العدوان الصهيوني بين: (غزة مارين) و (قطار الهند – حيفاء).
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
العدوان الصهيوني على قطاع غزة ليس مجرد رد فعل على معركة طوفان الأقصى التي قصمت ليس ظهر الكيان بل دمرت هيبته وزلزلت الأرض تحت أقدامه، وكان يمكن وصفه بهذا الوصف لو لم تهرول أمريكا بأساطيلها وجنودها وأجهزتها وتنقل عبر جسر جوي أكثر من 10 آلاف طن من الصواريخ والقنابل الذكية الموجهة عبر الأقمار الصناعية وتمنحها لجيش الكيان ليلقيها بدوره على رؤوس أبناء شعبنا العربي الفلسطيني في قطاع غزة ويدمر كل شيء في هذا القطاع الذي فعلا يواجه عدواناً كونياً وتحالفاً عدوانياً دولياً فيه أطراف تزعم أنها عربية وأطراف تزعم أنها إسلامية، بل وتشارك فيه دولة تزعم العروبة والإسلام وتحتضن المشاعر الإسلامية المقدسة.
أضف لذلك أن هذا العدوان يمكن وصفه بأنه عدوان أمريكي وأن هذه الحرب الإجرامية التي تشن ضد قطاع غزة ومن فيه هي حرب أمريكية بامتياز وذات أهداف أمريكية استعمارية بأبعادها الجيوسياسية، وتأتي في سياق الصراع الجيوسياسي المحتدم بين أمريكا وبريطانيا والمنظومة الاستعمارية الغربية من جهة وبين جمهورية الصين الشعبية وروسيا الاتحادية من جهة أخرى.
ما حدث يوم 7 أكتوبر الماضي طبعاً لم يكن حدثاً عابراً بل زلزال ضرب الكيان الصهيوني ودمر ليس هيبته بل مكانته الإقليمية والدولية ناهيكم عن أنه أوجد أزمة وجودية داخل الكيان، غير أن رعب أمريكا مما أحدثته المقاومة وحققته في معركة طوفان الأقصى كان يفوق رعب الكيان الصهيوني وقادته، لأن أمريكا كانت تراهن على منح الكيان صلاحية مطلقة في التحكم والسيطرة على المنطقة وهي سوف تتفرغ بقواتها لحصار الصين ودعم أوكرانيا في مواجهة روسيا الاتحادية، في وقت كانت فيه واشنطن تضع لمساتها الأخيرة على تطبيع العلاقة ( السعودية -الصهيونية) وأيضا تضع لمساتها علي طريق قطار الهند -حيفاء، الذي سيقام على رافعة التطبيع السعودي -الصهيوني والذي سيمنح واشنطن الفرصة الكاملة لنصب مشنقتها لمشروع الحزام والطريق الصيني ولتحكم بالتالي حصارها علي الصين..
ما حدث في 7 أكتوبر نسف هذا المخطط الأمريكي من أساسه وأجبر بالتالي واشنطن قهرا وقسرا وعنوة على سحب بعض من قواتها من بحر الصين وتخوم مضيق تايوان إلى شرق المتوسط لحماية كيانها اللقيط من الانهيار الذي كان على وشك حدوثه لولاء التدخل الأمريكي الغربي ومسارعتهم لإنقاذ هذا الكيان اللقيط..
وفي سياق رد الفعل الأمريكي – الصهيوني على طوفان الأقصى برزت فكرة (غزة مارين) حيث تشير الدراسات والأبحاث الصهيوأمريكية أن شواطئ غزة تحتضن أكبر مخزون استراتيجي من (الغاز) الذي يفوق ( مائة مرة) ما لدى الكيان الصهيوني من هذه المادة المهمة..
