الحصادي: ماقاله باتيلي بخصوص درنة كلام إنشائي لا يسمن أهالي درنة ولا يغنيهم من جوع
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
ليبيا – علق عضو مجلس الدولة الاستشاري منصور الحصادي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين،على إحاطة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي بمجلس الأمن عن درنة،موضحا أن ماقاله باتيلي بخصوص درنة كلام إنشائي عاطفي سردي معروف، لا يسمن أهالي درنة ولا يغنيهم من جوع.
الحصادي وفي تصريحات خاصة لمنصة “فواصل”،رأى أن الحل لأهالي درنة المتضررين جراء عاصفة دانيال حكومة جديدة موحدة تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية والوطنية والتاريخية.
ونبه إلى أن ما تحتاجه درنة خطة مدروسة بميزانية وخارطة؛ لتحقيق التعافي والإعمار.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
مئات الآلاف من أهالي غزة يعودون برسالة واحدة: لن نستسلم
على امتداد شارع الرشيد شمال غزة، يتقدم الآلاف بخطى مثقلة، حفاة أو على عربات متهالكة، لا يحملون إلا ما تبقى من متاع وأطفال، وذاكرة. الوجوه شاحبة، والقلوب تائهة بين الأمل والخوف.
هم العائدون من الجنوب، بعد إعلان وقف إطلاق النار، إلى مدن لم تعد مدنًا، وإلى بيوت صارت أكوام ركام. عودة ليست إلى الأماكن، بل إلى ما تبقى من الروح.
نبيلة بصل، تمسك بيد ابنتها المصابة في رأسها، تقول بعينين دامعتين: “الحمد لله… يمكن تكون آخر مرة منعيش فيها هيك. فرحانين إنه وقفت الحرب، بس مش عارفين شو نستنى.”
فرح هش، مكسور عند أول صدمة من مشهد منزل لم يعد موجودًا.
أحمد الجعبري، بعد أربعين عامًا قضاها بين جدران بيته، عاد ليجده أطلالًا، يقول وهو يتلمس ترابه بذهول: “ما في دم اليوم… بس في وجع ما بينوصف. راح البيت بلحظة. وين نروح؟ منعيش عشرين سنة في خيمة؟”، حسب قناة روسيا اليوم.
المدينة التي يتقدمون نحوها لم تعد كما يعرفونها. غزة الآن بلا ملامح. نهى داود، أم لخمسة أطفال من حي الشجاعية، عادت من دير البلح مشيًا لتكتشف أن بيتها اختفى: “مش قادرين نميز وين كنا ساكنين… الشوارع، الحواري، الجدران، كلها راحت. المدينة صارت شبح.”
في حي التفاح، أحمد مقاط ينظر إلى الفراغ حيث كان بيته ذات يوم، وقد فقد فيه أعزاء من أسرته: “المنطقة اختفت… كلها صارت تلال ركام.”
أما أبو أنس سكر، الذي كانت عائلته الممتدة تسكن في مبنى من سبعة طوابق، فكان يحاول إزاحة الحجارة بأيديه، ويقول: “47 شخص بدنا نلمهم… ما لقينا غير حجارة. بدنا نعيش فوق الركام، لأنه ما في خيام، ما في مراكز، ما في شي.”
الأرقام الرسمية قاتمة: أكثر من 90% من البنية التحتية مدمرة، 300 ألف وحدة سكنية سُوّيت بالأرض، والخسائر تجاوزت 70 مليار دولار. نحو مليوني إنسان بلا مأوى، يعيش كثير منهم في خيام تفتقر للماء، للكهرباء، وللأمان.
ورغم كل شيء، الغزيون لا ينهارون. ربى شهاب، ناشطة شبابية تقود فريقًا تطوعيًا لتوزيع الماء والغذاء، تقول: “الناس ما رجعت على البيوت، رجعت على الذاكرة. بس الرجعة لحالها حياة جديدة. بعد جحيم سنتين، الرجوع أمل، حتى لو على الخراب.”
الطبيب خالد العراج من مجمع الشفاء الطبي، يعمل وسط المستحيل، يقول: “الهدنة سياسية، بس الواقع الإنساني ما تغير. المرضى تحت الخيام، المستشفيات خارجة عن الخدمة، بس الناس لما ترجع تشوف بيتها، حتى لو صار تراب، بتحس بشي بيرجع فيها الروح.”
وعند الغروب، المدينة المثقلة بالحرب تغرق في صمت ثقيل، صمت يُشبه البكاء… لكنه أيضًا يشبه بداية تنفس جديد.
غزة لا تعرف النهاية، بل تعيد تعريف البداية كل مرة.
تحت سماء رمادية، يسير الناس شمالًا، وجوههم باهتة، وعيونهم معلقة على اللاشيء. شيوخ يجرّون عربات مليئة بالذكريات، أمهات تحتضن أبناء نحلتهم الحرب. وسط هذا الخراب، تلمع نظرات تقول: ما زلنا هنا.
الغزيون لا يعودون لمجرد السكن، بل يعودون للهوية. يبحثون عن وطن لم تستطع الحرب محوه، عن جذور ما زالت حية تحت الركام، عن بيت رمزي، حتى لو صار غبارًا. غزة تنهض، لا لأن شيئًا تغيّر، بل لأن شيئًا في أهلها لا يموت.
pic.twitter.com/rMFsC1XIT6 Thousands of civilians are moving down the Al-Rashid Street toward Gaza City from central Gaza after the withdrawal of Israeli forces and the reopening of the road. People are finally able to go back to their homes after being displaced by the IDF.
— Preston Foster (@PrestonFos76281) October 10, 2025