عربي21:
2025-06-02@15:43:53 GMT

ما يكشف عنه بيان المصرف المركزي الأخير في ليبيا

تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT

صدر تقرير المصرف المركزي الليبي عن الميزانية من 1 يناير وحتى 30 نوفمبر المنصرم للعام الجاري، ومع التأكيد على أهمية انتظام المصرف المركزي في الإفصاح عن المالية العامة للدولة ووضع الإيرادات والنفقات، إلا أن البيان يحتاج إلى مناقشة كما تحتاج الأرقام التي تضمنها لقراءة لتبسيط فهمها للمعنيين بها وهم جل الليبيين.



أظهر البيان أن الإيرادات العامة خلال الأحدى عشر شهرا بلغت 110.5 مليار دينار ليبي (السعر الرسمي الدولار 4.83 دينار، وسعر صرفه في السوق السوداء 6.15 تقريبا)، وكان نصيب عوائد النفط نحو 86 مليار، والإيردادات السيادية (الضرائب وما في حكمها) 3.4 تقريبا، بالإضافة إلى ما يزيد عن 21 مليار أتاوات نفطية نصفها عن سنوات سابقة، والمفترض أن اتاوات السنوات السابقة لا تصنف كإيراد للعام الجاري، وبالتالي فإن إجمالي الإيرادات عن الفترة محل البحث هي في حدود 100 مليار دينار.

جانب النفقات هو الأكثر إثارة للجدل والنقاش، فقد بلغ إجماليها حتى 30 نوفمبر الماضي 92 مليار دينار تقريبا، والرقم بالقطع أكثر مما عرضه البيان لعدم تضمين مرتبات شهر نوفمبر والتي تبلغ حوالي 5 مليار دينار، وأكد البيان أن المرتبات تشكل أكثر من 57% من النفقات العامة خلال هذه الفترة.

وبلغ الإنفاق التسييري (نفقات الجهاز الحكومي) 8.1 مليار دينار، وبلغ الدعم (المحروقات وعلاوات الزوجة والابناء ومنح طلاب الجامعات ...الخ) 16.8 مليار دينار، وكان نصيب الانفاق على المشاريع التنموية فقط 3 مليارات دينار، وظهر بندان في بيان النفقات العامة وهو ما أطلق عليه الترتيبات المالية لصالح مؤسسة الكهرباء والمؤسسة الوطنية للنفط والتي بلغ مجموعهما 14.4 مليار دينار.

والناظر بدون حتى تدقيق كبير يدرك أن جانبي الإيرادات والنفقات في الميزانية يكشفان عن خلل واضح وتشوه مزمن في المالية العامة للدولة وفي هيكل الاقتصاد الليبي، إذ ما يزال الاعتماد على النفط كبيرا ويمثل نسبة مرتفعة جدا من الإيرادات العامة، بينما لا تشكل الضرائب والرسوم إلا نحو 3% من الإيردادات.

يظهر الخلل والتشوه أيضا في جانب الانفاق الذي هو ذو طبيعة استهلاكية وبنسبة تصل إلى أكثر من 80%، فمخصصات التنمية لم تتعد 3.5% من الانفاق العام، وينفق على الجهاز الحكومي المترهل ومتدني الكفاءة نحو 10 مليارات دينار كمصروفات إدارية، دع عنك المرتبات التي تقترب من 60 مليار دينار.

الوضع المالي غير مطمئن وأن السلوك الذي تنتهجه السلطة المالية (الحكومة) ودعمتها فيه السلطة النقدية (المصرف المركزي)، لا يؤسس لمقاربة احتواء الاختلالات ومعالجة التشوهات، بل على العكس، فالسلوك في إدارة المال العام يفاقم الاختلالات والتشوهات.الأرقام تظهر أن هناك فائضا في الميزانية العامة يبلغ 18.8 مليار دينار، وهو أقل من ذلك في حال احتساب مرتبات شهر نوفمبر واستباعد الأتاوات النفطية عن الأعوام السابقة، عليه فإن الفائض سيكون في حدود 3.5 مليار دينار.

الصورة تختلف تماما في حال النظر إلى الإيرادات والنفقات بالدولار، فبحسب بيان المصرف المركزي فإن ما تم توريده للمصرف بالدولار بلغ 22.3 مليار، فيما بلغ إجمالي الإنفاق بالدولار 32.8 مليار، أي أن العجز في المدفوعات بالعملة الصعبة بلغ 10.5 مليار دولار!!

وهذا أحد مظاهر الاختلال والتشوه في المالية العامة وفي اقتصاد البلاد، فالسجل المالي (الميزانية) يعطي صورة بأن الوضع مستقر وأن فائضا يتحقق، فيما يكشف الوضع النقدي (ميزان المدفوعات) أن العجز هو سيد الموقف دوما، وأن الهوة بين الايرادات والنفقات بالعملة الصعبة  في ازدياد كل عام.

