اللهم إن الحرب والكرب قد امسك بتلابيب بلاد المسلمين عامة والسودان خاصة . وإنه لأمر محزن حقا ومثير للغضب في نفس الوقت . محزن لأن تري المئات الألوف من المواطنين يتسارعون هربا من ديارهم وبلداتهم هلعا وخوفا ورعبا من بطش الجنجويد ومن رصاص ودانات وقصف الطائرات والمسيرات . والغضب من أن كل هذا الذي يحدث بسبب غباء ونرجسية وقصر نظر وخيانة عظمي من فئة ظنت أن الإتيان بمليشيات خارج الوعاء الشرعي والرسمي لحيازة السلاح هو في مصلحة تنظيمهم ليحكموا إلي أن يسلموا الحكم لعيسي عليه السلام حين ينزل من السماء آخر أيام الدنيا وأدي ذلك الي نتيجة كارثية حين انقلبت كبري هذه المليشيات علي من اتوا بها وهاهي البلاد والعباد يدفعون الثمن باهظا جدا جدا .


وأظن السبب الرئيس لتساقط المدن هو لامبالاة السودانيين لسقوط مدن الغرب واحدا بعد الآخر وكأن الأمر لا يعني الآخرين في الوسط والشرق والشمال ، ربما ظنا منهم بأنهم في منأي ومأمن من الجنجويد . ولكن بمثل ما صمت الناس عن جرائم النظام الساقط من قبل في دارفور ولم يستفيقوا إلا بعد فوات الاوان عندما اتي الجنجويد بجحافلهم في الخرطوم وحدث ما حدث ، فإنه الان استفاقوا والجنجويد علي أعتاب الجزيرة وسيستمرون الي باقي البلاد لأن الناس لا يهمهم أن يذهب البلدات البعيدة نسبيا منهم ويبتلعها الجنجويد .
والعجيب أن قادة الجيش السوداني في غياب شبه تام وقد هربوا الي مصر وتركيا وبلاد أخري وكأنهم مدنيون لا عسكر وتركوا الجنود في المحرقة بلا تموين حتي أكلوا القطط والضب والكلاب .
لا بد من محاكمة وإعدام كل ضابط هارب حسب القانون العسكري للقوات المسلحة السودانية.
ما كانت الجنينة ومدن الغرب لتسقط ببشاعة ثم تلتها الخرطوم ومدني وغدا سنار وبورسودان وشندي والمتمة ودنقلا وكريمة لو فقط عملنا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».

د محمد علي طه سيد الكوستاوي.
[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تسليم المدن للجيش الشعبي.. مبادرة تحالف جبال النوبة تثير الجدل

طرح تحالف جبال النوية مبادرة جديدة في كردفان تهدف لتوفير حماية للمدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية وفق خارطة واضحة، وذلك عبر انسحاب المتقاتلين.

التغيير: فتح الرحمن حمودة 

بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة بابنوسة آخر معاقل الجيش السوداني في ولاية غرب كردفان تحولت أنظارها سريعا نحو ولايتي شمال وجنوب كردفان في خطوة تشير إلى سعيها لإحكام السيطرة على الإقليم بأكمله وسط مخاوف من امتداد رقعة العمليات العسكرية داخل تلك المناطق، الأمر الذي دفع بعض الأطراف للتحرك بطرح مبادرة مثيرة تقضي بإبعاد المتقاتلين وتسليم المدن للجيش الشعبي، قبل اندلاع الحريق، الأمر الذي دفع لتساؤلات حول أسباب المبادرة.

مشاورات واسعة

وكانت (التغيير) تحصلت في وقت سابق على معلومات أولية من مصادر خاصة تفيد بأن هناك اتجاهاً لتسليم مدينة كادقلي التي يسيطر عليها الجيش السوداني للجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية شمال- جناح عبد العزيز الحلو المنضوية تحت تحالف السودان التأسيسي.

وبالتزامن مع تواتر تلك المعلومات، أعلن تحالف قوى جبال النوبة المدنية، عن إجرائه مشاورات واسعة خلال الأسابيع الماضية، بعد اتساع رقعة العمليات العسكرية واقترابها من مدينتي الدلنج وكادقلي بولاية جنوب كردفان.

وشملت المشاورات قيادات سياسية ومدنية وإدارات أهلية داخل وخارج البلاد إلى جانب جنرالات من أبناء جبال النوبة في الجيش السوداني والقوات النظامية وقيادات من الحركة الشعبية.

وأوضح التحالف أن المشاورات خلصت إلى ضرورة إبعاد العمليات العسكرية عن الولاية وذلك عبر انسحاب الجيش وتسليم مدن جبال النوبة للجيش الشعبي مع ضمانات كافية للقوات داخل الحاميات، وتوفير حماية للمدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية وفق خارطة واضحة.

مذكرات رسمية

وكشف التحالف أنه سلم مذكرة رسمية بكل ما ورد إلى القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وإلى القائد في الجيش الشعبي عبد العزيز الحلو، كما أنه دفع بنسخة منها إلى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” والقيادة المشتركة وعدد من الجهات السياسية المؤثرة.

وأكد تحالف قوى جبال النوبة المدنية، أن هناك استجابة إيجابية من جميع الأطراف، وأعلن استمرار تواصله مع حكومة الولاية والأجهزة الأمنية والعسكرية والإدارات الأهلية لمنع اندلاع معارك عسكرية وتسليم سلس يحمي المدنيين.

أسباب المبادرة

وقال عضو المكتب التنفيذي لتحالف قوى جبال النوبة المدنية عامر كورمي، إنه بسبب الحرب تمت محاصرة مدن جنوب كردفان المذكورة في المذكرة حيث تواجه هذه المدن إلى هذا اليوم الموت بسبب الجوع والمرض، بالإضافة إلى قصف المدافع والمسيرات كما حدث في قرية كمو في كاودا وكلوقي بالمنطقة الشرقية، إضافة إلى القصف بالمدافع على الدلنج وكادقلي في الفترة السابقة.

وأضاف لـ(التغيير)، أنه تم أيضاً قطع الطريق الذي حال دون وصول أدنى احتياجات الحياة ولا المساعدات الإنسانية، وحرمان مواطني جبال النوبة من الزراعة، خاصة في المدن الواقعة تحت الحصار وهي أغلب المناطق.

وأوضح كورمي أن كل هذه الأسباب نتج عنها وضع مزر في المنطقة من موت الأطفال من الجوع والمرض وكذلك كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة على مدار فترة الحرب والحصار، مع انسداد الأفق لأي حل سياسي ولوضع إنسان المنطقة، إضافة لممانعة أطراف الحرب للاستجابة لنداءات السودانيين والأطراف الإقليمية والدولية لوقف الحرب وحماية أرواح المواطنين.

وذكر كورمي أن كل هذه الأسباب دفعتهم إلى طرح الوساطة لنزع فتيل الحرب من المنطقة، خاصة وأن المنطقة تعيش تحت نيران الحرب منذ عام 1984م إلى تاريخ اليوم، وأشار إلى أنهم طالبوا بانسحاب القوات المسلحة وقوات الدعم السريع من المنطقة وتسليم المدن لقوات الحركة الشعبية وذلك لخصوصية المنطقة.

ولفت إلى أنهم طالبوا بانسحاب الدعم السريع والجيش من المنطقة مع ضمانات، كما أنهم خاطبوا الأطراف الدولية ذات العلاقة بملف حرب السودان بأن تشكل هي الضامن الأقوى، بالإضافة إلى ضمانات الأطراف المدنية على الأرض من إدارات أهلية ومنظمات المجتمع المدني.

آليات مدنية

ورأى كورني أنه يمكن أن يتم تكوين آليات مدنية من المجتمع لإدارة الشأن المدني خاصة الخدمات الإنسانية، وطالب الحركة الشعبية بضرورة حماية المدنيين والحياة المدنية.

وفيما يتعلق بالاستجابة، كشف كورمي أنه تم تسليم الأطراف الرئيسة ممثلة في القوات المسلحة والحركة الشعبية مقترح الوساطة بعد مناقشات مطولة، لكن لم يتلقوا رداً رسمياً من أي من الطرفين حتى الآن.

وأشار إلى أنهم طالبوا الطرفين بالرد حسب السقف الزمني المحدد بخمسة أيام من تاريخ التسليم، كما أنهم طالبوا بأن يتم إبعاد الطرفين من جبال النوبة لعدم نقل المعارك إليها، متوقعين من قيادة الدعم السريع الاستجابة بعد تسليمهم خطاب الوساطة.

وتشهد ولاية جنوب كردفان أوضاعاً إنسانية متدهورة منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، حيث طالت تداعيات الصراع مناطق عدة في الإقليم ذي الطبيعة الجبلية والنزاعات التاريخية.

الوسومالجيش الشعبي الحركة الشعبية – جناح الحلو السودان القوات المسلحة بابنوسة تحالف قوى جبال النوبة المدنية عبد العزيز الحلو عبد الفتاح البرهان قوات الدعم السريع كادقلي كردفان محمد حمدان دقلو (حميدتي)

مقالات مشابهة

  • مسيرة لقوات الدعم السريع تستهدف حي طيبة شرقي مدينة الأبيض السودانية
  • الطقس: استمرار تأثير المنخفض الجوي وتساقط الأمطار
  • طقس فلسطين اليوم الجمعة 12 ديسمبر
  • البحر الأحمر يكشف المستور.. لماذا شيطن الغرب العمليات اليمنية المساندة لغزة؟
  • نشرة إنذارية. تساقطات ثلجية وأمطار قوية رعدية من غد الجمعة إلى الأحد بهذه المدن
  • أسرار خفية| لماذا تصر إسرائيل على الاحتفاظ بهذه المناطق السورية؟
  • الطقس: المنخفض الجوي يتعمق تأثيره وأجواء عاصفة وماطرة
  • تسليم المدن للجيش الشعبي.. مبادرة تحالف جبال النوبة تثير الجدل
  • تلغراف: هل يتحرك الغرب ضد الإمارات بعد مجزرة الفاشر؟
  • الدويري: أخشى أن تنقسم الجغرافيا السودانية كما هو الحال في ليبيا