سفير سلطنة عمان بالقاهرة: الإعلام المُضلل شريك في الإبادة الجماعية بغزة
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
شارك السفير عبد الله الرحبي سفير سلطنة عُمان في جمهورية مصر العربية، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية في ندوة نظمها صالون القاهرة الثقافي الدولي بعنوان "النخبة الإعلامية والأمن القومي العربي".
وخلال الندوة، أبرز السفير عبد الله الرحبي العلاقة بين الإعلام والأمن القومي؛ باعتباره أحد عوامل تحقيق الأمن على المستوى الوطني والعربي، مُستعرضًا العديد من الأمثلة للدور الإعلامي الذي شكل معول هدم للدول خلال السنوات العشر الماضية، وكذلك في العديد من الأزمات العربية.
وأضاف الرحبي أنَّ السردية الإسرائيلية تستخدم آليات تضليلٍ وتحريضٍ تشير بنيتها إلى دور مختبرات إسرائيلية في صياغتها لتحقق مستهدفات محددة سلفًا، وبخاصةً في المجتمعات الغربية، وأول الأهداف استدامةً الدعم الرسمي الغربي الأعمى لحزمة، جرائم تشمل: العقاب الجماعي والتطهير العرقي والإبادة وتدمير كل مقومات الحياة في غزة.
وسريعًا جرى استدعاء هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية إلى الخطاب الإسرائيلي، ووُضِع العدوان الإسرائيلي في سياق قاموس مفردات له تأثيره الكبير في الغرب مثل "الحرب على الإرهاب" ومواجهة "محور الشر".
ولفت الرحبي إلى أن الوجه المظلم للاستخدامات المحتملة للإعلام الجديد ينبغي ألّا يمنعنا من النظر المتوازن إلى أدواره الإيجابية، وقد عكستها الحرب على غزة بأوضح صورة؛ حيث تراجع بشكل لا جدال فيه دور الإعلام التقليدي في الشرق والغرب معًا، وأسهم المدونون المؤثرون هنا وهناك في تقديم "إعلام موازٍ" كان له دور كبير في تحريك جماهير واسعة في مختلف أنحاء العالم نُصرةً للحق الفلسطيني.
وتابع الرحبي أنه "أمام هذا التحول الكبير في الوزن النسبي للنوعين المتمايزين من الإعلام، تفرض الطبيعة الفضفاضة غير الهرمية لبنية الإعلام الاجتماعي، الانتقال من مرحلة التقييد وإصدار التشريعات التي تعاقب بأكثر مما تسهم في نضج الظاهرة، إلى مرحلة بلورة "ميثاق شرف عربي" يكون نواة بنية أوسع من التقاليد الأخلاقية والمهنية التي تجعل عمل المؤثرين العرب بناءً، ومتسقًا مع هوية الأمة".
واستطرد السفير قائلًا: "لا مبالغة في القول إن الإعلام الاجتماعي يمكن- مستقبلًا- أن ينجح في تحقيق ما لم ينجح الإعلام التقليدي في إنجازه بموازنات مالية ضخمة ورعاية رسمية سخية وهياكل بيروقراطية كبيرة، وأعني بذلك تغيير معادلة الإعلام العالمي، حيث بقي مسار التدفق- لعقود طويلة - مسارًا أحاديًا من الشمال إلى الجنوب. والأفق مفتوح بأسباب واقعية للتفاؤل، والثمرة المرجوة كبيرة، ونجاحنا على هذا المسار مرهون أولًا بالموازنة بين قيمنا وبين ممارسات إعلامية يملك القائمون عليها حرية تعبير حقيقية، يتحملون في مقابلها مسؤوليتهم الأخلاقية".
يُشار إلى أن الكاتب الصحفي محمد حميدة أدار الندوة، وشارك فيها الدكتورة عزة فتحي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، ونخبة من الصحفيين والإعلاميين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرحبي سفير عمان عمان الوفد الجامعة العربية
إقرأ أيضاً:
ندوة إرث سليمان تستحضر شخصية أحد أعلام القضاء والفقه في سلطنة عمان
"العُمانية": احتفاءً بإرث علمي وفكري متجذر في الذاكرة العمانية، نظمت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء مساء أمس في قلعة نخل ندوة علمية بعنوان "إرث سليمان"، تناولت شخصية الشيخ القاضي الفقيه سليمان بن علي الكندي، أحد أبرز علماء ولاية نخل، وما تركه من أثر في مجالات القضاء والتعليم والإصلاح الاجتماعي، وذلك برعاية معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العماني.
واشتملت الندوة على جلستين علميتين وعددٍ من أوراق العمل، وشهدت حضورًا من قِبل الباحثين والكتاب، وألقى الشيخ هلال بن علي الكندي المشرف العام للندوة كلمة تناول فيها جوانب من سيرة الشيخ سليمان بن علي الكندي، في القضاء والتعليم والإصلاح الاجتماعي، إلى جانب نشأة الشيخ وانتقاله إلى ولاية نخل واستقراره فيها وتلقيه العلم على يد العلماء.
واشتملت الندوة على جلسات علمية سلّطت الضوء على مراحل النشأة والتكوين لدى الشيخ القاضي سليمان بن علي الكندي، من خلال استعراض بيئته العلمية الأولى والأساتذة والمشايخ الذين تلقّى العلم عنهم، وبيان حضوره فقيهًا وقاضيًا، والجوانب الأدبية والتربوية، وقراءة تحليلية في رسائل الشيخ وقصائده، وإبراز دوره في التعليم والتوجيه، والقيم التربوية التي بثّها في طلابه ومحيطه.
وتم خلال الندوة افتتاح المعرض المصاحب للوثائق والمقتنيات والموروث العلمي الخاص، الذي تم تنظيمه بالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات، حيث احتوى على عدد من المخاطبات التي دارت بينه وبين عدد من العلماء من مختلف ولايات سلطنة عمان، كما تم تقديم ملخصٍ للأبحاث التي كُتبت في شخصية الندوة، وعرضٌ مرئي حول سيرة الشيخ الكندي، وأوبريت إنشادي بمشاركة عدد من المنشدين.