أتاحت تكنولوجيا جديدة للعلماء معرفة كيف يمكن لحدث كبير أن يعطل وسائل النقل العام في مدينة بأكملها لساعات قبل الحدث وبعده.

وأجرى الباحثون دراسة حالة في مدينة كولومبوس في الأيام التي أقامت فيها جامعة ولاية أوهايو مباريات كرة قدم، مما اجتذب أكثر من 100 ألف مشجع إلى استاد أوهايو في حرم الجامعة.

وأظهرت النتائج أن خدمة الحافلات في جميع أنحاء المدينة بأكملها كانت أقل موثوقية بشكل ملحوظ لأكثر من 7 ساعات في أيام اللعب مقارنة بالأيام الأخرى، مما يعني أنه حتى ركاب الحافلات الذين لم يسافروا بالقرب من الجامعة لم يتمكنوا من الوصول إلى وجهاتهم في الأوقات المحددة في الجدول الزمني.

وقال هارفي ميلر، المؤلف المشارك للدراسة وأستاذ الجغرافيا في ولاية أوهايو: "يعلم معظم الناس في كولومبوس أنك لا يجب أن تقترب من استاد أوهايو خلال أيام السبت المخصصة لكرة القدم لأن حركة المرور ستكون بمثابة كابوس، لكن الشيء اللافت للنظر بالنسبة لي هو أنه إذا كنت راكب حافلة، فلا يتعين عليك أن تكون في أي مكان بالقرب من الملعب لتتأثر بالمباراة".

وأشرف على الدراسة الدكتور لويو ليو بينما من جامعة ولاية أوهايو وتم نشرها مؤخراً في مجلة جغرافيا النقل. وقام الباحثون بفحص خدمة الحافلات التي تقدمها هيئة النقل المركزية في أوهايو، والتي تتبع نظام النقل العام في المدينة وتخدم منطقة يسكنها أكثر من 1.2 مليون نسمة، ونفذت 19 مليون رحلة في عام 2019.

وقارنت الدراسة خدمة الحافلات في الأيام الـ 13 التي أقامت فيها ولاية أوهايو مباريات كرة القدم على أرضها في عامي 2018 و2019 مع الأيام التي خاض فيها فريق Buckeyes مباريات خارج أرضه وفي أيام أخرى عندما لم تكن هناك مباريات.

وقال ليو، وهو الآن باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة فلوريدا، إن اضطرابات النقل قبل المباريات وبعدها كانت مختلفة.

وأظهرت النتائج أن عدم موثوقية الحافلة كان أعلى بنسبة 8.7% من المتوسط في ذروة ما قبل المباراة ولكن أعلى بنسبة 24.5% في ذروة ما بعد المباراة. وكان الوقت بين الذروتين، عندما كان لمباراة كرة القدم التأثير الأكبر على موثوقية النقل، حوالي 7 ساعات.

وفي حين تناولت هذه الدراسة تأثير مباراة كرة القدم على خدمة الحافلات، يمكن استخدام التدابير التي طورها الباحثون لتحليل أي نوع من الاضطراب في تدفق حركة المرور المنتظم وتمتد إلى ما هو أبعد من مجرد التأثيرات على النقل العام.

ويمكن أن تنطبق النتائج على حوادث التصادم على الطريق السريع، وانهيار الجسور، وتأخيرات البناء، وأي حدث كبير، ومجموعة متنوعة من المواقف الأخرى، بحسب موقع تيك إكسبلور.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة تكنولوجيا خدمة الحافلات ولایة أوهایو النقل العام کرة القدم

إقرأ أيضاً:

الصين تفرض ضريبة جديدة على الواقي الذكري: قلق صحي لدى السكان

أعرب خبراء عن قلقهم من احتمال زيادة حالات الحمل غير المخطط له والأمراض المنقولة جنسيا بسبب ارتفاع تكاليف وسائل منع الحمل.

ستبدأ الصين قريبا بفرض ضريبة القيمة المضافة على وسائل منع الحمل من أدوية ومنتجات لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود، في خطوة تنسجم مع جهود بكين لدفع الأسر إلى إنجاب مزيد من الأطفال بعد عقود من قصر معظمها على طفل واحد.

