قالت منظمة أوكسفام، اليوم الخميس، إن السياسيين فشلوا في التوصل إلى وقف لإطلاق النار وهو العمل الإنساني الوحيد الذي يشكل أهمية حقيقية.

وأكدت أوكسفام، أن الفوضى تطغى على النظام الإنساني الدولي وإسرائيل تنفذ حملة عقاب جماعي في قطاع غزة.

وأضافت، أن ما يسمى بالمناطق الآمنة التي أنشأتها إسرائيل داخل غزة غير محمية ولا موثوقة ولا يمكن الوصول إليها.

وقالت المنظمة أيضا، إن تدمير قطاع غزة يهدر أي فرصة لتحقيق الأمن للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.

وتابعت، نخشى من إجبار النظام الإنساني على الاختيار المستحيل بين مساعدة المدنيين والتواطؤ في ترحيلهم القسري.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أختيار إسرائيل المناطق الأمنة العمل الإنساني تحقيق الامن فلسطين منظمة أوكسفام قطاع غزة وقف لإطلاق النار

إقرأ أيضاً:

كيف فشلت إسرائيل في إيران؟

ما الذي حقّقته إسرائيل في إيران بعد أحد عشر يومًا من القصف المتواصل؟ ادّعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيانه الذي أعلن فيه وقف إطلاق النار أن إسرائيل أنجزت أهدافها. غير أن مثل هذا الادّعاء يثير علامات استفهام كثيرة، على أقل تقدير.

ففي مستهلّ الحرب القصيرة، حدّد نتنياهو هدفين أساسيين: «اجتثاث البرنامج النووي الإيراني» و«تغيير النظام».

فهل تحقّق ذلك بالفعل؟ على الأغلب لا. إذ تشير المعطيات إلى أنّ إيران نقلت المواد القابلة للانشطار من منشأة فوردو التي استهدفتها الولايات المتحدة، وهي المواد التي تمثّل الركيزة الأهمّ في برنامجها النووي. وعليه، فإنّ عملية «الاجتثاث» المزعومة تبدو أقرب إلى الإخفاق منها إلى الإنجاز.

أما بخصوص حجم الأضرار التي ألحقتها إسرائيل بالبرنامج النووي الإيراني، فلا تزال الصورة ضبابية إلى حدّ كبير. صحيح أن إسرائيل نجحت في إقناع الولايات المتحدة باستهداف منشآت إيران النووية باستخدام قنابل خارقة للتحصينات (MOPs)، إلا أنّ واشنطن لم تقدّم دعمًا إضافيًا يُذكر للهجوم الإسرائيلي. وبطبيعة الحال، يصعب تقدير حجم الدمار، إذ من غير المرجّح أن تسمح إيران لأيّ جهة خارجية بمعاينة المواقع المستهدفة.

أمّا على صعيد «تغيير النظام» داخل إيران، فالنتيجة معاكسة تمامًا لما سعت إليه إسرائيل. فقد راهنت تل أبيب على إشعال انتفاضة شعبية ضدّ النظام من خلال اغتيال القادة العسكريين لمختلف الأجهزة الأمنية الإيرانية، مستندة إلى قناعة راسخة بأنّ الطريق الأمثل لزعزعة خصمها هو تصفية كبار مسؤوليه.

لكنّ هذه الإستراتيجية لم تحقق أهدافها قطّ. والاستثناء الوحيد الذي يمكن الإشارة إليه هو تأثير مقتل حسن نصرالله على حزب الله في لبنان، علمًا بأن ذلك جاء إلى حدّ كبير بسبب الديناميكيات السياسية اللبنانية الداخلية. أمّا سائر عمليات الاغتيال الإسرائيلية فلم تؤدِّ إلى أيّ تحوّلات سياسية جوهرية.

إعلان

أما على صعيد إيران، فقد أفضت هذه الاغتيالات إلى التفاف الرأي العام حول الحكومة بدل زعزعتها. فقد استهدفت إسرائيل كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، الذي يُعدّ من أقوى ركائز المشهد السياسي الإيراني وأكثر الجهات المكروهة من قِبل الشعب الإيراني.

ومع ذلك، فإنّ كثيرًا من الإيرانيين، حتى أولئك الذين يُصنّفون من ألدّ خصوم الجمهورية الإسلامية والحرس الثوري على وجه الخصوص، وجدوا أنفسهم يدعمونه، إذ رأوا أنّ الهجوم لم يكن موجهًا إلى «النظام» وحده، بل إلى إيران بأسرها.

ولم تسفر المحاولات الإسرائيلية لاستهداف «رموز النظام» إلا عن مفاقمة الوضع. فقد روّجت إسرائيل لغاراتها على سجن إيفين، المشهور بتعذيب المعتقلين السياسيين، وكأنّها دعم لنضال الشعب الإيراني ضد قمع الجمهورية الإسلامية. غير أنّ القصف لم يُسفر إلا عن تفاقم معاناة السجناء، إذ عمدت السلطات إلى نقل العديد منهم إلى مواقع مجهولة.

أما قصف «ساعة نهاية إسرائيل»، الرمز الذي كثيرًا ما يتفاخر الإسرائيليون به دليلًا على سعي إيران إلى دمار إسرائيل، فلم يكن سوى فعل مثير للشفقة.

