هو الرجل الذي تم اتهامه بأنه أقام بيت مخل بالآداب العامة في مستشفى المواساة، وتم اتهامه بجلب ممرضات للملك فاروق من فرنسا وإيطاليا لقضاء ليال حمراء معهن، وعاقبته محكمة الثورة بالأشغال الشاقة المؤبدة، ومات في سجنه.

هو الدكتور أحمد باشا النقيب، والذي أنشأ مستشفى المواساة بالإسكندرية والذي كان يعتبر وقتها واحدًا من أفضل 10 مستشفيات على مستوى العالم، إضافة إلى أنه كان الطبيب الخاص للملك فاروق والأسرة المالكة، وقد تزوج ابنه أدهم من الملكة ناريمان بعد طلاقها من الملك فاروق وأنجب منها المرحوم أكرم أدهم النقيب المحامي والذي توفى في 14 فبراير 2018.

في عام1927م قدم الدكتور أحمد باشا النقيب فكرة إنشاء مستشفى يخدم المصريين والأجانب ويكون على أعلى مستوى من الكفاءة الطبية، وبالفعل وافق مجلس إدارة الجمعية على الفكرة وسافر الدكتور النقيب إلى ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا لاختيار النموذج الأمثل للمستشفى وتم اختيار مستشفى مارتن لوثر بألمانيا لإنشاء مثيل له بالإسكندرية بتكاليف 250 ألف جنيه مصري.

وتم إسناد العمل به للمهندس الألماني أرنست كوب الذي أنشأ مستشفى مارتن لوثر بألمانيا وقامت الجمعية بشراء قطعة أرض مساحتها 19 ألف متر مربع من محافظ الإسكندرية في ذلك الوقت وهو حسين صبري باشا خالي الملك فاروق بمبلغ 7 آلاف جنيه وقامت الجمعية بجمع التبرعات من أغنياء الإسكندرية.

وكانت الجمعية تملك عمارة كبيرة في منطقة الميناء الشرقي تستخدم ريعها في تمويل أنشطة الجمعية وعند عرضها للبيع لم تحقق سوى 30 ألف جنيه فقط، فتم عمل ياناصيب على التبرعات وتكون الجائزة الكبرى هي هذه العمارة وبالفعل حقق الياناصيب مبلغ 60 ألف جنيه.

وفي عام 1935 تم اكتمال البناء تحت اسم مستشفى المواساة الخيري ولكن الملك فؤاد لم يحضر لافتتاحه وبعد تولي الملك فاروق الحكم عام 1936م، قام بافتتاحه رسميا في شهر نوفمبر عام 36 بحضور علي باشا ماهر رئيس الوزراء والدكتور أحمد النقيب صاحب الفكرة والملك عبد العزيز آل سعود.

كان مستشفى المواساة طوال الأربعينيات والخمسينيات قبلة للملوك والرؤساء والأمراء للعلاج بها ومن أشهر من تلقي العلاج بها الملك عبد العزيز آل سعود والملك فيكتور عما نويل ملك إيطاليا والأمير عبد الكريم الخطابي وشاه إيران محمد رضا بهلوي إضافة إلى الملك فاروق نفسه التي نقل إليها عقب حادث القصاصين كما أجريت له بها عمليات جراحية كما عولج به الرئيس عبد الناصر وعدد كبير من الفنانين ومشاهير مصر والعالم العربي.

ومن الطرائف أن الرئيس اليمني عبد الله السلال خلال علاجه به كان يشكو إلى الرئيس عبد الناصر خلال زيارته له من الضيق فكان يرسل له الفنان إسماعيل ياسين كل ليلة ليسليه ويرفّه عنه في مرضه.

ولكن بعد قيام ثورة يوليو 1952م تغيرت الأحوال وتبدلت الأوضاع وبدأت محاكم الثورة في التخلص من رموز العهد البائد وتشكلت المحكمة في أوائل سبتمبر عام 1953م من عبد اللطيف البغدادي رئيسا، وحسن إبراهيم وأنور السادات أعضاء، لمحاكمة كل رموز الفساد من النظام الملكي وكل من تعاون من الإنجليز أو تأمر على الثورة.

وجاء الدور على محاكمة الدكتور أحمد باشا النقيب، أما التهمة التي وقف بها أمام محكمة الثورة فكانت أنه أقام بيت مخل بالآداب العامة في مستشفى المواساة، متهمين إياه بجلب ممرضات لفاروق من فرنسا وإيطاليا، وتم الحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة، ومات في سجنه.

هذا وجدير بالذكر أن أحمد باشا النقيب هو والد الدكتور "أدهم أحمد النقيب" الذي تزوج الملكة ناريمان فيما بعد وأنجب منها ابنهما المرحوم "أكرم أدهم النقيب".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الملك فيصل الملك فاروق الأول الملك عبد العزيز آل سعود مستشفى المواساة الدکتور أحمد الملک فاروق

إقرأ أيضاً:

مستشفى الملك فيصل التخصصي بالمدينة المنورة

حين تتحول الرعاية الصحية إلى مسؤولية مؤسسية، يظهر الفرق بين منشآت تُدار بالورق وأخرى تُدار بالمعايير. فالجودة هنا ليست ترفًا، بل ضرورة تُقاس بالمنجز، وتُختبر عند أول موقف حرج. ومن هذا المنطلق، شكّلت تجربتي مع مستشفى الملك فيصل التخصصي بالمدينة المنورة نموذجًا جديرًا بالتقدير، يجسّد ما تعنيه الرعاية حين يكون التحدي الحقيقي هو الإنسان واستعادة عافيته.
وقد شاهدت هذا النموذج حين احتاج ابني (أحمد) إلى تدخل جراحي دقيق، فكانت كفاءة الرعاية ودقة التنظيم هي المعيار، لا الانطباعات أو المجاملات. كانت الرعاية ممارسة احترافية تُعلي من قيمة الإنسان، وتُحسن إدارة الحالة بشمولية واعية.
كان اللقاء الأول مع الفريق الطبي كفيلًا بتعزيز هذا الانطباع؛ إذ أدار الاستشاري المشرف، وهو طبيب سعودي وأستاذ جامعي، النقاش بأسلوب مهني، وقدّم توصيفًا دقيقًا للحالة دون تهوين أو مبالغة. عندها أيقنت أنني أمام فريق يمتلك المعرفة والكفاءة، ويُحسن إدارة الموقف منذ اللحظة الأولى.
وفي يوم الإجراء، برزت كفاءة الفريق التمريضي في تهيئة الطفل نفسيًا وجسديًا بهدوء يتناسب مع عمره وقلقه، في أسلوب لم يكن استثناءً، بل يعكس ثقافة مؤسسية راسخة تُولي المريض اهتمامًا كاملًا، وتُراعي خصوصيته وظروفه مهما كان عمره أو جنسه أو جنسيته.
نُفذت العملية على يد استشاري سعودي ضمن فريق متكامل، واضح الأدوار، دقيق الأداء. وقد سارت مراحل الإجراء كما شُرحت مسبقًا، في التزام مهني زمني، دون ارتباك أو مفاجآت، وهو ما عزز الثقة في مستوى الانضباط داخل هذا الصرح.
أما الرعاية بعد العملية، فلم تقل كفاءةً أو انضباطًا. فقد اتسمت المتابعة الطبية والتمريضية برصد إلكتروني لحظي للمؤشرات الحيوية، وإجراءات دقيقة للنظافة والتعقيم وفق جداول منظمة، تضمن بيئة آمنة ومستقرة.
أيضًا، الخدمات المساندة بدورها كانت على قدر عالٍ من الكفاءة؛ صرف الأدوية تم بسلاسة، مدعومًا بخدمة “البريد الدوائي”، بينما يتيح التطبيق الإلكتروني حجز المواعيد واستعراض التقارير الطبية بكل يُسر. هذا التكامل بين الخدمة الطبية والإدارة الرقمية يعكس وعيًا متقدمًا بأهمية تسهيل تجربة المريض.
ولم تكن هذه الممارسات مجرد تحسينات ظاهرية، بل جزءًا من منظومة ناضجة تُشرك المريض بفاعلية، وتقدم خدمات مثل العيادات الافتراضية، والتقييم الذاتي، والدعم الفني، ونظام التذكير بالمواعيد، بما يجسّد تداخلاً حيويًا بين الرعاية الصحية والتقنية الحديثة.
ومن زاوية الكوادر البشرية، يبرز التنوع الثقافي داخل المستشفى كنقطة تميّز؛ إذ يعمل فريق متعدد الجنسيات بانسجام احترافي، يجمعه الالتزام بأخلاقيات المهنة والانضباط، لا الخلفيات الثقافية، في بيئة تحترم الوقت، وتُحسن التعامل مع المواقف بكفاءة.
وأمام كل ما سبق، يتضح أن مستشفى الملك فيصل التخصصي بالمدينة المنورة لا يمثل مجرد منشأة طبية متقدمة، بل يُجسد تجربة مؤسسية تُدار باحتراف، وتُبنى على رؤية إستراتيجية؛ تُدرك احتياجات الإنسان وتستشرف المستقبل.
ولا يكتمل الحديث دون الإشارة إلى من كان وراء انطلاقة هذا المشروع، الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز (أمير منطقة المدينة المنورة سابقًا)، الذي سعى بكل جدٍ وصدق إلى تحويل تطلعات الأهالي إلى واقع طبي متقدم. وتُستكمل هذه المسيرة اليوم بإشراف الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز(أمير منطقة المدينة المنورة حاليًا)، الذي يواصل الدعم والمتابعة، حرصًا على ترسيخ معايير الجودة وتطوير الخدمات؛ بما يليق بمكانة المدينة المنورة وسكانها وزوارها.
وختامًا، أكدت لي هذه التجربة أن مستشفى الملك فيصل التخصصي، بفروعه في الرياض وجدة والمدينة المنورة، يمثّل نموذجًا وطنيًا للرعاية الحديثة، لا يعتمد على البنية والتقنيات فقط، بل على كفاءة الكوادر، ودقة الإجراءات، وروح مؤسسية تضع الإنسان في صدارة الأولويات، وتسير بثبات نحو الجودة والتميّز.

مقالات مشابهة

  • كلمة وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى خلال حفل إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا
  • بدء كلمة وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى خلال حفل إطلاق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية
  • فيلم "أحمد وأحمد" يحقق نجاحًا كبيرًا بشباك التذاكر في أول أيام عرضه
  • أمام كافيه الملك فاروق.. إخماد حريق التهم شقتين في شارع فيصل
  • انضمام الدكتور ابراهيم صبيح استشاري جراحة الدماغ والأعصاب وفريقه الطبي الي كادر مستشفى الرشيد
  • مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر ينهي معاناة طفلة أردنية من "عدم اكتمال تخلق الحجاب الحاجز"
  • مستشفى الملك فيصل التخصصي بالمدينة المنورة
  • بـ " لوك مختلف".. غادة عبد الرازق تحضر العرض الخاص لفيلم" أحمد وأحمد"
  • السقا وأحمد فهمي وجيهان الشماشرجي أبرز حضور عرض " أحمد وأحمد"
  • إستعدادات العرض الخاص لفيلم " أحمد وأحمد" ( صور)