أكدت دار الإفتاء المصرية على أهمية منصب الفتوى، موضحة أنها ليست مجرد إجابة شرعية، بل مسؤولية كبرى تتعلق بتوجيه الأفراد والمجتمعات، لما لها من تأثير عميق على حياة الناس، واستقامة سلوكهم، وضبط معاملاتهم وعلاقاتهم.

وذكرت الدار أن الفتوى في حقيقتها هي: “تبيين الحكم الشرعي للسائل عنه”، كما عرّفها العلماء في كتب الفقه، ومنهم الإمام البهوتي في شرح منتهى الإرادات.

وتكمن خطورة الفتوى وعظمتها في أن الله سبحانه وتعالى نسبها إليه في القرآن الكريم، فقال في كتابه الكريم:﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ﴾، وقوله أيضًا: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾، بل إن الوحي نسبها كذلك إلى الأنبياء، كما جاء في قصة يوسف عليه السلام:
﴿يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا﴾.

 

مكانة جليلة ومسؤولية خطيرة

أوضحت دار الإفتاء أن من يتصدر للفتوى إنما ينوب عن الأنبياء في تبليغ أحكام الله، وهو منصب رفيع لكنه محفوف بالمخاطر، لأن المفتي يُحاسَب على قوله، وقد يترتب على فتواه تغيّر في حياة الناس ومعاملاتهم وديونهم وأعراضهم.

ونقلت الدار ما ذكره الإمام النووي في كتابه آداب الفتوى:“الإفتاء عظيم الخطر كبير الموقع كثير الفضل؛ لأن المفتي وارث الأنبياء… والمفتي موقِّعٌ عن الله تعالى”.

ولهذا شددت الدار على أن الفتوى ليست ميدانًا لغير المؤهلين، ولا مجالًا للاجتهادات الشخصية أو الآراء غير المنضبطة، لأنها تتصل بالدين والعقيدة والأحكام الشرعية التي لا تحتمل التلاعب أو الخطأ.

 

شروط المفتي.. من يتصدر لهذا المقام؟

بيّنت دار الإفتاء أن المفتي هو نائب عن النبي ﷺ في تبليغ الأحكام الشرعية، ولا يجوز أن يتصدر لهذا العمل إلا من تحققت فيه شروط دقيقة، من أهمها كما ورد في كتب العلماء مثل أدب المفتي والمستفتي لابن الصلاح:

أن يكون مسلمًا بالغًا عاقلًاثقة مأمونًا بعيدًا عن الفسق ومسقطات المروءةسليم الذهن قويّ التصورفقيه النفس قادرًا على الاستنباطراسخ العلم بكتاب الله وسنة نبيه ومذاهب الفقهاءحسن الفهم صحيح النظر، بعيدًا عن الهوى والجهل

 

دعوة للرجوع إلى المؤسسات المتخصصة

واختتمت دار الإفتاء بيانها بدعوة الجمهور إلى تحري الدقة في أخذ الفتاوى، وعدم الالتفات إلى غير المتخصصين أو مدّعي العلم عبر وسائل التواصل، لما قد يؤدي ذلك إلى بلبلة فكرية ودينية، مؤكدة أن أبوابها مفتوحة لاستقبال أسئلة الناس في كل ما يشغلهم من قضايا شرعية ومعاملات حياتية، التزامًا بدورها في نشر الوعي وتقديم الفتوى الصحيحة المبنية على العلم والانضباط الشرعي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء الدار الفتوى شروط المفتي دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

الإفتاء: إدارة البوابة الإلكترونية تقوم بضبط أسس وطرائق الفتوى

تعد إدارة البوابة الإلكترونية جزءًا متأصلًا من إدارات دار الإفتاء المصرية، التي تعمل على ضبط واستقرار أسس وطرائق الفتوى درءًا للفوضَى والتخبُّط منذ أكثر من 130 عامًا.

إدارة البوابة الإلكترونية:

وإدارة البوابة الإلكترونية بوابة خدمية أنشأتها دار الإفتاء المصرية على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) تلبيةً للتقدُّم التكنولوجي باستخدام أحدث الوسائل لخدمة العملية الإفتائية، وتلبيةً للاتساع والتزايد المستمر في حالات الفتوى، وإسهامًا منها في ضبط واستقرار أسس وطرائق الفتوى درءًا للفوضَى والتخبُّط اللذَيْن تموج بهما ساحة الفتوى الشرعية.

