سكرتير اللجنة الاقتصادية الأفريقية لـ«الاتحاد»: القارة «السمراء» غنية بفرص الاستثمار «الأخضر»
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
طه حسيب (دبي)
أخبار ذات صلةأكد كليفر غاتيتي، وكيل أمين عام الأمم المتحدة والسكرتير التنفيذي للجنة الاقتصادية الأفريقية، أن العالم يواجه وضعاً صعباً للغاية بسبب ثلاث أزمات، تتضمن جائحة «كوفيد-19» في عام 2020، والذي كان خطيراً للغاية، والتأثير الكبير للتغير المناخي، بالإضافة إلى الاضطراب والصراع في أوكرانيا الذي كان له تأثير كبير على جميع البلدان.
ولدى «غاتيتي» قناعة بأنه عندما يتعلق الأمر بالمناخ، فإنه يؤثر على العالم أجمع، داعياً في مقابلة مع «الاتحاد» إلى ضرورة اتخاذ إجراءات تصحيحية، من خلال مؤتمرات المناخ، مشيراً إلى أننا الآن في (كوب28)، نتعامل مع تغير المناخ الذي أصبح الآن خطيراً للغاية، ولأننا أصبحنا نتعامل مع الأمر بجدية، نحتاج إلى جهود متضافرة.
أضاف «غاتيتي»: «دول القارة الأفريقية تبحث ما يمكنها القيام به في مواجهة التغير المناخي»، مؤكداً أن لدى دول القارة الأطر المناسبة لتقديم مساهمات في مواجهة التغير المناخي، وأحد هذه الأطر هي، أرصدة الكربون التي دعمتها «اللجنة الاقتصادية لأفريقيا»، بالشراكة مع مؤسسات مثل «بنك التنمية الأفريقي» وجهات أخرى داعمة. هذا الأمر بالنسبة لنا هو أن نتكاتف ونرى كيف يمكننا إنشاء سوق، وبالنسبة لنا، على سبيل المثال، توجد «مبادرة حوض الكونغو»، فقد قمنا بتطوير بروتوكولات للتأكد من أننا حققنا سوقاً مستقرة يمكنها مساعدة بلداننا حتى يتسنى لنا الاستفادة من قيمة الموارد الطبيعية، وهذا سيساعد مع مرور الوقت في الحد من آثار المناخ.
يشار إلى أن «مبادرة التنمية في حوض الكونغو» موجهة منذ عام 2011 لدول منطقة وسط أفريقيا، حيث لديها 18% من غطاء الغابات الاستوائية المطيرة في العالم، وبها ثاني أكبر غابة مطيرة في العالم، وهي موطن لتنوع بيولوجي فريد، يبلغ نصف الأنواع المعروفة على الأرض.
ولفت «غاتيتي» الانتباه إلى أن «القارة الأفريقية غنية بمعادن مهمة لها تأثير جيد جداً على الطاقة التي ننتجها. ولهذا السبب، توصلنا إلى هذه التجربة، خاصة مع قيام جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا الآن بإنشاء سوق وإنشاء منطقة اقتصادية خاصة، حيث يوجد نظام يعزز إنتاج البطاريات والسيارات الكهربائية». ويرى «غاتيتي» أن استثمار هذه القدرات في القارة الأفريقية سيحقق عوائد بقيمة 46 تريليون دولار أميركي بحلول عام 2050، وهذا يؤكد - حسب «غاتيتي» - قدرات واعدة للقارة. ويجدد «غاتيتي» دعوته لضرورة الاستثمار في هذه القطاعات الجديدة والاستفادة من الموارد الأفريقية، بما في ذلك صناديق التقاعد والصناديق الأخرى التي يمكن الاستفادة من رؤوس أموالها، بدلاً من استثمارها في الخارج.
وأضاف غاتيتي: نعمل حيث تدعم مفوضية الاتحاد الأفريقي الدول الأعضاء للتأكد من قدرتها على الاستثمار في هذه المجالات وفي الوقت نفسه مساعدة منطقة التجارة الحرة في القارة، وهو أمر مهم للغاية أن يكون للقارة الأفريقية سوق واحدة، ولكن أيضاً للاستثمار في المشاريع الكبيرة، بما في ذلك الصناعات وكذلك البنية التحتية الأخرى، ولكن يجب أن تكون خضراء.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مؤتمر الأطراف القارة السمراء القارة الأفريقية المناخ التغير المناخي تغير المناخ
إقرأ أيضاً:
تقرير جديد للأمم المتحدة و الأمين العام يؤكد: «التمويل الأخضر» ضرورة لتسريع الاستثمار في البلدان النامية
في كلمة ألقاها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش حول الفرصة السانحة للتعجيل بحصر الطاقة النظيفة أكد الأمين العام أن الجيل الذى يمثله فشل في الحفاظ على فرص حماية الأرض ولكن مازال الامل قائما في الجيل الجديد
كلمة الأمين العام جاءت بمناسبة صدور احدث تقرير للأمم المتحدة حول مستقبل الطاقة النظيفة في ظل عالم يضج بالصراعات والفوضى المناخية
التقرير أكد أن العالم يشهد تحولًا جذريًا في مشهد الطاقة، مدفوعًا بالاقتصاديات الجذابة والأرقام المبهرة: فحجم الإنفاق العالمي على الطاقة النظيفة العام الماضي، بلغ 2 تريليون دولار متجاوزًا الوقود الأحفوري بـ 800 مليار دولار. وهناك
70% زيادة: في استثمارات الطاقة النظيفة خلال عشر سنوات.
