قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف: إنه خلال ما يُطلقون عليه عيد "חֲנֻכָּה - حَانُوكّاه = الأنوار" عند حائط البراق الإسلامي المُحتل، قام بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بإضاءة الشمعة الأولى، مصرحًا بأنه ومرتزقة جيشه هم الجيل الذي يتابع مسيرة المكابيين، الذين حرروا هيكلهم "المزعوم" وطهروه، وأعادوه إلى اليهودية مرة أخرى، وأنقذوا شريعة اليهود وشعبهم، وأنه من دونهم لم يكونوا ليتمكنوا من الوقوف في هذا الموضع المقدس.

وفي كلمته، وصف مجرم الحرب "نتنياهو" مرتزقته بأنهم يقاتلون بشجاعة هذه الأيام (قوى الشر) التي تريد إبادة الشعب اليهودي من على وجه الأرض، في استحضار متعمد للأحداث التاريخية للمضي قدمًا في مجازره التي ينفذها في غزة بحق المدنيين.

ويوضح المرصد أن كلمة نتنياهو في هذا الوقت تحمل عددًا من الرسائل الخطيرة، فبداية أراد صبغ مجازر غزة بصبغة الدين، ليظهرها أمام المجتمع الصهيوني موقف المدافع عنهم في "حرب دينية"؛ مشبهًا نفسه بأحد أهم الشخصيات في التاريخ اليهودي، وهو "يهوذا المكابي- יהודה המכבי"، الذي قاد ثورة تمرد ضد الدولة السلوقية عام 165 قبل الميلاد، انتصر فيها وأسس الدولة الحشمونية واستعاد السيطرة بالقوة على القدس والهيكل، ودشّن مذبح الهيكل من جديد.

ووفق وصف "نتنياهو" يتبين أن هدفه هو تحرير الأرض الموعودة -حسب زعمه- من سكانها الأصليين "الفلسطينيين"، من خلال إبادتهم، وهو ما يحدث في غـ زة بالفعل حاليًا.

ويشير المرصد أيضًا إلى أن تطرق نتنياهو لقصة المكابيين وتطهيرهم الهيكل من أوثان الدولة السلوقية وتحريره وإعادته إلى اليهودية مرة أخرى، بمثابة إعطاء ضوء أخضر لمنظمات الهيكل المتطرفة، وللمستوطنين الإرهابيين، للإجهاز على الأقصى المبارك -باعتبارهم هم أيضًا جنود المكابي- واغتصابه من المسلمين تحت دعوى "التطهير والتحرير والإعادة المزعومة وممارسة الطقوس والشعائر اليهودية".

كما يلاحظ من تلك التصريحات أن الاحتلال يمني نفسه بحدوث معجزات في عدوانه على غزة تنتهي بانتصاره على الفلسطينيين وإبادتهم وتحرير الأرض الموعودة والسيطرة الكاملة على الأقصى المبارك، على غرار المعجزة الأسطورية التي اختلقها اليهود المكابيون عندما انتصروا على السلوقيين، فقد ادعوا أن الزيت المقدس في الهيكل وقتئذٍ لم يكن كافيًّا لإنارة شموع الشمعدان لأكثر من ليلتين، لكنه خالف ظنونهم وكفى لإضاءة تلك الشموع لمدة ثمانية أيام، ما دفعهم لاعتبار ذلك "أسطورة خالدة" ترمز للقوة الكامنة في اليهود من أجل البقاء والتغلب على غيرهم من الأمم.

ويؤكد المرصد أن خطورة التصريح تكمن في الأحداث التي يعيشها الأقصى منذ السابع من أكتوبر، إذ تُفتح أبوابه أمام المستوطنين والمنظمات المتطرفة فقط، تلك المنظمات المتطرفة التي طالبت باستغلال العدوان الجاري على غـ زة لهدم الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه، بدعوى أن زمان اليهود قد حان، وانتهى زمان المسلمين فيه.

يأتي هذا في وقت تمنع سلطات الاحتلال وصول المصلين المسلمين إلى المسجد المبارك والصلاة بداخله، إلا في أضيق الحدود، وبأعداد ضئيلة للغاية.

لهذا يحذر المرصد من خطورة هذه التصريحات التي تعني الاستمرار بشكل أكثر وحشية في مجـ ازر غـ زة، وسفك المزيد من الدماء البريئة الطاهرة.

