اتفقت أرمينيا وأذربيجان على اتّخاذ إجراءات ملموسة باتّجاه تطبيع العلاقات وتبادل أسرى الحرب، في بيان مشترك أشادت به روسيا وتركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة باعتباره انفراجة بعد ثلاثة عقود من النزاع على جيب ناغورني قره باغ.
وأشار البلدان إلى إمكان التوقيع على اتفاق للسلام بحلول أواخر العام لكن محادثات السلام التي لعب كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا دور الوسيط فيها على حدة لم تحقق أي تقدم يذكر.


واتفق الطرفان في بيان مشترك أمس، على اغتنام "الفرصة التاريخية لتحقيق السلام الذي طال انتظاره في المنطقة". وأكّدا على "نية تطبيع العلاقات والتوقيع على اتفاق سلام". ماكرون: سندعو البابا فرنسيس إلى إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام منذ 32 دقيقة لندن تعلن عقوبات منسّقة مع واشنطن وأوتاوا تستهدف منتهكي حقوق الإنسان منذ 59 دقيقة
ولفت البيان إلى أن باكو ستطلق سراح 32 من أسرى الحرب الأرمن بينما ستفرج يريفان عن جنديَين أذربيجانيَين.
وذكر البلدان أنهما "سيواصلان مناقشة إجراءات إضافية لبناء الثقة سيتم اتخاذها في المستقبل القريب ودعوة المجتمع الدولي لدعم جهودهما".
وتم التوصل إلى الاتفاق خلال محادثات بين مكتب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان وإدارة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
في إشارة إلى حسن نيتها، أعلنت أرمينيا سحب طلبها لاستضافة مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب29" العام المقبل، ممهدة بذلك الطريق أمام ترشيح أذربيجان.
تتناوب مناطق العالم على استضافة المفاوضات السنوية بشأن مكافحة تغير المناخ، وهي ما يعرف بمؤتمرات الأطراف حول المناخ "كوب"، ومن المقرر أن تستضيفها دولة بأوروبا الشرقية في العام 2024 بعد النسخة التي تعقد راهنًا في دبي.
وذكر البيان المشترك "في بادرة نابعة من حسن نية، تدعم جمهورية أرمينيا طلب جمهورية أذربيجان لاستضافة (مؤتمر "كوب29") من خلال سحب ترشيحها".
وأضاف البيان "تأمل أرمينيا وجمهورية أذربيجان أن تدعم الدول الأخرى ضمن مجموعة أوروبا الشرقية أيضًا طلب أذربيجان لاستضافة المؤتمر".
وسيتوجب على مجموعة دول أوروبا الشرقية أن تُجمع على اختيار الدولة المضيفة لمؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب29"، لكن يُقال إن روسيا تعارض فكرة أن تستضيف دولة عضو في الاتحاد الأوروبي هذا المؤتمر وسط تصاعد التوترات بين موسكو والتكتل الأوروبي على خلفية الحرب في أوكرانيا.
لذلك، اعتُبرت أرمينيا وأذربيجان - وهما غير منضويتين في الاتحاد الأوروبي - أنهما مرشحتان، غير أن الهجوم الأذربيجاني في سبتمبر على الانفصاليين الأرمن في ناغورني قره باغ أدى إلى تفاقم التوترات مع موسكو.
وأفادت الخارجية الأرمينية بأن يريفان "ردت إيجابًا على عرض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تنظيم الاجتماع بين وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان في واشنطن".
والسوم، رحّبت روسيا بالإعلان المشترك بين باكو ويريفان على لسان الناطقة باسم خارجيتها ماريا زاخاروفا التي قالت في بيان "نحن مستعدون في المرحلة التالية لتقديم مساعدة لفتح طرق النقل وترسيم الحدود وإبرام اتفاق سلام وإقامة اتصالات مع المجتمع المدني".
ورحّبت وزارة الخارجية التركية كذلك بالاتفاق على تبادل أسرى الحرب والعمل على تطبيع العلاقات بين الخصمين التاريخيين، قائلة "نأمل أن يتم توقيع اتفاق سلام بين أذربيجان وأرمينيا في أقرب وقت ممكن".
وأشاد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بإعلان الخميس في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي واصفًا إياه بـ"الخطوة المهمة".
وقال "يسرّني أن أرحب بالإنجاز الكبير في العلاقات الأرمينية الأذربيجانية مع إصدارهما بيانًا مشتركًا".
ورحبت الولايات المتحدة أيضًا بالإعلان، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان الخميس "يمثل هذا الالتزام إجراء مهمًا لبناء الثقة بينما يعمل الجانبان على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق للسلام وتطبيع للعلاقات".

