الشرقية تُحيي التراث.. رحلات تعليمية إلى تل بسطا لبناء وعي الطلاب
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
في إطار حرص الدولة على حماية تراثها الحضاري وصون هويتها الوطنية، وضمن فعاليات برنامج "تراثنا نحميه ونحييه"، نظّمت إدارة التراث الحضاري بمحافظة الشرقية عددًا من الندوات التثقيفية والرحلات التعليمية لطلاب المدارس إلى متحف تل بسطا، وذلك بهدف تعريفهم بعظمة الحضارة المصرية القديمة وتعزيز ارتباطهم بتاريخ وطنهم الممتد عبر آلاف السنين.
وأكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تبذل جهودًا غير مسبوقة في مجال حماية الآثار وتطوير المواقع التراثية، انطلاقًا من رؤية استراتيجية تستهدف بناء الإنسان المصري وترسيخ قيم الانتماء والهوية الوطنية.
وأشار المحافظ إلى أن الافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير يمثّل أحد أهم المشروعات الثقافية في العالم، بما يحتويه من كنوز أثرية فريدة تعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة، وتُعد شاهدًا حيًا على جهود الدولة في إحياء التراث وصونه، مؤكدًا أن المحافظة تسعى إلى تعظيم الاستفادة من هذا الزخم من خلال تنفيذ برامج تعليمية وتوعوية تستهدف الطلاب والشباب.
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة نرمين عوض الله مديرة إدارة التراث الحضاري بالديوان العام، أن الإدارة نظّمت عدة ندوات تثقيفية شارك فيها أكثر من 400 طالب من مدرستين؛ هما: مدرسة ههيا الإعدادية بنين التابعة لإدارة ههيا التعليمية، ومدرسة الشهيد عميد أركان حرب أحمد الكفراوي الثانوية الصناعية بنين التابعة لإدارة ديرب نجم التعليمية.
وخلال هذه الندوات، تعرّف الطلاب على القطع الأثرية النادرة المعروضة بمتحف تل بسطا، والتي تروي تاريخ مصر عبر عصور متعددة، بداية من الدولة القديمة وحتى العصر الحديث. وقدمت الندوات شرحًا مبسّطًا يوضح أهمية كل قطعة وقيمتها التاريخية، بما يساهم في توعية الطلاب بأهمية الحفاظ على آثار بلادهم.
وأضافت عوض الله أنه تم تنظيم رحلة تعليمية ميدانية إلى منطقة آثار تل بسطا، وهي واحدة من أهم المدن المصرية القديمة التي ارتبطت بتاريخ الملوك والفراعنة. وشملت الرحلة جولة إرشادية داخل الموقع الأثري ومتحفه الحديث، حيث تعرّف الطلاب على تاريخ المنطقة ودورها الديني والسياسي في مصر القديمة، كما شاهدوا مجموعة من القطع الفريدة التي تم اكتشافها في محيط المعبد.
وأكد محافظ الشرقية أن هذه المبادرات تمثل استثمارًا حقيقيًا في رأس المال البشري، مشددًا على أن بناء وعي الطلاب بتاريخ وطنهم هو أحد أهم محاور استراتيجية الدولة لبناء الإنسان المصري.
وأضاف أن تنمية الانتماء الوطني لدى الأجيال الجديدة تعزز قدرتهم على حماية الهوية المصرية وتقدير قيمة الآثار والتراث، وهو ما يساهم في خلق جيل واعٍ قادر على مواصلة جهود الحفاظ على الحضارة المصرية.
ونوه الأشموني إلى أن المحافظة ستواصل تنفيذ المزيد من البرامج التعليمية والثقافية بالتعاون مع الجهات المختصة، من أجل نشر الوعي الأثري والثقافي بين طلاب المدارس والجامعات، لما لذلك من أثر مباشر في تعزيز الهوية وبناء شخصية الطالب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحضارة المصرية القديمة الرحلات التعليمية تراثنا نحميه ونحييه تل بسطا التراث الحضاري تل بسطا
إقرأ أيضاً:
عُمان تستعرض في قطر جهود توظيف التراث الثقافي للأغراض السياحية
مسقط- الرؤية
شارك سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد بن خلف الخروصي، وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث، في أعمال مؤتمر "التراث فرص" في نسخته الثانية الذي استضافته دولة قطر خلال الفترة من 7 إلى 9 ديسمبر 2025، ونظمه مكتب اليونسكو الإقليمي لدول مجلس التعاون واليمن في الدوحة، بالتعاون مع كرسي اليونسكو للتراث العالمي وإدارة السياحة المستدامة في المنطقة العربية بالجامعة الألمانية للتكنولوجيا في مسقط، وذلك بمتحف الفن الإسلامي بالعاصمة القطرية الدوحة.
واستعرض سعادته التجربة العُمانية في توظيف التراث الثقافي للأغراض السياحية، مشيرًا إلى نجاح السلطنة في إشراك المجتمعات المحلية كشريك رئيسي في الإدارة والتشغيل والحفظ والصون، بما يتوافق مع الإرشادات التوجيهية لليونسكو ويعزز الاستدامة الثقافية والاجتماعية.
وعرض سعادته أبرز نماذج الشراكة في السلطنة من بينها برنامج تشغيل وإدارة 28 معلمًا تاريخيًا عبر القطاع الخاص، الذي شمل مؤسسات صغيرة ومتوسطة وشركات أهلية وعالمية، بالإضافة إلى مؤسسة وقفية، موضحا أن هذا النموذج أسهم في خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وإحياء الحارات القديمة والأسواق التقليدية، وتشجيع ملاك البيوت التاريخية على صون ممتلكاتهم وتحويلها إلى مشاريع سياحية وثقافية.
وأكد سعادته أن التجربة العُمانية أثبتت أن التراث يشكل فرصة تنموية مستمرة، تعود بالنفع على الأفراد والمجتمعات اقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا، وتعزز الهوية الوطنية لدى الأجيال الجديدة مشددًا على أن الإنسان هو محور الحماية وهدفها.