بالمثل، كان استهداف إسرائيل مقرّ هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية IRIB ضربًا من العبث، إذ زعمت أنّه سيساهم في تقويض قدرة النظام على نشر الدعاية. بيد أنّ ذلك القصف منح إيران، كما أشار العديد من الإسرائيليين أنفسهم، الذريعة التي تحتاجها لتهديد محطات التلفزة الإسرائيلية بالمثل.

فهل نجحت إسرائيل، على الأقلّ، في استمالة الرأي العام الدولي إلى صفّها، وإعادة رسم صورتها من معتدية إلى دولة تخوض «حربًا عادلة»، بما يُسهم في صرف الأنظار عن أحداث غزة؟

يبدو ذلك أمرًا مستبعَدًا إلى حدّ بعيد. صحيح أنّ الولايات المتحدة شنّت ضربات على منشآت نووية إيرانية، منتهكة بذلك العديد من قواعد القانون الدولي، وهو ما يُرجّح أن يخلّف تداعيات بعيدة المدى، غير أنّ ترامب لم ينضمّ إلى إسرائيل في حملتها العسكرية، إذ سحبت القاذفات الإستراتيجية الأميركية فور انتهاء الضربات، من دون أن يكون لها أيّ دور قتاليّ مستدام إلى جانب تل أبيب.

وقبل الضربات وبعدها، كرّر ترامب مرارًا رغبته في التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، ربّما يشمل إسرائيل أيضًا. وتشير الدلائل إلى أنّ الرئيس الأميركي سعى إلى توظيف هذا الدعم المؤقت لخدمة مصالحه الخاصة ومصالح حلفائه في الخليج، أكثر من كونه التزامًا طويل الأمد بالدفاع عن إسرائيل.

وفيما سارع العديد من زعماء العالم، وعلى رأسهم المستشار الألماني فريدريش ميرتس، إلى دعم الضربات الأميركية والتأكيد على «حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، لم يتبنَّ أيٌّ منهم قائمة المطالب الإسرائيلية المتشدّدة، التي شملت اشتراط ألا يُسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم على الإطلاق.

وبدلًا من ذلك، عاد العالم إلى صيغة «لا أسلحة نووية» التي سبق أن أبدت إيران استعدادها للالتزام بها.

أما على صعيد التطورات الإقليمية، فقد بدأ المجتمع الدولي ينظر إلى إيران باعتبارها شريكًا مشروعًا في الأعمال والتعاون الإقليمي، الأمر الذي يُعدّ نصرًا دبلوماسيًا لإيران وخسارة لإسرائيل.

إعلان

ولا يمكن إغفال الأضرار البالغة التي أصابت العمق الإسرائيلي. فرغم أنّ إسرائيل فرضت سيطرة جوية سريعة على إيران وشنت ضرباتها متى وأينما شاءت، فإنّ صواريخ إيران اخترقت مرارًا منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية المشهورة، وأصابت قلب إسرائيل وأرجاء واسعة من البلاد، مخلّفة أعدادًا غير مسبوقة من القتلى والجرحى ودمارًا واسع النطاق.

بدأ مخزون صواريخ الاعتراض الإسرائيلي بالنفاد من دون أمل قريب بإعادة التزويد، وتعرّض الاقتصاد الإسرائيلي لشلل شبه تام، فكان ذلك نصرًا آخر يُحسب لإيران.

أما إيران، فقد خرجت من الحرب وهي مثخنة بالجراح، متكبدة خسائر مادية وبشرية من القصف المتواصل، إلا أنّ الجمهورية الإسلامية لم تنهَر حتى أمام القوة العسكرية الإسرائيلية الضخمة.

أصابت صواريخ إيران أهدافها بدقة، وظلّت صورتها أمام الرأي العام الدولي صورة الضحية التي تتعرض لعدوان إسرائيلي. كما لم تُكبَّل خياراتها للردّ، إذ نجحت في خفض حدة التصعيد بتحذيراتها الاستباقية من «الردّ الانتقامي» على الضربة الأميركية لقاعدتها العسكرية في قطر.

وقد أظهرت إيران من القوة ما دفع ترامب إلى تحذير إسرائيل من أي هجوم آخر بعد أن بدا أنّ وقف إطلاق النار وُضع على المحك. وهكذا خرجت إيران من المواجهة – كما تحبّ دائمًا أن تظهر- صامدة، واقفة على قدميها، ومتمسّكة بقدرتها على رسم مسارها المستقبلي.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • حملة لإزالة المخالفات تُعيد النظام لشوارع اللاذقية
  • إسرائيل تصنّف المركزي الإيراني منظمة إرهابية.. ما التأثير والمآلات؟
  • كيف فشلت إسرائيل في إيران؟
  • صحة الخرطوم تبحث مع وفد منظمة الصحة العالمية دعم النظام الصحي ومواجهة تحدياته
  • المغرب يطلق حملة إغاثية لفائدة 1000 عائلة نازحة بقطاع غزة
  • «الفارس الشهم 3» تواصل دعمها الإنساني في قطاع غزة
  • الاتحاد الأوروبي يهدد بتعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل بسبب الوضع الإنساني في غزة
  • تحذيرات من ارتكاب أخطاء استراتيجية قد تُفشل حملة ترامب ضد إيران
  • 114 منظمة دولية تطالب الاتحاد الأوروبي بتعليق الشراكة مع إسرائيل
  • إسرائيل تقصف سجناً يضم معارضي النظام الإيراني