وبحسب أحدث قانون لضريبة القيمة المضافة في البلاد، لن تكون "الأدوية والمنتجات الخاصة بوسائل منع الحمل" معفاة من الضرائب اعتبارا من الأول من كانون الثاني/يناير. وستخضع منتجات مثل الواقيات الذكرية لضريبة القيمة المضافة المعتادة بنسبة 13 في المئة المفروضة على معظم السلع.

ورغم أن وسائل الإعلام الرسمية لم تُبرز التغيير على نطاق واسع، فقد تصدّر النقاش منصات التواصل الاجتماعي الصينية وأثار سخرية بين مستخدمين مازحين قالوا إنهم سيكونون حمقى لو لم يدركوا أن تربية طفل أغلى كلفة من استخدام الواقيات، حتى إن فُرضت عليها ضرائب.

وعلى نحو أكثر جدية، يبدي خبراء مخاوف من ارتفاع محتمل في حالات الحمل غير المخطط له ومن زيادة مخاطر الأمراض المنقولة جنسيا بسبب ارتفاع تكلفة وسائل منع الحمل.

كانت سياسة "الطفل الواحد" التي انتهجها الحزب الشيوعي الحاكم تُطبَّق من نحو 1980 حتى 2015 عبر غرامات ضخمة وعقوبات أخرى وأحيانا عبر عمليات إجهاض قسرية؛ وفي بعض الحالات حُرم الأطفال المولودون فوق الحد من رقم هوية، ما جعلهم فعليا بلا مواطنة.

ورفعَت الحكومة الحد إلى طفلين في 2015، ثم إلى ثلاثة أطفال في 2021، فيما كان تنظيم النسل يُشجَّع ويُتاح بسهولة، حتى مجانا.

"تلك خطوة قاسية فعلا"، قالت هو لينغلينغ، وهي أم لطفل يبلغ من العمر 5 أعوام تؤكد أنها مصممة على عدم إنجاب طفل آخر. وأضافت أنها ست "تقود الطريق نحو العزوف" كمتمرّدة.

وقالت أيضا: "إنها مضحكة، خصوصا إذا ما قورنت بعمليات الإجهاض القسري خلال حقبة تنظيم الأسرة".

في 2024، وُلد 9.5 مليون طفل في الصين، أي أقل بنحو الثلث من 14.7 مليون وُلدوا في 2019، بحسب المكتب الوطني للإحصاء. وذلك رغم ارتفاع أعلى من المعتاد مدفوعا بتفضيل تقليدي للإنجاب في "عام التنين" وفق علم الفلك الصيني.

ومع تجاوز الوفيات للولادات في الصين، أصبحت الهند في 2023 الدولة الأكثر سكانا في العالم.

قال تشيان كاي، مدير مجموعة أبحاث الديموغرافيا في جامعة فرجينيا في الولايات المتحدة: "إن أثر الضريبة على تشجيع خصوبة أعلى سيكون محدودا جدا. فبالنسبة للأزواج الذين لا يريدون أطفالا أو لا يريدون المزيد، فإن ضريبة بنسبة 13 في المئة على وسائل منع الحمل غير مرجَّح أن تؤثر في قراراتهم الإنجابية، وخاصة إذا قورنت بالتكاليف الأعلى بكثير لتربية طفل".

ومع ذلك، اعتبر يي فو شيان، وهو عالم كبير في جامعة "ويسكونسن-ماديسون" الأميركية، أن فرض الضريبة "منطقي فحسب". وقال: "لقد كانوا يتحكمون في عدد السكان، لكنهم الآن يشجعون الناس على إنجاب المزيد؛ إنها عودة إلى أساليب طبيعية تجعل هذه المنتجات سلعا عادية".

وسائل منع الحمل ومخاطر الأمراض المنقولة جنسيا

كما هو الحال في معظم الأماكن، تقع معظم مسؤولية تنظيم النسل في الصين على النساء.