41% أرخص: تكلفة الطاقة الشمسية الآن، بعد أن كانت أغلى بأربعة أضعاف من الوقود الأحفوري.
53% أرخص: انخفضت تكلفة طاقة الرياح البحرية.
90% من المصادر الجديدة: توفر الكهرباء بتكلفة أقل من أرخص بديل من الوقود الأحفوري. معادل لانبعاثات الاتحاد الأوروبي
التقرير أكد أن الطاقة النظيفة خفضت بالفعل انبعاثات الكربون العالمية بمقدار يعادل ما ينتجه الاتحاد الأوروبي بأكمله في عام واحد، وأن هناك 10% من نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي: في 2023، كانت في قطاعات الطاقة النظيفة القوة المحركة لـ 10% من نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ورصد التقرير عدد الوظائف في قطاعات الطاقة النظيفة، والتي بلغت، 35 مليون شخص متجاوزًا عددها في قطاعات الوقود الأحفوري.
التقرير ذكر أن 60% من أفضل موار الطاقة الشمسية توجد فى أفريقيا لكنها لم تتلقَ سوى 2% من استثمارات الطاقة النظيفة العالمية العام الماضي. وطالب الأمين العام بضرورة أن يرتفع الاستثمار السنوي في الطاقة النظيفة بالبلدان النامية بخمسة أضعاف بحلول 2030.
وأكد الأمين العام أن التحول نحو الطاقة النظيفة قد تجاوز نقطة اللا عودة بثلاثة أسباب رئيسية:
أولًا: اقتصاديات السوق المتغيرة، فالنمو الاقتصادي لم يعد مرتبطًا بزيادة الانبعاثات. قطاعات الطاقة النظيفة هي المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي وتوفر فرص عمل هائلة، حتى في معاقل الوقود الأحفوري. التشبث بالوقود الأحفوري يضر بالاقتصادات ويفوت أكبر فرصة اقتصادية في القرن الحادي والعشرين، خاصة مع استمرار دعمه الذي يشوه السوق.
ثانيًا: أمن الطاقة والسيادة الوطنية، فالوقود الأحفوري يهدد أمن الطاقة ويعرض الاقتصادات لتقلبات الأسعار والاضطرابات الجيوسياسية. الطاقة المتجددة توفر طاقة مستقرة وبأسعار معقولة، وتحقق استقلالية حقيقية لكل دولة من تقلبات سوق الوقود الأحفوري.
ثالثًا: سهولة الوصول والتوزيع، حيث يمكن توصيل الطاقة الشمسية إلى أبعد القرى، مما يغير قواعد اللعبة لملايين الناس الذين يعيشون بدون كهرباء، خاصة في أفريقيا. سرعة انتشار الطاقة المتجددة ومرونتها تفوق الوقود الأحفوري، والمستهلكون يقودون هذا التحول نحو الطاقة النظيفة.
ورسم التقرير خارطة طريق للتحول العادل من خلال ستة مجالات للعمل، منها:
خطط وطنية جريئة للمناخ: على الحكومات، خاصة دول مجموعة العشرين (التي تنتج 80% من الانبعاثات)، تقديم خطط مناخ وطنية جديدة وواضحة، تتوافق مع هدف 1.5 درجة مئوية، وتضاعف كفاءة استخدام الطاقة وتزيد القدرات المتجددة ثلاث مرات بحلول 2030، وتضع حدًا لدعم الوقود الأحفوري.
بناء نظم طاقة القرن الحادي والعشرين: يجب زيادة الاستثمار في الشبكات الحديثة وتخزين الطاقة وشبكات الشحن الكهربائي لفك الاختناقات الحالية وإطلاق الإمكانات الكاملة للطاقة المتجددة.
تلبية الطلب العالمي بشكل مستدام: مع تزايد الطلب على الكهرباء من الذكاء الاصطناعي والتبريد، يجب على الحكومات وشركات التكنولوجيا الكبرى تلبية جميع الطلبات الجديدة من مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 100% بحلول 2030.
تحقيق التحول العادل: يجب أن يكفل عصر الطاقة النظيفة الإنصاف للجميع من خلال الدعم والتدريب للعاملين المتأثرين، وضمان الحماية الاجتماعية، ومعالجة قضايا المعادن الحرجة بإنصاف وحقوق إنسان.
التجارة والاستثمار لتسريع التحول: يجب أن تدعم السياسات التجارية التحول بإنشاء سلاسل توريد متنوعة، وخفض الرسوم الجمركية على سلع الطاقة النظيفة، وتحديث اتفاقيات التجارة لإزالة العوائق.
إطلاق القوة الكاملة للتمويل: يجب إصلاح الهيكل المالي العالمي، وزيادة قدرة مصارف التنمية على الإقراض، ومعالجة أعباء الديون، وتغيير نماذج المخاطر التي تستبعد البلدان النامية من الاستثمار في الطاقة النظيفة.
اقرأ أيضاًالأمم المتحدة: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بأبشع صورها في قطاع غزة
مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يشيد بجهود مصر للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة
الأمم المتحدة: المدنيون في غزة يُستهدفون أثناء اقترابهم من شاحنات الغذاء