عيد بلا أضاحي.. المغرب يُوقف الذبح لأول مرة منذ عقود بسبب الجفاف
تاريخ النشر: 7th, June 2025 GMT
قررت السلطات المغربية إلغاء ذبح الأضاحي في عيد الأضحى هذا العام بسبب تداعيات موجات الجفاف المتتالية، وهو إجراء استثنائي يُنفذ لأول مرة منذ تسعينات القرن الماضي. ويُتوقع أن ينعكس القرار على اقتصاد قروي لطالما اعتمد على هذه المناسبة الموسمية في تأمين دخل سنوي مهم.
القرار الذي دعا إليه الملك محمد السادس في فبراير الماضي، جاء لحماية القطيع الوطني المتضرر من ست سنوات من انحباس الأمطار، وأُرفق ببرنامج حكومي ضخم يتجاوز 650 مليون دولار لدعم مربي الماشية وإعادة تكوين القطيع خلال العامين المقبلين.
ويُدر عيد الأضحى سنوياً نحو 1.3 مليار دولار، أغلبها تذهب للقرى والفلاحين الذين يعتمدون عليه كمصدر دخل رئيسي. وتقدّر وزارة الفلاحة المغربية أن نحو 6 ملايين رأس كانت ستُذبح هذا الموسم، قبل أن تقلّص موجة الجفاف المعروض إلى أقل من النصف، ما دفع الحكومة لإعلان الإلغاء تجنباً لأزمة أوسع في الأمن الغذائي.
بدوره، وصف رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، رشيد بنعلي، القرار بأنه “حكيم وفي التوقيت المناسب”، موضحاً أن إعادة تكوين القطيع تتطلب ثلاث سنوات على الأقل، وهي أولوية وطنية لضمان استقرار السوق.
وتُظهر بيانات رسمية أن أكثر من 87% من الأسر المغربية تواظب على ممارسة شعيرة الذبح في العيد، ما يبرز الأثر الاجتماعي والاقتصادي للقرار، خاصة في ظل تراجع عدد مربي الماشية بنسبة 30% إلى نحو 600 ألف مربٍّ فقط هذا الموسم.
ضمن خطة الدعم، ستُمنح إعانات لمنع ذبح إناث الماشية، مع شطب جزئي للديون وجدولتها، في محاولة للوصول إلى أكثر من 8 ملايين رأس بحلول منتصف 2026، وستتحمل الدولة نحو 700 مليون درهم لتغطية ديون 50 ألف مربٍّ، فيما يُقدّر الدعم المخصص لعدم ذبح الإناث بنحو 400 درهم للرأس.
وبحسب يوسف كراوي، رئيس المركز المغربي للحكامة والتسيير، فإن قرار الإلغاء خفف ضغوطاً كانت ستؤدي إلى نقص حاد في اللحوم وارتفاع حاد في التضخم، غير أن السوق شهدت بالفعل زيادات في أسعار اللحوم الحمراء والدجاج مع اقتراب العيد، وسط لجوء بعض المغاربة إلى شراء لحوم مذبوحة مسبقاً رغم حملات المنع والتوعية الرسمية.
وسجّلت أسعار اللحوم الحمراء مستويات غير مسبوقة، إذ تجاوز سعر الكيلوغرام 120 درهماً، مقابل 60 درهماً سابقاً، في ظل الطلب المتزايد وانخفاض المعروض، رغم أن الحكومة دعمت استيراد الماشية العام الماضي بكلفة بلغت 5.5 مليار درهم، ما أثار جدلاً في البرلمان دون أن يُفضي إلى تشكيل لجنة تقصي.
وبينما تمثل أضحية العيد حوالي 30% من النفقات السنوية للأسر المخصصة للحوم، يُعوّل مئات الآلاف من الفلاحين على الدعم الحكومي وتعافي الموسم الفلاحي المقبل للخروج من أزمة يصفها بعضهم بـ”الأسوأ منذ عقود”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أضاحي العيد الأضحية المغرب ذبح الأضاحي شراء الأضاحي عيد الأضحى 2025
إقرأ أيضاً:
حركة “جيل زد 212” المغربية تعلن استئناف تظاهراتها السبت المقبل
الثورة نت/وكالات أعلنت حركة “جيل زد 212” الشبابية المغربية ،مساء أمس الاثنين، نيتها استئناف تظاهراتها الاحتجاجية، في مختلف أنحاء المملكة السبت المقبل، للمطالبة بتحسين خدمات الصحة والتعليم وإطلاق سراح معتقلي الرأي. وجاء قرار استئناف الاحتجاجات في بيان نشرته الحركة على موقع التواصل الاجتماعي “ديسكورد”، بعد أيام من قرار سابق بتعليق الاحتجاجات. وفي بيانها، قالت الحركة التي لا تفصح عن هوية أعضائها: “نعلن تنظيم وقفات احتجاجية سلمية في أغلب مدن المملكة يوم السبت”، داعية جميع الشباب والمواطنين إلى المشاركة الواسعة في هذه الوقفات “لتحقيق المطالب العادلة”. وشددت الحركة على “الحق في تعليم جيد وصحة لائقة للجميع”، وضرورة “محاربة الفساد” واعتبار “الإفراج الفوري عن جميع معتقلي الرأي المشاركين في الاحتجاجات السلمية أولوية قصوى”. كما أشارت إلى انطلاق “حملة لمقاطعة منتجات” دون تفاصيل إضافية بشأنها. وشهدت المغرب احتجاجات يومية نظمتها الحركة على مدى أسبوعين تقريبا، قبل أن تعلق الحركة احتجاجاتها السبت الماضي. يذكر أن حركة “جيل زد 212” بدأت نشاطها على موقع “ديسكورد” منتصف سبتمبر بهدف مناقشة مشاكل الصحة والتعليم، بعد حادثة وفاة ثماني نساء حوامل في مستشفى عمومي بمدينة أكادير جنوبي البلاد. وبعد أن منعت السلطات التظاهرات الاحتجاجية للحركة، عادت وسمحت بها، وتراوحت أعداد المشاركين فيها ما بين العشرات والمئات من الشباب في عدة مدن مغربية، وتخللتها في بعض الأحيان صدامات مع الشرطة أودت بحياة ثلاثة أشخاص. وجددت الحكومة المغربية استعدادها للحوار مع “جيل زد 212” الخميس الماضي، في حين طالبت الحركة باستقالة الحكومة.