لهذا نرى هذه الحرب المجردة من كل القيم والأخلاقيات، وهي حرب أمريكية وأمريكا التي تشعر بغبن وقهر جراء ما أقدمت عليه المقاومة في 7 أكتوبر والتي دمرت مخطط أمريكا ووضعتها في مأزق أمام منافسة الصين، فيما الكيان تحطمت أهدافه في إنجاز عملية التطبيع مع النظام السعودي، وعلى خلفية كل هذا تأتي حرب الإبادة الأمريكية- الصهيونية ضد قطاع غزة مجبولة بكل صور الحقد والكراهية والرغبة في القضاء على المقاومة على أمل أن لا يجرؤ أحد بعد ذلك أن يقاوم الصهاينة والأمريكان سواء داخل فلسطين أو خارجها، لذا وحين قال سيد اليمن وقائدها أن نصرة فلسطين واجب عروبي وديني وأخلاقي وإنساني لم يكن يتخذ هذا الموقف من باب الترف والمزايدة والاستعراض، بل كان يعبر عن أصالة موقف، وعن قناعة ايمانية راسخة، وعن إدراك لمرامي وأهداف هذا العدوان الإجرامي غير المسبوق وغير الإخلاقي، وأن هذا الصمت العربي والتخاذل هو نتاج تخويف أمريكا لأنظمة الطوق حول فلسطين ولبقية الأنظمة العربية والإسلامية لأن أمريكا فعلا خسرت كثيرا جراء إقدام المقاومة على تفجير معركة طوفان الأقصى التي دمرت مخطط وأحلام أمريكا قبل إهانة وهزيمة الكيان، لكن يبقى السؤال: أين موقف روسيا والصين من حرب الإبادة التي يتعرض لها أبناء الشعب العربي في فلسطين، وهل لزيارة الرئيس الروسي للإمارات علاقة بالأمر، وهل للقاء وزيري خارجية أمريكا والصين أيضا علاقة، خاصة بعد دخول بريطانيا لميدان المعركة إلى جانب الصهاينة والأمريكان ومعهم مقاتلو شركة ( بلاك ووتر) الأمريكية التي تقوم بمهمة إغراق الأنفاق بمياه البحر..
بمعنى أننا أمام حرب تصعيدية كل المؤشرات تقول أنها حرب وجودية بالنسبة لأمريكا ذاتها وليس للكيان اللقيط وحسب، وإنها- أي هذه الحرب التي تشن على قطاع غزة- قد لا تقف في نطاق غزة كما تريد أمريكا التي تريد إبادة المقاومة داخل القطاع ومعها الشعب الفلسطيني وهذا حلم أمريكي مستحيل والأيام القادمة سوف تكشف المزيد من تداعيات وأهداف هذا العدوان.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
رابطة علماء اليمن تُدين العدوان الصهيوني على ايران
واستنكرت الرابطة في بيان العدوان الصهيوني الغادر الذي استهدف أحياء سكنية وقادة وعلماء ومنشآت نووية وعسكرية في إيران بدعم أمريكي وغربي، وأسفر عن شهداء وجرحى،
وأكدت أنها على ثقة كاملة بأن إيران بإنتماءها للإسلام المحمدي الأصيل سترد ردًا كبيرًا ومزلزلًا تجعل الصهاينة يعضون أصابع الندم وتجعل الأمريكي يعيد التفكير قبل أي حماقة يرتكبها مباشرة ضد إيران.
وقال البيان "إن الجمهورية الإسلامية منذ انتصار ثورتها المباركة بقيادة الإمام الخميني تبنت مسيرة الجهاد المقدس ضد الاستكبار العالمي وشكلت وما تزال خطرًا وجوديًا واستراتيجيًا على الكيان الصهيوني باعتراف قادته المجرمين".
وأشار إلى أن إيران ومنذ انتصار ثورتها تقدّم التضحيات والشهداء طوال مسيرتها على خطى سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين ولن يزيدها استشهاد قادتها إلا عزمًا وقوة وتصميمًا على مواصلة المسيرة حتى النصر، مؤكدًا أن دعمها لفلسطين سيستمر حتى زوال الكيان المؤقت.
ودعت رابطة علماء اليمن أبناء الأمة الإسلامية إلى التحرك المسؤول في هذه المرحلة الحساسة والحاسمة، لأن العدو الصهيوني، الأمريكي يتغذى على خذلانهم وذلتهم ويستهدف مكامن القوة في الأمة ولن يكون لهم قيمّة ولن يفي لهم بعهد ولا ميثاق ولا اتفاق.
وأضاف البيان "فرصة سانحة أن تقوم الأمة بواجبها نحو نفسها من أجل عزتها وكرامتها في غزة وفلسطين ولبنان وسوريا واليمن وإيران، فالمعركة واضحة وجلّية بين الإسلام والكفر ولا مجال فيها للحياد فكيف بالتواطؤ والخذلان".
وأعلنت الرابطة تضامنها الكامل مع إيران قيادة وحكومة وجيشًا وشعبًا، معتبرة العدوان الصهيوني دليلًا على الشعور العميق بخطر الزوال الذي يحمله الكيان الصهيوني وكذا دليلًا أيضًا على دور الجمهورية الإسلامية الرائد داخل الأمة الإسلامية وضريبة لتبنيها لقضية المظلومين المستضعفين في فلسطين.