كما يشدد على أهمية الانتباه والتيقظ حيال المسجد الأقصى المبارك، وإفشال مخططات تقسيمه أو هدمه، في ظل الانشغال العالمي بما يجري في غـ زة.  لأن نتنياهو الذي يعد امتدادا للحركة الصهيونية الاستعمارية، التي وشحت دعوتها الاحتلالية لأرض فلسـ طين برداء الدين، بغرض إنشاء علاقة "مزعومة" بين يهود العالم وبين دولة فلسطين، يواجه مستقبله السياسي اختبارًا خطيرًا يجعله يراهن على استمرار هذه المجـ ازر لإنقاذ نفسه عبر استرضاء اليمين المتطرف، إذ يعلم جيدًا أن انتهاء الحرب الآن دون موافقة حاخامات الكيان يعني العزل من منصبه وانتهاء مستقبله السياسي الد.موي إلى الأبد.

وينبه المرصد على أن هذا الكيان هدفه الاستيلاء على أراضي فلسطين التاريخية جميعها، ثم التطلع إلى ما هو أبعد وأكبر؛ إذ أن توراتهم -الحالية- مليئة بالنصوص المطاطية الفضفاضة، التي يستغلونها لترسيم حدودهم كيفما يشاؤون على حساب الأراضي العربية الإسلامية، بزعم أنها "أرض موعودة" لليهود.

ومن مظاهر ذلك، توثيق جنود الاحتلال لإشعالهم شمعة "الحانوكاه" في قطاع غـ زة، بعدما نصبوا مجسمًا كبيرًا لما يُطلقون عليه "شمعدان حانوكاه"، وتعمد بثه على قنواتهم التلفزيونية ومنصاتهم الإعلامية لبرهنة حجتهم أمام المجتمع الصهيوني، وقبل ذلك بأيام وضع بعض الجنود "المزوزا- מזוזה" على بيت في غزة؛ في إشارة إلى أن أرض القطاع جزء من الأرض الموعودة لليهود، وحق لهم تهجير أهلها وإبادة من رفض التهجير منهم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الإبادة الجماعية الكيان الصهيوني الفلسطينيين حائط البراق مرصد الأزهر لمكافحة التطرف

إقرأ أيضاً:

عائلات أسرى الاحتلال بغزة: نطالب ترامب بمنع نتنياهو من تعطيل الاتفاق

#سواليف

#عائلات #الأسرى #الإسرائيليين في قطاع #غزة:

“المخطوفون” الأحياء لن يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة في ظل استمرار #الحرب.
#نتنياهو يعمل على تحويل الصفقة إلى اتفاق جزئي ويرفض إيقاف الحرب.
نعمل ما نستطيع لتحرير جميع “المخطوفين” من خلال اتفاق.
نتنياهو يرفض #إنهاء_الحرب لمصلحة سياسية.
نطالب الرئيس (الأميركي دونالد) #ترامب بعدم تمكين نتنياهو من تعطيل #الصفقة.
الطريق الوحيد للإفراج عن الرهائن هو المقترح الذي تقدم به ويتكوف.

أكدت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، أن الأسرى الإسرائيليين الأحياء لن يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة في ظل استمرار الحرب على القطاع.

مقالات ذات صلة الأحد .. انخفاض قليل على درجات الحرارة  2025/06/01

وقالت العائلات، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على تحويل الصفقة الغربية إلى اتفاق جزئي ويرفض إيقاف الحرب في غزة.


وأضافت “نعمل ما نستطيع لتحرير جميع الأسرى من خلال اتفاق”، مشيرة إلى أن نتنياهو يرفض إنهاء الحرب لمصلحة سياسية.

وطالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم تمكين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من تعطيل الصفقة.

مقالات مشابهة

  • «حشد»: جرائم إسرائيل تجاوزت حدود الإبادة الجماعية وتهدف لهلاك سكان غزة والتدمير الشامل
  • مرصد يحذر من اختراق “تذاكر المنتخب”
  • الأورومتوسطي: الاحتلال قتل وأصاب أكثر من 600 فلسطيني بغزة في أسبوع
  • مستوطنون يدنسون المسجد الأقصى المبارك
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
  • طالبة فلسطينية تُشعل حفل تخرج بأمريكا: لن نسامح أبدا في الإبادة الجماعية بغزة
  • مرصد حقوقي: إسرائيل تحول توزيع المساعدات أداة للإبادة الجماعية بغزة
  • كفى نفاقا.. أنه وقت العمل لوقف الإبادة الجماعية
  • لوتان: يجب التعرف على جريمة الإبادة الجماعية لمنح ما يحدث بغزة اسما مناسبا
  • عائلات أسرى الاحتلال بغزة: نطالب ترامب بمنع نتنياهو من تعطيل الاتفاق