إدراج الدبكة الشعبية الفلسطينية على قائمة يونسكو
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
البوابة - الدبكة الفلسطينية تنتصر. في معركة البقاء والوجود للفلسطينيين، وإثبات التجذر وعمق التاريخ والتقاليد بهذه الأرض الكنعانية، وحفاظاً على التراث من السرقة والاندثار، أكدت وزارة الثقافة الفلسطينية يوم الثلاثاء أن اللجنة الدولية لحماية وصون التراث الثقافي العالمي غير المادي، أدرجت "الدبكة الشعبية الفلسطينية" على قائمة منظمة التربية والعلم والثقافة (يونسكو)، خلال اجتماعها بمدينة كأسان في بتسوانا.
وأفاد وزير الثقافة الفلسطينية الدكتور عاطف أبو سيف أن هذا القرار يأتي نتيجة جهود قامت بها السلطات الفلسطينية بالتعاون مع المؤسسات الرسمية والأهلية منذ عامين، وفقاً لمعايير اليونسكو المعمول بها لتسجيل الملفات على هذه القائمة.
وأضاف أبو سيف في تصريح من غزة أن تسجيل الدبكة الشعبية الفلسطينية على القائمة يعتبر الملف الثالث المسجل باسم فلسطين بعد ملفي الحكاية الشعبية وملف فن التطريز الفلسطيني.
وتابع قائلاً "يأتي هذا القرار انتصاراً لشعبنا الذي يؤكد يومياً في صراعه مع الاحتلال على حتمية البقاء ووجوب الوجود".
وأردف أن هذا القرار يأتي أيضاً "في ظل مرحلة يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في غزة لأبشع مظاهر العدوان الغاشم، الذي يستهدف الوجود الفلسطيني والحكاية الفلسطينية، على مرأى ومسمع العالم".
وأوضح أبو سيف أن الحفاظ على التراث الفلسطيني بشكله المادي وغير المادي، بوصفه اللبنة الأساسية في بناء الهوية الفلسطينية هو مهمة وطنية خالصة لأنه دليل على هُوية ورواية فلسطين أمام كل محاولات المحو والإلغاء والسرقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يحاول بكل الطرق القضاء على الهوية والرواية الفلسطينية.
وقدمت السلطات الفلسطينية أيضاً ملف الصابون التقليدي (النابلسي) لتسجيله على القائمة في عام2025، وذلك بعدما استوفى جميع المعايير التي تحكم التسجيل.
أنواع الدبكة الفلسطينية:
1- الكرادية أو الطيارة: تتميز بالإيقاع السريع، فلا بدَ أن يكون من يزاولها يتمتع باللياقة، والحركة السريعة، ويكون لديهم تجانساً في الحركة مع أقرانهم.
2- دبكة الدلعونا: وهي ذات إيقاع متوسط، وأصبحت الدلعونا تغنى بأغانٍ جديدة الكلمات دون تغير في الرتم مع اختلاف في النغمات أحياناً، كأن نقول مثلاً على دلعونا ونضع أي كلمات نريدها حسب المناسبة.
3- دبكة زريف الطول: ينتشر فيها المديح والبحث عن مناقب البنت الحلوة أو الفتى، أو المناقب الموجودة في البشر، وهي تستخدم عادةً في الغزَل خلال الأفراح والمناسبات الأخرى.
4- دبكة الدحِّيّة: وينتشر هذا اللون من الدبكة عند البدو وهي خاصة بهم، وفيها تصفيق بطريقة خاصة تسمى "تسحيجات"، ويردد المشاركون كلماتٍ قد لا يفهمها الآخرون.
المصدر: الشارقة 24 / وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية
اقرأ أيضاً:
2 نوفمبر: ذكرى وعد بلفور المشؤوم "مأساة فلسطين"
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: اليونسكو الفلسطينية الثقافة فلسطين دبكة الدبكة الفلسطينية التاريخ التشابه الوصف
إقرأ أيضاً:
سيدي جلالة الملك: هذا حل تحديات العطش والفقر والبطالة والطاقة والأمن الغذائي في المملكة، ولكي نستمر أيضا
صراحة نيوز ـ كتب أ.د. محمد الفرجات
في وطنٍ يضيق فيه الأمل على شباب طموح يُسابق الحياة بإمكانات متآكلة، نجد أنفسنا نطرح هذا السؤال الوجودي: إلى أين يتجه مستقبل الأجيال الأردنية؟
شبابنا اليوم يرزحون تحت أثقال لا تُطاق:
بطالة تتجاوز 22%، وأحيانًا أكثر في بعض المحافظات.
