اليمن: السلام العادل لشعوب المنطقة لن يتحقق من دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
(عدن الغد)متابعات:
قالت الجمهورية اليمنية ان السلام العادل والدائم والشامل الذي يشكل خياراً استراتيجياً هو السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة وحمايتها من دوامات العنف والحروب ولن يتحقق من دون انهاء الاحتلال الاسرائيلي ونيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
واضافت في بيانها الذي ألقاه مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله علي السعدي اليوم أمام الدورة الـ10 الطارئة المستأنفة للجمعية العامة حول فلسطين، "لن تنعم اسرائيل ودول المنطقة بالأمن والسلام مالم ينعم بهما الفلسطينيون ويستردون كامل حقوقهم المسلوبة، فاستمرار الاحتلال الاسرائيلي هو تهديد لأمن المنطقة واستقرارها وللأمن والسلم الدوليين".
جددت بلادنا رفضها كافة أشكال الانتقائية في تطبيق المعايير القانونية والاخلاقية الدولية والتغاضي عن الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
وأشارت إلى استمرار المجازر والقتل الممنهج التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية معظمهم من النساء والأطفال على مرأى ومسمع هذا العالم الذي فشل اخلاقيا وانسانيا في حماية المدنيين الفلسطينيين وتخلى عن انقاذ أطفال ونساء غزة والذين ترتكتب بحقهم أبشع الجرائم لم يشهد لها التاريخ مثيلاً .
وقالت "لقد انتهكت اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في عدوانها على قطاع غزة كافة المعايير والقيم الاخلاقية والدينية والانسانية. ومن المؤسف أنه بالرغم من كل هذه المجازر وحجم الجرائم بحق الفلسطينين والتي تتكشف يومياً، مازال البعض يتردد في تسمية الأمور بمسمياتها وإدانة هذه الجرائم بحق الانسانية والمطالبة بوقفها فوراً".
واضافت إنه من العار على المجتمع الدولي ومجلس الأمن على وجه التحديد أن يسمح بمواصلة المجازر وحرب الابادة وجرائم الحرب ضد الانسانية بحق المدنيين الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الانساني وقانون حقوق الانسان.
وجاء في البيان "لقد فشل مجلس الأمن في اعتماد قرار يدعو الى وقف اطلاق النار لدواعي انسانية والانتصار لقيم ومبادئ هذه المنظمة بسبب استخدام عضو في المجلس لحق الفيتو بما يؤثر على مصداقية الأمم المتحدة والتعامل مع الأزمات الحالية والمستقبلية وتبرز الحاجة الملحة لتحقيق اصلاح حقيقي في مجلس الأمن أكثر من أي وقت مضى".
وأشار البيان إلى ان مناشدة الأمين العام وتفعيله للمادة 99 من الميثاق لم تأت من فراغ وإنما أتت لتؤكد أنه لم يعد ممكناً القبول بأن تستمر جرائم الحرب والمجازر والابادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية ولفت عناية المجلس الى ما يشكله الوضع الكارثي في فلسطين من تهديد للأمن والسلم الدوليين.
ولفت إلى إن مشروع القرار الجديد الذي تقدمت به المجموعتان العربية والاسلامية الى مجلس الأمن والمقرر التصويت عليه هذا اليوم يشكل خطوة، في حال اعتماده، يجب أن تتبعها خطوات أخرى تتمثل في اعتماد المجلس لقرار ملزم بوقف اطلاق النار الشامل والدائم في قطاع غزة، مالم فإن هذا القرار لن يؤتي ثماره.
وأكد أنه برغم التقدم العلمي والتكنولوجي الكبير المحرز في هذا العصر الا أن هذا العالم فقد أبسط أبجديات القيم والمبادئ والأخلاق الإنسانية والضمير الإنساني في الحفاظ على الروح البشرية، بغض النظر عن الجنس واللون والدين والهوية.
وقال "لقد أصبحنا في عالم فقد بوصلته حيث أن مقاومة الاحتلال ونظام الفصل العنصري تعد ارهاباً وممارسة الاحتلال لأبشع أنواع جرائم الحرب والابادة الجماعية والتطهير العرقي وقتل المدنيين بالآلاف بمن فيهم النساء والأطفال وتدمير البنى التحتية واستهداف المستشفيات والمدارس والأطقم الطبية يعد دفاعاً عن النفس".
وأوضح أن هذه الجلسة تنعقد ولازلنا نبني آمالنا وآمال وأحلام الشعب الفلسطيني الحر الصامد على هذه الجمعية لتقول بصوت جماعي ما فشل مجلس الأمن في قوله "كفى، كفى" إراقة الدماء وارتكاب المجازر وأن تقول بصوت موحد يجب وقف اطلاق النار فوراً.
وأكد أنه لم يعد بالإمكان أن نكرر ارقام الضحايا الذين يسقطون بالآلاف جلهم من الأطفال والنساء في غزة لأنهم ليسوا مجرد أرقام إنهم بشر لهم أحلام وآمال وطموحات في العيش بحرية وكرامة واستقلال مثلهم مثل باقي شعوب العالم الحر، مشددا إلى لا يمكن تحقيق الأمن والسلام في المنطقة مالم يتحقق الأمن والسلام للفلسطينيين.
واضاف "من المؤلم جداً أنه ومنذ التصويت على مشروع القرار، الذي شاركت في رعايته أكثرمن 100 دولة، في مجلس الأمن في 8 ديسمبر وحتى اليوم، فقدنا الآلاف من أرواح المدنيين الأبرياء جلهم من النساء والأطفال وكان يمكن الحفاظ على حياتهم وماتزال المزيد من الأرواح معرضة للخطر والموت وهذا الأمر غير مقبول أخلاقياً وانساياً وقانونياً".
