أوروبا تسلم مبلغا مهما للشركة المكلفة بإنشاء النفق الرابط بين المغرب وإسبانيا
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
أخبارنا المغربية ـ عبد المومن حاج علي
توصلت الشركة الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة “سيجيسكا”، وهي الشركة العامة الإسبانية التي تدير مشروع النفق الذي سيربط إسبانيا والمغرب عبر مضيق جبل طارق، على مبلغ قدره 2.3 مليون يورو تنفيذا للإستراتيجية الإسبانية لتوجيه أموال الاتحاد الأوروبي من خلال الإصلاحات والاستثمارات التي تخصص لتشييد مشاريع الاستدامة.
وقالت جريدة "إل ديباتي" الإسبانية؛ "إن بناء نفق يربط بين إسبانيا والمغرب صار حقيقة وتتويجا لحلم عمَّر لأربعين عاما، قبل أن تؤكد حكومات ضفتي مضيق جبل طارق مجددا اهتمامها بإعادة تفعيله خلال الاجتماع الرفيع المستوى الذي عقد في الرباط مطلع عام 2023".
وعبرت الدول المعنية عن اهتمامها بهذا الربط البري منذ عام 1979 لكنه ظل حبيس الأوراق والمشاورات، غير أن الدراسة حوله انطلقت منذ ذلك الحين على الرغم من التحفظات بسبب تعقيده الفني والتكلفة العالية.
وبعد التوقيع على إعلان مشترك بين الحسن الثاني وخوان كارلوس الأول سنة 1980 لتعزيز دراسة المشروع، أنشأ المغرب شركة عمومية تابعة لوزارة التجهيز تحت إسم الشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق بينما أنشأت إسبانيا الشركة الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة “سيجيسكا”، وعلى الرغم من إنفاق الملايين منذ الثمانينيات، دون إحراز أي تقدم في البناء فإن المؤسستين قاما بإجراء الدراسات التي يحتاجها المشروع.
وأبرزت وزيرة النقل الإسبانية السابقة "راكيل سانشيز"، قبل بضعة أشهر أهمية إحياء هذا المشروع ذي أهمية الجيواستراتيجية الكبيرة للمغرب وإسبانية وانعكاساته الإيجابية على العلاقات بين أوروبا وأفريقيا.
يذكر أن المغرب وإسبانيا اتفقا خلال الاجتماع الثالث والأربعين للجنة الإسبانية المغربية، على وضع خطة عمل للسنوات الثلاث المقبلة، شملت تحليل جدوى بناء صالة استطلاع يمكن استخدامها لتحديد الخصائص الجيوميكانيكية، ليتحقق حلم الربط بين القارتين.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
باحث بـ مرصد الأزهر: الإسلام أكثر دين كرم الإنسان وأوصى بكرامته مهما كان لونه أو جنسه
أكد محمد محمدي، الباحث بـ مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن من أعظم المقاصد التي جاء بها الإسلام هي حفظ كرامة الإنسان مهما كان لونه أو جنسه أو دينه، موضحًا أن الإنسان في ميزان الإسلام مخلوق مكرم له حق الحياة وحق الحرية وحق العدل وحق الاحترام.
كيف يحافظ الإسلام على كرامة الإنسان؟وأضاف الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الجمعة: "ما فيش مبدأ يقدر يقتلع جذور التطرف مثل هذا المبدأ، لأن الفكر المتطرف عمره ما احترم الإنسان أو حافظ على كرامته، بعكس الإسلام الذي هو أكثر دين كرم الإنسان وأوصى بكرامته".
وأوضح الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن التكريم الإلهي للإنسان جاء في القرآن الكريم بقوله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم"، وهو تكريم شامل لكل البشر وليس للمؤمنين فقط، مؤكدًا أن الكرامة في الإسلام حق فطري وضعه الله سبحانه وتعالى في كل إنسان، وأن الله نفخ في الإنسان من روحه وخلق الإنسان بيده وأسجد له الملائكة، فكيف يُهان أو يُذل؟
وأشار الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف إلى قوله تعالى عن فطرة الله التي فطر الناس عليها، مشددًا على أن الإسلام جاء ليحافظ على هذه الكرامة في كل شيء، سواء في الجسد أو العرض أو المال أو الفكر.
وأضاف الباحث أن الإسلام أكد في الشريعة على حرمة النفس الإنسانية، فقال تعالى: "من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا"، مشيرًا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"، موضحًا أن الكلمة الجارحة تعد إهانة للكرامة قبل أن تكون إساءة.
كما أبرز أن من أعظم صور التكريم الإلهي حرية الاختيار فقال الله تعالى: "لا إكراه في الدين"، مؤكدًا أن الكرامة في الإسلام تشمل التعامل مع الآخرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره"، و"المسلم من سلم الناس من لسانه ويده".
كيف يتمثل الشيطان في صورة الله ولا يتمثل في هيئة النبي؟.. عالم بالأزهر يجيب
خطيب الأزهر: التحرش بالأطفال والأحداث المخزية التى تقع تؤكد وجود خلل وانحراف في المجتمع
الأزهر للفتوى يوضح منزلة وثواب من يخدم الضعفاء ويرعى المحتاجين
كيف تغتنم يوم الجمعة؟.. الأزهر يوضح
وأشار إلى أن الفكر المتطرف يقوم على عكس هذا المبدأ، فهو يرى الآخرين أعداءً أو كفارًا أو فاسقين، ويبرر القتل والإقصاء باسم الدين، بينما الدين بريء من كل ذلك، مؤكّدًا أن الذي يسيء للآخرين باسم الدين في الحقيقة يهدم الدين نفسه. وأوضح أن المتطرفين يرفعون شعار تطبيق الشريعة ويظلمون الناس في الوقت ذاته، في حين أن الشريعة جاءت لتحقيق العدل لا لتبرير الدماء أو الظلم.
وأكد الباحث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان النموذج الأعلى في احترام الكرامة البشرية، مشيرًا إلى موقفه مع جنازة يهودي في المدينة، حيث قال للصحابة: "أليست نفسًا؟"، وأيضًا موقفه عند فتح مكة حين قال للناس: "اذهبوا فإنكم الطلقاء"، ولم ينتقم أو يهين أحدًا، كما أوصى النبي في غزوة بدر بالمعاملة الحسنة للأسرى، مؤكدًا أن هذه الأخلاق هي التي جعلت الإسلام ينتشر بالرحمة والقدوة، وليس بالقوة أو بالإكراه.