لا يستخدم الواقي الذكري إلا تسعة في المئة من الأزواج، فيما تعتمد 44.2 في المئة على اللولب (IUD)، و30.5 في المئة على التعقيم لدى النساء، و4.7 في المئة على التعقيم لدى الرجال، بحسب بحث صادر في 2022 عن "مؤسسة بيل ومليندا غيتس". والبقية يستخدمون الحبوب أو وسائل أخرى.

وبالنظر إلى النهج التدخلي المزمن للسلطات في حياة الناس وأجسادهم، تشعر بعض النساء بالإساءة من محاولة التأثير مجددا في خياراتهن الشخصية بشأن الإنجاب.

وقالت زو شوان، وهي معلمة تبلغ من العمر 32 عاما في بينغشيانغ بمقاطعة جيانغشي جنوبي الصين: "إنها وسيلة للانضباط، وإدارة أجساد النساء ورغباتي الجنسية".

لا توجد بيانات رسمية عن حجم الاستهلاك السنوي للواقيات الذكرية في الصين، وتتباين التقديرات. وأشار تقرير صادر عن منصة "IndexBox" الدولية للمعلومات السوقية إلى أن الصين استهلكت 5.4 مليار وحدة من الواقيات في 2020، وذلك للعام 11 على التوالي من الزيادة.

وأعرب خبراء عن مخاوف من أن يقلص تراجع استخدام الواقيات الوصول إلى وسائل الحماية ويزيد المخاطر الصحية العامة.

وقال كاي: "قد تقلل الأسعار الأعلى من قدرة الفئات الاقتصادية الضعيفة على الوصول إلى وسائل منع الحمل، ما قد يؤدي إلى زيادة حالات الحمل غير المقصودة والإصابات بالأمراض المنقولة جنسيا".

"وقد تفضي هذه النتائج، بدورها، إلى المزيد من عمليات الإجهاض وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية".

تمتلك الصين واحدا من أعلى أعداد عمليات الإجهاض في العالم، بين تسعة ملايين وعشرة ملايين سنويا خلال 2014-2021، بحسب لجنة الصحة الوطنية. ويقول خبراء إن العدد الفعلي قد يكون أعلى، إذ يلجأ بعضهم إلى عيادات غير قانونية.

وأوقفت الصين نشر بيانات الإجهاض في 2022.

كما ترتفع إصابات الأمراض المنقولة جنسيا، رغم انخفاضها خلال سنوات جائحة كوفيد-19، مع تسجيل أكثر من 100.000 مصاب بالسيلان و670.000 مصاب بالزهري في 2024، بحسب بيانات الإدارة الوطنية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

ويرتفع أيضا عدد المرضى المتعايشين مع الإيدز وإصابات فيروس نقص المناعة البشرية، لا سيما بين كبار السن من الصينيين، ليبلغ نحو 1.4 مليون في 2024.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • «دي بي ورلد» تطلق خدمة جديدة للنقل البحري بين ميناء راشد وميناء أم قصر
  • الصين تفرض ضريبة جديدة على الواقي الذكري: قلق صحي لدى السكان
  • نهاية الكمسري في القاهرة.. بدء التشغيل التجريبي لمنظومة الدفع الإلكتروني في الحافلات العامة
  • تقدم ملحوظ في أعمال تنفيذ مشروع المرحلة الأولى من مترو الإسكندرية
  • دبي تعتمد تقنية جديدة لتسجيل الوصول الفندقي الرقمي
  • 27 ديسمبر.. انطلاق مباريات دور الـ 16 لبطولة كأس مصر
  • محافظة الجيزة توقّع بروتوكولًا للتوسع في تشغيل «السكوتر الكهربائي–الرابيت» لتعميم وسائل النقل الذكية
  • محافظة الجيزة توقّع بروتوكولًا للتوسع في تشغيل السكوتر الكهربائي لتعميم وسائل النقل الذكية
  • انقلاب تروسيكل يعيد مأساة نقل الطالبات بسوهاج ويشعل مطالب عاجلة للحماية
  • حقن الفيلر.. تقنية جديدة تكشف الخطر مبكراً