الأمم المتحدة: أكثر من مليار إفريقى لا يستطيعون تحمل تكاليف اتباع نظام غذائى صحى
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
أفادت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو"، بأن أكثر من مليار إفريقى لا يستطيعون تحمل تكاليف اتباع نظام غذائى صحي، ويعانى ما يقرب من واحد من كل ثلاثة أطفال فى القارة من التقزم؛ بسبب سوء التغذية.
جاءت تلك النتائج القاتمة فى تقرير مشترك من منظمة الأغذية والزراعة، واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، وبرنامج الأغذية العالمي، ومفوضية الاتحاد الإفريقي- وفق ما جاء على موقع الأمم المتحدة الإلكتروني.
ويحذر التقرير من أن 78 فى المائة من سكان إفريقيا، بما فى ذلك كثيرون يعيشون فوق عتبة الفقر المدقع يفتقرون إلى الوسائل اللازمة لتناول طعام صحي، مقارنة بنسبة 42 فى المائة على المستوى العالمي.
وذكر التقرير أن واحد من كل خمسة أفارقة يعانى من سوء التغذية، أى ما يقرب من 282 مليون شخص، أو أكثر بمقدار الربع مما كان عليه قبل جائحة كورونا "كوفيد-19"، مشيرًا إلى أن معدل انتشار التقزم بين الأطفال دون سن الخامسة بلغ 30 فى المائة عام 2022.
وأعرب مؤلفو التقرير، عن أملهم فى أن تؤدى الإحصاءات المثيرة للقلق التى تشير إلى أزمة أمن غذائى وسوء تغذية "غير مسبوقة" إلى "إثارة زخم جديد لتحويل نظم الأغذية الزراعية فى إفريقيا" لجعلها أكثر شمولاً ومرونة واستدامة.
المصدر: قناة اليمن اليوم
إقرأ أيضاً:
تحت الضوء
#تحت_الضوء
د. #هاشم_غرايبه
لم تكن هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى أمام الدول الأوروبية الغربية هو غاية مناها وقمة انتصارها، بل هزيمة الدولة العثمانية والاستيلاء على أراضيها الشاسعة، خاصة أنها شكلت القوة العظمى، التي فرضت سطوتها وأعاقت استيلاء المستعمر الأوروبي الطامع في خيرات الشرق خمسة قرون.
نشوة النصر هذه أسكرت الغرب، فهذه هي المرة الأولى التي أمكنهم فيها كسر شوكة الدولة الإسلامية طوال ثلاثة عشر قرنا من الصراع معها، لذلك لم يشأ أن يضيع الفرصة، فقام بكل ما أمكنه لأجل تجريدها من سلاحها الأقوى وهو عقيدتها الإيمانية، عن طريق تحويلها عنها.
كان الاحتلال المباشر وفرض ثقافة مغايرة على شعوب المنطقة الاسلامية، أمرا مكلفا، زيادة على أن مخاطر نجاحهم بإدامته عالية، فعاجلا أو آجلا سيضطر للجلاء، لذلك كانت الوسيلة الأنجح إيجاد من يقوم بهذه المهمة من ابناء المنطقة بالنيابة عنهم، ووجد في بعض الزعامات القبلية العربية الطامعة بالحكم استعدادا لتنفيذ برنامجه، مقابل حماية أنظمتهم.
في الاقطار الاسلامية غير العربية، وجدوا ضالتهم سريعا، ففي أفغانستان عينوا حبيب الله خان عام 1928، وفي الباكستان بعد أن قامت بريطانيا بفصلها عن الهند عينت محمد علي جناح، ثم توالى من بعده جنرالات العسكر على الحكم، وفي تركيا ضبطوها بصرامة كونها كانت قائدة الدولة الاسلامية، فعينوا كمال أتاتورك، كما ضبطوا الدستور بحيث جعل الانفكاك عن النظام العلماني أمرا مستحيلا وجريمة خطيرة، وفي إيران دعموا من شجع العنعنات القومية والدعوات الى استعادة النزعة الفارسية، فوجدوا في رضا بهلوي شاه خير متقبل لذلك، والذي بدأ حملة منظمة لمحاصرة العقيدة الاسلامية بذريعة استعادة أمجاد الماضي (ما قبل الاسلام)، ففي عام 1971 أقام احتفالا اسطوريا دعا اليه معظم رؤساء العالم بمناسبة مرور 2500 عام على تأسيس الامبراطورية الفارسية على يد “قورش”، وكلف 600 مليون دولار.
أما في البلدان العربية فقد دعموا الفكر القومي على أسس علمانية، ليكون بديلا للفكر الاسلامي، وقسموا المنطقة التي بقيت موحدة طوال تاريخها الى أقطار، لأجل شرذمتها وإضعافها، وعينوا عليها قيادات تعتنق هذا الفكر القائم على الانتماء للحالة السابقة لظهور الاسلام، وادعى من تبنوه أنه نشأ بهدف الاستقلال عن تركيا، لكن واقع ارتباطهم مع الأوروبيين كشف أنه ليس لتحرير العرب ووحدتهم، بدليل تركز دعوتهم على الانفضاض عن الدين بذريعة أنه فكر ظلامي ماضوي، وان التقدم يستوجب اتباع التنور بالانفتاح على فكر بديل هو العلمانية.
ما يكشف أن تشجيع العنعنات القومية في الأقطار الاسلامية هو برعاية المستعمر، أنه يصب في النتيجة لصالح مشروعه في إبقاء انهزام الأمة وتعطيل نهضتها، ومنعها من توحدها، لأن ذلك يعيدها مرة أخرى أمة قوية الشكيمة، إن لم تكن مهددة له، فستكون متحررة من هيمنته.
لا يعني ذلك أن متبعي الفكر القومي هم عملاء للمستعمر بالضرورة، فكثيرون اتبعوه لأنهم يعتبرونه انتماء للأمة وولاء لأوطانهم، ما يكشف الفارق بين العميل والمخلص هو الدافع، فإن كان دافع الشخص اتباع منهج بديل عن العقيدة، يرتكز على الارصاد بالدين والعداء لمنهج الله، فهو من فسطاط أعداء الأمة، ولو ادعى محبة العروبة .
وأما ان كانت مجرد قناعات فكرية يراها مساعدة في نهضة الأمة ورفعة شأنها، ولا تتعارض مع اتباع منهج الله ولا مع أحكام الشريعة، فهو فكر محمود ولا تثريب على متبعه.
لذلك فعلى من يعتبر نفسه منتميا الى التيار القومي أن يتفحص موقفه ودوافعه، ليرى الى أي من الفسطاطين هو متبع.