الإمارات وقطر.. علاقات متينة وتعاون مزدهر
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
إعداد: راشد النعيمي
تشارك دولة الإمارات، دولة قطر الشقيقة، احتفالاتها بيومها الوطني، الذي يصادف 18 ديسمبر، تجسيداً للعلاقات الأخوية بين البلدين تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ويرتبط البلدان بعلاقات أخوية متينة وراسخة، تؤسس لمستقبل مزدهر للبلدين والشعبين الشقيقين، تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهي روابط تاريخية مدعومة بالإرث الثقافي والاجتماعي المشترك، الذي أتاح ترسيخ علاقات انعكست على كثير من القطاعات، لاسيما الاقتصادية والثقافية والإبداعية.
تؤكد الروابط التاريخية والمتينة بين البلدين الشقيقين، ضرورة العمل انطلاقاً مما يجمعهما من إرث ثقافي واجتماعي ووشائج القربى والمحبة، وتعكس الحرص المتبادل على تنمية تعاونهما بناء على العلاقات الأخوية المتجذرة والفاعلة ضمن منظومة العمل الخليجي المشترك الذي يعدّ من الأولويات الاستراتيجية التي تعمل عليها الإمارات، برؤية قيادتها الرشيدة ونهجها الأصيل وسياستها الحكيمة وعزيمتها على تعزيز التعاون، لتحقيق الطموحات المشتركة نحو مراحل أرحب من التقدم والازدهار لمصلحة الجميع.
وتعد العلاقات بين الإمارات وقطر ترسيخاً لمجلس تعاون خليجي مستقر ومزدهر، ويمثل الإرث الثقافي والاجتماعي المشترك أحد مقومات توطيد العلاقات الأخوية وترسيخ الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
إرث ثقافي مشترك
يمثل الإرث الثقافي والاجتماعي المشترك أحد مقومات توطيد العلاقات الأخوية وترسيخ الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، فيما ينعكس تعظيم التعاون بين البلدين في مختلف القطاعات، على رخاء الشعبين الشقيقين، ويدفع قدماً عجلة العمل الخليجي والعربي المشترك. محمد بن زايد وتميم بن حمد ومنصور بن زايد
دعم إماراتي
ويعكس إعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في 12 مارس الماضي، دعم دولة الإمارات لدولة قطر الشقيقة في استضافة الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي لعام 2026، متانة العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين.
وكان صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع أخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة وبحثا خلال الاتصال العلاقات الأخوية ومسارات تعزيز التعاون وتوسيع آفاقه في مختلف المجالات التي تخدم المصالح المتبادلة للبلدين، وتحقق تطلعات شعبيهما الشقيقين إلى التنمية والازدهار.
وأكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، لأخيه الشيخ تميم بن حمد، دعم دولة الإمارات للشقيقة قطر في استضافة الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي لعام 2026، وبناء عليه ستسحب دولة الإمارات ملفها لطلب استضافة الاجتماعات. متمنياً للأشقاء في قطر التوفيق وكل النجاح في استضافة هذا التجمع العالمي.فيما أعرب الشيخ تميم بن حمد، عن شكره لأخيه صاحب السموّ رئيس الدولة، وخالص امتنانه لموقف دولة الإمارات الأخوي تجاه دولة قطر، ودعم ترشحها لاستضافة الاجتماعات.
تنسيق سياسي
ويحرص البلدان على تبادل وجهات النظر حيال القضايا والمستجدات في المنطقة، حيث بحث صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، والشيخ تميم بن حمد، خلال زيارة أمير قطر للدولة في نوفمبر الماضي، العلاقات الأخوية ومختلف مسارات التعاون والعمل المشترك، بما يحقق المصالح المتبادلة للبلدين الشقيقين، ويعود بالخير والازدهار على شعبيهما.