وأكد أنه لم يعد هناك المزيد من الوقت وأنه يجب ان تتوقف المذبحة وإذا كان المجلس أصبح بعيداً عن الواقع الذي نعيشه اليوم، فإن هذه الجمعية تمثل منبراً للدفاع عن ميثاق هذه المنظمة ومبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الانساني وضمير هذا العالم وأن لا تتحول الى تجمع لايمتلك القوة.
وثمن البيان عالياً كل دول العالم المحبة للسلام والانسانية التي رعت والتي صوتت لصالح القرار المقدم من قبل جمهورية مصر العربية باسم المجموعة العربية الذي يدعو الى وقف انساني لإطلاق النار لأن كل يوم وكل ساعة تمر تعني التضحية بالمزيد من دماء الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء، ولأن مصداقية هذه المنظمة أصبحت على المحك.
وشدد على ضرورة أن تكون هناك مسائلة قانونية وجزائية عن كل ضحية فلسطينية مدنية ناجمة عن هذا العدوان الاسرائيلي وعن كل جريمة مرتكبة.
واضاف "إن الوجه الآخر لهذه المآساة التي تستمر حتى اليوم في غزة هو صمود الشعب الفلسطيني الباسل رجالاً ونساءً، أطفالاً وشيوخاً للدفاع عن أرضه ووطنه وكفاحه البطولي من أجل نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة".
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی النساء والأطفال فی قطاع غزة مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
معانٍ سامية لزيارة تاريخية غالية
راشد بن حميد الراشدي
في زيارة تاريخية تحمل معاني سامية بين بلدين جارين تمتد بينهما علاقات تاريخية يسودها الاحترام المُتبادل والتقدير والاحترام، مكونة نتائج ملموسة لتلك العلاقات، ومن خلال ذلك الجسر الممتد بين مسقط وطهران في جميع مسارات التعاون المثمرة؛ فقد حققت تلك العلاقات المتينة نتائج مبهرة قادت البلدين والأمة الإسلامية والعالم أجمع نحو أطر السلام والوئام وانعكس أثرها على مستقبل الأمة الإسلامية والعالم أجمع في جميع قضايا الأمة.
الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني إلى سلطنة عُمان تحمل ملفات وموضوعات متعددة لمسقط ستكون نتائجها مثمرة في إطار ما تشهده المنطقة والعالم من أحداث ساخنة تعزز الجهود المبذولة في إيجاد حلول سلمية للقضايا المطروحة.
وجسور التاريخ ممتدة بين مسقط وطهران وما يربطهما من علاقات تاريخية وأخوة صادقة وسمو في احترام حقوق الجار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير والتعاون والتعاضد في جميع قضايا الأمة الإسلامية والمنطقة بشكل خاص والتي ساهمت من خلال كل تلك العوامل ولله الحمد في خلق توازن صادق بين الدولتين الصديقتين في جميع المجالات مما جعلهما محورا هاماً في العالم لحل معظم قضايا المنطقة.
والعلاقات التاريخية بين سلطنة عُمان وإيران أثبتت حسن نوايا الدولتين في العيش الكريم والتآخي وحسن الجوار الذي اتسمت به تلك العلاقات خلال قرون ماضية. ومع بزوغ فجر النهضة المباركة في عام 1970، كان للجمهورية الإيرانية دور محوري في استقرار سلطنة عُمان عبر مشاركتها في طرد المتمردين والمعتدين في حرب ظفار؛ مما كان له الأثر البالغ في تقوية أواصر الصداقة والأخوة بين البلدين والذي انعكس على التعاون السلمي في جميع المجالات بين البلدين رغم ما تمر به المنطقة من ويلات الحروب والفتن التي عصفت بها طوال نصف قرن.
واليوم تواصل سلطنة عمان مسيرة السلام التي اختطتها لنفسها لرأب الصدع بين بلدان المنطقة وتقريب وجهات النظر واحترام حقوق الغير وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية والتعاون الوثيق الصادق المبني على حسن النوايا وخاصة مع قضايا الأمة الساخنة والمشتعلة من حولنا مما سينعكس أثره على المنطقة جمعاء.
وزيارة فخامة الرئيس الإيراني لأخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- في مسقط تعكس منهاجًا أصيلًا في توطيد تلك العلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين والسعي لتطويرها في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والاستثمارية؛ لما تتميز به الجمهورية الإيرانية الإسلامية من تقدم وخبرات في مختلف المجالات ومقومات واعدة تسهم في النهضة المتجددة، بالتوازي مع ما تزخر به سلطنة عُمان من موقع جغرافي وثروات ومقومات مشجعة للاستثمار فيها؛ حيث تحفل السلطنة باستثمارات واعدة ستعمل عل نقل الخبرات والاستثمار والتبادل التجاري بين البلدين لما فيه من خير ورخاء ابناء الشعبين الصديقين.
إن مكنونات هذه الزيارة ونتائجها ستظهر قريبًا في أوجه الحياة في البلدين الصديقين، وسترسم آفاقًا وملامح مستقبل سعيد لشعبي البلدين وشعوب المنطقة، في إطار من ديمومة علاقات السلام والوئام التي تميزت بها سلطنة عُمان وجمهورية إيران طوال عقود مضت؛ مما أكسب البلدين احترامًا دوليًا لتلك العلاقة، والتي كانت مسارًا للسلام، ويؤمل أن تتطور ويتوسع أفقها وأطرها ومداركها لتحمل حمائم السلام نتائجها المشرفة إلى كل بقاع العالم والتي نتمنى التوفيق لها.
حفظ الله قادة الدولتين وشعبيهما وأدام المحبة بينهما لما فيه الخير للبلدين والأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع.
رابط مختصر