دخول شهرية لا تكفي لأدنى متطلبات الحياة، فكثير من الشباب وخريجي الجامعات إن وجدوا عملا، فلا يتجاوز دخلهم الشهري 300 دينار، بينما كل بيت فيه عدد من العاطلين عن العمل، وعزوف الشباب عن الزواج خطر يهدد الأمن القومي.
كلف السكن والإيجارات تُزاحم الراتب، والنقل يستنزف الجيب، وفواتير الكهرباء والماء تحوّلت من خدمات إلى عبء دائم.
وأمام هذا الواقع، يؤجل الشباب الزواج، وإن حصل، فيفشل كثيرون في الحفاظ عليه بسبب الفقر وتراكم الالتزامات، فينكسر الاستقرار الأسري وغالبا يحدث الطلاق، وقد بدأت ملامح أزمة ديموغرافية واجتماعية تلوح في الأفق، بجانب نمو معدلات العنف والجريمة.
نحن لا نواجه فقط أزمة دخل أو فرص عمل، بل أزمة وطنية تمسّ استقرار الأسرة والسلم المجتمعي والنمو السكاني الطبيعي، وبالتالي تهدد الأمن القومي بأكمله.
أزمة المياه والعطش وتهديد القطاعات التنموية:
فمن ناحية أخرى، تتفاقم أزمة المياه، فالسدود شبه فارغة، ومياهها لم تعد تكفي، والأمطار باتت تصبح شحيحة وتنحرف عن مساقط السدود، والتغير المناخي يضرب بشدة في موقعنا الجغرافي.
المياه الجوفية بالأغوار تهبط وتزداد ملوحة، والزراعة مهددة، ومصادر دخل المزارعين تقل، والأمن الغذائي الوطني مهدد كذلك.
كما وأن المزارعين والفلاحين ومربي المواشي باتوا يهجرون موائلهم من قرى وأرياف وبوادي، ويتركون الزراعة والفلاحة وتربية المواشي، ويتوجهون للمدن الكبرى بحثا عن الوظائف، وهذا بسبب التغير المناخي وهو أمر خطير جدا كذلك.
وهنا تبرز البادية الأردنية كخيار وطني استراتيجي، لا مجرد بديل:
المياه الجوفية العميقة في الصحراء الجنوبية والوسطى والشمالية الشرقية لا تزال موردًا واعدًا يمكن الاعتماد عليه في مياه الشرب والاستخدام المنزلي وتغذية القطاعات التنموية.
وبهذا، أصبح من الضروري توجيه المد السكاني نحو البادية، حيث تتوفر الأرض والماء والطاقة والشمس، ويمكن تأسيس حياة جديدة منتجة ومستقرة.
قرى إنتاجية ذكية: حلول وطنية ذكية تحفظ الكرامة وتبني المستقبل
فلنتخيل معًا 50 قرية إنتاجية ذكية موزعة على بوادي المملكة الثلاث، تنبض بالحياة وتؤسس لاقتصاد محلي مستدام، ومجتمعات شابة تعمل وتنتج وتعيش بكرامة، ومن ناحية أخرى تدعم المملكة بالمنتج المحلي للاعتماد على الذات، وتخفف الطلب على المياه في مدن وقرى المملكة سواءا للشرب أو لغايات الصناعة والزراعة وبقية القطاعات التنموية، والأمر ذاته بالنسبة للطاقة، حيث ستعتمد هذه القرى كليا على الطاقة الشمسية.
نماذج مقترحة لسبع قرى متخصصة:
1. قرية الزراعة الذكية في بادية الأزرق
تعتمد على الزراعة الرأسية والتقنيات المائية (Hydroponics)، باستخدام الطاقة الشمسية وتحلية المياه الجوفية.