وتقوم إدارة البوابة الإلكترونية بنشر فتاوى دار الإفتاء باللغة العربية، ولغات أخرى، والتواصل مع طالبي الفتوى على المستويين المحلي والعالمي، وكذلك نشر الأبحاث الشرعية والقضايا الإسلامية والردود على الشبهات والبيانات التي تُصدرها الدار.

إدارة الأبحاث الشرعية

وهناك أيضًا إدارة الأبحاث الشرعية التي تضم مجموعة من الباحثين المتخصصين في العلوم الشرعية للعمل على إنشاء الأبحاث المتخصصة وتأصيل الفتاوى تأصيلًا شرعيًّا وتعميقها فقهيًّا خدمة للعملية الإفتائية على النحو المطلوب، لمواكبة التطور المستمر للواقع المعيش، وبمختلف عوالم هذا الواقع؛ من أشخاص، وأحوال، وأشياء، وأحداث، وأفكار، ونُظُم، الذي أدَّى إلى اتساع حالات الاستفتاء وتنوعها، وإلى ظهور حالات جديدة، لم تكن موجودة في واقع المسلمين من قبل.

وبسبب هذا التنوع والاتساع وهذه الجِدَّة كان من اللازم القيام بحركة بحثية واسعة وعميقة لدراسة المسائل الشرعية التي تطورت أحكامها بتطور الواقع أو تلك النوازل التي استُحدثت ولم تكن موجودة من قبلُ، وتأصيل معايير الترجيح والاعتماد في الفتوى من بين الأقوال المختلفة حسب قواعد الشرع الكلية ومصالح الخلق المرعية.

إدارة البوابة الإلكترونية

ويقوم الباحثون المختصون في إدارة الأبحاث الشرعية بإعداد الفتاوى المؤصلة وفق المنهج العلمي المتبع من مرحلة التصوير والتكييف وبيان الحكم والاستدلال وغير ذلك، وكذلك يقوم الباحثون بإعداد البحوث الشرعية المتسمة بالدقة والعمق في المجالات التي تتعرض لها الفتاوى تحقيقًا وتدقيقًا للمسائل الشرعية التي تدور حولها الفتوى سواء أكانت تلك المسائل مستحدَثة أم احتواها التراث الفقهي من قبلُ؛ آخذين في بحثهم بأساليب ومناهج البحث العلمي المستقرة جامعين إليها ما اقتضاه الواقع واستحدثه التطور المستمر للعلوم الإنسانية من مناهج بحثية، وما توصل إليه التطور الهائل في العلوم بعامَّة من نتائج وإنجازات يستخدمها الباحثون في الشعبة كمعطيات في العملية البحثية.

إدارة الفروع الفقهية:
استحدثت الدار هذه الإدارة؛ لاستكمال وتوسيع مسائل الشجرة الفقهية؛ حيث تقوم بإعداد فتاوى مكتوبة ومؤصلة علميًّا، وكذلك إنتاج ردود علمية للشبهات التي تروج حول الإسلام.
 

مقالات مشابهة

  • إدارات دار الإفتاء.. مجهودات المركز الإعلامي في حملة 130 عام على الفتوى
  • لا أدفع الزكاة على الذهب فهل يجب إخراجها عن السنوات الماضية؟.. الإفتاء تجيب
  • قصة الإمام الأكبر.. بين تاريخ الأزهر وعصر الفتوى في مئوية دار الإفتاء
  • الإفتاء: يجوز أداء النوافل جالسا على الكرسي وإن كان القيام أفضل
  • أسباب خلع الحجاب وحكم الالتزام به.. الإفتاء:عبادة لا مجرد مظهر
  • حكم السلام على زوج الابنة.. ومبطلات الوضوء للنساء
  • الإفتاء: إدارة البوابة الإلكترونية تقوم بضبط أسس وطرائق الفتوى
  • كيف أتجاوز شعور الخنق والكوابيس؟.. أمين الإفتاء: اقرأ هذه الأذكار قبل النوم
  • 130 عامًا من الفتوى.. دور استراتيجي في نشر المعرفة الشرعية