قال شهود إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية اشتبكت مع الجيش خارج مدينة ود مدني بوسط السودان، أمس السبت، في هجوم فتح جبهة جديدة في الحرب المستمرة منذ 8 أشهر‭‭ ‬‬ودفع الآلاف إلى الفرار.

وأظهر تسجيل مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، حشوداً من الناس وهم يجمعون أمتعتهم ويغادرون ود مدني سيراً على الأقدام.

وكان الكثيرون منهم قد لجأوا إلى المدينة هرباً من العنف في العاصمة الخرطوم.

وقال أحمد صالح (45 عاماً) عبر الهاتف: "الحرب تبعتنا إلى مدني لذا أبحث عن حافلة حتى أتمكن أنا وعائلتي من الفرار"، وأضاف "نعيش في الجحيم ولا يوجد أحد لمساعدتنا"، مشيراً إلى أنه يعتزم التوجه جنوباً إلى ولاية سنار.

استمرار عمليات النزوج من مدينة ودمدني عاصمة ولاية الجزيرة بوسط #السودان ، عقب وصول الاشتباكات بين الجيش ومليشيا الدعم السريع المتمردة الإرهابية إلى أطراف المدينة والقرى المحيطة بها. pic.twitter.com/1rYnJ0hwK4

— Sudan News (@Sudan_tweet) December 16, 2023

وقال شهود إن الجيش السوداني الذي يسيطر على المدينة منذ بداية الصراع، شن ضربات جوية على قوات الدعم السريع شرقي المدينة، وهي عاصمة ولاية الجزيرة، في إطار محاولته صد الهجوم الذي بدأ يوم أول أمس الجمعة، وأضاف الشهود أن قوات الدعم السريع ردت بالمدفعية وشوهدت تعزيزات تابعة لها تتحرك في اتجاه القتال.

وقال سكان إن مقاتلي قوات الدعم السريع شوهدوا أيضاً في قرى شمالي وغربي المدينة خلال الأيام والأسابيع الماضية. وقالت الأمم المتحدة إن 14 ألفاً فروا من هذه المنطقة حتى الآن، وإن بضعة آلاف منهم وصلوا بالفعل إلى مدن أخرى. ولجأ نصف مليون شخص إلى ولاية الجزيرة، معظمهم من الخرطوم.

وحذرت نقابة أطباء السودان في بيان لها، من أن المستشفيات في المنطقة، التي أصبحت مركزاً إنسانياً وطبياً، أصبحت فارغة وقد تضطر إلى إغلاق أبوابها، وأضافت في بيان "في هذه الأزمة، نوجه نداء عاجلاً لإنقاذ أطفال دار الأيتام (المايقوما) الذين تم ترحيلهم من الخرطوم إلى مدني. هم الآن في مرمى النيران، حيث يوجد 251 طفلاً و91 من الأمهات البديلات العاملات في الدار، جميعهم في وضع خطير ويحتاجون إلى مساعدة فورية".

تحذيرات أمريكية 

ومن جهتها، دعت وزارة الخارجية الأمريكية قوات الدعم السريع إلى وقف تقدمها في ولاية الجزيرة فوراً، والامتناع عن مهاجمة ود مدني. وحثت الوزارة أيضاً القوات المسلحة السودانية على تجنب الاشتباكات مع قوات الدعم السريع وغير ذلك من الأعمال التي تعرض المدنيين للخطر.

وقالت الوزارة إن "هناك تقارير مثيرة للقلق تشير إلى أن وحدات النخبة من قوات الدعم السريع، توجهت لتعزيز الهجمات في اتجاه ود مدني، مما يعرض حياة المدنيين للخطر بطريقة تتعارض مع مزاعم قوات الدعم السريع المعلنة، بأنها تقاتل لحماية الشعب السوداني". وأضافت أن "التقدم المستمر لقوات الدعم السريع قد يؤدي إلى إلحاق خسائر في صفوف المدنيين، وتعطيل كبير لجهود المساعدة الإنسانية".

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد: "أحث قوات الدعم السريع على الامتناع عن شن الهجمات، وأحث جميع الأطراف على حماية المدنيين بأي ثمن. ستتم محاسبة مرتكبي (أعمال) الإرهاب".

ويثير القتال مخاوف بشأن مدن أخرى يسيطر عليها الجيش في جنوب وشرق السودان حيث لجأ عشرات الآلاف من السكان. وشكك الجيش وقوات الدعم السريع قبل أيام في مبادرة وساطة من الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد)،تهدف إلى إنهاء الحرب التي تسببت في أكبر نزوح داخلي في العالم وأثارت تحذيرات من وجود ظروف شبيهة بالمجاعة.

جبهات جديدة 

وفي الخرطوم ومدن في دارفور سيطرت عليها قوات الدعم السريع بالفعل، أبلغ السكان عن وقائع اغتصاب ونهب وقتل واحتجاز تعسفي. وهذه الجماعة متهمة أيضاً بارتكاب جرائم قتل على أساس عرقي في غرب دارفور.

وتنفي قوات الدعم السريع هذه الاتهامات، وتقول إنه ستتم محاسبة من يثبت تورطه في مثل هذه الجرائم من أفرادها.

وعلى جبهة أخرى، تحدث ناشطون عن تجدد الاشتباكات بعد هدوء نسبي على مدى أسابيع في محيط مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وكانت قوات الدعم السريع التي تطوق المدينة أوقفت تقدمها في وقت سابق بعد إعلان جماعات مسلحة أخرى أنها ستتدخل.

كما تحدث سكان عن ضربات عنيفة شنها الجيش في نيالا بولاية جنوب دارفور وفي بحري، وهي إحدى المدن التي تشكل منطقة العاصمة الخرطوم. وفي حين لم يصدر الجيش بياناً يتعلق بالقتال في ود مدني، وصفت وزارة الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بأنها "إرهابية" بسبب "استهدافها المعلن لعدد من القرى والبلدات الآمنة في شرق ولاية الجزيرة التي تخلو من أي أهداف عسكرية".

واندلعت الحرب بين الطرفين في أبريل (نيسان) الماضي، بعد خلافات حول خطط للانتقال السياسي ودمج قوات الدعم السريع في الجيش.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أحداث السودان قوات الدعم السریع ولایة الجزیرة ود مدنی

إقرأ أيضاً:

المدينة المنورة تودّع الحجاج المغادرين جوًا وتواصل استقبال ضيوف الرحمن عبر “قطار الحرمين السريع”

غادرت مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، أولى رحلات الحجاج المغادرين جوًا إلى بلدانهم، بعد أدائهم مناسك الحج هذا العام، بيُسرٍ وأمان.

ويواكب مرحلة مغادرة ضيوف الرحمن إلى بلدانهم في موسم ما بعد الحج، جهودًا تنظيمية تبذلها الجهات ذات العلاقة؛ لضبط مواعيد تفويج الحجاج من مساكنهم بشكل منتظم، ووصولهم إلى الصالات المخصصة للحجاج في الوقت المحدّد، وفق برنامج التفويج، حرصًا على انتظام حركة مغادرة الرحلات، واستمرار كفاءة الحركة التشغيلية في المطار الدولي.

أخبار قد تهمك أكثر من 3 ملايين مستفيد من خدمات الشؤون الإسلامية في موسم حج 1446هـ 12 يونيو 2025 - 1:55 مساءً استكمال تهيئة خمس طرق محورية ومسارات آمنة لتعزيز الهوية البصرية في محيط المسجد النبوي 12 يونيو 2025 - 1:04 مساءً

وفي سياق متّصل، يستمر وصول الحجاج إلى المدينة المنورة على مدار الساعة عبر “قطار الحرمين السريع” الذي يُعدُّ أسرع وسائل النقل التي يستخدمها الحجاج والمعتمرين في التنقّل بين مكة المكرمة، والمدينة المنورة.


ويشهد موسم ما بعد الحج، انتقال أعدادٍ غفيرةٍ من الحجاج من مختلف الجنسيات إلى المدينة المنورة في ختام رحلتهم الإيمانية، للصلاةِ في المسجد النبوي، والتشرُّفِ بالسَّلام على رسولِ اللهِ –صلى الله عليه وسلم– وصاحبيه –رضوان الله عليهما– قبل المغادرة إلى بلدانهم.

مقالات مشابهة

  • تقرير إسرائيلي: رفح مُحيت وهي ليست المدينة الوحيدة التي أبادها الجيش
  • الجيش السوداني والدعم السريع يتنازعان السيطرة على منطقة المثلث الاستراتيجية
  • ما تداعيات سيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي بمساعدة حفتر؟
  • مثلث العوينات في السودان... ما أهمية سيطرة الدعم السريع على المنطقة؟
  • الدعم السريع تعلن فتح معبر المثلث الحدودي لعبور المساعدات وتخصيص قوات لتأمينه
  • المدينة المنورة تودّع الحجاج المغادرين جوًا وتواصل استقبال ضيوف الرحمن عبر "قطار الحرمين السريع"
  • المدينة المنورة تودّع الحجاج المغادرين جوًا وتواصل استقبال ضيوف الرحمن عبر “قطار الحرمين السريع”
  • الشمالية: سنتصدى لتوغل حفتر والدعم السريع في المثلث بكل قوة
  • التجمع الاتحادي: سيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي «تطور خطير»
  • منطقة المثلث هدف اقتصادي لمليشيا الدعم السريع، فهي غنية بالذهب