نيويورك (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «مبادرات محمد بن راشد العالمية» تقدم 60.6 مليون درهم لدعم النازحين قسراً 1600 مواطن يستفيدون من برنامج «كفاءات»

أكدت دولة الإمارات التزامها بمواصلة العمل مع كافة الشركاء ومكتب «أونوكا» من أجل تحقيق السلام والاستقرار في كامل منطقة وسط أفريقيا، داعية إلى اتباع نهج متسق ومتعدد المسارات يضمن تعزيز التنسيق والتعاون الإقليمي للتصدي للتهديدات العابرة للحدود كالتطرف والإرهاب والاتجار غير المشروع بالأسلحة.


وقالت الإمارات أمس في بيان أمام مجلس الأمن، ألقته غسق شاهين المنسق السياسي لبعثة الدولة الدائمة لدى الأمم المتحدة، بشأن مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لوسط أفريقيا: «نقدر دور مكتب «أونوكا» الهام في التنسيق بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية، لتمكين دول وسط أفريقيا من مواجهة التحديات التي تقوض السلم والأمن في تلك المنطقة سعياً لبناء مستقبل مستقر ومزدهر لشعوبها».
وأضافت غسق شاهين «أن معالجة التحديات الأمنية في المنطقة يتطلب اتباع نهج متسق ومتعدد المسارات، يضمن تعزيز التنسيق والتعاون الإقليمي للتصدي للتهديدات العابرة للحدود كالتطرف والإرهاب والاتجار غير المشروع بالأسلحة، مع العمل في ذات الوقت على بناء القدرات الوطنية وتعزيز صمود المجتمعات في وجه هذه التحديات». 
وذكرت أن تسريح عدد من الجماعات المسلحة مؤخراً بمشاركة من الجهات والدول الفاعلة في المنطقة يجسد أهمية العمل متعدد الأطراف لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وبالمثل فيما يتعلق بالاستجابة الأمنية المنسقة بين جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد لتجنب أي تداعيات ناجمة عن النزاعات في المنطقة.
كما أكدت غسق شاهين أهمية التركيز على التصدي لآفتي التطرف والإرهاب ومعالجة أسبابهما الجذرية ومواصلة تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي لبناء مجتمعات سلمية. 
وفي السياق أردفت: «نتطلع إلى مخرجات الاجتماع الوزاري المقبل في بانغي لمناقشة مشروع الاستراتيجية الإقليمية لمنع ومكافحة خطاب الكراهية في منطقة وسط أفريقيا»، مشددة على أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن 2686 والذي يدعو منظومة الأمم المتحدة إلى الرصد والإبلاغ عن خطاب الكراهية والتطرف. 
وقالت شاهين: «من المهم كذلك متابعة ودعم الجهود والمبادرات الإقليمية المبذولة لمساعدة المجتمعات المتضررة من أعمال العنف، ومنها الاستراتيجية الإقليمية لتحقيق الاستقرار والتعافي والقدرة على الصمود في منطقة حوض بحيرة تشاد».
كما أكدت على ضرورة أن تظل الحلول السياسية الشاملة هي البوصلة التي توجه العمليات الانتقالية وعمليات السلام في كافة أنحاء المنطقة، لافتة إلى أن هذه الجهود جوهرية لبناء مؤسسات قادرة على الصمود بمشاركة كافة الجهات الفاعلة، بما في ذلك النساء والشباب. 
ونوهت غسق شاهين إلى أهمية الحوار البناء لبناء الثقة وتجاوز العقبات، وكذلك مواصلة «أونوكا» و«الإيكاس» جهودهما ودعمهما لإنجاح العمليات السياسية في المنطقة، مشيدة في هذا الصدد بالخطوات الإيجابية التي اتخذت مؤخراً في تشاد والغابون. 
كما أكدت على أهمية مواصلة العمل لتعزيز فِهمِنا للصلات القائمة بين التغير المناخي وانعدام الاستقرار في المنطقة، خاصة مع تسبب الظواهر المناخية الشديدة في مفاقمة التوترات بين المجتمعات والأوضاع الإنسانية المتردية في المنطقة.
في هذا السياق أعربت غسق شاهين عن أملها اعتماد استراتيجية «الإيكاس» بشأن تغير المناخ والتنمية والتي تهدف إلى مساعدة المجتمعات على التكيف مع التغير المناخي، منوهة إلى أن مشاركة مستشار الأمن المناخي لمكتب أونوكا في الدورة 28 لمؤتمر الأطراف لتغير المناخ الذي عقد في دولة الإمارات الأسبوع الماضي ساهم في تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها المنطقة بسبب هذه الظاهرة وتداعياتها على الأمن والاستقرار. 
وأردفت شاهين، من المهم أثناء جمع المعلومات وتقييم المخاطر المرتبطة بالتغير المناخي الأخذ بالاعتبار تداعياته على الأوضاع الأمنية بما يعزز النهج الوقائية وأنظمة الإنذار المبكر.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: دول وسط أفريقيا الإمارات مجلس الأمن الدولي مجلس الأمن وسط أفریقیا فی المنطقة غسق شاهین

