الحكمة من النهي عن قراءة القرآن أثناء الركوع والسجود
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الصلاة هي أعظم ما يتقرب به العبد إلى ربه سبحانه وتعالى، وأن من أرقى وأفضل أركانها الركوع والسجود، لما فيهما من خضوعٍ كامل، وخشوعٍ تام بين يدي الله.
استشهدت بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الوارد في صحيح مسلم: «إن أفضل الصلاة الركوع والسجود»، وهو ما يعكس مكانة هذين الركنين في تحقيق روح العبادة، والركوع مقام لتعظيم الرب جل جلاله، أما السجود فهو لحظة القرب الأعمق، حيث يلتقي القلب بالدعاء والتضرع والتسبيح في أسمى صوره.
أوضحت دار الإفتاء أن الركوع والسجود ليسا موضعًا لقراءة القرآن، بل للتسبيح والذكر والدعاء، وذلك استنادًا إلى نصوص صريحة من السنة النبوية، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قراءة القرآن في هاتين الحالتين، مبينًا أن الركوع لتعظيم الله، والسجود للاجتهاد في الدعاء.
هذا النهي كان أساسًا لإجماع العلماء قديمًا وحديثًا، حيث اتفقت المذاهب الفقهية الأربعة على كراهة قراءة القرآن في الركوع والسجود، مؤكدين أن موضع القراءة هو القيام فقط، لأن ذلك هو الموضع الشرعي لتلاوة كتاب الله.
آراء المذاهب الأربعة.. اتفاق على الكراهة
جاءت نصوص الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة لتؤكد اتفاقهم على كراهة القراءة في الركوع أو السجود:
الحنفية: نص ابن عابدين على كراهة القراءة فيهما بإجماع الأئمة.
المالكية: أكد الخرشي في شرحه لمختصر خليل كراهة القراءة في الركوع والسجود والتشهد.
الشافعية: بيّن زكريا الأنصاري أن القراءة مكروهة في غير القيام لأنه ليس موضعًا لها.
الحنابلة: ذكر ابن قدامة أن القراءة في الركوع والسجود مكروهة باتفاق أهل العلم.
هذا الاتفاق الفقهي يعكس مكانة الركوع والسجود كمواضع خضوع لا يناسبها تلاوة القرآن.
تعظيم القرآن وتكريم القارئ
بيّن العلماء أن القرآن الكريم هو أشرف الكلام، وقراءته تحتاج حالًا يتناسب مع علوّ قدره، ولذلك، كان القيام هو الموضع اللائق بتلاوته، أما الركوع والسجود فهما حالان من الانخفاض والذل، يناسبهما الذكر والتسبيح والدعاء فقط.
وأشار بعض العلماء إلى أن منع القراءة فيهما هو تكريم للقرآن الكريم، وحفظٌ لمقامه السامي، وتعظيمٌ لشأنه، فضلًا عن أن السجود خصوصًا هو مقام الدعاء الذي تُرجى فيه الإجابة.
لفتت دار الإفتاء إلى أن الكراهة متعلقة بمن يقرأ القرآن في الركوع والسجود بنية التلاوة. أما إذا قرأ المصلي آيات تتضمن دعاءً بقصد الدعاء نفسه لا بقصد التلاوة، فلا كراهة في ذلك.
ويأتي ضمن ذلك الأدعية القرآنية المشهورة مثل: «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا» و«ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين».
هذا الاستثناء أجازه المالكية والشافعية وغيرهم، باعتبار أن المقصود هنا هو الدعاء المشروع في موضعه الصحيح، لا تلاوة القرآن في غير محلّها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدعاء الإفتاء دار الإفتاء القرآن القران الكريم المذاهب الأربعة حكم قراءة القرآن فی الرکوع والسجود قراءة القرآن القراءة فی القرآن فی
إقرأ أيضاً:
8 دعوات من هدى النبي.. كلمات تدفع بها دعاءك إلى السماء
الدعاء من أعظم العبادات التي تقرّب العبد إلى ربه، وورد في سنة نبينا محمد ﷺ أن من يَدعُ الله بـ خير — خاصة بالدعوات التي علمها لنا — فإنه يُرجى أن تُستجاب، والدعاء ليس مقيدًا بوقت معين، بل يمكن أن يكون في الفجر، في السجود، بين الأذان والإقامة، بعد الإفطار، أو في أي لحظة خشوع، الأهم أن يكون بصيغة صادقة، وفي قلب خاشع.
8 من أفضل الأدعية التي يُستحب للمسلم أن يرددها
«اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عني» — من أشهر الدعوات المستجابة في الليالي المباركة.
«اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وما أسررت وما أعلنت» — دعاء للاستغفار والرجاء بالمغفرة الشاملة.
«اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي» — دعاء متوازن يشمل الدين والدنيا والآخرة.
«اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» — من أبرز الأدعية التي جمع فيها المسلم خيري الدنيا والآخرة.
«اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك» — دعاء مهم لطلب الرزق الحلال والاكتفاء بما عند الله.
«اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المسيح الدجال، ومن فتنة المحيا والممات» — دعاء للحماية من الشرور والفتن.
دعاء عند الإفطار للمسلم الصائم: مثل «اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت» — استجابة دعاء الصائم عند فطره، وهي من السنن المستحبة.
دعاء طلب الهُدى والتقى والعفاف والغنى: «اللهم إني أسألك الهُدى، والتقى، والعفاف، والغنى» — من الأدعية التي تشمل طلب الخير العام من الله تعالى.
متى نكثر من الدعاء؟ أكثر الساعات المستجابة
عند الإفطار للصائم: لأن دعاء الصائم «لا يُرَد».
في أوقات السجود، الدعاء، بين الأذان والإقامة، بعد الصلوات، أو في وقت السحر (أواخر الليل).
في الليالي المباركة، خاصة الليالي التي تُرجى فيها الرحمة والمغفرة كثاني أيام رمضان أو ليالي القدر.
كيف تجعل دعاءك أقرب للإجابة؟
1. الإخلاص والنية الصادقة: اجعل الدعاء خالصًا لله، وابتغِ به رضوانه.
2. استحضار الخشوع والخضوع: فالقلب المطمئن، والعبد المنكسِر أقرب إلى الله.
3. الثبات والمداومة: لا تدعُ مرة واحدة ثم تنساه، بل اجعل الدعاء عادة يومية.
4. الموازنة بين دنيا وآخرة: كما في دعاء «حسنة في الدنيا وحسنة في الآخرة».
5. طلب الحلال والرزق الطيب: بالدعاء الذي يجمع بين الغنى والقناعة.