كما استعرضا خلال اللقاء الذي جرى بقصر الشاطئ في أبوظبي، سبل تعزيز العمل الخليجي المشترك، بما يحقق مصلحة شعوب دول مجلس التعاون، وتطلعاتها نحو التنمية ومواصلة التقدم.
وتبادلا وجهات النظر بشأن تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وجهود خفض التصعيد، مؤكدين ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، لإتاحة الفرصة لإيصال المساعدات الإنسانية الإغاثية، بتوفير آليات آمنة ومستدامة لهذا الغرض، بجانب الأولوية المطلقة لحماية أرواح المدنيين، وفق قواعد القانون الإنساني الدولي، وضمان سلامتهم.
وشدد سموّه وأمير قطر، على أهمية العمل على تجنّب اتساع دائرة العنف والتصعيد، وتفادي مزيد من الأزمات الإنسانية، وإيجاد أفق واضح للوصول إلى سلام دائم وعادل وشامل في المنطقة.
وقال سموّه في تغريدة على «إكس»: «بحثت مع أخي تميم بن حمد آل ثاني في أبوظبي اليوم، سبل تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، والتطورات الخطرة في الأراضي الفلسطينية وتداعياتها الإنسانية المتفاقمة. الإمارات حريصة على التشاور المستمر مع الأشقاء والأصدقاء للدفع في اتجاه وقف التصعيد وتوفير الحماية للمدنيين وفق قواعد القانون الدولي الإنساني، وضمان ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وإيجاد أفق للسلام العادل والشامل في المنطقة».
كما منح سموّه، خلال اللقاء، الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الديوان الأميري القطري وسام «الاتحاد»، تثميناً لجهوده في تعزيز العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات ودولة قطر الشقيقة.
تعاون اقتصادي
ويعزز التعاون الاقتصادي المتنامي بين البلدين المكاسب الاقتصادية بينهما ورخاء وازدهار الشعبين الشقيقين كما ينعكس بالإيجاب على التنمية في المنطقة، حيث بلغ حجم التجارة بين الإمارات وقطر خلال النصف الأول من عام 2023 ما يصل إلى 20.2 مليار درهم بنمو 46% مقارنة بالمدة نفسها من عام 2022.
وتجاوزت التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات وقطر خلال عام 2022 ما قيمته 31 مليار درهم بزيادة تبلغ 122% مقارنة بعام 2021 لتكون الإمارات في صدارة الدول العربية والعاشرة عالمياً، أهم شركاء قطر الاستراتيجيين خلال عام 2022.
وكذلك فإن 53% من تجارة قطر مع الدول العربية هي مع دولة الإمارات، وفي حال استثناء النفط من تجارة قطر الخارجية، فإن الإمارات تأتي فـــي المرتبة الرابعة عالمياً، بينما تأتي قطر في المرتبة 15 عالمياً، ضمن أهم شركاء الإمارات التجاريين خلال 2022.
«إينوك» توقّع اتفاقية مدتها عشرة أعوام مع «قطر للطاقة»
في يوليو الماضي أعلنت مجموعة «إينوك»، توقيع اتفاقية مدتها عشرة أعوام مع «قطر للطاقة»، لتوريد نحو 120 مليون برميل من المكثفات لمصلحة المجموعة ابتداءً من يوليو 2023.
ويشكل توقيع هذه الشراكة الطويلة الأمد، تعزيز التعاون بين المؤسستين، ما من شأنه تأكيد التزامها بتزويد عملائها والأطراف المعنية بقيمة استثنائية سواء في دولة الإمارات أو في مختلف أنحاء المنطقة والعالم.