العجز بالدولار يتم تسديده من الاحتياطي النقدي، والذي يكشف أحد أبرز إخفاقات المصرف المركزي في الإفصاح وأبرز التحديات أمامه في دعوى الشفافية، إذ يصر المصرف المركزي على عدم الإعلان عن حجم الاحتياطي النقدي لديه من العملات الصعبة وغيره، ولا كيفية التعامل معه.

والخلاصة أن الوضع المالي غير مطمئن وأن السلوك الذي تنتهجه السلطة المالية (الحكومة) ودعمتها فيه السلطة النقدية (المصرف المركزي)، لا يؤسس لمقاربة احتواء الاختلالات ومعالجة التشوهات، بل على العكس، فالسلوك في إدارة المال العام يفاقم الاختلالات والتشوهات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الميزانية الاقتصاد ليبيا اقتصاد ميزانية رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المصرف المرکزی ملیار دینار

إقرأ أيضاً:

الرقابة المالية: 26 مليار جنيه أقساط محصلة من عملاء التأمين التجاري خلال 3 أشهر

كشفت الهيئة العامة للرقابة المالية عن نمو الأقساط التأمينية المحصلة من عملاء نشاط التأمين التجاري في مصر خلال الربع الأول من العام 2025، بنسبة 34.5% على أساس سنوي.

أظهرت أحدث التقارير الصادرة عن هيئة الرقابة المالية أرتفاع أقساط التأمين التجاري لتسجل 25.9 مليار جنيه خلال  الفترة بين يناير حتى مارس 2025 مقارنة  19.3 مليار جنيه خلال  نفس الفترة 2024، بنمو  34.5%، على أساس سنوي.

وصعدت أقساط المحصلة من عملاء نشاط التأمين التكافلي بنحو 58.8%، لتسجل 4.4 مليار جنيه خلال الربع الأول من العام 2025 مقارنة 2.2 مليار جنيه خلال نفس الربع من العام الماضي، بحسب الهيئة العامة للرقابة المالية.

الرقابة المالية: 11 مليار جنيه تمويلات لنشاط التمويل العقاري خلال 3 أشهربرتوكول بين النيابة العامة وبنك مصر لتقسيط مخالفات المرور بدون فوائد

30 مليار جنيه أقساط تأمينية

يشار إلي أن  الأقساط المحصلة من عملاء شركات التأمين في مصر خلال الربع الأول من العام الجاري 2025 شهدت نموا بنسبة 37.6%. 

وحصلت شركات التأمين أقساط تأمينية بقيمة 30.3 مليار جنيه خلال الفترة ما بين يناير حتى مارس 2025  مقابل 22 مليار جنيه خلال نفس الفترة  من العام السابق، بنمو 37.6%، بحسب الهيئة العامة للرقابة المالية.

تمويلات

وبلغ إجمالي التمويل الممنوح من خلال الجهات الخاضعة لرقابة الهيئة (أنشطة سوق رأس المال، أنشطة التمويل غير المصرفي) نحو  283.6 مليار جنيه، خلال الربع الأول من العام 2025.

طباعة شارك هيئة الرقابة المالية أقساط تأمينية نشاط التأمين التجاري التأمين التكافلي شركات التأمين

مقالات مشابهة

  • الدبيبة: الإنفاق الموازي خطر على الاقتصاد وعلى مجلس النواب كشف مصير 100 مليار دينار
  • المصرف المركزي يصدر تقريراً عن إحصاءات التجارة الخارجية لليبيا خلال 3 سنوات
  • التجارة الخارجية تحت المجهر.. المركزي يكشف في تقرير إحصائي أبرز الشركاء التجاريين
  • المركزي يفرض عقوبة مالية بـ3.5 مليون درهم على شركة صرافة
  • الرقابة المالية: 26 مليار جنيه أقساط محصلة من عملاء التأمين التجاري خلال 3 أشهر
  • خطة النواب: تحسين مناخ الاستثمار يعزز الإيرادات العامة ويحفز الاقتصاد
  • الرقابة المالية: 11 مليار جنيه تمويلات لنشاط التمويل العقاري خلال 3 أشهر
  • نمو الإيرادات العامة للدولة في 2024 بنسبة 16% لتبلغ 12.78 مليار ريال
  • المصرف المركزي ينشر تفاصيل طلبات فتح الاعتمادات المستندية خلال شهر مايو
  • وزير المالية: ٣٨٪ زيادة في الإيرادات الضريبية خلال الـ10 أشهر الماضية