2. قرية الصناعات الغذائية في جنوب معان
تصنيع التمور، الفواكه المجففة، والمربيات، والتغليف والتصدير.
3. قرية الأعلاف وتربية المواشي في بادية الجفر
زراعة الأعلاف، تربية الأغنام والإبل، مصانع لإنتاج الأعلاف المركّبة.
4. قرية تصنيع منتجات الحليب في الموقر
إنتاج الحليب، الجبنة، اللبن، بمشاريع متوسطة محلية.
5. قرية الصناعات الصغيرة في البادية الشمالية (الصفاوي – الرويشد)
ملابس، أثاث معدني، بلاستيك، أدوات بناء خفيفة.
6. قرية الحوسبة والذكاء الاصطناعي في البادية الوسطى
مراكز تدريب رقمي، شركات ناشئة، أعمال عن بُعد.
7. قرية السياحة البيئية والتراثية في وادي رم أو الحميمة
بيوت طينية، مسارات سياحية، ضيافة بدوية بإدارة مجتمعية.
كيف يتحقق هذا المشروع؟
يُنفذ برعاية الدولة وصناديقها الاستثمارية (الضمان الاجتماعي، مخصصات اللامركزية، الصناديق السيادية… إلخ).
تُسكن هذه القرى عائلات شابة، تُمنح مساكن بسيطة وخدمات أساسية، ويُشغّلون في القطاعات الانتاجية المخصصة، بجانب إدارة وتشغيل الخدمات من تعليم وصحة ومجمعات تجارية ونقل وغيرها.
تُدار هذه المجتمعات بنظام إنتاجي تكافلي وليس ريعي.
تعتمد على الطاقة المتجددة والمياه الجوفية، وتُربط بوسائل نقل جماعية منخفضة الكلفة.
حسابات الكلفة والعائد
إذا شغّلت الدولة 100,000 شاب وشابة في هذه القرى، فإنها لا تُوفر لهم فقط العمل، بل تُخفف الضغط عن المدن، وتُعيد التوازن الديموغرافي، وتمنع دواعي العنف والجريمة، وتدفع باتجاه الأمن الغذائي، وتُعيد الأمل للأسر.
إن كلفة استمرار الوضع الحالي من بطالة، فقر، عنف مجتمعي، وانهيار اجتماعي، وعطش وشح مائي يهدد القطاعات التنموية، أعلى بكثير من كلفة هذه المشاريع الجذرية.
الدولة قادرة على تنفيذ هذا المشروع بالكامل على أراضيها، بواقع 50 قرية إنتاجية خلال 5 سنوات فقط.
ويكفي أن لا نُحمّل هذه القرى أكثر من طاقتها، بل نطلب منها فقط أن تشغّل نفسها، وتستمر، وتعتمد على ذاتها ماليا، وتنمو لتستوعب المزيد من الأجيال وتتطور من مواردها، وتمنح الأمان للمواطن الأردني. وهذا وحده إنجاز وطني عظيم.
ويمكن تمويل هذه المبادرة من خلال:
تبرعات ومساهمات الشركات الكبرى والبنوك.
استقطاب دعم مباشر من الدول الشقيقة والصديقة.
إعادة توجيه جزء بسيط من النفقات الجارية لصالح التنمية المستدامة.
صاحب الجلالة،
حين ننظر إلى البادية، لا نراها أرضًا مهجورة، بل نراها مهدًا للحلول، وموطنًا جديدًا للمستقبل الأردني.
منها يمكن أن يبدأ التوازن، ومنها يمكن أن يزدهر الأمن، ويعود الأمل، ويُبنى وطن لا يترك أبناءه خلفه.
هذه القرى الانتاجية والذكية بيئيا ومائيا وطاقيا، نحتاجها ونحن بأمس الحاجة إليها، وقد دعونا لنموذج مشابه منذ عام ٢٠١٣، وقدمنا أكثر من نموذج داعم، وما زال النداء مستمر، لكي تستمر الدولة الأردنية العتيدة.