وتضيء الاتفاقية على جهود «إينوك» في تلبية الطلب على الطاقة في دولة الإمارات والمنطقة عموماً، جنباً إلى جنب مع استراتيجية قطر للطاقة المتعلقة بعمليات البيع المباشر للمستخدمين النهائيين وببناء علاقات تجارية وتعاون استراتيجيين. وتسمح شروط الاتفاقية للأطراف بزيادة أحجام المكثفات المشمولة في العقد، حيث من المتوقع أن يتم تصدير كميات إضافية من المكثفات من دولة قطر، بمجرد بدء الإنتاج من مشروعي توسعة حقل الشمال الشرقي والجنوبي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات قطر استضافة الاجتماعات الشیخ محمد بن زاید الشیخ تمیم بن حمد العلاقات الأخویة دولة قطر الشقیقة دولة الإمارات بین البلدین حمد بن زاید فی المنطقة صاحب السمو
إقرأ أيضاً:
هل تنجح زيارة رئيس جنوب أفريقيا لواشنطن في إعادة ضبط العلاقات بين البلدين؟
على وقع التوتّر المتصاعد بين جنوب أفريقيا وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يقوم الرئيس سيريل رامافوزا بزيارة إلى الولايات المتّحدة، لإعادة ضبط العلاقات التي يقول الخبراء إنها وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.
وتأتي هذه الزيارة بعد أيام قليلة من استقبال الولايات المتحدة مجموعة تضم 59 لاجئا من الأفريكانيين (مواطنون من الأقلية البيضاء)، قال دونالد ترامب إنهم يتعرضون للاضطهاد العرقي، ويواجهون ما وصفها بـ"الإبادة الجماعية"، وتمّ الترحيب بهم ضمن خطّة خاصّة لإعادة التوطين.
وتنفي حكومة رامافوزا هذه المزاعم التي يقولها الرئيس ترامب، مؤكدة أن البيض لا يتعرّضون للتمييز أو الاضطهاد، إذ إنهم يمتلكون أكثر من 70% من الأراضي، رغم أنهم لا يشكلون سوى 7% من السكان.
وقالت رئاسة جنوب أفريقيا -في بيان- إن الرئيسين سيناقشان "قضايا ثنائية وعالمية ذات اهتمام مشترك"، بينما لم يصدر البيت الأبيض أي تعليق حتى الآن.
وستكون هذه أول زيارة رسمية لرئيس أفريقي إلى واشنطن منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي.
وتترأس دولة جنوب أفريقيا حاليا مجموعة الـ20، ومن المنتظر أن تُسلّم رئاستها للولايات المتحدة الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
إعلانومن المقرّر أن تُعقد جلسة محادثات بين ترامب ورامافوزا اليوم الأربعاء، ولم يعلن مكتب الرئاسة في جنوب أفريقيا عن أجندة اللقاء، لكنه قال إن زيارة الرئيس للولايات المتحدة ستوفر منصّة لإعادة ضبط العلاقة الإستراتيجية بين البلدين.
ملف الأقلية البيضاءتُعدّ العلاقة بين حكومة رامافوزا ذات الأغلبية السوداء وسكّان البلاد البيض، خاصة الأفريكانيين المنحدرين من المستعمرين الهولنديين، واحدة من أكثر القضايا حساسية بين جنوب أفريقيا وإدارة ترامب.
لقد كان البيض يسيطرون على الحكم حتى نهاية نظام الفصل العنصري عام 1990، ولا يزال كثير منهم من كبار رجال الأعمال والمزارعين، وأصحاب الثروات، لكنّ الحكومة الحالية في جنوب أفريقيا تسعى إلى تقسيم الثروات بين جميع المواطنين عبر استصدار الأراضي الزراعية من البيض، وتوزيعها على المهمشين والمعوزين.
وفي السياق، يتّهم ترامب، وحليفه الملياردير إيلون ماسك المولود في جنوب أفريقيا، حكومة رامافوزا بإساءة معاملة البيض، خصوصا بعد إقرار قانون "نزع الملكية" في يناير/كانون الثاني الماضي، الذي يتيح للحكومة مصادرة الأراضي دون تعويض في بعض الحالات، لإعادة توزيعها على فئات مهمشة كالمعاقين والنساء.
