خارطة الطريق الجديدة وفرصة جديدة لمليشيا الحوثي لتحقيق المكاسب
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
أكد مراقبون سياسيون أن خارطة الطريق المزمع الإعلان عنها للسلام في اليمن خلال الأيام القادمة لن يكتب لها النجاح بالنظر إلى تاريخ المليشيات الحوثية في نقض الاتفاقات والعهود طوال سنوات الحرب والفترة التي سبقتها.
وأفاد المراقبون بأن إعلان السلام المنتظر سيجرد الحكومة والتحالف من أوراق الضغط في الأزمة اليمنية على المليشيات الحوثية والتي سيعطيها الإعلان كل شيء ولن تكسب الحكومة شيئاً سوى السماح لها بتصدير النفط من موانئ المحافظات المحررة وهذا ليس مكسباً.
وفي تصريحات لوكالة خبر أشاروا إلى أن التحالف والحكومة يراهنون من خلال السلام المزمع مع الحوثي على تشوه صورته لدى الشارع اليمني بشكل كبير منذ الفترة التي أعقبت الهدنة في أبريل 2022م، وبشكل يفوق ما أحدثته الحرب طوال السنوات الماضية.
وحذر المراقبون من الفخاخ التي تتضمنها خطة السلامة المزمعة، إذ إنها حددت إطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين خلال المرحلة الأولى المزمنة بستة أشهر وهي فترة غير كافية بالنظر إلى الماراثون الطويل من المفاوضات وتعمد المليشيات عرقلة هذا الملف الإنساني.
وأكدوا أن الخارطة غير قابلة للتنفيذ أو في أحسن الأحوال ستعطي تنازلات مجانية للمليشيات، من خلال فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة بشكل كامل وبشكل مباشر، فيما أرجأت فتح الطرقات الرئيسية بين المدن إلى ما بعد تشكيل لجان مختصة، الأمر الذي يعود بالذاكرة لاتفاق استكهولم الذي تضمن تشكيل لجان لفتح الطرقات المغلقة ولم ينفذ منه شيء.
وتتضمن مسودة خارطة الطريق ثلاث مراحل: الأولى وهي مرحلة بناء الثقة وتم تزمينها بفترة ستة أشهر؛ أهم بنودها: وقف إطلاق النار بشكل دائم وشامل في أنحاء اليمن وكذا الهجمات العابرة للحدود، وصرف مرتبات موظفي القطاع العام (مدنيين وعسكريين) والإفراج عن الأسرى والمعتقلين تحت قاعدة (الكل مقابل الكل)، ورفع القيود عن الموانئ الجوية والبحرية، فيما علقت مسألة فتح الطرقات الرئيسية إلى تشكيل لجان ضمن لجان أخرى اقتصادية وسياسية.
وتتضمن المرحلة الأولى كذلك ترتيبات بشأن توحيد العملة الوطنية وضمان حيادية البنك المركزي اليمني.
فيما تتضمن المرحلة الثانية إجراء مفاوضات سياسية بين الحكومة والحوثيين، وصولا إلى المرحلة الثالثة والتي تتضمن الاتفاق على شكل الدولة اليمنية"، وهي النقطة التي تركت دون تحديد، خاصة بعد التغييرات التي أحدتها المليشيات في جوهر وشكل الدولة في مناطق سيطرتها.
وبحسب المراقبين، فإن المليشيات الحوثية، لها تاريخ طويل من المراوغات ونقض العهود، وأن هذا الاتفاق أو الخارطة الجديدة، عبارة عن فرصة جديدة تحاول المليشيات من خلالها الحصول على مكاسب سياسية واقتصادية، بعد حالة الاحتقان الشعبي والتدهور الاقتصادي الكبير الذي تسببت به.
وأشاروا إلى أن المليشيات كعصابة عقائدية مسلحة، لا ينفع معها إلا لغة القوة عبر تحريك الجبهات جميعها مرة واحدة والتحرك نحو العاصمة صنعاء لاستعادة البلد وسيادته وقراره بعيدا عن أي أجندة دولية أو إقليمية.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
إيران بين المكاسب والخسائر: قراءة في حصيلة المواجهة مع إسرائيل بعد وقف إطلاق النار
القراءة الأولية تُظهر أن إيران دفعت ثمنًا باهظًا في هذه الحرب، على المستويات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية. لكن في المقابل، فإنها خرجت بمكاسب معنوية واستراتيجية تمثلت في إثبات قدرتها على المواجهة المباشرة. اعلان
بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب دخول وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ، صباح الثلاثاء، تُسلّط الأنظار الآن على ما حققته طهران من مكاسب وما تكبّدته من خسائر خلال واحدة من أكثر الحروب حساسية وتعقيداً في تاريخ المنطقة. فالحرب التي اندلعت بين خصمين إقليميين لطالما تبادلا التهديدات، حملت في طيّاتها أبعادًا استراتيجية وعسكرية وسياسية واقتصادية، تُظهر ملامح مرحلة جديدة في الصراع الإقليمي.