المصدر: الراي

كلمات دلالية: أرمینیا وأذربیجان

إقرأ أيضاً:

عيد بلا أضاحي.. المغرب يُوقف الذبح لأول مرة منذ عقود بسبب الجفاف

قررت السلطات المغربية إلغاء ذبح الأضاحي في عيد الأضحى هذا العام بسبب تداعيات موجات الجفاف المتتالية، وهو إجراء استثنائي يُنفذ لأول مرة منذ تسعينات القرن الماضي. ويُتوقع أن ينعكس القرار على اقتصاد قروي لطالما اعتمد على هذه المناسبة الموسمية في تأمين دخل سنوي مهم.

القرار الذي دعا إليه الملك محمد السادس في فبراير الماضي، جاء لحماية القطيع الوطني المتضرر من ست سنوات من انحباس الأمطار، وأُرفق ببرنامج حكومي ضخم يتجاوز 650 مليون دولار لدعم مربي الماشية وإعادة تكوين القطيع خلال العامين المقبلين.

ويُدر عيد الأضحى سنوياً نحو 1.3 مليار دولار، أغلبها تذهب للقرى والفلاحين الذين يعتمدون عليه كمصدر دخل رئيسي. وتقدّر وزارة الفلاحة المغربية أن نحو 6 ملايين رأس كانت ستُذبح هذا الموسم، قبل أن تقلّص موجة الجفاف المعروض إلى أقل من النصف، ما دفع الحكومة لإعلان الإلغاء تجنباً لأزمة أوسع في الأمن الغذائي.

بدوره، وصف رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، رشيد بنعلي، القرار بأنه “حكيم وفي التوقيت المناسب”، موضحاً أن إعادة تكوين القطيع تتطلب ثلاث سنوات على الأقل، وهي أولوية وطنية لضمان استقرار السوق.

وتُظهر بيانات رسمية أن أكثر من 87% من الأسر المغربية تواظب على ممارسة شعيرة الذبح في العيد، ما يبرز الأثر الاجتماعي والاقتصادي للقرار، خاصة في ظل تراجع عدد مربي الماشية بنسبة 30% إلى نحو 600 ألف مربٍّ فقط هذا الموسم.

ضمن خطة الدعم، ستُمنح إعانات لمنع ذبح إناث الماشية، مع شطب جزئي للديون وجدولتها، في محاولة للوصول إلى أكثر من 8 ملايين رأس بحلول منتصف 2026، وستتحمل الدولة نحو 700 مليون درهم لتغطية ديون 50 ألف مربٍّ، فيما يُقدّر الدعم المخصص لعدم ذبح الإناث بنحو 400 درهم للرأس.

وبحسب يوسف كراوي، رئيس المركز المغربي للحكامة والتسيير، فإن قرار الإلغاء خفف ضغوطاً كانت ستؤدي إلى نقص حاد في اللحوم وارتفاع حاد في التضخم، غير أن السوق شهدت بالفعل زيادات في أسعار اللحوم الحمراء والدجاج مع اقتراب العيد، وسط لجوء بعض المغاربة إلى شراء لحوم مذبوحة مسبقاً رغم حملات المنع والتوعية الرسمية.

وسجّلت أسعار اللحوم الحمراء مستويات غير مسبوقة، إذ تجاوز سعر الكيلوغرام 120 درهماً، مقابل 60 درهماً سابقاً، في ظل الطلب المتزايد وانخفاض المعروض، رغم أن الحكومة دعمت استيراد الماشية العام الماضي بكلفة بلغت 5.5 مليار درهم، ما أثار جدلاً في البرلمان دون أن يُفضي إلى تشكيل لجنة تقصي.

وبينما تمثل أضحية العيد حوالي 30% من النفقات السنوية للأسر المخصصة للحوم، يُعوّل مئات الآلاف من الفلاحين على الدعم الحكومي وتعافي الموسم الفلاحي المقبل للخروج من أزمة يصفها بعضهم بـ”الأسوأ منذ عقود”.

مقالات مشابهة

  • هل بات تحالف باكستان وتركيا وأذربيجان بمواجهة الهند وأرمينيا وإيران؟
  • إعلام إسرائيلي: اندلاع حريق في كنيس الحاخام الأكبر السابق
  • القائم بأعمال سفارة أذربيجان يزور عدداً من قرى غوطة دمشق
  • عيد بلا أضاحي.. المغرب يُوقف الذبح لأول مرة منذ عقود بسبب الجفاف
  • وزير الخارجية: نُقدر دعم قبرص لمصر في مؤسسات الاتحاد الأوروبي
  • ترمب يطوي صفحة ماسك .. قطيعة تهدد عقودًا بمليارات الدولارات
  • روسيا تشنّ هجوما ضخما على أوكرانيا .. وتعتبر النزاع قضية وجودية
  • بوتين يزور إيران قريبا.. توسيع التحالفات بعيدا عن الغرب
  • رئيس “حماس” في غزة: نحيي إخوان الصدق في اليمن الذين يواصلون إطلاق الصواريخ رغم ما يتعرضون له
  • إيطاليا: واثقون في التوصل لاتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قبل 9 يوليو