وترى بعض الجماعات الأفريكانية أن هذا القانون قد يؤدّي إلى سلب أراضيهم، وأشار ترامب إلى شكاوى من تعرّض مزارعين بيض لهجمات عنيفة تؤدّي أحيانا إلى الوفاة، معتبرا أن ذلك يمثل "إبادة جماعية".
لكن الحكومة في جنوب أفريقيا نفت هذا الاتّهامات، مشيرة إلى أن الهجمات تشمل السود والبيض على حدّ سواء، ضمن موجة عامة من العنف والجريمة في البلاد.
أما ماسك، فقد انتقد قوانين "تمكين السود اقتصاديا" التي تُلزم الشركات الأجنبية بالشراكة مع فئات من السود للحصول على عقود حكومية، وكتب في منشور على منصة إكس أن شركته "ستارلينك" لم تتمكن من دخول السوق الجنوب أفريقية لأنه ليس أسود.
إعلان الرسوم الجمركيةمع مجيئه للبيت الأبيض، نفّذ ترامب ضربة ثلاثية من السياسات الاقتصادية ضد جنوب أفريقيا، تضرّ بالأساس مجالات المساعدات، والمساعدات المشروطة، والتبادلات التجارية.
ففي يناير/كانون الثاني الماضي، وقّع ترامب أمرا تنفيذيا بوقف المساعدات الخارجية لمدة 90 يوما، مما أدى إلى تعطيل تمويل برامج مكافحة أمراض قاتلة مثل الإيدز، حيث كانت الولايات المتحدة تمول نحو 18% من موازنة جنوب أفريقيا لمكافحة ذلك المرض.
وتصنّف جنوب أفريقيا أكبر مكان في العالم للمصابين بمرض نقص المناعة البشرية المكتسب (الإيدز)، وكانت الولايات المتّحدة من أبرز الداعمين لها في مجال علاجه، ومنحتها عام 2023 مبلغ 462 مليون دولار من أجل التّصدّي له.
و في فبراير/شباط الماضي، أمر ترامب بقطع مساعدات إضافية بسبب ما وصفه بـ"التمييز العنصري غير العادل"، مشيرا إلى مصادرة أراضي البيض، وتقديم جنوب أفريقيا دعوى "إبادة جماعية" ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
وفي أبريل/نيسان الماضي، فرضت الإدارة الأميركية رسوما جمركية بنسبة 30% على جميع السلع الجنوب أفريقية، و25% إضافية على السيارات والمركبات، مما رفع إجمالي الضريبة عليها إلى 55%.
من جانبه، وصف رامافوزا تصرفات ترامب بأنها "عقابية"، وقال إن التعريفات الجمركية ستكون بمنزلة حاجز أمام التجارة والازدهار المشترك.
ورغم فرض هذه الرسوم لمدة 90 يوما بدءا من التاسع من أبريل/نيسان الماضي، فإن حكومة جنوب أفريقيا تطالب بإلغائها نهائيا، خاصة أن الولايات المتحدة تمثل ثاني أكبر شريك تجاري لها بعد الصين.
وتعتبر الولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري لجنوب أفريقيا، بموجب قانون فرص النمو في أفريقيا المعفاة من الرسوم الجمركية الذي تم تقديمه في عام 2000.
وتصدّر جنوب أفريقيا الأحجار الكريمة، ومنتجات الصلب، والسيارات إلى الولايات المتحدة، وتستورد النفط الخام والسلع الكهربائية والطائرات في المقابل.
إعلان قضية إسرائيل وغزة أمام العدل الدوليةومن أكثر القضايا التي أثارت غضب ترامب على جنوب أفريقيا مشكلتها مع إسرائيل وموقفها المساند لغزة، ووقوفها في وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ففي 29 ديسمبر/كانون الأول 2023، قدّمت جنوب أفريقيا دعوى قضائية ضدّ إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، متهمة إياها بارتكاب أعمال "إبادة جماعية" في غزة، مما أثار غضب واشنطن، الحليفة الأولى لتل أبيب.