الخسائر الإيرانية: كلفة باهظة عسكريًا وسياسيًاضربات موجعة للبرنامج النووي
تعرضت المنشآت النووية الإيرانية لضربات أميركية وصفتها واشنطن بأنها "حرمت إيران من القنبلة الذرية". استهدفت الضربات مواقع رئيسية، بينها منشآت تخصيب عالية الأهمية، ما أدى إلى تدمير أو تعطيل بنى تحتية نووية حساسة.
خسائر بشرية ومادية في الداخل
تعرضت مدن إيرانية مثل أصفهان وطهران لغارات إسرائيلية غير مسبوقة، طالت منشآت عسكرية ومقار للحرس الثوري. وأدت هذه الغارات إلى سقوط مئات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين، فضلًا عن تضرر البنية التحتية الدفاعية. كما تعرّض الاقتصاد لمزيد من الضغوط نتيجة انهيار العملة، وارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية.
تآكل الردع الإقليمي
رغم الردود الصاروخية الإيرانية على إسرائيل وبعض القواعد الأميركية، إلا أن سرعة وحجم الضربات التي تلقتها طهران كشفت هشاشة دفاعاتها الجوية أمام تقنيات إسرائيلية وأميركية متقدمة.
عزلة دبلوماسية متزايدة
عانت إيران من موجة انتقادات دولية، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الأحد، إن إيران "يجب ألا تمتلك أبدا القنبلة" النووية فيما اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد كايا كالاس هذا الاحتمال "تهديدا للأمن العالمي".
Relatedبوتين يُدين الهجمات الأمريكية على إيران: لا مبرر لهاالحرس الثوري يعلن استهداف قاعدة العديد الأمريكية في قطر والدوحة تحتفظ بحق الردهدنة بين إيران وإسرائيل.. وترامب: رجاء عدم انتهاك وقف النار بعد دخوله حيز التنفيذالمكاسب الإيرانية: حضور استراتيجي ورسائل متعددةتعزيز حضورها كلاعب لا يمكن تجاهله
رغم الخسائر، أثبتت إيران قدرتها على خوض مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وقد أظهرت أنها تملك أدوات للرد، سواء عبر صواريخ باليستية دقيقة أو عبر شبكتها الإقليمية من الحلفاء. هذا الحضور الميداني عزّز صورتها في أوساط حلفائها، من حزب الله في لبنان إلى الفصائل المسلحة في العراق والحوثيين باليمن.
اختبار الجبهة الداخلية واحتمالات سقوط النظام
بدا أن النظام الإيراني نجح -إلى حدٍ ما- في تعبئة الشارع خلف رواية "الدفاع عن السيادة والكرامة". وجرى توظيف الحرب كوسيلة لتوحيد الصفوف داخليًا، على الأقل في المدى القصير، رغم استمرار الأصوات المعارضة.
توسيع هامش التفاوض
عقب وقف إطلاق النار، أعلن ترامب استعداده للتفاوض مع طهران، ما قد يفتح الباب أمام محادثات جديدة بشروط مختلفة. ورغم أن إيران خرجت أضعف عسكريًا، إلا أنها أثبتت أنها لا تزال لاعبًا يُحسب له حساب في ميزان القوى الإقليمي.
نظرة استراتيجية: هل كسبت إيران أم خَسِرت؟القراءة الأولية تُظهر أن إيران دفعت ثمنًا باهظًا في هذه الحرب، على المستويات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية. لكن في المقابل، فإنها خرجت بمكاسب معنوية واستراتيجية تمثلت في إثبات قدرتها على المواجهة المباشرة وتوسيع هامش تأثيرها الإقليمي. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر يكمن في ما بعد الحرب: كيف ستتعامل طهران مع تداعيات الداخل، وهل ستنجح في إعادة بناء قدراتها النووية والدفاعية، أم ستكون هذه الحرب بداية مرحلة تراجع متسارع في نفوذها؟
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة