد من التصعيد. وأضافا أن الرياض راضية حتى الآن عن الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع الوضع.
وقال أحد المصدرين "ضغطوا على الأميركيين في هذا الصدد ولماذا يجب وقف الصراع في غزة".
وأحجم البيت الأبيض عن التعليق. ولم ترد الحكومة السعودية على طلب لرويترز عبر البريد الإلكتروني للتعليق على المناقشات.
وبينما تضغط السعودية من أجل وقف إطلاق النار لإنهاء ما أسمتها "الحرب الوحشية" في غزة، فإن دبلوماسيتها تعكس سياسة أوسع تهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي بعد سنوات من المواجهة مع إيران وحلفائها.
وفي ظل تركيزها على توسيع وتنويع الاقتصاد، قامت الرياض هذا العام بتطبيع العلاقات مع طهران وتسعى للخروج من الحرب التي تشنها ضد الحوثيين في اليمن منذ ما يقرب من تسع سنوات.
وقالت المصادر إن السعودية تسعى إلى دفع عملية السلام في اليمن على الرغم من اشتعال الحرب في غزة خشية امتدادها إلى هناك. وحظي اليمن بهدوء نسبي لأكثر من عام في ظل محادثات السلام المباشرة بين السعودية والمسؤولين الحوثيين.
وعززت هجمات الحوثيين خلال الحرب بين حماس وإسرائيل من مكانتهم في المحور المتحالف مع إيران والذي يضم أيضا حماس وجماعة حزب الله اللبنانية وجماعات مسلحة مدعومة من إيران في العراق.
وبرز الحوثيون كقوة عسكرية رئيسية في شبه الجزيرة العربية يتبعها عشرات الآلاف من المقاتلين وتمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المسلحة.
وقالت مصادر بارزة إن المحور المتحالف مع إيران أبلغ رويترز أن هجمات الحوثيين كانت جزءا من محاولة للضغط على واشنطن لدفع إسرائيل إلى وقف هجومها على غزة، وهو هدف مشترك لإيران والسعودية وبلدان أخرى في المنطقة.
وذكر أحد المصادر، يتخذ من طهران مقرا، أن ممثلين عن الحوثيين ناقشوا هجماتهم مع مسؤولين إيرانيين خلال اجتماع في طهران في نوفمبر واتفقوا على تنفيذ خطوات على نحو "محكوم" تساعد إنهاء الحرب في غزة. واُطلع المصدر على الأمر.
وقال مصدر آخر إن طهران لا تسعى إلى "حرب شاملة في المنطقة"، قد تنجر مباشرة لها.
ولم يرد متحدث باسم الحوثيين على طلب لرويترز للتعقيب. وتنفي إيران ضلوعها في الهجمات. ولم يرد مسؤولون إيرانيون على طلب للتعقيب على هجمات الحوثيين.
مدمرة تسقط الطائرات المسيرةونددت الولايات المتحدة وبريطانيا بالهجمات على السفن، واتهمتا إيران بسبب دعمها للحوثيين. وتقول طهران إن حلفاءها يتخذون قراراتهم على نحو مستقل.
وفي واحد من أحدث الهجمات، تعرضت ثلاث سفن تجارية لهجوم في المياه الدولية يوم الأحد. وقال الحوثيون إنهم استهدفوا ما قالوا إنهما سفينتان إسرائيليتان. ونفت إسرائيل صلتها بالسفينتين.
وأسقطت المدمرة كارني التي تنتمي للبحرية الأميركية ثلاث طائرات مسيرة إذ استجابت لنداءات استغاثة من السفن التي قال الجيش الأميركي إنها على صلة بأربع عشرة دولة.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية يوم الاثنين إن كارني ردت لأن طائرة مسيرة كانت متجهة نحوها، لكنها لم تتيقن إن كانت السفينة الحربية هي الهدف المقصود.
وأحجمت سابرينا سينغ، المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، عن استخدام كلمات قد توحي بأي رد أميركي وشيك ضد الحوثيين. وردا على سؤال بخصوص ما إن كانت الولايات المتحدة قد ترد قالت سينغ "إذا قررنا التحرك ضد الحوثيين فسوف يكون ذلك بالطبع في وقت ومكان من اختيارنا".
وقال دبلوماسي إيراني إن طهران وواشنطن تبادلا رسائل عبر وسطاء بخصوص الهجمات الحوثية منذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل. وقال الدبلوماسي الذي شارك في تبادل الرسائل إن الجانبين ناشدا بضبط النفس.
ونفت إيران أمس الثلاثاء أي دور لها في الهجمات أو التحركات ضد القوات الأميركية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة هجمات الحوثیین مع إیران فی غزة
إقرأ أيضاً:
أردوغان يعلق على دور مجلس السلام بشأن غزة والهجمات على السفن في البحر الأسود
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN-- تحدث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت، عن دور "مجلس السلام" المزمع تشكيله في غزة، مؤكدا أنه يجب أن "يعالج المشكلة الأمنية في القطاع"، كما حذر من الهجمات على السفن التجارية في البحر الأسود.
وقال أردوغان، السبت، إن مجلس السلام المزمع تشكيله في غزة، يجب أن "يعالج المشكلة الأمنية التي تسببت بها إسرائيل"، مؤكدا أن "تركيا لن تتهرب أبدا من مسؤولياتها بهذا الصدد"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "الأناضول" التركية للأنباء.
وجاءت تصريحات أردوغان للصحفيين، على متن الطائرة خلال عودته إلى بلاده عقب اختتام زياته إلى تركمانستان.
وأضاف أردوغان: "من الضروري أن تفي إسرائيل بوعودها، وتلتزم التزاما كاملا بوقف إطلاق النار لتسمح بعودة الحياة إلى طبيعتها في غزة"، حسب قوله.
ومن جهة أخرى، قال أردوغان إنه "لا ينبغي النظر إلى البحر الأسود كساحة لتصفية الحسابات فالجميع بحاجة إلى ملاحة آمنة"، طبقا لما أفادت وكالة "الأناضول".
وكانت وزارة الخارجية التركية قالت في بيان، الجمعة، إن "الهجوم على سفن تجارية في ميناء تشورنومورسك الأوكراني، يؤكد صحة مخاوف أنقرة من امتداد الحرب الحالية إلى البحر الأسود".
وذكرت الخارجية التركية أن "هجوما استهدف ميناء تشورنومورسك الأوكراني، الجمعة، وأسفر عن إلحاق أضرار بسفينة أجنبية تابعة لشركة تركية"، طبقا لوكالة "الأناضول".
وحول لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في عشق آباد، الجمعة، قال أردوغان: "ناقشنا بشكل رئيسي الحرب وجهود السلام".
وأضاف الرئيس التركي أن "الرئيس الروسي يدرك جيدا موقف تركيا من هذه القضية (الحرب مع أوكرانيا وجهود السلام) مثل جميع الأطراف المعنية".
وتابع أردوغان: "بعد اللقاء الذي أجريناه مع بوتين، نأمل أن تُتاح لنا أيضا فرصة تقييم خطة السلام مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السلام ليس بعيدا، نحن نراه".
وبشأن مسار بلاده في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، أكد أردوغان: "من المفيد لأوروبا أن تنظر إلى علاقتنا معها برؤية استراتيجية حول عضوية تركيا بالاتحاد وستسهم خطواتها في تشكيل مستقبل المرحلة القادمة"، بحسب "الأناضول".