إقرأ أيضاً:

ترامب في المنطقة مجددا: دبلوماسية الصفقات بين التطلعات الإقليمية والحسابات الأمريكية

في الوقت الذي تتراكم فيه الأزمات على مكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتواجه إدارته اتهامات متصاعدة بسوء الأداء وفقدان الكفاءة، يبدو أن الرئيس المثير للجدل يسعى لاستعادة زمام المبادرة عبر العودة إلى المنطقة العربية، حاملا معه نهجا صداميا يخلط بين السياسة والتجارة، وبين الأمن والصفقات.

زياراته، كما زيارات أفراد عائلته وكبار مستشاريه، لم تعد مجرّد تحركات دبلوماسية تقليدية، بل باتت تمثل مشروعا واضحا لمراكمة النفوذ الشخصي والمالي، على غرار تجارب معروفة في التاريخ الحديث، كهانتر بايدن في أوكرانيا، وساركوزي في ليبيا، وبرناردينو ليون في ليبيا ومصر.

تحالف المال والنفوذ: عائلة تتحكم في البيت الأبيض

ليست المرة الأولى التي تُتهم فيها العائلات الحاكمة في واشنطن بخلط المال بالسياسة، لكن ما يميز عهد ترامب هو الوضوح الفج في النهج، وعدم محاولة تغليفه بأي خطاب دبلوماسي. إيريك ترامب وجاريد كوشنر ليسا مجرد ابن وصهر أو مساعدين ومستشارين للرئيس، بل هما جزء من آلية تستثمر في النفوذ السياسي لتحقيق مكاسب اقتصادية مباشرة، تحت ستار حماية الحلفاء ومواجهة التهديدات.

بعض الدول الخليجية الغنية ترى في تقديم مشاريع وصفقات واستثمارات ضخمة وسيلة لضمان الدعم الأمريكي في مواجهة التحديات الإقليمية، خصوصا تلك المرتبطة بالتمدد الإيراني أو التهديدات الأمنية العابرة للحدود
وتحت شعار "الحماية مقابل الدفع"، يبدو أن بعض الدول الخليجية الغنية ترى في تقديم مشاريع وصفقات واستثمارات ضخمة وسيلة لضمان الدعم الأمريكي في مواجهة التحديات الإقليمية، خصوصا تلك المرتبطة بالتمدد الإيراني أو التهديدات الأمنية العابرة للحدود.

ازدواجية المعايير الأمريكية والإعلام الانتقائي

ما يزيد المشهد تعقيدا هي التغطية الإعلامية الأمريكية التي تمارس ازدواجية فاقعة؛ إذ تُهاجم ترامب على كل صغيرة وكبيرة، من طائرات تُهدى له إلى استثمارات عقارية في الخارج، بينما صمتت لسنوات على ممارسات مشابهة -وربما أسوأ- في عهد الديمقراطيين، خصوصا فيما يتعلق بعلاقات بايدن وأسرته مع أوكرانيا وشركات الطاقة، وعلاقات بيل كلينتون مع مارك ريتش.

هذه الازدواجية تكشف عن حالة من التسييس المفرط للإعلام الأمريكي، الذي لم يعد يُعنى لا بالدقة ولا بالمهنية، بل يوظف أدواته لخدمة تيارات بعينها، وهو ما يعزز حالة فقدان الثقة عالميا في خطاب واشنطن الأخلاقي.

تحالف جديد يعيد رسم توازنات المنطقة

وسط هذا السياق المرتبك، تبرز مبادرات إقليمية تعكس نضجا لافتا في مقاربة الملفات الكبرى. فبدلا من الوقوف عند خلافات الماضي، نشهد اليوم بوادر تحالف سني جديد يضم قطر وتركيا إلى جانب السعودية وسوريا، يهدف إلى خلق توازن إقليمي في وجه محاور معادية لمصالح شعوب المنطقة.

التحالف الناشئ لا يقتصر على البعد الأمني، بل يمتد إلى دعم الاستقرار الداخلي، وتخفيف المعاناة الإنسانية، وخلق مساحات أوسع للاستقلالية السياسية والاقتصادية. وقد لعبت الدوحة وأنقرة دورا مهما في بناء هذا الجسر الإقليمي، بينما أبدت الرياض انفتاحا إيجابيا ساهم في تشكيل هذه الجبهة الواعدة، التي يمكن أن تشكل رافعة مهمة في ملفات معقدة كإعادة إعمار سوريا، وتحصين المنطقة من التهديدات الإيرانية أو المشاريع المرتبطة بالأجندة الصهيونية.

الصفقات باهظة.. لكن أقل كلفة من الدم
هناك من يرى في براغماتيته فرصة لإحداث اختراقات نوعية في ملفات كانت تبدو عصية على الحل. وإذا ما تمكّنت المنطقة من توظيف هذا النهج لصالحها، فقد تنجح في وقف المجازر في غزة، وتمهيد الطريق لإعادة إعمار سوريا واليمن، وتثبيت تهدئة إقليمية شاملة
رغم تحفظات البعض على أسلوب ترامب وابتعاده عن القيم الدبلوماسية التقليدية، إلا أن هناك من يرى في براغماتيته فرصة لإحداث اختراقات نوعية في ملفات كانت تبدو عصية على الحل. وإذا ما تمكّنت المنطقة من توظيف هذا النهج لصالحها، فقد تنجح في وقف المجازر في غزة، وتمهيد الطريق لإعادة إعمار سوريا واليمن، وتثبيت تهدئة إقليمية شاملة.

الدبلوماسية الهادئة والصفقات -مهما بدت مكلفة- قد تكون أقل كلفة بكثير من استمرار نزيف الدم، والتدخلات التخريبية، والانقسامات الطائفية التي غذّتها سياسات الإدارة الديمقراطية السابقة. السنوات الأخيرة من عهد بايدن لم تحمل للمنطقة سوى الضبابية والتراجع، في حين أن التعامل الحذر مع ترامب قد يحقق بعض المكاسب الواقعية، إذا أُحسن استثماره.

نهاية مفتوحة.. وفرصة تنتظر من يلتقطها

المشهد معقّد، متشابك، ومحفوف بالمخاطر. لكن السياسة -كما التاريخ- لا تعترف بالفرص الضائعة. والمطلوب اليوم من دول المنطقة، لا سيما الثرية منها، ألا تكتفي بدفع الفواتير، بل أن تعيد توجيه استثماراتها بذكاء، وأن تنوّع شراكاتها نحو تكتلات ناشئة مثل "بريكس"، ودول آسيان، والبرازيل، وغيرها من القوى الصاعدة التي لا تملك تاريخا في تجميد الأصول أو فرض الإملاءات.

فاللحظة الراهنة تتطلب حكمة، ودقة، وقراءة عميقة للمتغيرات الدولية. إنها فرصة لإعادة رسم موقع المنطقة في الخارطة الدولية، لا باعتبارها ساحة لتصفية الحسابات، بل كفاعل يمتلك قراره، ويعرف كيف يحمي مصالحه.. بثقة، وهدوء، وحنكة.

مقالات مشابهة

  • جسر تواصل بين المحاور الإقليمية
  • البيان الختامي لقمة الدولي الخليجية و"الآسيان" والصين يؤكد أهمية الوحدة الإقليمية لمعالجة التحديات المشتركة
  • ترامب في المنطقة مجددا: دبلوماسية الصفقات بين التطلعات الإقليمية والحسابات الأمريكية
  • رئيس أستئناف ذمار يؤكد أهمية تحقيق تحولات نوعية في العمل القضائي تلبي احتياجات المواطن
  • العاهل الأردني يؤكد أهمية تحقيق السلام العادل والشامل وفقا لحل الدولتين
  • لأول مرة في التاريخ.. المغرب يستضيف كأس أفريقيا للسيدات في ستة ملاعب
  • مياه أسيوط تشارك في الورشة الإقليمية لبرنامج القرض الدوار لدعم الأسر الأكثر احتياجًا
  • الأمم المتحدة: التدهور الاقتصادي يهدد الاستقرار باليمن
  • بمشاركة ليبيا.. نائب وزير الدفاع التركي يشدد على الاستقرار في “يوم أفريقيا”
  • الرئيس الجيبوتي يهاجم الإمارات ويتهمها بزعزعة الاستقرار في المنطقة